عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:25 PM

  رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ثانياً: الجهل

عندما لا تتوافر من الناحية العملية معلومات استخباراتية، فأنت حينئذٍ تحت رحمة الأحداث، وفي عام 1941م، رغم أنه كانت هناك إشارات لنيات يابانية عدوانية تجاه الولايات المتحدة، فإن أحداً في المواقع القيادية الأمريكية لم يكن يتوقع الهجوم على (بيرل هاربور)، ولكن الهجوم حدث، وقد نفّذت العملية بمهارة ومباغتة. وكان ذلك في أوائل الثمانينيات، عندما كان (رونالد ريجان) رئيساً لأمريكا، لكن هذا لا يعني أن الجهل يمكن أن يكون مبرراً لعدم التحرك.

وقامت المخابرات السوفيتية بهذه العملية خشية أن تكون الولايات المتحدة قد تأهّبت لشن هجوم بالصواريخ على الاتحاد السوفيتي، فقد تلقى عملاء (kgb) في مختلف أنحاء العالم أوامر بالحصول على معلومات عن النشاطات العسكرية غير العادية وبالطبع اكتشافها أو الإبلاغ عنه. وفي كتابهم: (المخابرات الروسية: القصة من الداخل)، أعطى المنشق عن الاستخبارات الروسية (جورديفسكي) وكاتب قصص الجاسوسية (كريستو اندرو) صورة كوميدية تصرف عملاء المخابرات السوفيتية الذين أفادوا عن إشارات من عيّنة بقاء الأضواء حتى أوقات متأخرة بشكل غير معتاد في أماكن مثل وزارة الخارجية البريطانية، ولحسن الحظ كان ل (جورديفسكي) الفضل في تحذير الغرب من موقف الاتحاد السوفيتي، وصدرت الإشارات المطمئنة وتمَّ تجنّب الخطر.

ثالثاً: التقليل من شأن المعلومات:

هذه هي الحالة التي تخطئ فيها أجهزة المخابرات أو القيادة السياسية في قراءة كاملة لنوايا العدو، وفي عام 1941م، اقتنع (ستالين) جداً بأن (هتلر) لن يغزو الاتحاد السوفيتي، على الرغم من وجود إشارات عسكرية قوية على ذلك، ورغم التحذيرات الملحّة من بريطانيا والولايات المتحدة، حتى أن (تشرشل) نقل إلى السوفييت بعض المعلومات الاستخبارية التي حصل عليها من المعلومات السرية للغاية، والخاصة بقراءة الشفرات الألمانية، والتي أفادت بأن ألمانيا نشرت تشكيلات مسلحة جديدة في جنوب (بولندا)، وكان هناك أيضاً جاسوس سوفيتي في (سويسرا) أرسل إلى موسكو الموعد الذي سيبدأ فيه الغزو في 22 يونيو - حزيران، ولم يهتم (ستالين) بأن يعرف، وحتى هذا اليوم لا أحد يعرف حقيقة السبب في ذلك، ويرتبط هذا بشكل وثيق بالتصنيف القادم ألا وهو الإخفاقات الناتجة عن الثقة الزائدة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رابعاً: الثقة الزائدة

هنا يكون أحد الجوانب واثق جداً من قدراته لدرجة أنه يسقط المنطق الذي يفكّر هو به على الطرف الآخر، ومن ثم يعتقد أنه مادام المنطق الذي يقيس به الأمور سيجعله يحجم عن تصرّف ما، فمن الضروري أن الطرف الآخر أيضاً سيفكر بالطريقة نفسها.
وتُعدّ حرب (يوم الغفران) في أكتوبر 1973م أفضل مثال تقليدي على هذه الثقة الزائدة، فقد كان لدى الإسرائيليين "تصوّر" بأن مصر لن تستطيع أن تفوز بالمعركة، ومن ثم فإنها لن تبادر بشن حرب، وفي الحقيقة كان لدى مصر هدف أكثر تحديداً بتشييد جسر عبر قناة السويس وتحويل هذا إلى انتصار دبلوماسي، وفعلت هذا. وانتقدت لجنة التحقيقات الإسرائيلية من جانبها "التصوّر"، واستقالت على إثره رئيسة الوزراء (جولدا مائير).

 

 


   

رد مع اقتباس