عرض مشاركة واحدة

قديم 14-06-09, 07:38 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

اتفاق في الهدف واختلاف في المقاربة
مخطئ من أن يظن العلاقات الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية الطويلة والوطيدة يمكن أن تتأثر بالاختلاف في أسلوب كل منهما في التعامل مع طهران وبرنامجها النووي، ولهذا يمكن أن نصف ما حدث من اختلاف في وجهات النظر بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في لقائهما في البيت الأبيض في منتصف الشهر المنصرم على أنه" اختلاف يُولد من رحم الاتفاق"، فكل منهما متفق على ضرورة أن تجمد طهران برنامجها النووي ذي الأبعاد العسكرية باعتباره يمثل خطرًا داهمًا لأمن منطقة الشرق الأوسط بأكملها وليس لإسرائيل وحدها، هذا ما قد أكد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي "نيتنياهو" في مستهل زيارته لواشنطن ولقائه "أوباما".

تجدر الإشارة هنا إلى أن الخلاف جاء في لهجة الحوار فقط وليس المضمون، فالرئيس أوباما وجد أن الحلول الدبلوماسية قد تكون بمثابة العصا السحرية لحل الأزمة ولهذا أكد على أنه على الولايات المتحدة وحلفائها في المجتمع الدولي التركيز على المساعي الدبلوماسية التي تأخذ شكل مفاوضات جماعية ومباشرة مع طهران والتي قد تسفر عن أحد أمرين؛ الأول: تقديم حوافز لها في حالة الاتفاق على تفكيك البرنامج العسكري، والثاني: فرض مزيدٍ من العقوبات في حالة المضي قدمًا فيه. أما على الصعيد الإسرائيلي أكد نيتنياهو على نفس المضمون الأمريكي ولكن بصورة أخرى وهي أن إسرائيل لن تقف مكبلة بالأغلال أمام مساعي طهران في تطوير الأسلحة النووية، وهو ما يصب في الاتجاه الأمريكي ذاته حول ضرورة تجميد طهران لبرنامجها النووي ذي الأغراض العسكرية.

لكن ما يحسب للرئيس أوباما هنا ليس الدعوة لاستخدام السبل الدبلوماسية مع إيران لأنها هي التي فرضت نفسها نتيجة لعدة أحوال أبرزها؛ القوة العسكرية الإيرانية سواء على المستوى التقني أو البشرى، ورد الفعل الإيراني المتوقع في حالة تعرضها لأي اعتداءا ت عسكرية، ولكن الأهم من ذلك هو رفضه لفكرة نيتنياهو حول الربط بين تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبين انتهاء أزمة البرنامج النووي الإيراني. وفى هذا السياق أكد أوباما على أن السلام الفلسطيني - الإسرائيلي يقع في إطار تحقيق الأمن لكل من الشعبين حتى لو لم تسع طهران لتطوير أسلحة نووية.

ملاحظات ختامية
ومن هذا الاختلاف في المقاربة الأمريكية والإسرائيلية تُثار خمس ملاحظات أساسية، نجملها في:

أولاً: إن الرفض الأمريكي لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران ونهج السبل الدبلوماسية من جانب آخر ينبعان بالأساس من عدم رغبة الولايات المتحدة من خوض حروب جديد في هذا التوقيت تحديدًا خاصة مع زيادات الخسائر التي تكبدتها سواء في الأرواح أو الأموال في كل أفغانستان والعراق. فضلاً عن قناعتها أن استخدام القوة لم ولن يحل أي مشكلة على الساحة الدولية وهذا يتفق مع ما صرح به الرئيس أوباما في خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة في الرابع من الشهر الجاري.

ثانيًا: إن سياسة الولايات المتحدة تجاه طهران لم تتغير بتغير الإدارة من بوش إلى أوباما، فكل من الإدارتين يسعى للهدف ذاته وهو تفكيك والقضاء على البرنامج النووي الإيراني لكن كل منهما يتبع أدوات مختلفة، فإدارة بوش كانت تعتمد على التهديد ولم تستبعد استخدام القوة العسكرية، أما أوباما وإدارته فقد اعتمدت على سبل حوار والضغوط الدبلوماسية والسياسية. والحقيقة أن هذا الأمر كان متوقعًا قبل وصول أوباما لسدة الحكم على اعتبار أنه ينتمي إلى الحزب الديمقراطي بمبادئه المعروفة التي تقوم على الحوار والسبل الدبلوماسية وليس القوة العسكرية.
ثالثًا: إن الولايات المتحدة على وعى كامل بأن رد الفعل الإيراني لن يكون بسيطًا بل على العكس من ذلك كلية حيث إن كافة القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج سوف تكون في مرمى الصواريخ والقاذفات الإيرانية مما يعني أن الولايات المتحدة سوف تتكبد خسائر ضخمة علمًا بأن القوات المسلحة الإيرانية المتمثلة في الجيش وقوات الحرس الثوري على درجة كبيرة من الخبرة في المجال العسكري، ذلك بالإضافة لامتلاكها أحدث التقنيات العسكرية من قاذفات وصواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى أيضًا قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي.

رابعًا: إن إدارة أوباما قد جاءت لنشر مفاهيم جديدة عن الحرية والديمقراطية والحوار في محاولة لتحسين صورة الولايات المتحدة التي كانت قد تشوهت نتيجة سياسات إدارة بوش وبالتالي فإنها لن تسعى بأي حال من الأحوال إلى تشويه تلك الصورة الجديد بالدخول في حرب جديدة تشير كافة الشواهد والدلالات المبدئية بأنها خاسرة أو على الأقل غير منتصرة.

خامسًا: إن أحد الأسباب الرئيسة لعدم إقدام إسرائيل على هذا العمل العسكري هو علم القادة الإسرائيليين بصعوبة العملية في ظل عدم قدرة واشنطن على اتخاذ القرار بدعم إسرائيل. بعبارة أخرى إذا كانت إسرائيل تضع نسبة ولو كانت طفيفة لنجاح العملية لقامت بها بلا تردد، ذلك فضلاً عن أن إيران ليست العراق أو لبنان.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس