عرض مشاركة واحدة

قديم 04-06-09, 01:11 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بداية تكوين القوات البحرية


11. مرت القوة البحرية الإسرائيلية بعدة مراحل في بداية تكوينها ورغم الظروف التي كانت مصاحبة كونها نشأة في ارض مغتصبة كانت هناك مقاومة عربية وفلسطينية إلا أنها استطاعت في خلال فترة ليست بالكبيرة أن تصل إلى مصاف دول المنطقة التي كانت تفوقها كماً وكيفاً بل وتصبح اكثر تطور وقدرة قتالية عالية و إمكانية ذاتية في تصنيع اغلب ما تحتاجه أليه قوتها البحرية وفيما يلي نوضح مراحل بداية التكوين وهي :
أ. ما قبل إعلان دولة إسرائيل . مع بداية الهجرات اليهودية من أوربا إلى فلسطين كانت هناك مجموعات خاصة من (الهجاناه) التي كانت تنظم هذه الرحلات وتقوم بنقل المهاجرين اليهود على السفن التي قامت بشرائها الدوائر الصهيونية عبر الشركات الموالية لها ، ومن هذه السفن (نورث لاند) والتي سميت ( الدولة اليهودية) أثناء فترة نقل المهاجرين ، وهي أمريكية الصنع والتي سبق وان خدمت في حرس السواحل الأمريكي في الفترة أثناء الحرب العالمية الثانية ، ثم تم ضمها إلى السلاح البحري الإسرائيلي بعد إعلان دولة إسرائيل تحت اسم (INS EILAT) ، وقد وصل عدد السفن التي تقوم بعملية نقل الهجرات إلى (65) سفينة بعضها كانت مستأجرة ، وبسبب هذه العمليات في نقل المهاجرين اليهود اكتسب أفراد الهاجاناه الخبرة العملية والمهارة حيث كانوا النواة الأولى لتكوين البحرية الإسرائيلية .
ب. البحرية الإسرائيلية بعد إعلان دولة إسرائيل في 1948م . في 1948م لم يكن عدد المنتسبين لهذا السلاح سوى(171) شخص وعدد من سفن الشحن التي تم تسليحها بالإضافة إلى بعض زوارق الدورية وزوارق الطوربيد ولم يكن هناك دور بارز للبحرية الإسرائيلية في حرب 1948م حيث كان أقوى تسليح للسفن مدافع عيار 65مم ولم تكن لها حتى القدرة الفاعلة على حماية شواطئها وطرق الإمداد البحري حيث كان الطريق الوحيد لوصول المعونات والأسلحة من أوربا وأمريكا ، وبالمقابل اقتصر دور البحرية العربي على البحرية المصرية التي لم تقم إلا بأعمال قصف متباعد على المرافئ ( قيصرية ونهاريا) ولم تستطع القيام بالحصار البحري ومنع وصول الإمدادات إلى إسرائيل رغم تفوقها في ذلك الوقت لفارق التنظيم والخبرة لصالح القوات البحرية المصرية ، و يمكن أن يعزى ذلك للضغوط البريطانية وقتذاك إذ أن سفن الشحن البريطانية كانت نفسها تنقل السلاح والعتاد والوقود إلى الموانئ الإسرائيلية ومن أهم ما قامت به البحرية الإسرائيلية هو محاولة فرض الحصار البحري على غزه بعد أن حوصرت من الجانب البري في عملية حوريف ، ثم قام أحد زوارق الطوربيد بإغراق سفينة (الفاروق) صغيرة تابعة للقوات البحرية المصرية , وكذلك انزال مجموعة كوماندوز على شواطئ سيناء الشمالية حيث قاموا بنسف أجزاء من الخط الحديدي بين العريش و رفح أثناء عملية حوريف .
ﺠ. البحرية بعد حرب 1948م. اعتقد انه كان من الضروري فرض حصار بحري على شواطئ فلسطين لمنع الإمدادات من الأسلحة والعتاد إلى إسرائيل أو على الأقل عرقلة هذه الإمدادات ولو تم ذلك لكان من السهل القضاء على إسرائيل وهي ما زالت في المهد ، ولكن كانت إسرائيل هي الأسرع إدراكا إلى أهمية وجود قوات بحرية تحمي خطوط إمدادها و خاصة عبر البحر الأبيض المتوسط ولا يمكنها أن تضل معتمدة على البحريات التابعة للدول العظمى والمؤيدة لها فقامت بالمسارعة إلى تطوير قوتها البحرية كماً ونوعاً فطلبت من بريطانيا إمدادها بالقطع البحرية حيث زودتها بريطانيا بمدمرتين أسمتهما إسرائيل( ك-40 إيلات ، ك-42 يافا) ، والمسلحتين بمدافع عيار 115 ملم ومدفعين عيار 40 ملم ، ومدافع عيار 20 ملم ، كما ضمت إسرائيل إلى بحريتها سرب من زوارق الطوربيد يتألف من 14 زورق إضافة إلى بعض سفن انزال وسفن دورية ساحلية والمسلحة بأنبوبي طوربيد عيار112ملم ومدفع عيار 40 ملم ومدفعين 20 ملم .

د. في حرب 1956م . لم تقم البحرية الإسرائيلية بأي مهام حيث أن الأساطيل البحرية الانكلو- فرنسيه المنتشرة في حوض البحر الأبيض المتوسط قد أمنت الشواطئ الإسرائيلية إلا أنها قامت بنشر قوة صغيرة من الزوارق وسفن الإنزال في ميناء ايلات على خليج العقبة الذي استولت عليه إسرائيل عام 1949م (بالتواطؤ مع الجنرال غلوب قائد الجيش الأردني آنذاك)1( ) بيد أن هذه القوات ظلت لا تستطيع الحركة كون القوات المصرية وضعت بطارية مدفعية في شرم الشيخ في رأس نصراني بحيث استطاعت إغلاق الملاحة عند مدخل خليج العقبة ، ويتضح تفوق القوة البحـرية المصرية في تلك الفترة على القوة البحرية الإسرائيلية في حرب 1956م بالآتي :
(1) كانت البحرية الإسرائيلية في حرب 1956م تتكون من الآتي)2( :
( أ ) المدمرتين( ك-40 إيلات ،ك-42 يافا) .
(ب) أربعة عشر زوارق طوربيد .
(ﺠ ) سفينتي إنزال .
( د ) سفن دورية ساحلية .
(2) القوة البحرية المصرية كانت قد دخلت مرحلة هامة وجديدة من التطور كماً وكيفا ًوكانت تتكون من الآتي)1(:
( أ ) مدمرتين حديثتين من طراز (سكوري) روسية الصنع وتتميز المدمرتين بتفوق أسلحتها حيث كان عيار المدفعية 130 ملم يفوق مدى مدفعية المدمرة الإسرائيلية ، أربعة مدافع عيار 30ملم ومدفعين م/ط 25 ملم وأربعة عيار 37 ملم ، أنابيب طوربيد عيار 533 ملم ، وقاذفات قنابل أعماق .
(ب) مدمرتين بريطانية الصنع تحمل تقريبا نفس مواصفات مدمرتي إسرائيل
(ﺠ ) سبع فرقاطات .
( د ) ثلاث غواصات سوفيتية الصنع .
(ﻫ ) ثلاثين زورق طوربيد .

12. من خلال ما ذكر أعلاه من المقارنة بين القوة البحرية المصرية والقوة البحرية الإسرائيلية نجد الفرق الكبير ولا تستطيع إسرائيل الصمود أمام هذه القوة الضاربة إلا انه لم يكن هناك قلق من رئاسة الأركان الإسرائيلية لوجود الأساطيل البحرية الأنكلو- فرنسية التي تكفلت بحماية شواطئ إسرائيل البحرية من أي هجوم بحري مصري وتأمين الخطوط الملاحية لإسرائيل حسب الاتفاق السري الذي ينظم العدوان الثلاثي والذي عقد في ضاحية( سيغر) قرب باريس ولهذا كانت تواجد الأسطول البحري الأنكلو- فرنسي قد شل تماماً حركة القوة البحرية المصرية إضافة إلى قيام طيرانه بضرب المطارات المصرية ، ويمكن القول أن العملية البحرية الوحيدة للقوات الإسرائيلية هي مطاردة المدمرة (إبراهيم الأول) والتي أرسلتها القوة البحرية المصرية لقصف ميناء حيفا ولكن بدون مساندة بحرية أو غطاء جوي وبعد أن قصفت هذه المدمرة الميناء وذلك في سـاعات من الليل اعترضتها المدمرة الفرنسـية مطلقة عليها القذائف و أجبرتها على الانسحاب نحو بور سعيد ولكن تبعتها أيضا المدمرتين ايلات ويافا مع مشاركة الطائرات اورغان الإسرائيلية فضربت القيادة وتعطلت الأجهزة الكهربائية فقرر قائد المدمرة إغراقها ولكن لصدا الصمامات التي أراد فتحها لم يتسرب الماء إلى المدمرة لإغراقها فاستطاعت المدمرتين الإسرائيليتين الاستيلاء عليها واسر طاقمها .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس