عرض مشاركة واحدة

قديم 27-05-09, 05:34 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الأزمة اليمنية ومسارات الوحدة والتجزئة



 

الأزمة اليمنية ومسارات الوحدة والتجزئة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





أعتقد أنه لا يمكن فهم الأزمة السياسية التي تعصف باليمن اليوم ما لم نفهم أولاً بعديها التاريخي والاجتماعي، فالأزمة ليست وليدة اليوم، وليست نتاج السياسة وحدها، إنها صراع اجتماعي على أرض السياسة. ولذلك سوف أضطر إلى معالجة الأزمة انطلاقاً من منهج سيسيولجي يقرأ السياسي من خلال جذره الاجتماعي.

أولاً: جوهر الأزمة

يتمثل جوهر الأزمة في سيطرة البنية الاجتماعية التقليدية ممثلة في بالأسر والقبيلة على المؤسسة العسكرية، ومن ثم السيطرة على كل إمكانيات ومقدرات الدولة وتسخيرها لإنجاز مشروع التوريث، ومقاومة كل محاولات الإصلاح التي تمس بسياسة التوريث.
"
الأزمة السياسية اليمنية ليست وليدة اليوم، وليست نتاج السياسة وحدها، إنها صراع اجتماعي على أرض السياسة.
"فقد شكل صالح إلى السلطة في 17 يوليو/تموز 1978 انتصاراً للقبيلة، فالرجل ينحدر من سنحان، وسنحان هي إحدى بطون قبيلة حاشد أقوى القبائل اليمنية وأكثرها تماسكاً ونفوذا، وقد تمكن صالح من تشييد حكم أسري يتجسد في سيطرة قبيلته وعشيرته على المؤسسة العسكرية، ومن ثم على كل إمكانيات ومقدرات الدولة.


وفي الواقع فإن من يمسك بزمام السلطة في اليمن هو على وجه الحصر مركز اتخاذ القرار، يليه الرباعي المتنفذ من أبناء الرئيس وإخوانه وأبناء إخوانه، ويتكون من:
  1. قائد الحرس الجمهوري وهو نجل الرئيس الذي يسيطر بقوات الحرس البالغة 30 ألف رجل، وفرق القوات الخاصة على مداخل صنعاء من جهاتها الأربع.
  2. يليه قائد الفرقة الأولى مدرعة ويقودها أخ غير شقيق للرئيس، والتي تتكون من عدة ألوية جيدة التسليح وتسيطر على المحور الغربي، وقد تعمد النظام إضعافها في الآوانة الأخيرة بالزج بها في خمسة حروب مع الحوثي.
  3. وقائد وحدات الأمن المركزي وهو ابن أخ الرئيس التي تسيطر على كافة المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء.
  4. وقائد سلاح الطيران، ويقوده أخ الرئيس، الرابض في مطار صنعاء شمال صنعاء وفي كافة المطارات اليمنية، وفي الجنوب التي استقلت في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1967.
إلا أن قبائل الضالع وردفان ما لبثت أن سيطرت على المؤسسة العسكرية بعد أن تمكنت من الإطاحة بقحطان الشعبي في 22 يونيو/حزيران 1969، الذي كان يعارض دمج الميليشيات القبلية في قوام الجيش.


ثانياً: بداية وتطور الأزمة

إن الوحدة هي صناعة الأسرة في الشمال والقبيلة في الجنوب، والمفارقة أن دستورها نص على أنها دولة تعددية وديمقراطية، ولكن الصراع بين مكوني قيادة الوحدة وهما الأسرة والقبيلة ما لبث أن تفجر بعد أشهر قليلة من قيامها كما كان متوقعاً.
لم يكن هناك اصطفاف على أساس جهوي شمال/ جنوب، فإبان احتدام الخلاف بين المؤتمر الشعبي والحزب الاشتراكي حول برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي طرحه الحزب، أيد معظم اليمنيين طرح الحزب كونهم كانوا متضررين من الفساد وكانوا يتوقون إلى الإصلاح، وتزايدت شعبية الحزب في المحافظات الشمالية، وذلك عندما شعر اليمنيون أن من يقاوم سياسة الإصلاح هو مشروع التوريث، وأن من أحبط ذلك البرنامج هي الرئاسة عبر وزير المالية المقرب منها، والذي قام بسحب بساط التمويل من تحت أقدام الحكومة التي كان يترأسها الحزب.

وعند اندلاع الحرب، وقف معظم اليمنيين موقف المتفرج إلى أن أعلن علي سالم البيض زعيم الحزب الاشتراكي الانفصال، فأيدوا موقف الرئيس صالح لصالح استمرار الوحدة، وانتهى ذلك الصراع في 7يوليو/تموز 1994 بانتصار الأسرة على القبيلة، وبالتالي سقطت الوحدة في قبضة المشروع الوراثي تبعا لبنية الحكم المنتصر.

وعقب الحرب شكلت حكومة ائتلافية من المؤتمر والإصلاح وهو الحزب الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين، وكان برنامجها يقوم على تزامن الإصلاح المالي والإداري، ولكن هذه الحكومة انفضت إثر إصرار الرئاسة على تنفيذ الشق المالي المتمثل في رفع الدعم عن السلع ورفع أسعار الخدمات والمشتقات النفطية، ورفضت الشق الإداري، لأنه سيمس بقوى الفساد التي يرتكز عليها النظام.

ثالثاً: حرب 1994 وتجذر الأزمة


بعد حرب عام 1994، كان الناس، وبالذات في المحافظات الجنوبية ينتظرون من النظام معالجة آثار الحرب، إلا أن النظام سار في الاتجاه المعاكس وقام بالآتي:
  1. ألغى اتفاقيات الوحدة الموقعة بين الحزب والمؤتمر والتي كانت تنص على الأخذ بأفضل ما في النظامين السابقين.
  2. عدل الدستور بتحويل شكل رئاسة الدولة من مجلس رئاسة مكون من خمسة أعضاء بواقع 3 أعضاء للمؤتمر وعضوين للحزب الاشتراكي يختارهم مجلس النواب، إلى رئيس ونائب له يعين من قبل الرئيس الذي ينتخب مباشرة من الشعب. وإعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات التشريع بقوانين يصدرها بمراسيم رئاسية.
  3. صادر مقرات وأموال الحزب الاشتراكي وجمد أمواله وضيق على نشاطه، واستهدف قياداته وأعضائه، في حين أن الحزب كان هو وحده المؤهل لترميم الجراح الاجتماعية والسياسية العميقة التي خلفتها الحرب، وكان يفترض في النظام بعد أن تمكن من نزع آلته العسكرية وإزالة خطورته على مشروع التوريث، أن يوكل إليه تشكيل الحكومة ويطلب منه معالجة آثار الحرب.
  4. سرح معظم القيادات العسكرية من أبناء المحافظات الجنوبية التي كانت متعاطفة مع الحزب، وأسند مواقعها القيادية إلى قيادات جنوبية شاركت الرئيس في حربه على الحزب، كتلك العناصر التي فرت من الجنوب مع علي ناصر محمد عقب مذبحة 13 يناير/كانون الثاني 1986.
  5. منح الإقطاعات والأراضي الواسعة لقادة المؤسسة العسكرية ومعظمهم من أبناء الأسرة الحاكمة في المحافظات الجنوبية، عن طريق مصلحة أراضي وعقارات الدولة التي يديرها شخص مقرب من الرئاسة، وقد أثيرت هذه المشكلة قبل أشهر ورفع تقرير إلى الرئاسة خير الرئيس بين الوحدة وبين 15 فاسداً ممن نهبوا تلك الأراضي، وحتى الآن لم يصدر قرار بمعالجة هذه المسألة التي تثير غضب وحنق الفقراء والبؤساء من أبناء اليمن وأبناء المحافظات الجنوبية تحديداً.

 

 


 

ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

التعديل الأخير تم بواسطة ثعلب الصحراء ; 27-05-09 الساعة 05:38 PM.

   

رد مع اقتباس