عرض مشاركة واحدة

قديم 09-10-09, 07:26 PM

  رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

4/6

في عام 1984 اعتمرت العاصمة الأردنية قادما اليها من الدوحة وذلك دأبي صيف كل عام. وكنت قد وعدت شاعرة فلسطين النابغة فدوى طوقان أن أزورها في بيت شقيقتها حنان بجبل الحسين لتنسيق مساهمتها الادبية في مجلة الدوحة بناء على اتفاق مسبق مع الاستاذ رجاء النقاش

واستقبلتني استقبالا محفوفا بكل مظاهر التقدير والترحيب وأهدتني نسخة من ديوان أخيها الشاعر الاشهر ابراهيم عبد الفتاح طوقان الذي طبع يومئذ حديثا في عمان وكتبت عليه إهداء رقيقا هذا نصه: هدية إلى الأخ العزيز الاستاذ نبيل الأغا، ذكرى أول لقاء في عمان مع كل الاعزاز والمودة. فدوى طوقان 24 أغسطس 1984

ونقلت لي أثناء الزيارة تحيات الاستاذ يعقوب حجازي صاحب ومدير "مكتبة الأسوار الكبرى" في عكا ورغبته في اصدار الطبعة الثانية من كتاب "الشهيد الحي عبد القادر الحسيني" معتذرا سلفا - في حال موافقتي - عن تقديم أي مبلغ مادي مقابل ذلك!!

حقيقة شعرت باعتزاز وفرح غامرين من جراء ذلك الخبر المبهج، فإن مجرد وصول الكتاب الى ذلك الجزء الغالي من فلسطيننا يعتبر مكسبا وطنيا مشرفا، فوافقت على الفور مع رجاء التكرم بتزويدي بعدة نسخ من الكتاب في حال صدوره، وقد تم ذلك فعلا

وصدر الكتاب في طبعته الثانية بعد عدة شهور من الاتفاق الشفوي، وهكذا لم يقدر لهذه المقدمة - الوثيقة - أن ترى النور ولأن ما تضمنته من شهادات ومعلومات صادرة عن مؤرخ اسلامي عسكري له وزنه ومكانته في الوطن العربي فلا بد أن ترى النور ليطلع عليها القراء ويغتني بها المختصون في دراساتهم وبحوثهم عوضا عن بقائها حبيسة الادراج والملفات
فما أهم العناصر التي تضمنتها المقدمة/ الوثيقة؟

أولا: شاب فلسطيني زاره في شقته المتواضعة بمصر الجديدة في ليلة من ليالي عام 1970 وحدثه بأنه يعمل منذ سنوات في تأليف كتاب عن الشهيد عبد القادر الحسيني ولاحظ اندفاعا وحماسا لدى الشاب وعبر اللواء الخطابي عن فرحه بهذا المشروع المثمر.

ثانيا: التاريخ العربي يعج بصنوف كثيرة من الأبطال من أمثال الحسيني وذكر أن نسبة الشهداء ثمانون بالمائة من مجموع الصحابة الكرام.

ثالثا: رجع الى التاريخ الحديث الذي نكب فيه العرب والمسلمون بالاستعمار، وكان من خططه إسدال الستار على البطولة الحركية في تاريخنا المجيد.
وأشاد اللواء خطاب ببطولة الفلسطينيين الذين ما هانوا ولا استكانوا وتذرعوا بالصبر الجميل.

رابعا: مضت السنون دون اتصال بين الاثنين وأثناء انعقاد مؤتمر السيرة والسنة في الدوحة (الذي شارك فيه اللواء خطاب) فوجىء بالشاب الفلسطيني يزوره ويخبره بأن الكتاب سيصدر قريبا، وبعد فترة وجيزة وصله الكتاب فعلا وهزه الفرح بصدوره هزا عنيفا وعكف على قراءته واطلاع أصدقائه في بغداد عليه.
خامسا: تحدث عن الكتاب القيم الذي لا يخلو من الأخطاء المطبعية واللغوية القليلة جدا

وتحدث عن صاحب السيرة الشهيد عبدالقادر الحسيني أثناء فترة وجوده في بغداد عام 1938، والذي مازال أصدقاؤه وتلاميذه يذكرونه بفائق التقدير والاحترام، فقد علمهم الإخلاص كما علمهم العلم، وحضر أثناء ذلك دورة لضباط الاحتياط فأصبح ضابطا واستطاع أن يُكَوِّن جماعة ضخمة من العراقيين المتحمسين الذين شاركوا فيما بعد في مواقع مختلفة في العراق وفلسطين
سادسا: إنصافا للتاريخ ولأقدار الرجال العرب والمسلمين المجاهدين قال: إن البطل عبدالقادر الحسيني كان حسنة من حسنات مفتي فلسطين الأكبر الحاج أمين الحسيني، فقد كان الحسيني الكبير يرعى الحسيني الصغير رعاية لا حدود لها.

وشهد اللواء خطاب شهادة تاريخية من واجب المؤرخين الذين يتناولون شخصية الحاج أمين الحسيني ان يدونوها في صلب شخصيته اعترافا بفضله، وكذلك بالنسبة للمؤرخين الذين يؤرخون لثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الانجليز (عام 1941) (1)، وورد قوله حرفيا "لقد عرفت الحاج أمين الحسيني عن كثب حين كنت ضابطا صغيرا في ثورة رشيد عالي الكيلاني، ولمست صلته العارمة بالفرسان الأربعة وبرشيد عالي الكيلاني، وأستطيع أن أؤكد أن الحسيني الكبير كان روح الثورة العراقية، ودماغها المفكر، وكان قادتها يأخذون بتوجيهاته وينفذونها فورا، ويحتفلون بها أيما احتفال."

وتحدث بعد ذلك عن الخلاف الذي نشب بين الرجلين أثناء وجودهما في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، وقرر اللواء خطاب بعد حديثه معهما عن أسباب ذلك الخلاف أنه "اختلاف الرأي الذي يراد به البناء، لا اختلاف المبادئ الذي يراد به الهدم."
وتحدث بعدئذ بإسهاب عن شخصية الحاج أمين الحسيني، خاصة بعد سقوط القدس في السادس من يونيو عام 1967، وزيارته له بمقر إقامته بلبنان، وثباته على مبادئه وعدم تزحزحه عنها حتى ذهب إلى جوار ربه.

ثم عرج على "أشباه الرجال" الذين يتطاولون على الحسيني الكبير ليغطوا عيوبهم، وليشاركوا في تحطيم الشخصيات العربية الإسلامية خدمة للمستعمر لكنهم فشلوا

سابعا: تحدث بإسهاب ومدح باستفاضة شخصية المؤلف، نختصرها بقوله جزاه الله خيرا "وبكلمات معدودات فإن نبيل خالد الأغا هو العربي الأصيل، المسلم الحق، المجاهد الصادق، يعيش لخدمة هذه المثل العليا، ولولاها لما كان لحياته قيمة ولا معنى"
ثامنا: لنتأمل نصوص الوثيقة/المقدمة، ونتدبرها ببصر وببصيرة وهذا نصها الحرفي:

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة كتاب الشهيد عبدالقادر الحسيني
اللواء الركن: محمود شيت خطاب
-1-
في ليلة من ليالي سنة 1390هـ (1970) زارني شاب فلسطيني في شقتي المتواضعة التي تقع بمصر الجديدة بالقاهرة وحدثني بأنه يعمل منذ سنوات في تأليف كتاب عن الشهيد عبدالقادر الحسيني. ولمست في الشاب الزائر حماسة واندفاعا وصدقا وايمانا وعزما وتصميما ففرحت بلقائه أعمق الفرح وبمشروعه المثمر اعظم السرور. وسر فرحي بلقاء هذا الشاب ما لمسته فيه من حيوية متدفقة وجَدَتْ لها متنفسا في التأليف وعهدي لداته في شغل شاغل عما يفيد بما لا يجدي ولا يفيد.
وسر فرحتي بمشروعه المثمر ان الامة العربية انجبت ابطالا في هذا العصر وفي كل عصر فلم يقابلوا من بني جنسهم بما يستحقون من اكبار وتقدير وكان نصيب اكثرهم العقوق والنسيان. وتكريم الابطال في حياتهم وبعد موتهم لا يقتصر نفعه على اشخاص الابطال بل يشمل الشباب بخاصة ومختلف افراد الشعب. فإن هذا التكريم يشجع الآخرين على اقتفاء آثار الأبطال عملا وتضحية وفداء. أما اذا تنكرت الشعوب لأبطالها فاقرأ على تلك الشعوب السلام.
-2-
والتاريخ العربي الاسلامي يعج بصنوف كثيرة من الابطال يندر ان نجد امثالهم كَمَّا ونوعا في سائر التواريخ لمختلف الامم القديمة والحديثة.
وكان العربي قبل الاسلام يفخر بخصلتين: الشجاعة والكرم، والذين يدرسون كتب الانساب العربية يجدون ان اغلب العرب ماتوا بحد السيوف ولم يموتوا على فراشهم وكان شعارهم: النار ولا العار.
وجاء الاسلام فنظم هذه الشجاعة فجعل الشهادة من اجل العقيدة ولم يبق الموت من اجل حماية الذمِّار.
والكتب التي سجلت سير صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كطبقات ابن سعد وأسد الغابة والاصابة والاستيعاب تشير الى أن كل خمسة من الصحابة الكرام استشهد منهم أربعة اي ان نسبة الشهداء ثمانون بالمائة من مجموع الصحابة عليهم رضوان الله، فلا تسأل كيف تم الفتح الاسلامي بهذه السرعة المذهلة، فالفتح الذي اذهل العالم تحقق بالشهداء لا بالكلام
ولا أعرف عقيدة من عقائد السماء والارض كرمت الشهداء كما كرمهم الاسلام في إسباغ مبدأ الحياة الدائمة المستمرة عليهم: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" "الآية الكريمة من سورة آل عمران 3-169

هامش: استمرت الثورة التي حملت اسم قائدها رشيد عالي الكيلاني نحو شهرين، ساعد الألمان خلالها الثوار العراقيين وكانت تهدف لتحرير العراق من الاحتلال البريطاني، بدأت الثورة في 2 إبريل (نيسان) 1941 وتسلم الكيلاني السلطة، لكن الانجليز تدخلوا عسكريا وأسقطوا حكومته في 30/5/1941م.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس