الموضوع: حرب العصابات
عرض مشاركة واحدة

قديم 30-04-09, 08:34 AM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 



دمشق في 22 / 11 / 1967
الدكتور فؤاد أيوب









القسم الأول

المبادىء العامة لحرب الغوار






1 – جوهر حرب الغوار
لم يكن الظفر المسلح الذي أحرزه الشعب الكوني على طغيان باتيستا[7] لينحصر فقط في النصر الملحمي الذي سجله المراقبون في العالم أجمع، بل كان كذلك انقلاباً في العقائد القديمة حول سلوك الجماهير الشعبية في أمريكا اللاتينية. وقد برهن بشكل ملموس أن شعباً يستطيع، بالغوار، أن يتحرر من حكومة تضطهده.
ونحن نرى أن الثورة الكوبية قد رفدت الحركة الثورة في أمريكا بثلاثة إسهامات إذ أثبتت ما يلي:
أولا – تستطيع القوى الشعبية أن تكسب حرباً ضد الجيش النظامي.
ثانياً – لا ينبغي الانتظار دوماً حتى تجتمع كافة الظروف للقيام بالثورة، إذ يمكن للبؤرة الثورية أن تفجِّر هذه الظروف الثورية.
ثالثاً – ينبغي في الأنحاء المتخلفة من أمريكا، اتخاذ الريف ميداناً أساسياً للنضال المسلح.
تتعارض النقطتان الأوليان مع الموقف التريُّثي الذي يقفه ثوريون أو أشباه ثوريين ممن يتذرعون لعطالتهم بدعوى أن شيئاً لا يمكن محاولته ضد الجيش النظامي، ناهيك عن أولئك الذين ينتظرون أن يلقوا كافة الظروف الموضوعية والذاتية وقد اجتمعت بصورة آلية، دونما اهتمام بتعجيلها. إن هاتين الحقيقتين اللتين لا مجال لانكارهما قد غدتا واضحتين تماماً، إلا أنهما قد نوقشتا في كوبا في الماضي وربما هما تُناقشان الآن في أمريكا اللاتينية.
ومن الطبيعي أن الحافز الذي تشكله بؤرة الغوار لا يكفي وحده لاستجماع كافة الظروف اللازمة للثورة. بل ينبغي الاعتبار دوماً بأن إنشاء البؤرة الأولى وتوطيدها يقتضيان حداً أدنى من الظروف المؤاتية. فينبغي إذاً أن يبرهن للشعب بوضوح تعذر الاستمرار في النضال المطالبي في إطار الشرعية. إن ما يخل بالسلام هو بالضبط أن قوى الاضطهاد تحتفظ لنفسها بالسلطة ضد الحق.
وسوف يجد استياء الشعب، في مثل هذه الظروف، تعبيراً عن ذاته يزداد قوة، وسيأتي الوقت الذي تتبلور فيه المقاومة في نطفة[8] من نضال يثيرها في الأصل موقف السلطات.
عندما تصل إحدى الحكومات إلى السلطة عن طريق استشارة شعبية، مزيفة أو غير مزيفة، وتحافظ ولو في الظاهر على الشرعية الدستورية، فإن بذرة الغوار لا يمكن أن تنتش[9] لأن كافة إمكانات النضال الشرعي لما تستنفد بعد.
أما الإسهام الثالث، فهو على الصعيد الريادي[10]. ويجب اعتباره تحذيراً للذين يستندون إلى مقاييس عقيدية[11]، فيدَّعون تركيز نضال الجماهير على الحركات المدنية، ناسين تماماً مساهمة الفلاحين العظيمة في حياة كافة البلدان المتخلفة من أمريكا. ليس الأمر استصغاراً لنضال الجماهير العمالية المنظمة، إنما هو تحليل إمكانانتا تحليلاً واقعياً، في ظروف النضال المسلح الصعبة، حيث تصاب الضمانات التي ترافق دساتيرنا عادة، بالتعطيل أو التجاهل. ينبغي عندئذ أن تغدو الحركات العمالية سرية وأن تواجه دون سلاح أخطاراً هائلة في وضع عدم الشرعية. أما في الريف، فالموقف ليس على ذات القدر من الصعوبة، لأن المغاوير المسلحين يدعمون السكان، في أماكن يستحيل أن تطالها قوى القمع.
سوف نتوسع في التحليل بدقة في ما بعد. ولنلاحظ منذ الآن في مطلع هذا الكتاب، الاستنتاجات الثلاثة الآنفة، التي تؤلف في رأينا، الشيء الأساسي في مساهمتنا.
تتصف حرب الغوار، أساس النضال الشعبي، بمميزات ووجوه متباينة جداً، وإن كانت تستمد دوماً من إرادة التحرر ذاتها. من الواضح – وقد قالها النظريون جيداً – أن الحرب تستجيب إلى سلسلة معينة من القوانين العلمية، وأن من يخالفها يتحتم فشله. إن الغوار هو أحد أطوار الحرب النهجية[12]، وينبغي أن تحكمه قوانينها كافة، إلاَ أنه يشتمل إضافة، وبسبب طابعه الخاص، على قوانين لاحقة ينبغي الرضوخ لها. من الطبيعي أن تحدد الظروف الجغرافية والاجتماعية لكل بلد ما هي القوالب الخاصة التي ترتديها حرب الغوار فيه، غير أن هذه القوانين الأساسية صحيحة لكل نضال من هذا النمط.
نقصد الآن إلى إيجاد الأسس التي يقوم عليها هذا النمط من النضال، والقواعد التي ينبغي أن تتبعها الشعوب الباحثة عن تحررها. إن مقصدنا هو تحويل الممارسة إلى نظرية واتسجلاء بنية هذه التجربة وتعميمها لفائدة الآخرين.
ينبغي أن نثبت أولاً من هم المقاتلون. إنهم من جانب، النواة المضطهِِدة، وفي خدمتها الجيش النظامي، حسن التجهيز والضباطة[13]. وتستطيع هذه النواة في حالات كثيرة أن تعوّل على تأييد الأجنبي وتأييد جماعات صغيرة من الموظفين الدائرين في فلك المضطهِد. ويقف في الجانب الآخر، سكان البلد أو المنطقة المعنية. ومن المهم ملاحظة أن الغوار نضال جماهيري، نضال الشعب، وأن الغوّارة[14]، الجماعة المسلحة الصغيرة، هي طليعته المقاتلة. وتمكن قوتها في جمهور السكان. لا ينبغي اعتبار الغوّارة اضعف عددياً من الجيش النظامي الذي تقاتله، رغم أن قوَّة نارها اضعف منه. لذلك ينبغي اللجوء إلى حرب الغوار لدفع الاضطهاد، متى توفر تأييد غالبية السكان، مع كمية من الأسلحة في منته الضآلة.
تتمتع الغوارة حينئذ بالتأييد الشامل من السكان المحلين وهذا شرط لا تقوم بدونه. يبدو ذلك واضحاً إذا أخذنا مثال عصابات قطاع الطرق التي تعمل في منطقة ما. لهذه العصابات كافة مميزات جيش الغوار: التماسك، واحترام الرئيس، والشجاعة، ومعرفة الأرض، وفي أحيان كثيرة، تقدير جريء للصِيالة[15]الواجب اتباعها، ولا ينقصها إلا تأييد الشعب: فلا مفر لهذه العصابات من أن تعزلها الضابِطة أو تبيدها.
بعد أن حلَّلنا صِيالة العمليات في حرب الغوار، وشكل الكفاح فيها، وبعد أن فهمنا أن الشعب هو مستندها، بقي أن نتساءل: من أجل ماذا يناضل المغاور؟ فنصل إلى النتيجة المحتومة وهي أن المغاور مصلح اجتماعي، وأنه يحمل السلاح استجابة لاستنكار الشعب الكامن ضد مضطهِديه، وأنه يقاتل لتغيير النظام الاجتماعي الذي يبقي على إخواته العزَّل في الهوان والبؤس. إنه يهاجم المؤسسات الخاصة بعصر معين، لكي يحطم بنيانها، بكل ما تتيح له الظروف من قوة.
سوف نرى متى حللنا صِيالة حرب الغوار بعمق أكبر، أنه ينبغي للمغاور أن يعرف الأرض تمام المعرفة، وكذلك مسالك القدوم والانكفاء، وإمكانات المراوغة السريعة، وأمكنة الاختباء، والتأييد الشعبي طبعاً. يدل كل ذلك على أن المغاور سوف يمارس عمله في بيئة ريفية قليلة السكان، وفي المكان المفضل لكفاح الشعب من أجل مطاليبه، كل ذلك في تطلع يكاد ينحصر بتغيير البنيان الاجتماعي لملكية الأراضي. بعبارة أخرى، إن المغاور هو قبل كل شيء ثائر زراعي. إنه يترجم رغبة جماهير الفلاحين الكبرى في امتلاك الأرض، امتلاك وسائل إنتاجهم ودوابهم وكل ما رغبوا فيه سنوات طوالاً، وما يؤلف حياتهم كما يؤلف الأرض التي سوف يموتون فيها.
ينبغي التدقيق في أن ثمة نمطين مختلفين من حرب الغوار: أحدهما وهو حالة ذلك النضال الذي يتمم عمل الجيوش النظامية الكبرى – مثل نضال الأنصار الاوكرانيين في الاتحاد السوفياتي، ولا يتناوله تحليلنا. النمط الآخر وحده هو الذي يهمنا: إنه حالة جماعة مسلحة تتقدم في النضال ضد السلطة القائمة، سواء أكانت استعمارية أم لا، وتستقر في مأرز[16] وحيد، وتنتشر في الأوساط الريفية. ومهما كان البناء الفكري الذي يلهم النضال، فإن أمنية امتلاك الأرض هي ما يؤلف أساسه الاقتصادي.
بدأت صين ماوتسي تونغ في الجنوب بنضال نَوَى عمالية منيت بالهزيمة وأشرفت على الإبادة. إنها لم تترسخ وتشرع في سيرها الصاعد إلا بعد المسيرة الكبرى في مقاطعة يونّان، عندما استندت إلى الأرياف واعتمدت الإصلاح الزراعي أساساً لمطالبها. وكان نضال هوشي منه في الهند الصينية يستند إلى الفلاحين زارعي الأرز الذين يضطهدهم النير الاستعماري الفرنسي، وأخذ هذا النضال يتقدم بمؤازرة هذه القوى حتى هزم الاستعماريين. وفي كلا الحالين، وعلى الرغم من المعترضة التي شكلتها الحرب الوطنية ضد المعتدين اليابانيين، فإن الأساس الاقتصادي، وهو النضال من أجل الأرض، لم يختفِ. وفي حالة الجزائر، فإن استثمار مليون مستعمر فرنسي لأراضي الجزائر القابلة للزراعة كلها تقريباً، هو الملحق الاقتصادي بالفكرة العظيمة للقومية العربية. وفي بلدان أخرى مثل بورتوريكو، حيث لم تسمح الظروف الخاصة بهذه الجزيرة بنشوء حرب الغوار، فإن الروح القومي الذي يجرحه التمييز كل يوم أبلغ الجراح، يقوم على تطلع الفلاح (وإن تم استكداحه[17] في أحيان كثيرة) إلى الأرض التي سلبه إياها الغزاة اليانكي[18] وكانت هذه الفكرة المركزية ذاتها، في ظروف مختلفة، هي التي تلهب صغار المالكين، والفلاحين، والعبيد، في مزارع كوبا الشرقية، عندما تنادوا للدفاع معاً عن حقهم في امتلاك الأرض إبان حرب التحرر ذات الأعوام الثلاثين[19].
وعلى الرغم من المميزات الخاصة التي تجعل من حرب الغوار نمطاً من الحرب محدداً بدقة، فإن هذه الحرب، بالنظر إلى إمكانات تطورها وتحولها إلى حرب تحاصُنٍ[20] عن طريق تزايد الجماعة العاملة الأصلية، يمكن اعتبارها نطفة أو شكلاً بدائياً لحرب التحاصُن، وتتبع إمكانات اتساع حرب الغوار وتحويرها وتحويلها إلى حرب تحاصن، وضوحاً، إلى إمكان هزم العدو في كل معركة تُخاض وكل قتال وكل مناوشة. إنه مبدأ أساسي، إذاً لا يُخاض غمار أي معركة أو قتال أو مناوشة ما لم تكن مظفرة بالتأكيد. يقول تعريف سيىء النية إن "المغاور هو يسوعي[21] الحرب". يعني هذا أن العناصر الجوهرية في الغوار هي المفاجأة والخداع والعمل الليلي. واضح أنه نوع خاص من اليسوعية، تسببه الظروف التي ترغم المرء أحياناً أن يتبنى سلوكاً يخالف مفاهيم الرواء والمباراة الرياضية التي يريدون حملنا على الاعتقاد أن الحرب تمارس وفقها.
الحرب هي دوماً صراع يسعى كل خصم فيه لإفناء الآخر. وللوصول إلى ذلك يلجأ، إضافة إلى القوة، لكافة الأساليب، كافة الحيل الممكنة.
ولا تعدو الريادة والمهانة[22] أبداً إيضاح الأهداف التي ارتسمها كل من الخصمين لنفسه، والوسائل التي يستعملانها لبلوغ الأهداف. وتشتمل هذه الوسائل على استعمال كافة نقاط الضعف لدى العدو. فإذا ما حلَّل المرء واحدة من حروب التحاصُن لاحظ أن كل سرية فيها مأخوذة على انفراد يتميز عملها بمميزات حرب الغوار ذاتها: تأثير المفاجأة، الخداع، العمل الليلي. وإذا لم تستعمل هذه الصيالة، فمرد ذلك إلى تعذر مداهمة الأعداء الساهرين. ولما كانت الغوارة بحد ذاتها جماعة مسلحة وإن ثمة مناطق واسعة لا يراقبها العدو، فيمكن إحداث تأثير المفاجأة دوماً، ومن واجب المغاوير أن يفعلوا ذلك.
إنهم يصفون عمل المغاور ذمَّاً بقولهم: "عضّ واهرب"، وهو صحيح. عض واهرب، تريَّث، راقب، عُدْ ثانية عضّ واهرب مرة أخرى وهكذا دواليك، دون أن تترك للعدو راحة. يبدو في الظاهر أن هذه التراجعات، هذا الرفض للقتال الجبهي، تؤلف موقفاً سلبياً، إلا أنها في الواقع نتائج الريادة العامة لحرب الغوار، التي تطابق غايتها النهائية غاية كل حرب: الظفر وإفناء العدو.
من الثابت أن حرب الغوار تؤلف أحد أطوار الحرب، فلا يستطيع هذا الطور وحده أن يؤدي إلى الظفر. إنه أحد الأطوار الأولى من الحرب، وسوف يتطور حتى يكتسب الجيش الثائر، إبان نموه المستمر، مميزات جيش نظامي. يكون قد تهيأ عند ذلك لأن يكيل الضربات النهائية للعدو وأن يظفر. فإذا كان النضال في البدء من شأن غوّارة واحدة، فالظفر سيكون دائماً من شأن جيش نظامي.
ومثلما ينبغي في الحرب الحديثة، أن لا يموت اللواء قائد فرقة على رأس جنوده، ينبغي كذلك للمغاور الذي هو لواء نفسه، أن يصون حياته. إنه مستعد لعطائها، غير أن الوجه الإيجابي من حرب الغوار هو بالدقة أن كل مغاور مستعد للموت ليس دفاعاً عن مثل أعلى، بل لتحويل المثل الأعلى إلى حقيقة. هذه هي قاعدة نضال الغوار وعين جوهره: إنها المعجزة التي تجترحها جماعة صغيرة من الرجل، وهم الطليعة المسلحة للجمهرة الشعبية الكبرى التي تؤازرهم، إذ يتطلعون إلى ما وراء الهدف الصيالي المباشر، ويجهدون بثبات لتحقيق مثل أعلى، لهدم البنيان القديم، لإقامة مجتمع جديد وإحقاق العدالة الاجتماعية أخيراً.
وإذا ما نظرنا للأمر من هذه الزاوية، فإن كل ما كان مدعاة لأحكام مشوبة بالذم، يستنير بنور جديد ويجد تبريره في عظمة الغاية التي يصبو إليها المغاوير. فليس في الأمر وسائل ملتوية لبلوغها. فهذا السلوك في النضال الذي يجب أن لا يخبو لحظة، وهذه الصرامة في مواجهة المسائل الكبرى المرتبطة بالهدف النهائي، هما عظمة المغاوير.





2 – ريادة حرب الغوار
يُقصد بالريادة، في الاصطلاح العسكري، تحليل الأهداف التي يجب بلوغها،تبعاً لوضع عسكري عام، والوسائل المؤدية إلى هذه الأهداف.
ولتقدير الريادة تقديراً صحيحاً، من وجهة نظر حرب الغوار، يلزم القيام بتحليل أساسي لسلوك العدو. فإذا ما اتضح أن الهدف النهائي للجيش النظامي هو إفناء القوى المعادية له، فإن حرباً أهلية من هذا النمط تمثل الأمر لنا تمثيلاً نهجياً ينبغي للعدو أن يعمد إلى إفناء كافة أعضاء الغوارة إفناءً شاملاً. وبالمقابل ينبغي للمغاور أن يحلل الوسائل التي يعتد بها العدو لإدراك هذا الحل، الوسائل التي يستطيع العدو اعتمادها من رجال، وجؤول[23]، وتأييد شعبي، وتسلح، وحسن قيادة ينبغي ان تتكيف ريادتنا باستنتاجات هذا التحليل، دون أن تُسقِط من اعتبارها أبداً أن الهدف النهائي هو إنزال الهزيمة بالعدو.
ثمة أوجه أساسية ينبغي درساتها، مثلاً: السلاح، وكيفية استعماله، والتحليل المضبوط لدرجة فعالية دبابة أو طائرة في صراع من هذا النوع، والبحث عن معرفة أسلحة العدو وذخائرة وعاداته. فالسلاح الموجود لدى العدو هو بالضبط منبع تموين الغوار وإذا أمكن الاختيار، فيسفضل نمط السلاح الذي يستخدمه الجيش النظامي، لأن أكبر أعداء الغوار هو فقدان الذخيرة، وهو ما ينبغي تداركه من العدو ذاته.
بعد تحليل وتدريج الأهداف التي يجب بلوغها، يلزم تحديد المراحل لتحقيق الهدف النهائي، وهي مراحل يوضع توقَّع بها، إلا أنها تتعدل إبان الصراع وتتكيف بالظروف غير المتوقعة التي يحتمل نشوؤها.
الشيء الجوهري بالنسبة للمغاور، في الطور الأول، هو أن لا يدع نفسه يُبَاد. من ثم ورويداً، يزداد يُسراً لأعضاء الغوارة أو الغوارات المختلفة أن يتكيفوا بطراز الحياة هذا ويعتادوا الهروب بسهولة وتخليف القوى المرسلة في أعقابهم. بعد بلوغهم هذا الهدف، الذي يتم سوية مع اتخاذ المواقع التي تعصم المغاوير من أن تطالهم يد العدو (أو مع النجاح في تأليب[24] قوى كافية لفَلّ عزيمة العدو من أي هجوم)، ينبغي الشروع عندئذ بإضعاف العدو تدريجاً. أولاً في أقرب الأمكنة إلى مواضع المكافحة العنيفة ضد الغوار، ثم في أرض العدو، بمهاجمة مواصلاته، وإرهاق مآرِز عملياته أو مآرِزه المركزية، والإكثار من التخريب جهد المستطاع، تبعاً للوسائل المتوفرة

 

 


   

رد مع اقتباس