عرض مشاركة واحدة

قديم 21-08-09, 12:35 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الأرشيفات المكشوفة



ال “سي آي ايه” تطيح رئيس غواتيمالا وتغتال لومومبافي مارس/ آذار من سنة 1951 تم انتخاب جاكوبو أربينز Jacobo Arbenz، الثوري السابق، وهو من الاتجاه الاجتماعي الديمقراطي، بمساعدة من الجيش ومن الحزب الشيوعي، رئيسا لجمهورية غواتيمالا على قاعدة برنامج إصلاح زراعي. مصطلح الإصلاح الزراعي يخيف الأمريكيين والغرب. والديمقراطية كانت فتية إذْ إن البلد تعوّد على فترات طويلة من الديكتاتورية الخانقة، وخصوصا طيلة النصف الأول من القرن العشرين، مع ديكتاتورين اثنين، هما مانويل استرادا كابريرا
Manuel Estrada Cabrera وخورخي أوبيكو كاستانيدا Jorge Ubico Castaneda. هذه الديكتاتورية تمثل ببساطة سيطرة أمريكية في زراعة الموز، من خلال العملاق الأمريكي “يونايتد فروت” الذي كان يمتلك استثمارات مربحة كبيرة ومعفاة من الضرائب.

يورد الكاتب أن الشعب الغواتيمالي استطاع سنة 1944 وبفضل تمرد شعبي تحويل البلد إلى ديمقراطية، بدستور قريب جدا من دستور الولايات المتحدة الأمريكية. في تلك الفترة كانت 70 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في البلد يملكها أقل من 2،5 في المائة؛ وكان معظم المالكين لا يقيمون في البلد.

ما الذي دفع الأمريكان إلى التدخل في هذا البلد؟ بمجرد ما أن وصل إلى السلطة، سنة ،1951 حتى قرر الرئيس المنتخب أربينز، توزيع الأراضي على 100000 من أفقر مزارعي البلد. لكن لسوء حظ الرئيس أن برنامجه الإصلاحي كان يتضمن إعادة امتلاك “يونايتد فروت”، أكبر ملكية زراعية في البلد. اقترح الرئيس أن يشتري من هذه الملكية زراعاتها وخطوط سكة الحديد والتلغراف بمبلغ 600000 دولار، أي القيمة التي كشفت عنها الشركة للتخفيف من قيمة الضرائب.

ولكن شركة “يونايتد فروت” أعلنت أن قيمتها الحقيقية تصل إلى 16 ملياراً من الدولارات. هذه الشركة لم تكن عزلاء، كيف لا وأحد مديري الاستخبارات الأمريكية، الجنرال والتر بيديل سميث Walter Bedell Smith، من بين أعضاء لجنة الإدارة. كما أن الوزير جون فوستر دالاس John Foster Dulles وأخاه ألين Allen Dulles اشتغلا مع الشركة حين كانا محاميين لدى سوليفان أند كْرومويل Sullivan and Cromwell، إذ هما اللذان تفاوضا مع الديكتاتور أوبيكو كاستانيدا على اتفاق سنة ،1935 الذي كان يميل كثيرا لمصلحة “يونايتد فروت”.

وفي إطار البحث عن الذرائع، علمت الاستخبارات الأمريكية أنّ غواتيمالا حصلت على 2000 طن من المساعدات من تشيكوسلوفاكيا. كان الأمر يمثل “الدليل المثالي الذي كان ينقص وكالة الاستخبارات الأمريكية لإقناع الرئيس الأمريكي الجديد ايزنهاور بأن غواتيمالا، ثالث أكبر بلدان أمريكا الوسطى، يشكل خطرا داهما للعدوى الشيوعية في الفناء الخلفي للولايات المتحدة”.
أخيرا يقبل الرئيس ايزنهاور مسلسل الإطاحة بالنظام الديمقراطي الجديد في هذا البلد المحاط بالعديد من الديكتاتوريات الصديقة للولايات المتحدة. تم التمهيد للعملية “من خلال منح رشاوى لضباط في الجيش ومنشورات معادية للرئيس المنتخب ومعاهدات تحالف مع الهوندراس ونيكاراغوا... “.

يكشف لنا المؤلف أن الرجل المفتاح في هذه الحرب النفسية ضد الرئيس المنتخب لم يكن سوى إيفيريت هووارد هونت. الذي سنجده لاحقا، بعد عشرين سنة، يضع ميكرو التنصت في فضيحة ووترغيت. وعلى طريقة خليج الخنازير ضد الرئيس كاسترو، “في الرابع والعشرين من شهر مايو/ ايار من سنة ،1954 أقامت البحرية الأمريكية حصارا على غواتيمالا. وفي 18 يونيو/ حزيران، عبرت مجموعة من 150 إلى 200 من المرتزقة الغواتيماليين والنيكاراغويين والأمريكيين القادمين من الهوندوراس يقودهم الكولونيل كارلوس كاستيو أرماس، الحدود وزحفت على العاصمة.

يرسم الكاتب حالة التدخل الأمريكي، التي حملت اسم PBSUCESS ودور المخابرات الأمريكية: “البروباغاندا الأمريكية من خلال راديو وكالة الاستخبارات الأمريكية أقنعتْ الكثير من كبار ضباط الجيش بأن قوة كبيرة عددياً ستسحق الجيش النظامي، ودفعت رئيس القوة الجويّة إلى الهروب مصطحبا معه طياريه. الطريق إذن كانت سالكة أمام قصف طائرات وكالة الاستخبارات الأمريكية الذي أنهى حركة الجيش. في السابع والعشرين من يونيو استقال أربينز وهرب إلى المكسيك. تم الإعلان عن أرماس رئيسا للدولة ووضع حدا للإصلاح الزراعي”. وعلى طريقة الفارس الذي يحاول اختيار الجبناء والضعفاء في أرض المعركة وضربهم بأشد قواه من أجل إرهاب من هم أشد فتكا منه، كان غزو غواتيمالا فاتحة لما ينتظر دولا عديدة في أمريكا اللاتينية. “إن هذه العملية PBSUCESS تتأسس على تهديد شيوعي متخيل، يُفْتَرَض أنه على أهبة للزحف على القارة الأمريكية”.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس