عرض مشاركة واحدة

قديم 19-08-10, 10:18 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الجيوستراتيجية

ماهي الجيوستراتيجية؟ وهل نعتبرها كلمة مرادفة إضافية لمجموعة المفردات لدينا مثل: الجغرافيا السياسية، أو جغرافية التفكير السياسي؟ أم أن الجيوستراتيجية هي علم حديث له تصوراته ومبادئه ومنهجياته وطرقه، وفلسفته، وأنه ـــ كعلم ـــ قادر على الإجابة على الإشكاليات التي تجابهه والتي تنتج عنه؟
وتعتبر الإجابة عن هذه الأسئلة عملاً ضخماً لا يستطيع محيط هذه المقالة استيعابها، وستؤدي إلى تأليف عدد من الكتب المتعلقة بالجيوستراتيجية، لذلك فمن المفضّل الاكتفاء بتناول المعنى الأكثر قرباً لإدراك تعريف مقبول لها، فإذا قبلنا بأن الجغرافيا السياسية تعني سياسة المجال أو سياسة المكان، فإن الجيوستراتيجية تعني استراتيجية المجال أو استراتيجية المكان، وهنا نستطيع أن ندرك أن الجيوستراتيجية تعني عبقرية إدراك الخصائص المكانية ــ الجغرافية لاستخدامها لمختلف الأهداف العسكرية، السياسية، أو الاقتصادية بهدف السيطرة وتحقيق المكاسب التي تعتبر المكاسب العسكرية جزءاً منها.


وتتأثر الجيوستراتيجية بمجموعة من العوامل، نذكر منها: التغيرات المُلاحَظة في الفنون الحربية والأدوات الإلكترونية المستخدمة بها لعمليات الكشف المكاني، وللكشف فيما وراء الخطوط، بالإضافة إلى الاستخدام الموسّع لآليات القتال عن بعد، ولوسائل التدمير الشامل غير الاستراتيجية، ومختلف أنواع الحروب الإعلامية المتطورة، والإلكترونية، وحروب المحاصرة السياسية والمحاصرة الاقتصادية، والتجليات التي أدت إلى تطوير آليات الحروب الاقتصادية، ناهيكم عن حروب النجوم، والحروب التجسسية العسكرية منها والاقتصادية، القائمة حتى بين الدول الصديقة؛ كل هذه العوامل جعلت الجيوستراتيجية تتخذ لنفسها أبعاداً عملاقة تتعدى حدود القارات، لتشمل العالم أجمع وتعتبر الأرض ميداناً واحد للعمليات، وأوجبت على المفكرين المتخصصين في الجيوستراتيجية أن يتدربوا على هذا البعد الكوني، بالرغم من كون هذا المسرح العالمي للعمليات ـــ الذي هو ميدان الجيوستراتيجية مع مطلع القرن الواحد والعشرين ـــ هو مسرح مركب بداخله يحتوي على عدد من المستويات السياسية والاقتصادية الخاصة بعلاقة الدول مع بعضها البعض، تحدد أنماط المسارح الرئيسة للعمليات، التي تتفاوت فيما بينها من حيث الأهمية، ومن حيث النتائج المتولدة عن انتهاء أو وصول إحدى العمليات إلى أهدافها الجزئية أو الكلية.

ونستطيع ــ على سبيل المثال ــ مقارنة مسرح العمليات في جنوب (الهادي) المشتمل على بعض المستعمرات الفرنسية القديمة، الذي بدأ دوره بالتقلّص من حيث كونه مسرحاً ذا أهمية سياسية، خصوصاً بعد أن انتهت فرنسا من إجراء آخر تجاربها النووية في عام 1995م، مع المسرح العملياتي لشمال الأطلسي الذي يعتبر جزيرة (أيسلندة) مركزاً جغرافياً له. لقد بدأت الأهمية الجيوستراتيجية لهذا المسرح بالتطوّر بشكل عجيب، كون (أيسلندة) جزيرة مفصلية بين العالم القطبي والعالم الأطلسي، مما جعل (أيسلندة) غير قادرة على الحفاظ على حيادها السياسي.
ومن ناحية أخرى، يُلاحظ إجماع المتخصصين على أن من أهم المسارح الجيوستراتيجية على الإطلاق، المسرح المكوّن من مجموعة دول الخليج وبلاد الشام ومصر، والذي يعتبر محرّكاً للسياسة العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي استقطب وسيستقطب أهم المخططين الجيوستراتيجيين في العالم.

وتعكس المسارح الجيوستراتيجية الإقليمية أصداء المستويات الثلاثة للعمل الجيوستراتيجي، وهي المستوى العالمي والمستوى الإقليمي، والمستوى المحلي، وتداخل أصداء الجيوستراتيجية الخاصة بهذه المستويات الثلاثة داخل أحد مسارح العمليات، يؤول إلى نشوء وضعيات في غاية التعقيد، ونتائج يصعب أحياناً تحمّلها على المستويين السياسي والاقتصادي، ولا أدلّ على ذلك إلاّ بالنظر إلى مسرح العمليات في منطقة الشرق العربي، والعلاقات الاستراتيجية المعقّدة الناتجة عن الصراع العربي ــ الإسرائيلي.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس