برزت تصريحات لافتة يوم أمس لمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، جيمس كلابر، ومدير المخابرات العسكرية في الجيش الأميركي ، الليفتينانت جنرال رونالد بيرغس . فقد رجّح المسؤولان كلاهما أن يكون تنظيم”القاعدة” وراء مسلسل التفجيرات الذي شهدته سوريا خلال الشهرين الماضيين في دمشق وحلب .
على هذا الصعيد ، قالت قناة “فوكس نيوز” الأميركية إن جيمس كليبر أبلغ “لجنة القوات المسلحة” في “مجلس الشيوخ” الأميركي بأن التفجيرات التي شهدتها دمشق وحلب “تحمل جميعها بصمات القاعدة، لذلك نعتقد أن القاعدة في العراق آخذة في مد نفوذها إلى سوريا”. وبحسب القناة ، فإن كلابرأعرب عن قلقه من أن مسلحين من “القاعدة” اخترقوا المعارضة السورية المنقسمة. وقال إن “ظاهرة أخرى مثيرة للانزعاج هو أننا شاهدنا مؤخرا تواجد متطرفين اخترقوا جماعات المعارضة” السورية ، مشيرا إلى أن “جماعات المعارضة في العديد من الحالات ربما لا تعلم بوجودهم بينها”. وأكد كلابر أن المعارضة السورية مشرذمة بشكل كبير، وان النظام السوري ” قادر على ما يبدو على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الحالي”، وأنه “لا توجد مؤشرات حاليا على أن الأزمة في سوريا ستنتهي قريبا”. واعتبر كلابر أن تشرذم المعارضة “قد يؤدي إلى فراغ في السلطة إذا سقط الأسد، وان المتشددين قد يسدون هذا الفراغ”، واصفا هذا الأمر «بالمقلق» لان سوريا تملك شبكة كبيرة من مواقع الأسلحة الكيميائية.
وعلى هذا الصعيد ، قال كلابر إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تراقب “الشبكة الواسعة” من مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية، التي اعتبر أنها “تمثل تحديا اكبر” من ذلك التي مثلته الترسانة الليبية قبل سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وتابع “نحن نراقب ذلك بدقة ، ويبدو أنها في أمان حتى الآن”. وأشار إلى أن دور «القاعدة» والانقسامات بين صفوف المعارضين ووجود الأسلحة الكيميائية “ثلاثة عوامل أساسية ستؤثر كلها على أي مناقشة حول تقديم أي مساعدة” للمعارضة.
على الصعيد نفسه ، وطبقا لتقرير ” فوكس نيوز” نفسه ، قال رئيس وكالة المخابرات العسكرية الأميركية ، اللفتنانت جنرال رونالد بيرغس، يبدو أن الهجمات التي شهدتها سوريا مؤخرا ” تحمل بصمات القاعدة” ، وأن ” عناصر من داخل البلاد هم من نفذوها”، مشيرا إلى أن الاستخبارات الأميركية” لم تكتشف بعد أي دعوة واضحة للغرباء ( غير السوريين) للانضمام إلى صفوفها”! لكن “فوكس نيوز” تنبه اللفتنانت جنرال بيرغس إلى أنه تجاهل “دعوة أيمن الظواهري الأخيرة إلى نصرة المجاهدين السوريين” . أما نحن فنذكره من جهتنا بأن مواقع فروع “القاعدة” باتت صفحاتها تعج بأسماء قتلى “القاعدة” في سوريا من حملة جنسيات أخرى ، كالجنسية الليبيبة والإماراتية والكويتية والأردنية والتونسية ، بل وحتى ..الباكستانية!
المصدر : المركز العربى للدراسات .