عرض مشاركة واحدة

قديم 23-02-10, 11:14 AM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

(1) القيادة والسيطرة


أُنشئ مركز القيادة الرئيسي، في منطقة بنتلي PENTLY، بمدينة لندن، يعاونه أربعة مراكز قيادة مجموعة، لقيادة القطاعات الفرعية.


وقد أقيمت هذه المراكز، بتجهيز هندسي محصن، تحت الأرض، وتضم خرائط لإظهار الموقف الجوي، تظهر عليها خطوط سير جميع الطائرات المعادية والصديقة. وتصل المعلومات إلى هذه المراكز، خطياً ولاسلكياً، بصفة مستمرة، من مصادر الاستطلاع والإنذار المختلفة "الرادارات وشبكات مراقبة وطيارين وقطع الأسطول"، بما يرسم صورة للموقف الجوي، تمكن القادة وضباط العمليات من إصدار الأوامر، إلى اقرب مطار، أو إلى المقاتلات التي تكون بالجو لاعتراض الطائرات المعادية.


هذا بالإضافة إلى إنذار بطاريات المدفعية، والدفاع المدني، في القطاع المهاجم، ولعب الرادار دوراً أساسياً في فعالية هذا النظام، وحسن استخدام كل وسائل الدفاع الجوي المختلفة، من مدفعية مضادة للطائرات، وبالونات، وأنوار كاشفة.


(2) الاستطلاع وظهور الرادار


خلال الثلاثينيات، اكتشف علماء الإلكترونيات، في الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، مبادئ عمل الرادار، واهتم العلماء الإنجليز، أكثر من غيرهم، بهذا المجال، ونتيجة لأبحاثهم المكثفة، وجهودهم، في التطبيق العملي لما توصلوا إليه من نظريات، ظهرت أول محطة رادار في العالم، وانضمت للعمل بالسلاح الجوي البريطاني، عام 1937. وفي هذا العام، بدأ الإنجليز إنشاء سلسلة من الرادارات، على طول شواطئ إنجلترا. وبنهاية عام 1938، كان بإمكان هذه المحطات، اكتشاف معظم الطائرات الألمانية القادمة، من بحر الشمال أو القنال الإنجليزي.


وبحلول شهر يونيه 1940، أصبح عدد المحطات العاملة نحو 51 محطة، تغطي معظم الساحل الإنجليزي، مع التركيز على الجنوب والشرق، وهى الاتجاهات الأكثر احتمالاً، لاقتراب الهجمات الجوية الألمانية.


وكانت هذه المحطات قادرة على اكتشاف الأهداف، على مسافات تراوح بين 50 إلى 120 ميلاً نهاراً وليلاً، وفي وجود السحب الكثيفة. وبهذا توافر نظام فعال للإنذار المبكر، يتكون من 51 محطة رادار، بالإضافة إلى شبكة من نقاط المراقبة الجوية بالنظر، تضم نحو ألف نقطة، إضافة إلى معلومات الطيارين المحلقين في الجو، وبلاغات قطع الأسطول، كل هذه المعلومات تصل إلى مركز القيادة الرئيسي، والمراكز الفرعية، خطياً، أو لاسلكياً، أو بكلا الوسيلتين.


وقد أدى هذا الأسلوب المتطور في القيادة، إلى توفير الكثير من جهود وحدات المقاتلات، التي كانت تضطر إلى استخدام نظام المظلات الجوية بصفة مستمرة، وترشيد استهلاك وحدات المدفعية المضادة للطائرات، بتنظيم رفع أوضاع استعدادها عند الضرورة.


واستفاد الإنجليز، من براعتهم في استخدام الرادار، في الاستخدام الأمثل لطائراتهم المقاتلة ضد الطيران الألماني، الذي يفوقهم عدداً. فمنذ اللحظة الأولى، التي كانت الطائرات الألمانية تغادر قواعدها في أوروبا، كانت تظهر على شاشات الرادار الإنجليزية، ويتم تتبعها وتوجيه المقاتلات نحوها على خطوط الاعتراض المناسبة، أو تحرير نيران المدفعية المضادة للطائرات، في حالة تخصيص الأهداف لها.


(3) مقاتلات الدفاع الجوي


وتضم 800 طائرة، من أنواع الهاريكان وسبيتفاير، وهي مقاتلات ذات مقعد واحد، وكان العدد الصالح للخدمة عند بدء المعركة نحو 660 طائرة فقط.
(4) المدفعية المضادة للطائرات


وتضم نحو 200 بطارية من الأعيرة المختلفة.


(5) مجموعات من البالونات


موزعة على الأهداف المختلفة.
وهكذا تجسد، على أرض الواقع، أول هيكل لمنظومة دفاع جوي، تعمل في تكامل وتعاون لإدارة وتوجيه وسائل الدفاع الجوي المتاحة، لصد هجمات العدو الجوية.


3. الأعمال الإلكترونية في أثناء الحرب العالمية الثانية


لعبت الحرب الإلكترونية دوراً مهماً، في معارك الحرب العالمية الثانية، بدءاً من الإعاقة اللاسلكية على وسائل الاتصالات، إلى توجيه الطائرات، والإعاقة الرادارية بأنواعها الإيجابية والسلبية، وغيرها من الأساليب.


ففي عام 1939، استخدم الألمان طريقة تقاطع موجات الإرسال، فوق الهدف Beam Intersection، حيث توجه الطائرات الألمانية، ليلاً، عن طريق إرسال حزمة ضيقة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية، من محطات أرضية بعيدة، تطير عليها الطائرات، حتى يتقاطع مع شعاع آخر، فتكون الطائرة فوق الهدف. وسجل الإنجليز أول إجراء إلكتروني مضاد، باستخدام جهاز إرسال لاسلكي، يقوم بإرسال إشعاعات ضيقة مخادعة، تعمل على انحراف إشعاعات التوجيه الألمانية، لتعطي تقاطعاً بعيداً عن الأهداف المقصودة.


وفي عام 1943، نجح الحلفاء في استخدام الشرائح المعدنية Chaffs، للإعاقة على الرادارات الألمانية الأرضية، فقامت أكثر من 710 قاذفة قنابل إنجليزية، بإسقاط مئات الأطنان من الشرائح المعدنية، منفذين بذلك أحد الإجراءات الإلكترونية المضادة
ECM. [1]
ولم يمض عام حتى تمكن الألمان، من استخدام إجراءات إلكترونية مضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة ECCM، لتقليل تأثير إجراءات العدو الإلكترونية، وذلك بتزويد أحد أجهزة الرادار الألمانية، بنظام انتخاب الأهداف المتحركة
MTI[2]
للتمييز بين الطائرات والشرائح المعدنية، التي تكون، عادة، بطيئة ومتناقصة السرعة.


ثانياً: النشأة والتطور في مصر، حتى الحرب العالمية الثانية


1. نبذة تاريخية عن نشأة المدفعية المصرية (1831)


عندما عُين محمد على باشا والياً على مصر، أدرك أن يكون لمصر جيش حديث، يواكب العصر، ويجدد أمجاده وانتصاراته؛ لكي يثبت مركزه الداخلي، ويحقق طموحاته وفتوحاته.
ومن هذا المنطلق، بدأ في إنشاء أول جيش مصري صميم، بأفضل النظم العصرية المتطورة في ذلك الوقت؛ وسخر لخدمته كل موارد الدولة؛ فبنى المصانع الحربية لإنتاج المدافع والأسلحة والذخيرة، وكذلك الترسانات البحرية لبناء السفن؛ واهتم بزراعة القطن ليكون محصولاً اقتصادياً يساهم في تمويل بناء الجيش؛ وقام بإنشاء المعاهد الهندسية والطبية، لخدمة هذا الجيش؛ كما اهتم بتنظيمه وتدريبه، مستعيناً بالخبراء العسكريين، من شتى البلاد.


ولما كانت المدفعية هي السلاح الرئيسي والحاسم في تلك الأيام، فقد أمر محمد على باشا، بإنشاء مدرسة الطوبجية، في يونيه 1831، وتولى أمرها وقيادتها، الكولونيل الأسباني، أنطونيو سيجويرا، الذي يعتبر المؤسس الحقيقي لفن المدفعية، في الجيش المصري الحديث. وقد أقيمت المدرسة على الشاطئ الشرقي للنيل، في منطقة طره، التي تبعد عن مصر القديمة حوالي 13 كم، وخطط لها لتتسع لنحو 300 تلميذ، من تلاميذ مدرسة قصر العيني التجهيزية، وضمت المدرسة 48 مدفعاً للتدريب، ونظمت الدراسة بالمدرسة، على أربع سنوات دراسية.


ألغى الخديوي عباس المدارس العسكرية، وأنشأ مدرسة واحدة أطلق عليها اسم المفروزة، ثم أُلغيت المدرسة، عام 1861، في عهد الخديوي سعيد، الذي قام بتحويل مدرسة المهندس خانة السعيدية إلى مدرسة حربية تسع نحو 100 تلميذ، واستمرت هذه المدرسة قائمة، حتى تولى الخديوي إسماعيل الحكم في يناير 1863، فقام بتقسيم المدرسة الحربية إلى مدارس البيادة، والسواري، والمدفعية، وأركان الحرب.


وانتظمت الدراسة في مدرسة المدفعية الملكية، عام 1865، وكان تلاميذها 280 تلميذاً، من بين تلاميذ مدرسة المهندس خانة، وهذا يدل على رقي المستوى العلمي لتلاميذها وخريجيها. ونتيجة للأزمة المالية، التي مرت بها مصر في أواخر حكم إسماعيل، فقد تقرر خفض حجم الجيش المصري، وتبعه إلغاء المدارس الحربية، ومن بينها مدرسة المدفعية عام 1879.


وعندما وقعت مصر معاهدة 1936، مع بريطانيا، ونالت بموجبها استقلالاً جزئياً، تقرر إعادة فتح مدرسة المدفعية الملكية المصرية، في فبراير 1937، بعد أن ظلت مغلقة لنحو ستين عاماً، وكان مقرها منشية البكري.


2. تنظيم مدرسة المدفعية الملكية المصرية (1937)
بعد إعادة افتتاح المدرسة، أعيد تنظيمها، على غرار مدرسة المدفعية الملكية البريطانية، وضمت ضمن أجنحتها، للمرة الأولى، أجنحة المدفعية المضادة للطائرات، والأنوار الكاشفة، ونظمت كالآتي:
أ. قيادة المدرسة.
ب. جناح مدفعية الميدان.
ج. جناح المدفعية المضادة للطائرات.
د. جناح الأنوار الكاشفة المضادة للطائرات.
وفي عام 1941، نُقلت المدرسة من منشية البكري، إلى منطقة ألماظة، التي تقع شرق القاهرة، وقُسمت إلى قسمين:


القسم الأول: يضم مدرسة المدفعية بأجنحتها الفنية، وتقوم بتعليم النواحي الفنية لضباط المدفعية، وعقد الفرق الراقية لضباط الصف.


القسم الثاني: وهو أساس ومركز تدريب المدفعية، ويختص بتدريب الصف والجنود، وتعليمهم فنياً على نوع من أنواع المدافع.


وفي أواخر عام 1944، أُعيد تنظيم المدرسة ومركز التدريب كالآتي:
أ. رئاسة المدرسة ومركز تدريب المدفعية.
ب. مكتب كبير المعلمين ويتبعه:
(1) مدرسة المدفعية وتضم الآتي:
(أ) جناح مدفعية الميدان.
(ب) جناح المدفعية المضادة للطائرات.
(ج) جناح الأنوار الكاشفة.
(د) جناح التكتيك.
(هـ) جناح تدريب السائقين.
(و) وحدة شؤون إدارية.
(2) مركز تدريب المدفعية ويضم الآتي:
(أ) مدرسة محو الأمية.
(ب) البطارية الأولى تعليم.
(ج) البطارية الثانية تعليم.
(د) البطارية الثالثة تعليم.


(هـ) البطارية الفنية "مدفعية ميدان ـ مدفعية مضادة للطائرات ـ أنوار كاشفة".
ثم أنشئت مكتبة المدفعية، وكان مقرها بمدرسة المدفعية، حيث مازالت موجودة حتى الآن، ولكنها تتبع إدارة المدفعية.

 

 


   

رد مع اقتباس