عرض مشاركة واحدة

قديم 09-07-09, 08:00 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ازدياد أهمية الغواصات في الحرب البحرية

لا شك أن القيمة القتالية للغواصات في الحرب البحرية تزداد بصفة مضطردة وبمعدل سريع. وقد أصبحت هذه الوحدات هي الوحدات التي تشكل التهديد الأكبر للأساطيل البحرية. كما أن الغواصات بالرغم من المفهوم القديم باعتبارها وحدات تصلح فقط لمهمة التعرض لخطوط المواصلات أصبحت الآن قادرة على إطلاق الصواريخ الطوافة بعيدة المدى، مثل طراز: "توماهوك" وبالتالي يمكنها تحقيق التأثير المباشر على الأهداف الحيوية والاستراتيجية للعدو ليس فقط على الساحل وإنما أيضاً في داخل أراضيه.

كما أن الغواصات الحديثة أصبحت تتمتع بقدرات هائلة على الاختفاء مما يجعل اكتشافها من العمليات الصعبة، وهي بدون شك الوحدات الأكثر صعوبة في الاكتشاف، إذ أن وسائل البحث تحت سطح البحر لا زالت مقيدة لظروف "هيدروجرافية" مختلفة تجعل من الصعب تحقيق نفس النتائج التي يوفرها البحث الراداري والاستشعار الحراري بالنسبة للأهداف الأخرى.

وبناء على ما سبق فإنه بالنسبة للدولة التي لا تتوافر لها قوة بحرية كبيرة فإنها تستطيع أن تمارس الردع وأسلوب الحرمان:

(SEA DENIAL) على الدول البحرية الأقوى بواسطة الغواصات والتي تستطيع أن تهدد السفن الرئيسية للدول البحرية الكبيرة.
كما أن نفس هذه الوحدات، أي الغواصات، تستطيع أن تقوم بالتلغيم في المناطق الحاكمة، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن الغواصات الحديثة أصبحت مسلحة بالطوربيدات المضادة للطوربيد، مما يضاعف من قدراتها الدفاعية، وبالتالي يجب أن يكون إدخال الغواصات ضمن تكوين أساطيل الدول العربية من الأهداف التي تستدعي الاهتمام.


سلاح الطوربيد البحري.


أصبح هذا السلاح الآن غير مستعمل في معظم بحريات العالم، وذلك يرجع إلى انخفاض سرعة السير وقصر المدى، وأصبح الآن الطوربيد يستخدم فقط بواسطة الغواصات ضد سفن السطح، ويلاحظ أن الطوربيدات المستخدمة الآن يمكنها أن تناور طبقاً لتحركات الهدف وتستطيع أيضاً أن تقوم بتنفيذ عمليات البحث لاكتشاف الوحدات المعادية وتدميرها، أما الطوربيد الذي يستخدم بواسطة سفن السطح فهو الطوربيد المخصص لتدمير الغواصات، ويطلق عليه الطوربيد الخفيف لتميزه عن الطوربيدات التقليدية. وهذه النوعية تتميز بتقنية عالية وتستطيع أن تحقق مهمتها في تدمير الغواصات بكفاءة عالية، وبعض هذه الطوربيدات تسير فوق سطح البحر بالدفع الصاروخي، ثم تغوص في الأعماق للبحث عن هدفها وتدميره.


التطوير في مجال الألغام البحرية.


ظلت الألغام البحرية تلعب دوراً مؤثراً في الصراع البحري منذ أكثر من مائة عام، وقد طرأ على هذا السلاح تطور ملموس في الآونة الأخيرة حيث أدخلت التكنولوجيا المتقدمة في تصميم هذا السلاح الخطير، الأمر الذي يزيد بدون شك من أهمية الألغام، وقد شمل التطور طريقة عمل الألغام وأسلوب تهديدها للأهداف البحرية، وأصبحت بعض النوعيات منها قادرة على التحرك.

وفي مجال تطوير الألغام أصبحت هذه الأسلحة مزودة بمعدات وأجهزة إلكترونية دقيقة متقدمة تستطيع أن تميز البصمة الصوتية والبصمة المغناطيسية للهدف، كما يمكن التحكم في هذه الألغام عن بعد بواسطة إرسال التعليمات إليها عن طريق الأجهزة السونارية. وعلى ذلك تستطيع أن تبقى هذه الألغام في خمول تام على قاع البحر لفترات طويلة يمكن التحكم فيها.

ومن الألغام الحديثة النوعية التي تستطيع أن تحفر لنفسها في قاع البحر بحيث تختفي عن النظر وبالتالي يصعب اكتشافها، وتوجد نوعيات أخرى تصعد من القاع إلى الأعماق القريبة من السطح حتى يكون انفجارها في المدى المؤثر على السفينة المرصودة، ومن الأنواع المتقدمة ألغام بحرية تستطيع أن تطلق طوربيداً موجهاً على الهدف بمجرد شعورها بوجود الهدف، وعلى ذلك فقد أصبح هذا السلاح يتميز بقدرات قتالية عالية سوف تجعله أكثر تأثيراً في مجال الصراع البحري، وخاصة لصالح القوة البحرية الأضعف.

وعلى ضوء ما حدث من تطور في مجال الألغام أصبح من المتعذر تنفيذ عمليات كسح الألغام ويتم الآن الاعتماد على أسلوب البحث عن الألغام وتدميرها في مكانها بواسطة صائدات الألغام: (MINE - HUNTERS).


تطور وسائل الدفع الرئيسية بالنسبة للواحدت البحرية.


دخلت منذ فترة قوة الدفاع النووية في مجال تشغيل السفن والغواصات الكبيرة وخاصة حاملات الطائرات العملاقة والغواصات النووية التي تستطيع أن تطلق القذائف البالستيكية الموجهة بعيدة المدى، وبإدخال هذه النوعية من الدفع (Nuclear Prooulsion) أصبحت السفن والغواصات التي تستعمل الطاقة النووية تستطيع أن تحق سرعات سير عالية مستمرة، كما أصبح مدى عمل هذه الوحدات غير محدود، وبالتالي تستطيع أن تحقق مهاماً على المستوى الاستراتيجي بنجاح تام ولمدد طويلة تصل لعدة سنوات بدون الحاجة إلى استعواض الوقود النووي.

عموماً لا تستخدم الطاقة النووية لتشغيل السفن المتوسطة والصغيرة، ولو أن هناك بعض الطرادات قد زودت بهذا النظام. أما الأسلوب العادي المستخدم حالياً في مجال دفع الوحدات البحرية فهي محركات الاحتراق الداخلي م طراز الديزل: (DieselEngine) وفي بعض الأحيان يدمج بين نظام الديزل مع التوربينات البخارية: (Gas Turbines) وخاصة في الفرقاطات والمدمرات المتوسطة، مما يتيح قدرات مناورة عالية باستخدام التوربينات الغازية عند الحاجة إلى سرعات عالية ومناورات عنيفة، أما الديزل فيستخدم في الإبحار الطويل العادي.

وفي مجال الغواصات التقليدية لا زال أسلوب الاعتماد على محركات كهربائية تعمل بواسطة البطاريات بالاشتراك مع محركات من طراز الديزل، هو الأسلوب الأكثر استخداماً في مجال تصنيع الغواصات. ومن المعروف أن الغواصات تعتمد على المحركات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات عند السير تحت سطح البحر وتستخدم محركات الديزل عند السير على السطح أو على "السنوركل" وهو الجهاز الذي يتيح لها سحب الهواء اللازم لتشغيل الديازل أثناء وجودها تحت السطح بعمق بسيط. أما الأنظمة الحديثة في هذا المجال فتوفر أسلوباً لا يعتمد على الهواء الخارجي لتشغيل المحركات، ويطلق على هذا النظام:

(Air Independent Propulsion) (A.I.P.S.) وهو أحد النظم المستخدمة في الغواصات الحديثة. أما الأنظمة الجديدة المستخدمة في مجال الحرب البرمائية فهي ناقلات الجنود التي تعتمد على فكرة الوسادة الهوائية والمعروفة باسم (الهوفركرافيت) (Hover Craft) وهو أسلوب يعتمد على دفع الهواء إلى أسفل تحت الناقلة مما يؤدي إلى رفعها عن السطح ويرمز لها باللغة الإنجليزية: (Surface Effect Ship) وباستخدام طريقة الدفع هذه يمكن تحرك ناقلات الجنود فوق سطح البحر بارتفاع بسيط، كما تستطيع أن تطير فوق الأرض اليابسة بارتفاع بسيط أيضاً، مما يوفر لهذه الوحدات، قدرات تكتيكية ممتازة تناسب الحرب البرمائية.


ازدياد أهمية أنظمة القيادة والسيطرة.


مع التطور الكبير الذي حدث في مجال الحرب البحرية في السنوات العشرين الأخيرة أخذت أهمية أنظمة القيادة والسيطرة تزداد بدرجة عالية حتى أصبحت الآن حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها في الوحدات الحديثة.

ويرجع ذلك إلى تعدد الأسلحة المستخدمة في القتال البحري وخاصة الصواريخ الموجهة سطح- سطح، جو-سطح، والتي تشكل التسليح الأساسي المستخدمة في المعركة البحرية، ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى أهمية تواجد أنظمة القيادة والسيطرة السرعة الفائقة التي يتطور بها الموقف التكتيكي نتيجة لاستخدام العنصر الجوي في المعركة البحرية، سواء في شكل مقاتلات أو الطائرات العمودية.

كما أن سرعة الصواريخ المستخدمة أصبحت تقترب من سرعة الصوت في معظم الأحيان، بل وتتعدى سرعة الصوت في بعض الأنواع الحديثة المستخدمة الآن، وهو الأمر الذي لا يترك متسعاً من الوقت لتقدير الموقف واتخاذ القرار التكتيكي السليم وبالتالي أصبح الأمر يحتاج لاستعانة الحواسب الإلكترونية ووسائل الاستشعار المختلفة ويطلق على هذه المنظومة (Command AndControl System) حتى يمكن تحليل الموقف بسرعة فائقة وتحديد الأخطار المختلفة وأسبقية الاشتباك مع الأهداف وكذلك تحديد النوع الأنسب من الأسلحة، وكذلك تحديد اللحظة المناسبة لفتح النيران، وذلك بالإضافة لمعاونة القادة على متابعة الموقف واتخاذ القرارات التعبوية والتكتيكية المناسبة في الوقت المناسب.


أساليب جديدة لتخفيض البصمة الرادارية والحرارية للوحدات البحرية .


مع زيادة استخدام الصواريخ الموجهة بنوعياتها المختلفة، سواء من سفن السطح أو الطائرات أو الغواصات، أصبح موضوع الاهتمام بتخفيض البصمة الرادارية والحرارية يتخذ أهمية عظمى، إذ أن تحقيق ذلك يوفر للقطع البحرية درجة عالية من التأمين ويساعد على إخفائها وتمكينها من تحقيق عنصر المفاجأة. وعلى ذلك تجري منذ سنوات أبحاث فنية عديدة لتقليل البصمة الرادارية وكذلك البصمة الحرارية، إذ أن بعض الصواريح تعتمد على الرصد الحراري في أسلوب تتبعها للهدف، كما أن وسائل الاستشعار لاكتشاف الأهداف أصبحت تعتمد عى رصد الإشعاع الحراري.

وفي سبيل تقليل البصمة الرادارية تتخذ عدة أساليب أهمها تطوير الشكل الخارجي للوحدة البحرية، وإقلال بقدر المستطاع الأسطح والأركان التي يرتد منها الإشعاع الراداري، وهو نفس الأسلوب الذي أستخدم في تصميم الطائرة الأمريكية "الشبح" المعروفة باسم: (Stealth). ويضاف إلى ذلك الاعتماد على الطلاء بواسطة مواد تساعد على امتصاص الإشعاع الراداري وعدم ارتدادها بالصورة العادية. وعموماً نجد أن شكل الوحدات يزداد إنسيابية ويقل الارتفاع بهدف منع الاكتشاف على مسافات بعيدة.

أما بالنسبة لتقليل البصمة الحرارية، فإن معظم الإجراءات تهدف إلى تقليل الحرارة المنبعثة من المدخنة أي بالنسبة للعوادم الغازية وكذلك بالنسبة للحرارة المنبعثة من المحركات والمعدات المختلفة، وفي هذا المجال يبحث موضوع التبريد الخارجي للمدخنة وكذلك تحويل مسار العادم ليخرج تحت سطح البحر، وأساليب أخرى مختلفة ما زالت في حيز التجارب.

يلاحظ أن هناك أبحاثاً تجري أيضاً في مجال إقلال وإضعاف البصمة الصوتية وخاصة بالنسبة لوحدات كسح الألغام وصائدات الألغام وبعض الوحدات المخصصة لمكافحة الغواصات. وفي هذا المجال تتخذ إجراءات لتحسين أداء المحركات والإقلال من الذبذبات التي تنتج عند تشغيلها وذلك بالتحميل على القواعد المطاطية، كما أن بعض كاسحات الألغام وصائدات الألغام أصبحت تعتمد على أسلوب جديد يوفر لها قدرة السير على محركات كهربائية صامتة تعمل بواسطة البطاريات وذلك أثناء عمليات البحث عن الألغام مع الاعتماد على المحركات الديزل العادية عند الانتقال من القاعدة إلى منطقة العمل، كل ذلك بالإضافة لاستخدام الأساليب الكهربائية لتقليل المجال المغنطيسي.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس