نطاقات مستقلة
إلا أن الأمر لم يكن بالصعوبة نفسها في وجه رائد الإنترنت الحديث والخبير التقني فينت سيرف؛ إذ أدرك العالم الزائر في مختبر الدفع النفاث (Jet Propulsion Laboratory) التابع لوكالة ناسا أن بعض القيود الفيزيائية الصارمة مثل سرعة الضوء يمكنها أن تقسم الفضاء إلى نطاقات مستقلة.
وتمكن هذه النطاقات المستقلة من إنشاء شبكة اتصالات محلية خاصة بأي نقطة في الفضاء مثل الأرض أو المريخ؛ ومن ثم يمكن لكل شبكة محلية أن تترابط بشبكات الإنترنت الموجودة بين الكواكب لتكون في النهاية شبكات من الإنترنت المحلي.وذلك يعني أن المسافرين الفضائيين لن يمكنهم مطلقا إجراء مكالمة آنية يسمعون فيها ردود محدثيهم فور انتهائهم من الكلام، كما أن إنشاء مثل هذه الشبكات المترابطة لن يكن أمرا سهلا.
إرسال الرسائل إلى القمر يستغرق بعض الوقت (بيكسابي)
ويسعى العلماء حاليا إلى تقسيم المسافات بين هذه النطاقات بوضع أجهزة تعمل كعقد اتصال (Node) بين هذه النقاط؛ فبدل أن تُرسَل الإشارة من نطاق إلى نطاق آخر بعيد، والتي من الوارد أن تُفقد في الفضاء الشاسع نتيجة ضعف الإنترنت، فإن هذه الإشارات سترسل من عقدة اتصال بينية إلى أخرى.
ومن ثم، فإن خرجت إحدى هذه العقد عن الاتصال، ستتمكن عقدة أخرى وسيطة من تخزين المعلومات حتى يعود الاتصال مجددا إلى العقدة الأصلية.
ويأمل المدافعون عن هذا النهج الجديد ربط الإنترنت بالفضاء، وأن يروا العديد من المركبات الفضائية تحمل الأجهزة التي ستصبح عقدا ذكية تربط المناطق المترامية في الفضاء.
إذ قامت وكالة ناسا باختبار هذه الفكرة أول مرة عام 2008، كما عملت محطة الفضاء الدولية (International Space Station) كعقدة مركزية دائمة لاستقبال بعض الصور من القارة القطبية الجنوبية عام 2017.
وهنا يأتي دور شركة "نوكيا"، التي ستقوم بتوصيل شبكة اتصال محلية على سطح القمر، كما يرى ممثلو الشركة أن الاتصال بالأرض من القمر لن يتطلب عقد اتصال خيالية، ولكن بالطبع سيختلف عن شبكات الاتصال المحلية التي ستوفرها الشركة.
المصدر : الجزيرة نت + مواقع إلكترونية