عرض مشاركة واحدة

قديم 10-09-10, 08:52 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تكلفة حرب.
إذا كانت الحرب الأمريكية على العراق قد كلفت مبالغ هائلة يصعب معرفتها بدقة خاصة لحرص إدارة البيت الأبيض سواء في عهد بوش أو خلفه أوباما على إبقائها طي الكتمان، فإن الأمر الأكيد هو ان قرار الرئيس باراك اوباما سحب القوات المقاتلة لن يؤدي بالضرورة الى خفض كبير في كلفة النزاع، رغم أن ادارة اوباما تحتاج إلى خفض النفقات الفدرالية، حيث أن الدين الأمريكي بلغ 13 الف مليار دولار، وهي ذروة تاريخية نجمت عن الحرب في العراق وأفغانستان.
في بداية الحرب، قال وزير الدفاع حينذاك دونالد رامسفلد ان العمليات ستكلف دافعي الضرائب الامريكيين خمسين مليار دولار، موضحا ان اي ارقام اكبر من ذلك «مبالغ فيها».
لكن حائز نوبل للاقتصاد جوزف ستيغليتز قال بعد ذلك ان الكلفة الحقيقية للحرب اقرب الى ثلاثة آلاف مليار دولار.
وذكرت هيئة المحاسبة الامريكية ان خفض عدد الجنود الامريكيين في العراق سيسمح بتوفير 67 مليار دولار في السنتين القادمتين. وفي الواقع، لا يشكل عدد الجنود المنتشرين بالضرورة العامل الاكبر في كلفة العمليات، حسبما ذكر مركز ابحاث الكونغرس.
المغالطة والكذب.
لا يظهر رغم تبدل الأشخاص الحاكمين في واشنطن وفي لندن أن هناك تحولا عن سياسات المغالطة والكذب وحملات التشويه المنظمة للخصوم.
يوم 1 سبتمبر 2010 نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالا للكاتب سايمون جينكنز جاء فيه: «إن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يغالط العالم عندما إعلن أن حرب العراق انتهت».
«جزء من حصيلة هذه الحرب هي أن هناك مليونان من العراقيين خارج بلادهم كلاجئين هاربين من سبع سنوات من الفوضى، كما أن مليونين آخرين نازحون داخل وطنهم. ومما يبعث على السخرية أن كل المسيحيين تقريبا اضطروا للفرار. وما يزال انتاج النفط الذي هو العمود الفقري للصادرات العراقية تحت الحكم الغربي أقل من مستواه قبل الغزو، وتتلقى البيوت التيار الكهربائي لساعات اقل. وهذا أمر مرعب».
«في العراق كان سبب الغزو كذبة اخترعها جورج بوش وتابعه الضعيف توني بلير. اتهموا صدام حسين بأن له علاقة بهجمات سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن، ثم اخترعوا كذبة أسلحة الدمار الشامل، وبالتخطيط لهجمات بأسلحة «دمار شامل» بعيدة المدى. وبما أنه تبين لاحقا أن ذلك غير صحيح، فقد عرض المعتذرون عن بوش وبلير مقولة مفادها أن صدام حسين رجل سيء ولذلك كانت الإطاحة به عملا جيدا».
ويضيف سايمون جينكنز «لقد تم إغراق لجنة تحقيق تشيلكوت البريطانية الخاصة بالتحقيق حول شرعية الحرب ضد العراق بالحكايات حول الاحتلال الأمريكي البريطاني على غرار ملاحم ويليام الفاتح في الشمال. وإن مما يصعب تصديقه أن تتصرف أي بيروقراطية في القرن الحادي والعشرين بهذه القسوة والتعطش للدماء. والحقيقة أن تلك البيروقراطية قد أعمتها سلطتها الامبريالية الجديدة. لكننا نخدع أنفسنا كثيرا، فالغرب ما يزال يديره زعماؤه، خاصة الجنرالات، الذين يستمتعون بأمجاد انتصاراتهم السابقة: القادة الذين يرفضون ان يصدقوا أن الامم الأخرى لها الحق في تدير شؤونها الخاصة بنفسها».
«ويأتي الدرس الأكبر من العراق، اذ ان إسقاط آلاف القنابل، وخسارة أكثر من 5000 جندي غربي وإنفاق أكثر من تريليوني دولار بقيت الجيوش الغازية عاجزة عن التغلب على البندقية الرشاشة «اي كي-47» (كلاشنيكوف)، واجهزة التفجير اليدوية الصنع المزروعة على الطرق، والفدائيين، والنفور من الاحتلال. إن أمما ذات ثقافات مختلفة لا يمكن أن تحكم سبع سنوات بالجيش. بوش وبلير لم يفكرا في ذلك».
«سينظر التاريخ إلى حرب العراق على أنها الكارثة التي كان لها أكبر دور في إبعاد القوى الأطلسية عن بقية العالم واسقاط مؤهلاتها كشرطي دولي».
بطولات وهمية.
اسلوب الكذب خاصة في الحروب التي خاضها ويخوضها التحالف الأمريكي الصهيوني لم يقتصر على القضايا الكبيرة بل وصل إلى صغائر الأمور ومنها خلق قصص بطولات وهمية، تقول صحيفة الواشنطن بوست: «جيسيكا لينش: كانت جندية في العشرين من عمرها، وقال البنتاغون أنها أصبحت أسيرة حرب واشتهرت لاحقا بعد أن صورها جنود أمريكيون أثناء عملية الإنقاذ في إبريل عام 2003، ثم عادت إلى وطنها وحظيت باستقبال الأبطال، وحصلت على وسام النجمة البرونزية، وتم عرض فيلم بعنوان «إنقاذ المجندة جيسيكا لينش» على الهواء في نوفمبر عام 2003.
أما الآن، فقد تقاعدت من العمل العسكري وتدرس التعليم الابتدائي في جامعة ويست فرجينيا. وفي العام 2007، أعلنت أمام لجنة تابعة لمجلس النواب أن الجيش كذب بشأن عملية أسرها، وأنه تم تصويرها باعتبارها «الفتاة الرامبو الصغيرة»، مشيرة إلى أن قصة وقوعها في الأسر وتحريرها ليست حقيقية».
ويذكر أنه بعد جلسة استماع في الكونغرس قالت جاين هارمن، النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا، إن هذا يجعلنا إزاء «أكبر مناورة تضليل على مدى الأزمنة».
آلة الدعاية الضخمة التابعة للمركب الصناعي العسكري نجحت في طمس الكذبة التي كان من شأنها أن تقود بالضرورة إلى محاكمات. نفس الأسلوب اتبع في طمس جرائم سجن أبو غريب وغيره من معتقلات العراق التي أمر بها وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفلد.
الحرب النفسية.
تمتلك الإدارة الأمريكية وحلفائها، منظومة إعلامية هائلة ومحترفة في مجال الدعاية، سخرت على الدوام لتمرير مخططات الحروب، ولم تكتف بذلك وأنتجت وسائل ومفاصل وأدوات ناطقة بالغة العربية والمحلية للبلد المستهدف، بغية إدارة حرب التأثير لغزو العقول والقلوب، في معظم الصراعات ويخوض كل فريق متحارب الحرب النفسية للتأثير في تصورات القادة السياسيين والعسكريين والقوات العسكرية والمجتمعات، ودفعهم للقيام بإعمال في صالح الخصم.
كما أن جوهر الأهداف الإستراتيجية للحرب النفسية، هو تدمير معنويات الخصم، وأضعاف الدعم المحلي والدولي للمجهود العسكري والسياسي والإعلامي له، أما على المستوى التكتيكي النيل من أرادته القتالية، وأضعاف قدراته وإجباره على الاستسلام وتحقيق الانهيار الإدراكي، ناهيك عن استخدام الوسيلة الأكثر انتشار «شبكة الإنترنيت» في ترويج الدعاية السوداء والرمادية وتضليل الرأي العام واستهداف القيادات والشخصيات الوطنية، كوسيلة للحرب النفسية ضد الشعوب والبلدان المستهدفة، والسعي الجاد لتطبيع الهزيمة وغرسها في نفوس الأجيال القادمة على الدوام.
الحرب المعاصرة تستند على المنظومة الإعلامية الضخمة، والتي توجه البوصلة السياسية والفكرية للرأي العام في قبول فكرة العدو المقبل «صناعة العدو»، وأصبحت الاستراتيجية الإعلامية علم وفن يهدف إلى تحقيق الأهداف والغايات المخصصة في الاستراتيجية العليا الشاملة، وأضحت مطرقة الحروب، مع تعاظم عمليات التضليل المصنعة والمنحوتة في الأروقة والمؤسسات الإعلامية ذات الاختصاص.
ويجري توظيف الخبرات الواسعة في مجال التلاعب والتضليل والتزييف والخداع والتأثير، مع الإسناد الشامل من «سينما الأمن القومي» التي تنحت العدو وترسخه في عقول الرأي العام، وتغزو القلوب وتسخرها لشرعنة الحروب وصياغتها كحروب دفاع، دون إظهار الجانب الأخر من الصورة الذي يتعرض للإبادة البشرية تحت وطأة الأسلحة المدمرة الفتاكة والتي تظهرها وسائل الإعلام بمنظر زاهي.
لقد أصبحت الحرب الإعلامية والنفسية صفحة محورية ورئيسية في الصراع والحرب، ويلعب الإعلام دورا مهما في خفض الروح المعنوية للخصم، وإفقاده الثقة في قدراته وهدفه النبيل، وبث التفرقة والاحتراب في صفوفه.
تشويه الخصوم.
كتب الباحث العراقي مهند العزاوي: «لقد عملت مراكز الإعلام الصهيونية في أمريكا على تعبئة الذاكرة الأمريكية بصورة مستمرة على تشويه العرب والمسلمين، ورسخت في عقول المواطن الأمريكي قبل وبعد الحرب ضد العراق أن إحداث 11 سبتمبر 2001 سببها العراق، وأسلحة الدمار الشامل وغيرها من المبررات المزيفة المضللة، ولم ينضج حتى الآن جيل سياسي وبحثي وإعلامي أمريكي خارج إطار هذه الصورة المعكوسة، لذا فالسياسة الأمريكية نتاج لعناصر داخلية، تتفاعل ضمن الأقطاب السياسية في اتخاذ القرار»المجمع العسكري الصناعي – الحزب الجهوري، الحزب الديمقراطي، الإيباك» وكذلك صناعة القرار من مراكز البحوث والإعلام والعلاقات العامة، ومجمع الشركات القابضة، كلها تشكل الإطار العام للسياسة الخارجية الأمريكية».
تزامنا مع عملية إعادة تسمية أحتلال العراق أو «الفجر الجديد» بلغة نائب الرئيس الأمريكي طرح رئيس وزراء بريطانيا توني بلير كتابه الذي أقر فيه أنه لم يمكنه تصور ما سماه الكابوس الذي تداعت احداثه في العراق لكنه ما زال غير نادم على الانضمام الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، وحاول بلير الدفاع عن جريمة غزو العراق مع عملية تمويه معبرا عن ألمه من خسائر تلك الحرب.
وقد علق الصحفي الأمريكي جديون راتشمان الذي انطلق في كتاباته من صحيفة فاينانشال تايمز تحت عنوان «مذكرات توني بلير تنكأ جراح غزو العراق»: «غالبا ما يكون إطلاق الكتب البارزة مثل السيرك. لكن ليس هناك ما يضاهي مزيج الضجيج والكراهية التي يصاحب نشر مذكرات توني بلير».
«قرر رئيس الوزراء السابق التبرع بجميع عائدات كتابه إلى الفيلق البريطاني الملكي، وهي جمعية خيرية للمحاربين القدامى. وربما تصل العائدات إلى خمسة ملايين جنيه استرليني. إلا أن بادرته هذه كانت محط سخرية واسعة النطاق. فقد تدفقت الانتقادات اللاذعة على بلير من كل من اليسار واليمين. واقتراح توني بارسونز، في صحيفة «ميرور» ذات الميول اليسارية، على «توني بلير أن يبتر أحد أعضائه ويتبرع به للفيلق البريطاني»، مضيفا أن هناك «أولادا سيظلون حبيسي الكراسي المتحركة طوال حياتهم بسبب هذا المنافق التقي الأصولي». وكتب ماكس هاستنغز في صحيفة «ديلي ميل» اليمينية أن «الخمسة ملايين جنيه استرليني التي سيتبرع بها بلير تهدف إلى منحه إحساسا بشعور أفضل»، وأشار إلى أن «هناك تقليدا قديماً يقضي بأن يمنح كبار المحتالين هبات سخية للأعمال الخيرية».
ولعل رد الفعل هذا هو الذي دفع بلير إلى التوجه إلى الولايات المتحدة يوم إطلاق كتابه، لحضور حفل عشاء في البيت الأبيض، على صلة بمحادثات السلام في الشرق الأوسط. إنها إحدى المفارقات الغريبة في السياسة البريطانية الحديثة أن ينتهي الأمر بشخصين هيمنا طوال 30 عاما بلير والليدي تاتشر، رئيسة الوزراء المحافظة السابقة بأن يحظيا باحترام أكبر في الولايات المتحدة عما يحظيان به في المملكة المتحدة.
مساومات.
أن الحقائق على الأرض تؤكد أن ما يحدث هو عملية إعادة تجميل للاحتلال لأهداف انتخابية لإدارة أوباما وأن الأسوأ مازال ينتظر بلاد الرافدين، خاصة أن واشنطن تساوم طهران على منحها دورا أكبر مقابل تنازل إيراني عن بعض حلفائها المحليين بالمنطقة العربية.
ورغم أن عدد القوات الأمريكية انخفض كثيرا عما كان عليه في 2007 وهو 170 ألف جندي، إلا أن المزاعم حول أن مهمة نحو 50 ألف جندي أمريكي الذين سيبقون في العراق تنحصر فقط في تقديم التدريب والمساعدة والمشورة للجيش العراقي هو أمر يشكك في جديته. ما يحدث هو استخفاف بعقول الكثيرين بالنظر إلى إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عشية انتهاء المهام القتالية أنه يجب تعويض النقص في عدد القوات الأمريكية بالمتعاقدين الأمنيين كشركة «بلاك ووتر»، هذا بالإضافة إلى إعلان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو في 22 أغسطس أن بلاده مستعدة لاستئناف دورها القتالي في حال عجزت القوات العراقية عن ضبط الوضع الأمني.
بل إن هناك من أشار إلى أن مهمة القوات الأمريكية المتبقية ستركز أساسا على القصف الجوي وعمليات الاغتيال كما يحدث في وزيرستان الباكستانية.
الخلاصة.
لو كانت بغداد تقدر أن تسقط لكانت قد سقطت على يد هولاكو فلا تنهض مجددا. ولكنها نهضت. ومن كل مجزرة تالية، ظلت تنهض ولتنحر الغزاة الذين نحروها. وقد فعلتها بغداد، في تاريخها، 12 مرة. ومرة أخرى ستنهض عاصمة حضارة الستة آلاف عام.

عمر نجيب
المصدر:جريدة العلم

9-9-2010

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس