عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:28 AM

  رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

(2) الصاروخ الأمريكي باتريوت PAC - 3

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صاروخ أرض/ جو، مضاد للطائرات، تم تطويره في إحدى القواعد الأمريكية في ألمانيا، في الثمانينيات؛ ليتحول إلى صاروخ مضاد للصواريخ. وهو عبارة عن نظام متحرك يتكون من ثمانية قواذف، كل منها مركب عليه أربعة صواريخ، إضافة إلى مركز مراقبة وتشغيل، وجهاز استقبال للمعلومات، ورادار AN/MPQ-53 يستخدم هوائي المصفوفة الطورية، ويقوم هذا الرادار بالتفتيش، والكشف، والالتقاط، والتتبع، والتعارف، ثم توجيه الصاروخ نحو الهدف، وتبلغ سرعة الصاروخ 5 ماخ "1800متر/ ثانية".

وتم تطوير الصاروخ عدة مرات، وآخر هذه التطويرات، النموذج "باتريت-3" PAC-3 ، بزيادة إمكانيات الكشف على الارتفاعات العالية، وتطوير الطابة، وزيادة حساسيتها، وزيادة قدرة الصاروخ على المناورة، ليمكنه التصدي للصواريخ الطوافة كروز، والصواريخ ذات الانقضاض الحاد، ومعدل الاقتراب بسرعات من 6-8 ماخ، وتحريك القواذف، بعيداً عن الرادار؛ لزيادة الأمان، ويزن هذا النموذج نحو 16 طناً، بدلاً من 36 طناً للنماذج السابقة، وهذا ما يمكن نقل بطارية الباتريت بواسطة طائرات النقل العسكرية C-130 لأول مرة.

(3) الصاروخ الأمريكي هوك المعدل

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مر هذا الصاروخ بثلاث مراحل للتطوير؛ ليتحول من نظام صاروخي مضاد للطائرات، إلى نظام له قدرات ضد الصواريخ الباليستية، وقد تمت تجارب ناجحة؛ لربط هذا النظام بنظام باتريت؛ لرفع كفاءة عمل كلا النظامين، وقد شملت المرحلة الثالثة، من تطوير الصواريخ الهوك، استبدال الصمامات بالدوائر الرقمية، والتوسع في استخدام الحاسبات الرقمية والدوائر المتطورة لتحسين إمكانيات النظام؛ لمجابهة الإعاقة الإلكترونية، وتطوير رادارات الكشف والتتبع، ورادار إدارة النيران؛ لتحسين إمكانية الصاروخ في التعامل مع الأهداف المنخفضة.
(4) النظام الروسي ANTEY-2500
ويعد النظام Antey- 2500 أحدث تطوير لسلسلة الصواريخ الروسية S - 300، وقد تم تطوير رادار التتبع للنظام، وهو من نوعية رادارات المسح القطاعي؛ لتوفير إمكانية التعامل مع الأهداف عالية السرعة، حتى 4500 متر/ ثانية، بدلاً من 3000 متر/ ثانية للطراز السابق.
كذلك، تمت زيادة قدرات النظام لتتبع الأهداف المخفاة، وذات المقطع الراداري الصغير حتى 2.,. متر مربع، وتم تطوير وحدة المعالجة لتوفير سرعة تدفق المعلومات، وزيادة الحساسية. وأهم المواصفات الفنية للنظام الجديد، زيادة مدى الاشتباك للأهداف الجوية التقليدية، إلى نحو 200 كم، ومدى اعتراض الصواريخ الباليستية، إلى أكثر من 40 كم، والسرعة حتى 4500 متر/ ثانية، وارتفاع العمل يصل حتى 30 كم، ويمكن للنظام مواجهة 24 هدفا.

3. اتجاهات التطور في الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى

ما زالت الطائرات المقاتلة الحديثة، والتي طورت إمكانياتها للطيران المنخفض جداً، تشكل تهديداً للدول، التي لا تمتلك إمكانيات للاستطلاع الفضائي أو الطائر، وكذا تشكل الطائرة العمودية المسلحة، تهديداً آخر للقوات البرية، لذا كان من الضروري أن يشمل التطور نظم الدفاع الجوي متوسطة وقصيرة المدى، وأهم اتجاهات التطوير كانت كالآتي:

أ. تطوير وتحسين نظم التوجيه الحديثة، مثل التوجيه بالليزر، والأشعة تحت الحمراء، وكذا النظم البصرية.
ب. التحول إلى الميكنة الكاملة؛ لتحقيق خفة الحركة، والقدرة على المناورة، مع زيادة الإمكانيات القتالية، للاشتباك بأكثر من هدف في وقت واحد.
ج. تحقيق أقصى استقلالية للمعدة، مما يجعلها قادرة على القيام بتنفيذ جميع المهام، "كشف، وتتبع، وتوجيه، وإطلاق" منفردة.
د. التقاط وتتبع الأهداف الجوية ذات السرعات العالية والمقطع الراداري الصغير، مع الدقة العالية في الاشتباك، في زمن رد فعل سريع.
من أمثلة الأنظمة الحديثة في هذا المجال، الآتي:

أ. النظام الروسي سام -6 المعدل BUK-M1-2

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وهو التطوير الثالث للصاروخ سام-6، ويتكون من مركز قيادة نيران آلي، ورادار بمدى كشف 160 كم، وستة قواذف يحمل القاذف أربعة صواريخ، ويستطيع الاشتباك بستة أهداف في وقت واحد . جميع معدات النظام محملة على جنزير،ويمكن الاشتباك بأهداف حتى سرعات 1200متر/ ثانية مقترب، و400 متر/ ثانية مبتعد، ومدى الاشتباك يصل إلى 50 كم، وأقصي ارتفاع 25كم، والنظام مزود بكاميرا تليفزيونية لتتبع الأهداف.

ب. النظام الفرنسي كروتال CROTALE-NG

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من أنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى، ومحمل، بالكامل، على عربات، ومزود برادار استطلاع وتتبع، بمدى كشف 20 كم، وبمستشعر أشعة تحت الحمراء، مداه 10 كم، إضافة إلى كاميرا تلفزيونية، ويمكنه تتبع 20 هدفاً، وتحديد أخطر ثمانية أهداف، ويمكن للنظام تتبع هدف، رادارياً، وهدف آخر بصرياً، في الوقت نفسه، ومدى الاشتباك حتى 10 كم، وهو ذو قدرة عالية على مقاومة الإجراءات الإلكترونية المضادة.

4. اتجاهات التطور في أنظمة الدفاع الجوي المختلطة "صواريخ/ مدفعية"
تطبيقاً لمبدأ التكامل في نظم الدفاع الجوي، اتجهت الجهود لنظام واحد، يجمع الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، للاستفادة القصوى من إمكانيات كلا النوعين، ومن أمثلة تلك النظم:
النظام الإيطالي السويسري الأمريكي سكاي جارد SKY GUARD:
وهو نظام دفاع جوي قصير المدى، مختلط من الصواريخ سبارو، والمدفعية المضادة للطائرات عيار 35 مم، ويتميز بزمن رد فعل قصير جداً، ويعمل رادارياً وبصرياً، ويبلغ مدى الصاروخ نحو 12 كم، والمدفعية حتى 4 كم.

5. اتجاهات التطور في الصواريخ الفردية قصيرة المدى

يجرى تطوير الصواريخ الفردية، التي تطلق من على الكتف؛ للتعامل مع الأهداف المنخفضة جداً، وأهم نقاط التطوير هي زيادة المدى والسرعة، إضافة إلى استحداث مستشعرات أكثر حساسية، وتتعامل مع البصمة الرادارية والحرارية للطائرة؛ لتجنب الإعاقة الحرارية، وأهم هذه الصواريخ:
أ. الصاروخ الأمريكي ستينجر STINGER.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ب. الصاروخ الروسي إيجلا IGLA .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ج. الصاروخ الفرنسي ميسترال MISTRAL.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

6. اتجاهات التطور في المدفعية المضادة للطائرات
أدى التطور في العدائيات الجوية، إلى إلغاء الأعيرة الثقيلة والمتوسطة، وزاد الاهتمام بالأعيرة الخفيفة، مع زيادة معدل النيران، باستخدام مدافع متعددة المواسير، وتزويد المدافع بوسائل إدارة نيران حديثة باستخدام الرادار، والأنظمة الكهروبصرية، ومن أمثلتها:
المدفع 23مم الرباعي الروسي المعروف باسم "شيلكا " ZSU-23-4
ويعتبر هذا المدفع نوعاً متطوراً من المدفعية ذاتية الحركة،وهو مخصص للتعامل مع الأهداف المنخفضة، والتي تطير على ارتفاعات من 100 م إلى 1500 م، ويصل المرمى المؤثر إلى 2500 م، ويستخدم في الدفاع المباشر عن التشكيلات البرية، ويعطي معدلاً عالياً من النيران، يصل إلى أربعة آلاف طلقة/ دقيقة.
ثالثاً: التطور في وسائل الخداع والإخفاء
حصل تقدم هائل في وسائل الاستطلاع الحديثة، من أقمار صناعية، ومحطات إنذار محمولة، تحلق حول وفوق مسارح العمليات، وترصد التحركات وتستشعر أي بث لمعدات الدفاع الجوي، فيحدد مواقعها أولاً بأول، وبدقة متناهية، مما يسهل مهاجمتها أو، على الأقل، إعاقتها.
وتحقيقاً لمقولة أنه لا يوجد نظام دفاع جوي، لا يمكن اختراقه، فإنه لا يوجد نظام استطلاع، لا يمكن خداعه، أو طائرة لا يمكن تدميرها.

ويلعب خداع القوات الجوية ووسائل استطلاعها دوراً متنامياً، في رفع كفاءة منظومة الدفاع الجوي، لتصبح قادرة على التصدي للطائرات المعادية وتدميرها، وذلك بتحقيق عنصر المفاجأة للطيران المعادي، وإرباك الطيارين ومخططي العمليات، ولو لثوان معدودة، كافية لإفشال المهمة، وتعريض الطائرات المهاجمة، لنيران منظومة الدفاع الجوي.

أهم أنواع الإخفاء والخداع
أ. خداع وسائل الاستطلاع البصري
ويتمثل في خداع وسائل التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني، والذي يمكن تحقيقه بإتقان الإخفاء والتمويه للمواقع، والمعدات، والأهداف الحيوية، باستخدام شباك التمويه، خاصة الأنواع الحديثة منها، والتي تخفي الطاقة الحرارية للمعدات Infra Red Camouflage، وتقلل منها، بحيث لا تظهر في أفلام الأشعة تحت الحمراء، كما تعمل بعض أنواع الشباك الحديثة، على تشتيت الموجات الرادارية، التي تصدرها محطات وأجهزة الاستطلاع الراداري، فلا تنعكس من المعدات المخفاة أي انعكاسات رادارية، ويعرف هذا النوع بشباك التشتت الراداري Radar Scattering Principles. كما تعتبر أنواع الطلاء الحديثة، من الأنواع، التي تستخدم في تكنولوجيا الإخفاء، من الوسائل الحديثة في الإخفاء الراداري.

ب. خداع التحركات

ويتم عن طريق خطة متكاملة، لتبادل احتلال المواقع بالمعدات الحقيقية والهيكلية، مع الأخذ في الاعتبار، إتقان إخفاء المعدات الحقيقية، وإظهار الزائف بصورة الحقيقي. ومن أبرز الأمثلة خداع التحركات، الذي نفذته القوات المصرية، في حرب الاستنزاف، وما قبل العبور عام 1973، فلم يعرف الإسرائيليون، أين ومتي سيكون العبور، بالرغم من ظهور معدات وكباري العبور بالقرب من القناة.
ج. الخداع الإلكتروني

ويعتبر من أهم أنواع الخداع إيجابية، وتداخلاً مع باقي الأنواع، ويمثل عنصراً رئيسياً من عناصر الحرب الإلكترونية، لا يتسع المجال للخوض في تفصيلاته، وأهم أنواع الخداع الإلكتروني هي:

(1) إعاقة وسائل استطلاع العدو
ويكون بخداع الموجات الرادارية لوسائل استطلاع العدو، وذلك عن طريق تغيير اتجاهها أو امتصاصها، وانعكاسها بصورة مختلفة، لا تعبر عن واقع الأهداف المنعكسة منها.
ويمكن الدخول إلى شبكات الإنذار المعادية، وبث أهداف كاذبة، وبيانات وهمية، مما يؤثر على
قرارات واستنتاجات العدو.

(2) الإعاقة المضادة للإعاقة
ويتم ذلك، عن طريق حماية المحطات الرادارية، ووسائل الاستطلاع من إعاقة العدو لها، بتغيير الترددات، بسرعة كبيرة، حتى لا يتمكن العدو من ملاحقتها، وباستخدام تكنولوجيا انتخاب الهدف المتحرك، وكذا تقليل الفصوص الجانبية.

(3) خداع الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية
فعلى سبيل المثال، يمكن تضليل الصواريخ الراكبة للشعاع، عن طريق قفل الإشعاع الراداري، واستخدام وسائل التتبع غير الرادارية، مثل التليسكوبات، والكاميرات التليفزيونية، والحرارية، كذلك يمكن استخدام المرسلات الخداعية، التي تحاكي المرسلات الحقيقية وتجتذب الصواريخ المهاجمة، ويتم استخدام مصادر بث حراري؛ لخداع مستشعرات الصواريخ المضادة للأشعة تحت الحمراء، أما الصواريخ الموجهة بصرياً أو تليفزيونياً، فيمكن تضليلها بعمل ستائر من الدخان.




المبحث الثامن

تطور وتكامل منظومة الدفاع الجوي

انتهت المعارك، في أواخر شهر أكتوبر1973، بتثبيت لخطوط وقف إطلاق النار،وكانت كل الشواهد تنبئ بمرحلة جديدة من الصراع، واستمرت الجهود في استكمال وتطوير منظومة الدفاع الجوي، على أسس ومبادئ ثابتة، من أولوياتها أن يبنى النظام، على قادة وضباط وأفراد، على أعلى مستوى من التعليم والثقافة، حيث إنه لا قيمة للمعدة، من دون مستخدم جيد.

وخلصت القيادة إلى أن أي خطة لبناء أو تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، لا بد أن تقوم على مبادئ أساسية، أهمها:

1. الحجم والنوعية، التي تجابه التطور في حجم ونوعية العدو الجوي، وما يمتلك من إمكانيات.
2. التخطيط للتطور والنمو، بما يتلاءم مع الزيادة المنتظرة، في قوة العدو، وفي عدد الأهداف الحيوية المطلوب الدفاع عنها.

3. مراعاة البعد الاقتصادي، بسبب التكلفة الباهظة لنوعية أسلحة الدفاع الجوي المتطورة، وذلك عن طريق الاستفادة، من الموجود من الأسلحة الشرقية، وتطويرها، ورفع كفاءتها باستمرار.
4. مراعاة أن تكون الدروس المستفادة، والخبرات القتالية الميدانية، من حرب أكتوبر 1973، هي الأساس، عند وضع خطط التطوير.

وانطلاقاً من هذه المبادئ الأساسية، أصبحت خطة تطوير منظومة الدفاع الجوي المصري، ترتكز على ركائز أساسية، خلال تنفيذها هذا التطوير، كالآتي:

أولاً: التكامل في منظومة الدفاع الجوي
أصبحت المهام، الملقاة على عاتق قوات الدفاع الجوي، كثيرة ومعقدة، نظراً للتطور السريع في نظم التسليح خاصة في أسلحة الجو. فعلى هذه القوات، أن تكون لديها القدرة على اكتشاف أهداف، تطير على جميع الارتفاعات، وتمتلك الكثير من الأساليب والإمكانيات، التي تجعل من الصعب، اكتشافها بوسائل الاستطلاع، وفى حالة اكتشافها فإن لديها من الإمكانيات الإلكترونية الكثير، الذي يعقد من مهام أجهزة قيادة النيران الأرضية للاشتباك معها..

ولا يقف الأمر عند ذلك، لأن هذه الطائرات باتت تحمل بداخلها، وأسفل أجنحتها، العديد من الصواريخ والقذائف الحديثة، والموجهة بطرق التوجيه المتطورة، وتطلقها من مسافات بعيدة بأسلوب اضرب وانس Fire and Forget، أي أن هذه الأسلحة لا تحتاج إلى متابعة من الطائرة الأم، وهناك الكثير من الإمكانيات، التي يتحتم على منظومة الدفاع الجوى مجابهتها، في أزمنة قد تعد بالثواني.

وبالإضافة إلى هذه الترسانات الحربية الطائرة، ظهرت، في الآونة الأخيرة، في سماوات المعارك، الصواريخ الباليستية، تنطلق في مسارات فضائية، ثم تنقض على أهدافها، بسرعات فائقة، تجاوزت، في بعضها، 6 كم/ ثانية، ومصاحبة لهذه الصواريخ، كذلك حلقت على مقربة من سطح الأرض والبحار، الصواريخ الطوافة، المعروفة باسم كروز CRUIES، تطير على ارتفاعات منخفضة، تصل إلى نحو 20 متراً من سطح الأرض، مستشعرة أهدافها برأس ذكي، مزود بأدق المستشعرات الحرارية والتلفزيونية والليزرية.

وتتحكم، في هذه الصواريخ، منظومة متكاملة، من الأقمار الصناعية، وطائرات القيادة، والسيطرة، والإنذار، تحدد لها أهدافها بدقة بالغة، وتوجهها نحوها، محددة مساراتها، لحظة بلحظة. كل هذا الكم الهائل، من العدائيات الجوية، يحتاج، حتماً، إلى منظومة متكاملة من وسائل الدفاع الجوي، متكاملة مع باقي أفرع وعناصر القوات المسلحة، ومتكاملة مع بعضها، ويصل التكامل ليشمل الوحدات داخل العنصر الواحد، وفيما يلي لمحة عن التكامل المنشود لعناصر الدفاع الجوى الرئيسية.

ثانياً: التخطيط لبناء منظومة دفاع جوي

على ضوء المتغيرات المتلاحقة، والتطور السريع، في عناصر الحرب الجوية، وأسلحة الدفاع الجوي، يجب الأخذ في الاعتبار، مجموعة من العوامل، عند التخطيط لبناء منظومة الدفاع الجوي، بما يمكنها من تأدية مهامها، وأهم هذه العوامل:

1. التوازن في المجال الخارجي
ويعرف هذا التوازن بتعادل القدرات القتالية للمنظومة، مع القدرات القتالية للعدائيات الجوية المحتملة رياضياً.

ونجاح منظومة الدفاع الجوي، في صد الضربات الجوية ،لحرمان العدو من الحصول على السيطرة الجوية، وانتزاع المبادأة منه؛ لذا فإن كفاءة منظومة الدفاع الجوي، تقاس بمدى قدرتها على صد الضربة الجوية .

2. التوازن في المجال الداخلي لمنظومة الدفاع الجوي


يجب مراعاة هذا التوازن الداخلي، بين نظم القتال الإيجابية، على أساس دور كل نظام، في صد الضربة الجوية الشاملة المعادية، طبقاً لخصائصه الفنية، وإمكانياته القتالية، وأهم هذه النظم:
أ. نظام المقاتلات.

ب. نظام الصواريخ الموجهة أرض / جو، والمدفعية المضادة للطائرات.
ثالثاً: التطور في عناصر منظومة الدفاع الجوي المصري
1. وسائل الاستطلاع والإنذار الجوي

يتوقف التقدير السليم للموقف، واتخاذ القرار، وإصدار الأوامر إلى نظم القتال الإيجابية، على كفاءة وسائل الاستطلاع والإنذار، وأن تنتظم في أوضاع استعداد قتالي مناسبة، وقد اتجه التطوير على النحو الآتي:
أ. التنظيم والإعداد الجيد لوسائل استطلاع العدو الجوي، بتجديد أجهزة الرادار الشرقية، وإطالة أعمارها، مع إدخال العديد من التعديلات؛ لرفع كفاءتها الفنية، وزيادة إمكانياتها في اكتشاف الأهداف المنخفضة، والقائمة بالتداخل. كذلك تم إدخال العديد من الأجهزة الغربية الحديثة، مثل الرادار ثنائي الأبعادT PS-63 ، والرادار ثلاثي الأبعاد TPS-59، بالإضافة إلى أجهزة أخرى إنجليزية وفرنسية الصنع. وتم إحلال العديد من الأجهزة الروسية المتقادمة، بأجهزة صينية الصنع مناظرة لها.

ب. انتظام، وسرعة، ودقة وصول المعلومات عن العدو الجوي، من هذه الوسائل، من خلال شبكة اتصالات خطية ولاسلكية متطورة، مع تحديث إجراءات التأمين، ضد وسائل العدو الإلكترونية.
ج. إعادة حساب الحجم المناسب، وأنواع الأجهزة من وسائل الاستطلاع والإنذار، اللازمة لإنشاء الحقل الراداري المناسب، بناءً على مساحة المناطق المطلوب تغطيتها، والارتفاعات المطلوب تغطيتها، طبقاً للعدو المنتظر، وطبيعة الأهداف المدافع عنها، والتحصينات الإلكترونية المطلوبة لهذا الحقل.

د. بتطوير الهيكل العام لقوات الدفاع الجوي، تم دخول وحدات المراقبة بالنظر، ضمن تنظيمها العضوي، مع إنشاء رئاسة لها داخل قيادة القوات، مع تحديد الحجم المناسب، من نقط المراقبة الجوية بالنظر، لدعم الحقل الراداري، لاكتشاف الأهداف المنخفضة، والمنخفضة جداً.

هـ. دخول طائرات الإنذار المبكر E2-C Hawkeye إلى الخدمة، وهي تستطيع كشف وتتبع 300 هدف جوي، وحتى 20 هدفاً آلياً، ومدى كشف الأهداف على ارتفاع 100م، "ومقطع 1 م2"، يبلغ نحو 250 كم، كما يمكن للطائرة إدارة أكثر من عملية اعتراض، في وقت واحد.

وتتم الاستفادة من إمكانياتها، في توفير الإنذار المبكر عن الأهداف المنخفضة والمنخفضة جداً، ويتم تحديد الحجم المناسب من هذه الطائرات، ويراعى في استخدامها الآتي:

(1) مناطق واتجاهات العمل في أثناء العملية القتالية، وأسلوب تأمينها في الجو.
(2) عدد الطائرات اللازمة لمنطقة عمل واحدة.
(3) الاحتفاظ باحتياطي مناسب.
(4) الصلاحية الفنية لطائرات الإنذار المبكر.

2. التطور في مقاتلات الدفاع الجوي

خرجت قوات الدفاع الجوي، من حرب 1973، وقد ثبتت، وبقوة، مفهوم تنظيم التعاون الوثيق مع المقاتلات، باعتبارها العنصر الإيجابي الأول، بعد العناصر الأرضية، ويتكون التجميع القتالي للمقاتلات من:
أ. تشكيلات جوية.
ب. مطارات التمركز الرئيسية.
ج. مطارات المناورة.
د. شبكة مراكز القيادة.
هـ. مراكز ونقط التوجيه.
ويتوقف بناء التجميع القتالي للمقاتلات على:
أ. شبكة المطارات المتوافرة.

ب. الاتجاهات الرئيسية المحتملة لاقتراب الطائرات المعادية.
ج. تجميع قتال الصواريخ أرض/ جو، والمدفعية المضادة للطائرات.
هذا، وقد اتجه التطوير إلى العمل على استمرار المقاتلات الشرقية، في الخدمة، وذلك برفع كفاءتها وتحديث تسليحها وأجهزتها الملاحية والإلكترونية. وتم الاتجاه، إلى تنويع مصادر السلاح، التي مكنت القوة الجوية المصرية من الحصول على ما يعرف بتكنولوجيا الخط الأول في مجال المقاتلات، تمثلت في نحو 160 مقاتلة F – 16 ،
20 مقاتلة ميراج 2000.
3. التطور في الصواريخ الموجهة أرض/ جو
أ. اتجه التطوير إلى الاحتفاظ بالصواريخ الشرقية، في الخدمة، من أنواع سام 2، وسام3 ، وسام 6، مع إجراء العمرات اللازمة لها،وخروج الأنواع المتقادمة منها، من الخدمة ،ولأول مرة تم إجراء عمرات خاصة، ورئيسية متكاملة، للصواريخ الشرقية، استهدفت القيام بتعديلات جوهرية لمواكبة التطور الكبير في أسلحة الجو الحديثة، وأساليب الحرب الإلكترونية، بما يمكنها من الاشتباك في ظروف الإعاقة الإلكترونية، بأنواعها المختلفة.

ب. نظام الهوك الأمريكي: دخل إلى الخدمة، مع استمرار برامج التطوير، التي شملت مرحلتين:
(1) المرحلة الأولي: أطلق عليها الطور الثالث PHASE III، والذي تم، من خلاله، تطوير مراكز القيادة، وشمل التعديل، كذلك، رادار الإضاءة والتتبع، ورادار الكشف المنخفض.

(2) والمرحلة الثانية: ويطلق عليها خفة الحركة MOBILITY. والمستهدف من هذه التعديلات هو التخطيط لاستمرار الهوك، حتى عام2010، والاستفادة من التطور في مجال الحاسبات والتكنولوجيا الحديثة بإضافة دوائر إلكترونية؛ لتحسين إمكانية مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

ج. النظام آمون AMOON: وهو نظام مختلط، يجمع بين الصواريخ والمدفعية، ويستخدم الصاروخ الأمريكي سبارو، الذي يبلغ مداه من 1 كم : 12 كم، كما يستخدم المدافع من عيار 35مم، والموجهة رادارياً، وإلكتروبصرياً، وتستطيع الاشتباك من 300 م حتى مدى 4 كم.

د. الصاروخ كروتال: وهو صاروخ فرنسي قصير المدى، يتعامل مع الأهداف من مسافة500 م إلى 10 كم، والتي تطير على ارتفاعات من 100 م إلى 3 كم، وبسرعة حتى 750 م/ ثانية، ويتميز بالمرونة، وخفة الحركة، مما يزيد الاعتماد عليه في الدفاع الجوي عن التشكيلات البرية.

هـ. الصاروخ الشابرال SHAPRAL: وهو قصير المدى، من 500 م إلى 8 كم، أمريكي الصنع متحرك، باحث عن الحرارة، يعمل مع التشكيلات البرية، يتعامل مع الأهداف، التي تطير على ارتفاعات من 50 م وحتى 6 كم، وسرعة حتى 420 م/ ثانية.
و. الصواريخ الفردية قصيرة المدى، سام-7 SAM-7 المعدل: وهو صاروخ قصير المدى باحث عن الحرارة، يطلق من على الكتف، ويعتبر السلاح الأساسي والفعال ضد الطائرات، التي تطير على ارتفاعات منخفضة، ومنخفضة جداً، وقد لعب دوراً حيوياً خلال حرب الاستنزاف، وحرب 1973، ويبلغ مداه نحو 4500 م، للارتفاعات حتى 2 كم، للأهداف ذات السرعات حتى 250 م/ ثانية. وتم تصنيع هذا الصاروخ في مصر، تحت اسم عين الصقر، وأُدخل عليه العديد من التعديلات، أهمها زيادة حساسية الرأس الباحث، ليعمل بنظام البصمة الحرارية.

 

 


   

رد مع اقتباس