عرض مشاركة واحدة

قديم 29-05-21, 06:35 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ورغم ذلك كله، كانت المشكلة الرئيسية بالنسبة إلى تركيا هي أن طائرات "أنكا" مثلها مثل "هيرون" لم تكن مسلحة، ما يعني أن الحلقة الناقصة في سلسلة التشغيل بين جمع المعلومات وتنفيذ العمليات كانت لا تزال مفقودة، وبدا ذلك الخلل واضحا في عام 2011 على سبيل المثال، حين قام مئات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني بشن هجمات متزامنة على قواعد تركية في مقاطعة هكاري في الجنوب الشرقي في هجوم وصف أنه الأبرز للحزب منذ عقود، وفي حين أن طائرات "هيرون" كان قادرة على نقل لقطات للهجمات من أعلى، فإنها لم تكن تملك أي أنظمة أسلحة مدمجة للتدخل في المشهد، ووجدت تركيا نفسها في النهاية مضطرة للرد بشكل تقليدي عبر إرسال آلاف الجنود لشن عمليات برية عبر الحدود في العراق.
في ذلك التوقيت، كان تركيا تحصل أيضا على بعض اللقطات والإشارات الاستخباراتية من طائرات "بريداتور" الأمريكية، لكن واشنطن أصرت على رفض بيع الطائرات المسلحة بدون طيار إلى تركيا بسبب المخاوف من موقف أنقرة العدائي تجاه إسرائيل، لذا بحلول عام 2015، اتخذت تركيا قرارا نهائيا بوقف الاعتماد على الحليف الأمريكي غير الموثوق وخوض سباق تسلح خاص بها ضد واشنطن ودول الناتو، وكان تطوير طائرة بدون طيار مسلحة هو الأولوية القصوى لتركيا في هذا السباق، وهو ما مهد الطريق لظهور الجيل الثاني من الدرونز التركية.

الأب الروحي


في الواقع، فإن رحلة الجيل الثاني من الدرونز التركية بدأت بالتوازي مع الجيل الأول تقريبا ولكن مع دعم حكومي أقل، ففي عام 2005، نجح شاب تركي يبلغ من العمر 26 عاما كان قد درس الهندسة الكهربائية في تركيا وحصل على درجة الماجستير من جامعة بنسلفانيا الأمريكية قبل أن يتقدم لدراسة الدكتوراه في جامعة ماساشوستس للتكنولوجيا، نجح في إقناع مجموعة من المسؤولين الأتراك بحضور عرض صغيرة لطائرة بدون طيار محلية الصنع كان يعمل عليها بنفسه، ومن أجل إقناع المسؤولين بتبني مشروعه، فقد أخبرهم الشاب "سلجوق بيرقدار" أن زملاءه في معهد ماساشوستس يعملون على نماذج مماثلة لمشاريع عسكرية أمريكية.


وكما يظهر مقطع الفيديو الذي تم تداوله بكثافة في الأعوام الأخيرة، فقد شاهد المسؤولون الأتراك بأعينهم – لأول مرة ربما – طائرة بيرقدار الصغيرة وهي تقلع من تلقاء نفسها وتشهر أسلحتها الصورية قبل أن تنحدر بلطف في طريق الهبوط وتستقر مجددا في أيدي بيرقدار، ورغم ذلك يبدو أن المسؤولين الأتراك لم يقتنعوا كثيرا بالعرض الذي قدمه "سلجوق" الشاب، الذي كان حتى ذلك التوقيت غير معروف لدى دوائر السلطة في أنقرة رغم كونه ينحدر من عائلة لها نشاط كبير في مجال صناعة السيارات في تركيا.
في وقت لاحق، قدم سلجوق بحثا علميا خاصة في معهد ماساتشوستس حوى خوارزمية لهبوط طائرة بدون طيار في تضاريس وعرة للغاية وحتى بشكل رأسي على الحائط، لكن الشاب التركي قرر بحلول عام 2007 قطع دراسته في المعهد الأمريكي المرموق، والعودة إلى تركيا للمشاركة في إدارة شركة العائلة، "بيرقدار ماكينا"، وهي شركة متخصصة في مكونات السيارات تم إنشاؤها في عام 1984 كجزء من جهود تركيا لتصنيع السيارات محليا، بعد أن نجحت الشركة في الفوز بمناقصة طرحها الجيش التركي لتصنيع نموذج لطائرة صغيرة بدون طيار، أمرت أنقرة في النهاية بتصنيع 19 وحدة منها ونشرها في محافظات جنوب شرق البلاد.


يتبع




 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس