عرض مشاركة واحدة

قديم 18-07-09, 05:26 PM

  رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


الانضباط وتحقيق الكفاءة العسكرية والإدارة الفعالة




الانضباط وتحقيق الكفاءة العسكرية.

الكفاءة في وحدة عسكرية، هي القدرة على إنجاز عمل أو مهمة بنجاح، في أقل وقت ممكن، وبأقل مجهود وتكاليف. ويُعد "الانضباط" عاملاً قوياً في زيادة كفاءة الوحدة، وتتوقف كفاءة الوحدات العسكرية وقدراتها، على مدى تحليها "بالانضباط" الجيد.

أهمية الانضباط في ميدان المعركة.

إن المحك الأساسي لاختبار الكفاءة العسكرية للقوات المسلحة، هي المعارك الحربية. وإذا كان من المسلم به أنه يلزم لكسب أي معركة حربية السلاح الملائم، والتدريب الكافي، إلا أنه لابد إلى جانب ذلك من انضباط قوي يخلق روح معنوية عالية، تحمل الرجال على الإقبال على القتال، وخوض غمار المعركة، بجنان ثابت، وعزم قوي. وتاريخنا الإسلامي حافل بأمثلة كثيرة، عن أهمية الانضباط في نتائج المعارك الحربية.
فمن الأمثلة المهمة التي تدل على تأثير عدم الانضباط في نتائج المعارك الحربية، ما حدث في غزوة "أُحُد" عندما خالف الرماة أوامر الرسول r وتركوا مواقعهم، وأسرعوا إلى جمع الغنائم، فأدى ذلك إلى انكشاف ظهور المسلمين لخالد بن الوليد، الذي استفاد من ذلك، وطوّقهم من الخلف، أي أن عدم الانضباط ومخالفة الأوامر، كانا هما السببين في ما حدث للمسلمين في هذه الغزوة.
ومثال آخر من تاريخنا الإسلامي، ولكنه خلاف المثال السابق، لأنه يدل على روح الانضباط، التي يجب أن تسود الجيوش الإسلامية: وهو عندما تلقى خالد بن الوليد t أمر عزله من القيادة، من قبل أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب t قبل أن يقاتل تحت إمرة القائدة الجديد، أبي عبيدة بن الجراح t لمدة أربع سنوات تقريباً، اجتهد خلالها وقاتل بشجاعة، وفتح بلاداً عديدة، وكان خير عون لقائدة الجديد. وكذلك رضي بالعزل الثاني، عندما عزل للمرة الثانية، ولم يعترض، وأسف فقط لحرمانه من الشهادة في ميادين الجهاد.

تأثير الانضباط في تحقيق الأمن.

الأمن إكسير الحياة في القوات المسلحة، به تقوى الجيوش وتنتصر، ومن دونه تضعف وتنهزم. ويُعد الأمن العنصر الرئيسي في الكفاءة القتالية، لأي وحدة عسكرية، وهو من مسؤولية القادة في جميع المواقع، سلماً أم حرباً. ويُعد الانضباط العامل الأساسي والحاكم، في وجود الأمن داخل صفوف القوات المسلحة.

وعن أهمية الانضباط، وما يحققه من أمن خلال العمليات العسكرية. نعرض المثال التالي:

حدث في الحرب العالمية الثانية، حين أسر البريطانيون دبابة ألمانية، وقتلوا طاقمها، عدا القائد، وكان برتبة رقيب أول. وقاد أحد البريطانيين الدبابة تجاه المعسكر الألماني، وهددوا قائدها الألماني بالقتل، إذا أتي بأي حركة تنبه الحراس إلى وجود البريطانيين داخل الدبابة وجعلوا قائد الدبابة الألماني يقف في البرج ليراه الحراس. وبالفعل، استجاب القائد لهم، ولم يبدِ أي حركة عند اقتراب الدبابة من المعسكر. وفتح الحراس الألمان البوابة، ودخلت الدبابة المعسكر. وكان هدف البريطانيين التقدم إلى نهاية المعسكر والاستدارة، لتدميره. ولكن بعد تحرك الدبابة عدة أمتار داخل المعسكر، فوجئ البريطانيون بسياج حول الدبابة والأسلحة حولهم، وتم القبض على البريطانيين. وعند التحقيق معهم، طلب أقدمهم وهو برتبة ملازم، أن يعرف كيف اكتشف الألمان أن داخل الدبابة بريطانيين، فذهل عندما سمع الإجابة وهي: أن أحد الضباط كان يسير بالقرب من الدبابة، ولم يؤدِّ قائدها، وهو واقف في البرج، التحية العسكرية، هنا أدرك الضابط أن شيئاً خطيراً حدث، إّما لقائد الدبابة الذي لم يؤدِّ التحية، أو داخل الدبابة نفسها. لذلك، تم إعطاء الأوامر بمحاصرة الدبابة، لاستطلاع الأمر. هذا هو الانضباط الجيد الذي أنقذ معسكراً كاملاً من الدمار.
ويتضح لنا من العرض السابق أن "الانضباط" هو أساس تحقيق الأمن في القوات المسلحة، والعنصر الأساسي لتحقيق الكفاءة العسكرية، ومفتاح النصر في المعارك الحربية.

الضبط والربط وانتزاع الخوف، من نفوس الجنود.

- يُعّرف الضبط والربط "بأنه فن مجابهة الخوف وجهاً لوجه"، فالترياق الطبيعي للخوف هو رياضة النفس على الضبط والربط. فإذا واجه الجندي المعركة، وكان مستوى الضبط والربط في الوحدة عالياً، فإن هذا يبدد أي مخاوف تظهر بين الجنود. ولأن الشجاعة هي القدرة على العمل، وتنفيذ المهام على الرغم من الشعور بالخوف ، فإن مستوى الضبط والربط العالي من أكبر العوامل الأساسية لزرع الشجاعة، وانتزاع الخوف من نفوس الجنود.

- إن ما يصيب الفرد من مخاوف وأوهام ووساوس، في أتون المعركة نتيجة لفرديته، وحبه لذاتيته، أو تعلقه بأسرته وأهله، يتبدد ويخف تأثيره على الفرد، بما يطغي عليه من مستوى الضبط والربط العالي، الذي يولد الثقة المتبادلة بين الجندي وقائده، ويجعل الفرد مندمجاً في الجماعة، أكثر من اندماجه مع نفسه.

- إن الخطر المفاجئ لا يستطيع إرهاب الجيش ذي "الضبط والربط" الجيد. إلا أنه يرّوع الجيش الضعيف "الضبط والربط"، فيجعله يتصرف تصرف جمهور من الغوغاء، فيهيم على غير هدى، ويتخبط كالأعمى، بصورة تعمها الفوضى.

- في الوحدة العسكرية المنضبطة تزداد ثقة الفرد قوة، بثقة رفاقه بأنفسهم؛ إلا أنه في الوحدة ضعيفة الانضباط، تزداد غريزة الخوف في الفرد اشتعالاً، بالخوف الذي يحسه في المحيطين به، فكل فرد يشعر بدافع لا يقهر، يستحثه إلى طلب النجاة بنفسه، في الهرب فوراً.

- إن من واجب كل قائد أن يغرس في جنوده روح الشجاعة، التي لا تقهر، "والضبط والربط" الجيد هو العنصر القوي في بث روح الشجاعة، ومكافحة الشعور بالخوف.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس