عرض مشاركة واحدة

قديم 19-08-10, 10:22 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

المركبات الجغرافية للجيوستراتيجية

يستطيع المجال أو سطح الأرض أن يشكِّل حاجزاً منيعاً تستهلك بداخله العدة والعتاد، وكلما كبرت أبعاد مسرح العمليات كلما انخفضت النتائج المتوخاة من الخطط الاستراتيجية المتبعة للوصول إلى الهدف، بالرغم من استخدام الإنسان الحديث لوسائل نقل وأدوات اتصال، وطرق إلكترونية متطورة لكشف ما وراء مسارح العمليات ولكشف مسارح عمليات الآخر. ومن الخطأ في العمل الجيوستراتيجي إدراك المسافات والأبعاد فقط، لكونها تعتبر أهم المكونات الجغرافية للمسارح الجيوستراتيجية، وعليه فإن المخطط الجيوستراتيجي العامل لأهداف عسكرية أو اقتصادية أو لأهداف إدارية ــ سياسية، يعتمد مختلف العناصر الجغرافية في خططه، وهكذا نستطيع القول ـــ دون الدخول في تفاصيل نوعية المخطط الاستراتيجي والأهداف المنوطة بالعمل الجيوستراتيجي ـــ بضرورة الاعتماد على كافة العوامل الجغرافية التي تتضافر وتتفاعل مع بعضها البعض لتكوين الشخصية الجغرافية لمختلف المسارح الجيوستراتيجية.


المســـافة

يتحدد المسرح الاستراتيجي للعمليات مع كبر المسافات المقطوعة، بالرغم من أن التطور التكنولوجي لوسائل النقل أدى إلى إدخال تغيرات هامة في كيفية التعامل مع هذا العامل الجغرافي للحدّ من تأثيراته، فبينما كانت الحرب العالمية الأولى ذات مسرح عمليات جيوستراتيجي ينحصر في قارة أوروبا، صار المسرح العملياتي الجيوستراتيجي للحرب العالمية الثانية مسرحاً دولياً عالمياً. واليوم، استطاعت التكنولوجيا الحديثة هضم المسافات الأرضية بانتقالها إلى تطويع المجالات الفضائية، لتدخل أبعاداً إضافية في الجيوستراتيجيات الحديثة، والمتمثلة في السيطرة على المسارح الجيوستراتيجية للأرض ابتداءً من الفضاء، مما أدى إلى تطوير تعابير جديدة منها ــ على سبيل المثال لا الحصر ــ (الجيوستراتيجية الفضائية)، التي يكمن دورها في تقديم الدعم الفضائي لمسارح العمليات، وأصبحت النتائج العملياتية متعلقة بنوعية التوابع المستخدمة، مما جعل للجيوستراتيجية مركبة تقنية ــ فضائية هامة جداً.


الشروط المناخية

تأثير المناخ على المسارح الجيوستراتيجية من المسلَّمات التي تمت دراستها في عدد كبير من المرات، ولاشك أن الشروط المناخية تدخل تغيرات تؤدي إلى تأجيل تنفيذ أو إلغاء العمليات التكتيكية التي تمهّد لتطبيق الخطط الجيوستراتيجية على المجال العملياتي إن كان عسكرياً أو اقتصادياً أو لأغراض الإدارة المدنية كإدارة الأراضي ... وغيرها.

والأمثلة كثيرة في تاريخ الحروب العالمية والإقليمية، فالثلوج تنبع من استخدام جيد ومتناغم لسلاح الطيران، كما أن العواصف الرملية تؤدي إلى تعطيل كامل ومحتّم للعمليات التكتيكية، والترب الطينية المتولدة عن ذوبان الجليد تؤثّر في حركة الآليات الثقيلة، والحرارة الناتجة عن تشغيل محرّك الدبابات الثقيلة وناقلات الجنود الميدانية تسمح بكشفها في الليالي الباردة، وفي الأراضي ذات المناخات الباردة وشبه القطبية، ناهيكم عن تأثير التجلّد أو التجمد على رجال العمليات الميدانية بمختلف أنواعها، وبخاصة في الأراضي ذات المناخات الصعبة القريبة في المناطق القاحلة أو القطبية الصرفة، وأراضي الجبال العالية في العروض المعتدلة وغير المعتدلة في كافة فصول السنة.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس