عرض مشاركة واحدة

قديم 15-09-09, 01:03 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

3.التعــرض0
يقول الأمام علي (ع): ((خير الدفاع ما كان هجوماً))وهذا القول لم يدونه بالروحية نفسها إلا النادر من المفكرين العسكريين الكبار في العصر الحديث . ويقول الأمام في مكان آخر ((ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا ))ليؤكد هنا دور الهجوم وعدم الركون إلى الدفاع اضطراراً . والتعرضموقف فكري ينجم عن قناعة نفسية باتخاذهذا السلوك ، ويستوجب وجود الاحتياطات التي بإمكانها الحفاظ على روح التعرض
وكذلك المرونة في تحويل التعرض إلى الدفاع عند الوصول إلى النقطة الحرجة . وللتعرض فوائد ، منها : اختيار المسلك الملائم للمهاجم ، ورفع المعنويات ، وينقل المعركة إلى مناطق العدو0

أن الدفاع وحده لا يؤدي إلى نصر الحقيقي ، بل إلى النصر الموضعي فقط في حالة نجاحه . إما التعرض فيؤدي في حالة نجاحه إلى النصر . ومن المهم هنا أن نذكر أن مبدأ التعرض الذي يطبقه الرسول (ص) كان دفاعاً عن الإسلام وحماية للدين الحنيف ، وحرصاً على حرية نشره ولغرض إقرار الإسلام ، وبذلك طبق المبدأ التعبوي ((أن التعرض أفضل وسيلة للدفاع ))ويمكن اعتبار كل غزوات الرسول (ص) تعرضيه ، ماعدا غزوتي ((اُحد )) و(( خندق )). لقد استطاع الرسول (ص) – بشتى الأساليب – الحصول على معلومات عن نيات أعدائه قبل وقت مناسب ، وبذلك استطاع أن يتعرض عليهم ويقضي على نياتهم العدوانية .

4 0 الاقتصاد بالجهد0
مبدأ الاقتصاد بالجهد كعلم يستند إلى الكم ويتعامل معه ، إلا انه لا يمكن أن يتعامل مع النوع بدقه متناهية ، خصوصاً فيما يخص الطاقة البشرية ، حيث لا يمكن القرار مثلاً على نوعية الرجال بصورة دقيقة قبل دخول الحرب ، لان رباطة الجأش الإنسانية لا يمكن قياسها في ظروف سلمية وإنما في المعارك .

أن طبيعة المعارك في الوقت الحاضر وسيولتها وتبدل الموقف فيها بصورة مفاجئة ، وندوة البشر وكثافة المنظومات التسليحية المهلكة ، تجعل زج هذه الطاقات في المعارك بشكل مكثف أمرا لا يتفق مع مبادئ الاقتصاد بالجهد وكاستنتاج مهم فان الاقتصاد بالقوة هو الذي يجب أن يسود منطق الحرب . وهو أيضا الاستخدام المتوازن للقوى والتصرف الحكيم بجميع المواد لغرض الحصول على حشد القوى المؤثر في الزمان والمكان الحاسمين . وقد راعى الرسول الكريم (ص) مبدأ الاقتصاد بالجهود في كل غزواته ، ولم يندب قوة لواجب ما ألا وهي كافية لذلك الواجب من كل الوجوه . ففي معركة (( خيبر)) كان اليهود متحصنين في أثنى عشر حصناً ، وكانت خطة الرسول (ص) تقضي بمشاغلة بقية الحصون بقوات صغيرة لمنع اشتراكها في المعركة وفي الوقت نفسه ، تركيز قوات المسلمين على حصن واحد فعند القضاء عليه يتم التحرك إلى الحصن الآخر وهكذا .

 

 


   

رد مع اقتباس