عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:29 AM

  رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

4. التطور في المدفعية المضادة للطائرات

تم خروج المدافع ذات الأعيرة الثقيلة والمتوسطة، من الخدمة، وتم الاهتمام بالمدفعية الخفيفة والرشاشات المضادة للطائرات، فاستمرت، بالخدمة الرشاشات 14.5 مم، الروسية الصنع، ثنائية ورباعية المواسير الثابتة، إضافة إلى المدافع الرباعية، ذاتية الحركة، الموجهة رادارياً، من نوع "شيلكا"zsu-23-4، ذات المرمى المؤثر، من 2500م إلى 3 آلاف م، بالإضافة إلى المدافع عيار 23 مم الثنائي المواسير، التي تم إنتاجها بالتعاون مع روسيا، تحت اسم "سينا" sina، والمدفع 23 مم، الثنائي، وذاتي الحركة، ومن إنتاج مصري فرنسي. يتم تحديد حجم الصواريخ والمدفعية بناءً على الأهداف الحيوية، المطلوب الدفاع عنها. ويعتمد تحديد الأهداف على العوامل الآتية:

أ. أهمية وطبيعة وشكل وحجم الهدف الحيوي.
ب. الهدف الحيوي.
ج. موقع الهدف الحيوي، وطبيعة الأرض المحيطة.
د. طبيعة أعمال العدو الجوي المحتملة.
هـ. مدى حصانة الهدف، ومدى تأثره بالقصف الجوي المتوقع.
5. التطور في نظام القيادة والسيطرة
تعتبر القيادة والسيطرة هي العصب، الذي، من خلاله، تتم السيطرة على أعمال قتال منظومة الدفاع الجوي، وهذا العنصر يحتاج، دائماً، إلى تطوير وتجديد، حتى يمكنه مواكبة التطور السريع في باقي العناصر.
وتتميز أعمال قتال منظومة الدفاع الجوي بالفاعلية، والحسم، وسرعة رد الفعل، مع اشتراك أكثر من وسيلة في أعمال القتال، بالإضافة إلى التغيرات الحادة والمفاجئة، التي تحدث في الموقف الجوي، مما يتطلب الآتي:

أ. تنظيم مراكز قيادة قادرة على الأداء بكفاءة في أقل وقت ممكن.
ب. سرعة تجميع معلومات الموقف الجوي، وتصنيفها، وتمييزها، وتحليلها، وإرسالها لحظياً إلى نظم القتال الإيجابية، حتى يمكن اتخاذ رد الفعل المناسب، قبل تغير الموقف الجوي.
ج. نظراً لأن معظم أنظمة القتال الإيجابية الحديثة، يعتمد في أدائها على آلية التشغيل، لذا يجب أن تتم إدارة أعمال قتالها بوسائل مماثلة وإلا فقدت منظومة الدفاع الجوي الحديثة، الكثير من قدراتها القتالية؛ ولذا يتم أخذ معامل القيادة والسيطرة، في الاعتبار، عند حساب إمكانيات التدمير لكل نظم القتال الإيجابية.

إن نجاح أنظمة الدفاع الجوي تتمثل، في صد الضربات الجوية، وحرمان العدو من الحصول على السيطرة الجوية، وانتزاع المبادأة منه، ولذلك تقاس كفاءة الدفاع الجوي، بمدى قدرته على تحقيق هذا الهدف. ولذلك كان الحرص على بناء نظام متقدم للقيادة الآلية، أو نظام الدفاع الجوي الآلي، الذي يحقق الدمج العلمي المدروس، لعناصر الدفاع الجوي الأساسية "مصادر المعلومات بأنواعها، وأسلحة الدفاع الجوي الإيجابية، ومراكز القيادة على كل المستويات"؛ لتحقيق الأهداف الآتية:
أ. تكوين صورة موقف جوي متكامل من كل مصادر المعلومات، بصفة فورية، وعرضها في مراكز القيادة
ب. تقدير فوري لدرجة خطورة الأهداف المعادية .
ج. تحديد لحظي، لأنسب وسائل التعامل مع كل هدف، وتخصيص المهمة لها .
د. عرض نشاط القتال، أولًا بأول، أمام القادة في مراكز القيادة، ومتغيراته، بما يحقق أفضل تنظيم للتعاون .
هـ. تنظيم إدارة أعمال القتال، بأسلوب أسرع وأفضل من النظام اليدوي .
وقد تم التعاقد مع شركة هيوز، لدراسة كيف يمكن إجراء أحسن دمج لنظم الهوك المعدلة، وطائرات e-2c، وطائرات ف-16، وطائرات الميراج 2000، وباقي نظم الدفاع الجوي؛ وأطلق على هذا العقد، "مشروع 776". وواكب، تنفيذ نظام القيادة الآلية، توفير نظم اتصالات حديثة ومرنة، ومؤمنة ضد الأعمال العدائية، وتعتمد أساساً على أجهزة لاسلكية، ذات تردد عالٍ، وعالٍ جداً، وأجهزة متعددة القنوات، وأجهزة ذات موجات متناهية الصغر، تحقق استمرار الاتصالات، في ظل استخدام العدو لأعمال الإعاقة الإلكترونية المضادة، وأسلحة التدمير الشامل.
وقد أثبتت خبرات القتال، في معارك القرن العشرين، أن التطور في أساليب القتال، تعتمد على نجاح معركة الأسلحة المشتركة، والتكامل فيما بينها، طبقاً لشكل الحرب القادمة.
6. الحرب الإلكترونية
يجب أن يتوازن حجم عناصر الحرب الإلكترونية، مع حجم الأهداف الحيوية، المطلوبة حمايتها، من أعمال العدو الجوي، لما لها من دور فعال ومؤثر، في إرباك أعمال العدو الجوي، ضد الأهداف الحيوية، وإرباك سيطرته على طائرات قتاله، مما يسهل مهمة أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية.
رابعاً: التأمين الفني والتصنيع الحربي
مما لاشك فيه، أن منظومة الدفاع الجوي المصري، ترتكز على قاعدة فنية قوية، ومتنوعة، ومتدرجة، بدءاً من المهنيين، والفنيين، والصناع المهرة، إلى المهندسين المتخصصين في كل التخصصات العاملين بالورش الصغيرة والميدانية المتحركة، انتهاءً بالورش الرئيسية، التي لعبت دوراً جوهرياً، في عمليات الصيانة، والإصلاح، واستعادة الموقف الفني للمعدات، في أثناء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973.
كما تقوم مصانع الإنتاج الحربي، بدور هام في تصنيع العديد من معدات، وأسلحة الدفاع الجوي بتصميمات مصرية، أو على شكل إنتاج مشترك، مع الدول المنتجة، مثل إنتاج النظام عين الصقر، المطور عن نظلم سام -7 الروسي، وإنتاج المدفع سينا 23 مم الثنائي، بترخيص روسي، والنظام رمضان 23مم، ذاتي الحركة، بالتعاون مع شركة طومسون الفرنسية، كما تم تصنيع أجهزة الرادار ثنائي الأبعاد tps - 63، والرادار ثلاثي الأبعاد tps - 59، بالتعاون مع الشركة الأمريكية المنتجة.

خامساً: التطور في مجال التعليم والتدريب

1. معهد الدفاع الجوي
في البداية، أنشئ جناح المدفعية المضادة للطائرات، بمدرسة المدفعية الملكية المصرية بالقاهرة، ثم أنشئت مدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وانتقلت في عام 1953 إلى الإسكندرية، إلى أن تحولت إلى معهد الدفاع الجوي، في عام 1967، ويضم أفرعاً لجميع أسلحة الدفاع الجوي.
ويتم، في هذا المعهد، عقد جميع الفرق الحتمية والتخصصية المختلفة للضباط، من جميع الرتب والتخصصات "رادار ـ صواريخ ـ قيادة وسيطرة آلية ـ استطلاع ـ مراكز عمليات مشتركة"، وكذا عقد دورات قادة الألوية، ودورات أركان حرب التخصصية، للضباط المصريين، والضباط من الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، كما يقوم المعهد بالعديد من البحوث الفنية والتكتيكية لصالح قوات الدفاع الجوي.
ويضم المعهد مجموعة كبيرة من الفصول التعليمية، لجميع تخصصات الدفاع الجوي، وكذلك قبة تسديد خاصة لتدريب أطقم المدفعية، ورماة الصواريخ قصيرة المدى، سام 7، كما يوجد العديد من مقلدات أنظمة الصواريخ الغربية.
2. كلية الدفاع الجوي
افتتحت كلية الدفاع الجوي، في 2 يوليه 1974، ومنذ ذلك التاريخ، لا يتوقف البناء والتطوير، مروراً بالمراحل الرئيسية التالية:
أ. بدأت الدراسة بالكلية في أبريل 1974، بفترة دراسية، بلغت 27 شهراً.
ب. في أول إبريل 1978، تقرر تعديل مدة الدراسة، لتكون أربع سنوات دراسية للعلوم العسكرية والتخصصية لمعدات الدفاع الجوي، إضافة إلى المواد الهندسية الجامعية، يتخرج بعدها الطالب برتبة ملازم ثانٍ، ويحصل على درجة البكالوريوس في علوم الدفاع الجوي.
ج. يستكمل الخريج السنة الدراسية الخامسة في العلوم الهندسية، ويجتاز امتحاناً، بالتعاون مع كلية الهندسة، جامعة الإسكندرية، يحصل بموجبه على بكالوريوس في الهندسة تخصص إلكترونيات واتصالات. وقد تخرج، من الكلية، العديد من الطلبة، الوافدين من الدول العربية والصديقة منذ إنشائها.
3. مراكز التدريب التخصصية
يشمل تنظيم الدفاع الجوي مركزين للتدريب، وتم تطوير مراكز التدريب التخصصي؛ لتقوم بالعديد من المهام التدريبية، حيث يتم رفع مستوي ضباط الاحتياط، في العديد من التخصصات، وتأهيل وتدريب ضباط الصف والجنود المصريين، والوافدين، في جميع تخصصات الدفاع الجوي.
4. مركز رماية الدفاع الجوي
تم تطوير مركز رماية الدفاع الجوي؛ ليواكب التطور السريع في أسلحة ومعدات الدفاع الجوي الحديثة، ولتمثيل ظروف المعركة الحقيقية، من خلال منظومة متكاملة، تضم أنواعاً متطورة من الطائرات، الموجهة من دون طيار، ومركزاً للقيادة والسيطرة الآلية، للسيطرة على الوحدات الفرعية القائمة بالرمي، وتحليل نتائج رماية الصواريخ، باستخدام الحاسبات وشبكات الاتصال، والوسائط المتعددة، وربطها بمواقع أنظمة الصواريخ بخط الرمي، ومحطات توجيه الأهداف.
وقد اعتمد على الكوادر المصرية، في تصميم وبناء مكونات هذه المنظومة، من برامج ودوائر إلكترونية، في مركز تطوير البرامج لقوات الدفاع الجوي، بالتعاون مع باقي الأفرع والشعب المختصة.
5. التدريبات المشتركة
منذ النشأة، كانت قوات الدفاع الجوي المصري تخوض المعركة تلو الأخرى، وقد حتمت عليها تلك الظروف أن تطور أسلحتها، وأساليب قتالها، من خلال تلك المعارك، ومع التطور السريع في نظم وأساليب قتال قوات الدفاع الجوي، وخلال فترات السلم، لم يكن بد أن تسعى للحصول على كل ما هو جديد، في مجال العلم والتكنولوجيا والمعدات الحديثة، ولذا فإنها تسعي إلى تطوير أساليب وطرق تدريبها، من خلال التدريبات المشتركة، مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة، أبرزها المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا.

ومن خلال التعاون بين قوات الدفاع الجوي، وباقي الأفرع الرئيسية "القوات الجوية والقوات البحرية"، وإدارة الحرب الإلكترونية، يتم تحقيق الكثير، في مجال التدريب على تنسيق التعاون، في مجالات اكتشاف الأهداف الجوية بوسائل الإنذار، ووسائل الحرب الإلكترونية. كما تتيح مثل هذه التدريبات، الفرصة، لأطقم مراكز القيادة المشتركة الآلية واليدوية، للتعرف على كيفية السيطرة على أعمال قتال قوات الدفاع الجوي ،و صد الهجمات الجوية، الممثلة بأهداف حقيقية، وتمييز وتخصيص الأهداف الجوية، للعناصر المشتركة في صد هذه الهجمات.

وتساعد هذه التدريبات، على الاختبار العملي لعناصر منظومة الدفاع الجوي المختلفة، الموجودة في الخدمة، أو العناصر، التي تم تعديلها، أو التي أدخلت إلى الخدمة حديثاً، وتقويم أداء وقدرة وفاعلية هذه المعدات، في ظروف قريبة من ظروف العمليات الحقيقية.
سادساً: رؤية مستقبلية لشكل الحرب القادمة
إن معارك الدفاع الجوي، خلال حرب أكتوبر 1973، والتي أظهرت صمود وتحدي وسائل الدفاع الجوي للقوة الجوية الإسرائيلية، بما لديها من إمكانيات عالية التقنية، واستطاعت أن توقع بها خسائر كبيرة، كانت آخر معارك القرن العشرين، التي دار، خلالها، قتال حقيقي متكافئ.
ومنذ ذلك التاريخ، تحول توازن التطوير لصالح أسلحة الجو الحديثة، وخلال المواجهات، التي تمت بين أسلحة الجو ووسائل الدفاع الجوي، خلال العقدين الأخيرين، لم تحقق أي منظومة دفاع جوي، الصمود في وجه التكنولوجيات الحديثة.

فنجد سيادة واضحة للقوة الجوية، في مواجهات سهل البقاع، التي وقعت بين سورية وإسرائيل، في بداية الثمانينيات، والعملية الأمريكية ضد ليبيا في خليج سرت، واكتساحاً واضحاً لحلف شمال الأطلسي في حملته ضد يوغسلافيا، على الرغم من حيازة الأخيرة لأحدث ما في الترسانة الروسية من أسلحة الدفاع الجوي، والنتائج الحاسمة للحملة الجوية لقوات التحالف على العراق، أثناء حرب تحرير الكويت، والهجمات الأنجلو أمريكية المتكررة، بعد حرب تحرير الكويت ضد العراق، وفشل جميع محاولاته في إسقاط طائرة واحدة .

ومن أحداث الحروب، التي جرت خلال العقود الماضية، حدث تغير كبير في مفهوم الهدف الإستراتيجي للحروب، حيث تراجعت أهمية احتلال الأرض، والاحتفاظ بها، وأصبح تدمير آلة الحرب وتخريب البنية الأساسية للعدو، هو الهدف الإستراتيجي، الذي تسعى الحرب القادمة لتحقيقه، باستخدام الأسلحة المتطورة، في قوة النيران، والقدرة على الدمار.

وقد طبق هذا الهدف، في حرب الخليج، حيث عمدت قوات التحالف إلى تدمير القدرات العسكرية وإتلاف البنية الأساسية للعراق، من دون أي مقاومة، تذكر من جانب الدفاع الجوي العراقي، وذلك باستخدام أسلحة أكثر تطوراً، مثل الطائرات الحديثة المخفية، والصواريخ الذكية، بمعاونة أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، ونفس السيناريو تكرر في حرب البلقان، بواسطة قوات حلف شمال الأطلسي، ضد القوات الصربية ومنشآت البنية الأساسية.

وتتبنى إسرائيل نفس العقيدة الإستراتيجية، وقد طبقتها في لبنان "عملية سهل البقاع"، التي أسقطت فيها أكثر من 50 مقاتلة سورية، فيما أطلقت عليه "ضربة جوية في الجو"، أي استدراج أكبر عدد من طائرات الجانب الآخر، بعيداً عن مكامنها المحصنة؛ لتهجم عليها، من بعد، مستخدمة تسليحها من الصواريخ جو/ جو، بعيدة المدى، ومستغلة ما لديها من أنظمة القيادة والسيطرة الآلية c³i، في معارك غير متكافئة، وهو ما تسميه قوة الردع بجانبها التقليدي وغير التقليدي، وأصبحت فكرة الردع الجسيم هي المهيمنة على الفكر الإستراتيجي الإسرائيلي، ولذلك جمعت كل عناصر الردع، التي تمتلكها بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، وأنشأت لها "قيادة خاصة للقوات الإستراتيجية"، شأنها في ذلك شأن الدول العظمى.

سابعاً: المهام الأساسية لقيادة القوات الإستراتيجية
وتضم هذه القيادة الجديدة كل فاعليات الردع الهجومية والدفاعية، وخصصت لها ثلاث مهام أساسية هي:
1. التعامل الهجومي والدفاعي، مع التهديدات الإستراتيجية، خاصة أسلحة التدمير الشامل.
2. قيادة قوة الردع الإستراتيجي الهجومية، المكونة من صواريخ باليستية أرض/ أرض، والقاذفات بعيدة المدى، والغواصات، وكل منها له قدرة أسلحة دمار شامل.
3. إدارة النظام الدفاعي الإستراتيجي المضاد للصواريخ الباليستية، والذي، من المنتظر، بعد استكماله، أن ينضم إلى منظومة دفاعية إقليمية، تسيطر عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا يؤكد اهتمام إسرائيل بعنصر الردع، فالعمق الضحل لإسرائيل يمثل بالنسبة إليها عاملاً شديد السلبية، تعتبره مصدر تهديد شديد الخطورة على كيانها ووجودها، خاصة إذا ما قورن بالعمق الكبير، الذي يمتد من الخليج إلى المحيط، ويمثل ميزة إيجابية جوهرية للعرب، خاصة إذا أحسن العرب استخدامه في إطار إستراتيجية قومية موحدة.

لذلك، فإن التهديدات المحتملة لمصر، في خلال العقد القادم، تتمثل في أسلحة بعيدة المدى، يمكنها الوصول إلى أي هدف، يقع في نطاق مجالها الحيوي، من طائرات، وصواريخ، وغواصات، جميعها قادرة على حمل رؤوس نووية، والوصول إلى أهداف بعيدة، وقد زادت قدرات الردع بدخول الغواصات المسلحة بأسلحة التدمير الشامل، حيث توفر هذه الغواصات لإسرائيل، إمكانية توجيه الضربة الثانية، من قواعد متحركة، على مسافات بعيدة، عبر البحار والمحيطات.

ثامناً: تطور أشكال التهديد الجوي والدور المنتظر للدفاع الجوي
مما سبق، نجد أن التهديدات المحتملة تتمثل في طائرات حديثة، وصواريخ باليستية، وصواريخ طوافة، إضافة إلى أنظمة قيادة وسيطرة، واستطلاع، وإنذار، وحرب إلكترونية حديثة، تدار بطائرات متقدمة للإنذار والقيادة والسيطرة، بالاستعانة، على نطاق واسع، بالأقمار الصناعية.

وهذا يحدد الدور الرئيسي لمنظومة الدفاع الجوي، في المستقبل، للتصدي لهذا الحشد من أنظمة الحرب الجوية والفضائية. وأن يكون التطور مبنياً على ركائز رئيسية، أهمها:
1. أن العالم يشهد، اليوم، ثورات من نوعيات جديدة، لعل أبرزها ثورة المعلومات والاتصالات، وأن هذا التطور سوف يعطي شكلاً جديداً للصراع المسلح، وسوف تتراجع أمامه، كثير من أشكال وأساليب ووسائل الحرب التقليدية، ونظم القيادة والسيطرة، وإدارة واستخدام لآليات الحرب، ومن ثم تغيير وتطوير شامل لتنظيم وتسليح منظومة الدفاع الجوي.

2. أن إحراز التقدم، في ميادين القتال، لا يتحقق بمدى تقدم التكنولوجيا العسكرية فقط ، ولكن يتحقق بابتكار أساليب وتكتيكات جديدة، للاستفادة من المجالات المختلفة المتاحة والمتوقعة.

3. إن طبيعة القتال المستقبلي امتداد واستمرار لمعركة الأسلحة المشتركة الحديثة، التي تحتم التعاون الوثيق والموقوت، بين كل الأسلحة، والإمكانيات والوسائل المتاحة، ومع ظهور أسلحة ذات مدى أبعد، ومعدلات نيران، وخفة حركة أكبر، ازدادت احتياجات ومطالب القادة، من نظم القيادة والسيطرة سواء للاستفادة من إمكانيات الأسلحة الحديثة، أو لمواجهتها، في الوقت والمكان المناسبين. وهذا الاحتياج أدى، وما زال يؤدي، إلى تطور هائل في وسائل تحليل المعلومات المختلفة، وإلى تدفق حجم هائل من المعلومات شديدة التنوع والاختلاف، إلى مراكز القيادة والسيطرة، على مختلف المستويات.
4. معظم الأسلحة ومعدات القتال تتطور إلى الأصغر حجماً، والأخف وزنا،ً والأقوى تأثيراً، والأبعد مدى، والأسرع حركة، والأكثر مرونة، والمتعددة المهام، والأقل ظهوراً، والأكثر مقاومة، والأكثر أمان،َ والأقل اعتماداً، على العنصر البشري، والأسهل استخداماً، والأيسر صيانة وإصلاحاً، والأقل أعباءً إدارية.
5. أن المادة الرئيسية، التي تتعامل معها جميع وسائل ونظم الدفاع الجوي، هي المعلومات، والإنذار، وأعمال الحرب الإلكترونية، ومن هذا نجد أن مراكز القيادة والسيطرة والتحكم، ستكون النموذج الأوضح للاستفادة من الأساليب الرقمية، في معدات القتال فائقة السرعة.

ومثال ذلك تكامل وسائل الإنذار المختلفة "راداري، وبصري، وحراري"، بالإضافة إلى الوسائل السلبية غير المشعة، والتي تعتمد على التقاط الإشعاع الكهرومغناطيسي، المنبعث من الوسائل الإلكترونية، التي تحملها الطائرات أو الموجودة في رؤوس الصواريخ المهاجمة .وسترتبط تلك الوسائل، من خلال شبكة الحاسبات والاتصالات، بوسائل الإنذار الموجودة في الفضاء، أو على متن طائرات الإنذار المبكر، بغرض تكامل الإنذار عن الهجمات الجوية والصاروخية، في وقت مبكر، يسمح بالاعتراض والتدمير، خارج الأجواء الصديقة.

6. ستكون سرعة أجيال صواريخ الدفاع الجوي، في معظمها، تفوق من 6 إلى 10 أضعاف سرعة الصوت، وتتميز بوجود أكثر من نوع من أنواع مستشعرات البحث والتتبع، في رأس الصاروخ، قادرة على تنفيذ المناورات الحادة، في أثناء تتبعها لأهدافها، كما سيتم استخدام المواد المركبة في بناء جسم الصاروخ لتقليل مقطعه الراداري، مع تطوير تكنولوجيا الوقود الصاروخي؛ لتقليل وزنه مع زيادة قوة الدفع والمدى.

خلاصة

1. يجب الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى أقصي درجة، على أن يؤخذ، في الاعتبار، أن تكون هناك إمكانية ذاتية لإنتاج هذه التكنولوجيا أو، على الأقل، إنتاج برامج تشغيلها.
2. الاعتماد على الذات، إلى أقصى درجة، وتفعيل التعاون العربي الإسلامي، خاصة في مجال الاستطلاع والمعلومات، لأنه مهما كان الحليف الأجنبي متعاونا،ً فإن تجارب الماضي شابها كثير من الشكوك.
3. عدم الاعتماد الكامل على أنظمة القيادة الآلية، لاحتمال وقوعها في أخطاء، أو تعطلها، أو الدخول عليها، مما يسبب وقوع القادة فريسة لعمليات خداع إلكتروني.
4. لما كانت الدول النامية لا تستطيع بناء منظومات كاملة للدفاع الجوي، بسبب الصعوبات المالية، وندرة الكفاءات العلمية، إضافة إلى السبق الهائل، الذي أحرز تحتم عليها ألا تغفل مبدأ الدفاع بالردع، وأن تخطط له، طبقاً لإمكانياتها وطبيعة الخصم.
5. وأخيراً، يلفت النظر رأى المحلل العسكري "دانيل جوريه"، في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطون، حيث أفاد أن من مساوئ نظم القيادة والسيطرة الحديثة، أنه إذا تعطلت شبكة الاتصالات، فإن الوضع سيكون أسوأ مما لم تكن موجودة أصلاً.
هذا إلى جانب مخاوف من خصم، يستطيع التغلب على التكنولوجيا بأساليب بدائية، أو باستعداد أفراد جيشه للتضحية بحياتهم، مما حدا المخططين على تحديث الجيوش، بضرورة تدريب نسبة كبيرة من وحدات الجيش، على أساليب الحرب التقليدية.

بحمد الله تم الانتهاء من الموضوع وارجو ان ينال اعجابكم من يريد ان يستفيد فل يقراء الموضوع

 

 


   

رد مع اقتباس