عرض مشاركة واحدة

قديم 27-04-10, 05:32 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المدفعية الساحلية :

ظهرت تقريبا ً فى اوروبا خلال القرن السادس عشر اثناء سيطرة القوى الاستعمارية على اراضي ماوراء البحار حيث كانت تبني القلاع الساحلية وتجهز بالمدفعية لردع القوى البحرية المنافسة ولإخضاع المواطنين ، وقامت الصين خلال القرن التاسع عشر ببناء المئات من القلاع الساحلية المجهزة بالمدفعية لمواجهة التهديدات البحرية الغربية ، و تقلص دور المدفعية الساحلية تدريجيا ً بظهور الطيران والصواريخ .

تدخل حاليا ً المدفعية الساحلية فى تسليح بعض الدول سواء ً الثابتة او المتحركة وبعيارات مختلفة ، و تصنف بعدة تصنيفات من بينها بحسب عيار المدفعية وتشمل : مدفعية ثقيلة ( اكثر من 180 مم ) ،مدفعية متوسطة ( 100 -152 مم ) ومدفعية خفيفة (أقل من 100 مم ).

يتم الان استبدال المدفعية الساحلية الثقيلة بمدفعية ساحلية حديثة ذات العيار المتوسط ، وحالياً يستخدم فى الدفاع الساحلي بالاساس المدفعية ذات العيارات : 155 ،152 ،130 ،127 ،122،120 ،75 و57 مم ،وتستخدم مدفعية م/ط عيارات 40 ،30 ،25 مم ،لحمايتها من الاهداف الجوية المعادية ،وتم الاستعاضة عن المدفعية الثابتة بالمدفعية المتحركة ، ففي منتصف الثمانينيات كان لدى السويد حوالي 60 بطارية مدفعية ساحلية ثابتة ،وحاليا ً لديها 14 منها فقط ( ثمانية - 75 مم ،ثلاثة - 105 مم ،ثلاثة - 155 مم )

لقد كان التركيز فى السابق علي تحصين مواقع المدفعية الساحلية وتهيئتها للدفاع الدائري والتصدي لعمليات الإبرار وتعد من التحصينات المنيعة التى يعتمد عليها فى الدفاع عن السواحل والجزر التى تتعرض للهجوم ، كقاعدة فأنظمة المدفعية الساحلية الثابتة والمتنقلة مثل SM-4-1, KM-65 (الروسية) و KARIN السويدية تستخدم لإسناد الصواريخ الساحلية وتغطية عيوبها القتالية ،وعلى اية حال فهذه الانظمة لم تعد قادرة على تلبية متطلبات ديناميكية العمليات القتالية بسبب كبرحجمها و قلة سرعة انتشارها والزمن الطويل للإستجابة ، فخلال فترة السبعينات لم تحظ المدفعية الساحلية بقدر الاهتمام الذي حظيت به صواريخ الدفاع الساحلي مما أثر فى كفاءتها القتالية ضد الأهداف البحرية حيث تعاني من قلة الحركية وقدم أنظمة التوجيه وعدم فاعليتها مع الأهداف البحرية السريعة والأعمال القتالية للدفاع عن الساحل بالعموم .


تطورت المدفعية الساحلية لتشكل قوة نارية كبيرة للدفاع عن الساحل ،نتيجة للتطور من الثبات الى الحركة وإدخال الانظمة الرادارية للكشف عن الاهداف ،وكذلك التطور فى منظومات إدارة النيران واستخدام بعض المنظومات لتقنيات الليزر، فأزدادت فاعلية المدفعية الساحلية فى ضرب الأهداف البحرية بأزدياد مديات الرماية وقدرتها على العمل فى مختلف ظروف الرؤية وتسند اليها تدمير وسائط الإبرار وسفن إسناد عمليات الإبرار ، فأنظمة المدفعية الساحلية ذاتية الدفع الحديثة خالية من اغلب العوائق وخاصة نظام المدفعية الساحلية الروسية الحديثة Bereg وبذلك أستعادت المدفعية مكانتها الدفاعية بالساحل .

تتطلب الحرب الساحلية الحديثة تطوير انظمة المدفعية الساحلية المتنقلة لتأمين الدفاع على مناطق شاسعة والتحرك غير المكشوف للمواقع القتالية فى مناطق مختلفة ،و فى افاق تطورها تؤمن أنظمة المدفعية الساحلية الحديثة إخفاء التحرك الى مواقع الاطلاق بدفع ذاتي مع تغطية بمسافة متباعدة بين المدفع والأخر ،وكذلك سرعة الاطلاق وفاعلية الرماية ضد الاهداف السريعة جداً وبمديات كبيرة ،وتجهيز بيانات عدة اهداف آنياً والتعامل مع الاهداف البحرية بالأضافة للاهداف البرية ، تتبع الاهداف البحرية وتصحيح الرماية بواسطة نظام إدارة النيران و محطة السيطرة الرئيسية ، القيام بالمهام القتالية المستقلة وذاتياً لمدة تصل لأسبوع .

تتكون أنظمة المدفعية الحديثة من :محطة سيطرة مركزية ، مدفع ذاتي الحركة ،عربات الإسناد الفني ،وأدخلت العديد من التحسينات المتقدمة على انظمة المدفعية مثل: نظام أستطلاع ،إدارة النيران وتجهيزات الإطلاق والإسناد ،وضعية المدافع والاطلاق تحت تحكم محطة السيطرة الرئيسية ، نمط الاطلاق الآلي المبني على مبدأ كشف الهدف - توجيه المدفع - الإطلاق - إعادة التحديد - التعديل - تدمير الهدف . استعاضة انظمة المدفعية الساحلية الحديثة عن استخدام التصويب البصري الفردي ،واحلال مبدأ علم المقذوفات بالمسح الاستقطابي المستقل فى الاستقبال والإرسال لتفادي التشويش المعادي بواسطة طريقة التكيف الاستقطابي ،وكذلك تعقب الاهداف بصورة دقيقة فى ظروف التشويش الخداعي المعادي والتتبع الآلي لعدة أهداف ، وتشمل انظمة ادارة النيران على رادار ومراقبة تلفزيونية - بصرية مع محدد مدى ليزري لمراقبة وتحديد الاهداف ، وحاسوب رقمي لمعالجة بيانات الاطلاق واجهزة لتسجيل إجراءات الاطلاق ونظام محاكاة الاهداف لتدريب الاطقم على الرماية .

وكذلك تستطيع انظمة المدفعية الساحلية الحديثة الاطلاق بصورة مستقلة باستخدام التوجيه الكهروميكانيكي - البصري ، وأجهزة الرؤية الميدانية ،حاسوب المقذوفات ، محدد المدى الليزري .

ويمكن نشر منظومات المدفعية الساحلية الذاتية الدفع حتى فى مواقع الاطلاق غير المجهزة هندسيا ً والصعبة جغرافيا ً لزيادة أمكانية التمركز فى مختلف المواقع وقابلية البقاء القتالي والإخفاء وتأدية المهام فى مختلف الاوقات وفصول السنة وفى ظروف التشويش الايجابي والسلبي ، وزودت أنظمة المدفعية الساحلية الحديثة بعربة إسناد فني مزودة بمولد ديزل بالإضافة لتزويد كافة العربات القتالية الذاتية الدفع بوحدات كهربائية لتكون مكتفية ذاتيا ً وعربات إسناد لتخزين الوقود والمياه والتموين وووسائل معيشة وراحة الافراد وذلك لإتاحة إمكانية البقاء في حالة الاستعداد القتالي المستمر لمدة تصل لسبعة ايام ،وتجهيز المنظومات بأجهزة الرؤية الليلية واجهزة ملاحية تتيح لوحدات المدفعية الساحلية تحديد مواقع الاطلاق الجديدة وبسرعة عالية والتحرك فى تشكيلات متفرقة الى المواقع الجديدة ، وتزويدها بقنوات تبادل معلومات مجفرة بين الوحدات المتباعدة ،وإدخال الميكنة والاتمتة فى عملية التشغيل لزيادة سرعة النشر والتجهيز وأختصار الزمن ، كما تميزت منظومات المدفعية الساحلية الحديثة بإمكانية المناورة العالية و الكفاءة النارية ، كما ادخلت فى افاق تطور المدفعية الساحلية تصور إدخال أنظمة دفاع جوي متطورة و ذلك لجعلها أنظمة دفاعية ساحلية ذات فاعلية قتالية عالية ،وزيادة معدل التمويه والاختفاء لتخفيض نسبة الكشف المعادي بأستخدام تقنيات الغش والاختفاء المختلفة وتخفيض أنبعاث الاشعة ماتحت الحمراء من السبطانات بعد عملية الاطلاق و تصور استخدام الهياكل ذات خاصية تشتت الموجات الرادارية وأستخدام الستائر الدخانية والضباب المائي ،وإعاقة توجيه القذائف المعادية العالية الدقة المستخدمة للتوجيه التلفزيوني والليزري والحراري .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس