عرض مشاركة واحدة

قديم 28-03-09, 04:14 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

أفغانستان من الداخل (الحلقة السابعة ) ـ السفير الأميركي في كابل: المجتمع الدولي أنفق 45 مليارا على إعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان خلال 5 سنوات
ويليام وود لـ«الشرق الاوسط»: لا نعرف مكان بن لادن.. ولكنه سيعتقل وسيقدم إلى المحاكمة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةويليام وود السفير الأميركي في كابل نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةالمراكز التجارية وسط العاصمة كابل ازدحمت بمحلات الملابس وبيع العطور («الشرق الأوسط»)
كابل: محمد الشافعي
كان ويليام وود السفير الاميركي الجديد في العاصمة كابل يتحدث بارتياح شديد عما حققته قوات التحالف من انجازات على الارض خلال العامين الماضيين في افغانستان، داخل مبنى السفارة الجديد على بعد عدة امتار من ميدان مسعود وسط العاصمة الافغانية، عندما التقته «الشرق الاوسط» مع مجموعة من الصحافيين الغربيين الممثلين لدول الناتو الاسبوع الماضي. ومبنى السفارة الجديد اشبة اليوم بثكنة عسكرية لكثرة السواتر والاجراءات الامنية المشددة عند الدخول، أما داخل السفارة فالتجهيزات لا تقل عن اي مؤسسة فخمة في اوروبا، ففيها مبان وشقق على احدث مستوى، وداخل السفارة يوجد حمام سباحة وملاعب تنس واراض عشبية خضراء في كل مكان.
وقبل لقاء السفير الاميركي وود، 56 عاماً، كان الحديث لا يتوقف عن تهديد طالبان بنسف أعمدة شبكات الهاتف الجوال في أفغانستان، ما لم تتوقف الشركات عن الخدمة أثناء الليل. وتقول الحركة الاصولية في الجرائد المحلية ان القوات الأميركية تستخدم الاشارات التلفونية للاستدلال على أماكن وجود المتمردين. يذكر ان شركات الهاتف الجوال دخلت الى أفغانستان بعد إسقاط حركة طالبان عام 2001، وأصبحت واسعة الانتشار في البلاد.
قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: «اذا لم تلتزم شركات الهاتف الجوال خلال ثلاثة ايام سنقوم بتدمير مكاتبها وأبراجها». وتطالب طالبان شركات الهاتف الجوال الأربع العاملة في البلاد بالتوقف عن الخدمة من الخامسة بعد الظهر الى الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي. الا ان السفير الاميركي اعرب عن قناعته بان التهديد غير جدي، لان الحركة الاصولية تستخدم ايضا شبكات الجوال في الاتصالات، وقال وود يوجد اليوم 3.5 مليون مستخدم لشركات الجوال، وهناك اليوم اربع شركات كبرى للاتصالات تتنافس في ما بينها، انها صناعة متنامية في افغانستان، وفي عهد طالبان لم يكن هناك هاتف جوال واحد او شركة اتصالات واحدة، باستثناء قلة من الهواتف المربوطة بالاقمار الصناعية. ويقول خبراء ان القوات الأميركية تستخدم اشارات من الأقمار الصناعية للاستدلال على مواقع المطلوبين، وليست بحاجة الى خدمات شركات الهاتف الجوال.
واعرب وود عن أسفه الشديد لخسارة القوات البولندية جنديين بسبب عبوة ناسفة وضعتها قوات طالبان على الطريق في محافظة باكتيكا قبل لقائه بمجموعة الصحافيين.
واكد وود السفير الاميركي في بداية حديثه ان التزام الولايات المتحدة مع افغاستان لن يتوقف من اجل اعادة الاعمار والتنمية والاستقرار، وقال ان المجتمع الدولي انفق حتى الان 45 مليار دولار في افغانستان منذ نهاية عام 2001، من ضمنها 23 مليار دولار انفقتها الولايات المتحدة ما بين عام 2002 وعام 2007، واشار الى ان 48 في المائة من تلك المبالغ انفقت على إعادة الأمن والاستقرار، و9 في المائة على مكافحة المخدرات وزراعة الهيروين، و34 في المائة على تنمية وتطوير واعادة بناء البنية التحتية في العاصمة كابل وبقية المحافظات الاخرى. وقال ان افغانستان تحتاج الى المزيد من الطرق ضمن خطط الاعمار والتنمية، رغم ان هيئات التعمير رصفت حتى الان ما مجموعه اكثر من 11 الف كيلومتر، وكذلك نحتاج الى مزيد من الجامعات، مشيرا الى ان هناك نحو 6 ملايين طالب في المدارس الابتدائية والثانوية.
وقال ان أنظار العالم موجهة اليوم الى افغانستان، ولذا نريدها أن تحقق نجاحا، سلاما، صحة، تعليما، مصالحة، حكومة صالحة، ونريد أن نرى أشخاصا من المدينة ممثلين في حكومة الإقليم والحكومة المركزية.
واضاف السفير وود، الذي خدم في الدبلوماسية الأميركية منذ أكثر من 30 عاماً، في الولايات المتحدة والأورغواي والأرجنتين والسلفادور وإيطاليا، وعمل سفيراً في كولومبيا منذ 2003 ان العام الحالي هو عام الطاقة في افغانستان، واشار الى سد كاجاكي بشمال هلمند الذي بنته الولايات المحدة في السبعينات بحاجة اليوم الى توربينين جديدين لتعويض النقص في الطاقة، بدلا من اعتماد افغانستان على الدول المجاورة لتزويدها بالكهرباء، وتحدث عن وجود بعض ابار الغاز الطبيعي في الاراضي الافغانية. وعقد مقارنة مع كولومبيا التي خدم فيها من قبل وافغانستان التي يخدم فيها الان كممثل للدبلوماسية الاميركية، مشيرا الى ان البلدين يعانيان من مشاكل المخدرات.
وقال ان 90 في المائة من الكوكايين الذي يهرب الى الولايات المتحدة يأتي من كولومبيا، فيما ان 90 في المائة من الهيروين في شوارع المدن الاوروبية يأتي من افغانستان، واوضح ان محافظة هلمند لوحدها تنتج 50 في المائة من انتاج الهيروين العالمي. والسفير وود عمل من قبل 1998 مستشاراً سياسياً في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، فكان كبير المفاوضين الأميركيين في مجلس الأمن. ويخلف وود في كابل السفير رونالد نيومن، الذي التقته «الشرق الاوسط» قبل عام وكان يتحدث العربية بطلاقة. واستشهد السفير الاميركي وود وهو خريج فلسفة من جامعة باكنيل، بأمثلة من التاريخ الاميركي المعاصر بعد سنوات الحرب الاهلية في عودة الأمن والاستقرار الى بلاده، معربا في الوقت ذاته عن قناعته بان افغانستان التي شهدت نحو ثلاثين عاما من الحروب المتواصلة منذ الغزو السوفياتي سيعود اليها الأمن والاستقرار.
ونفى ردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» علمه بمكان وجود بن لادن زعيم «القاعدة»، وقال انه على قناعة بان بن لادن سيعتقل يوما ما، وسيقدم للمحاكمة. وتحدث وود عن وجود عرب وشيشان واوزبك في صفوف طالبان، وقال ان تغيير الحركة الاصولية تكتيكاتها، والاعتماد أكثر على الهجمات الإرهابية الانتحارية، يعبر جزئياً عن يأسها من ضعف حملة التمرد التي تشنها. ورفض التعليق عن التنسيق بين القوات الاميركية والجانب الباكستاني في ملاحقة قادة «القاعدة» في الشريط الحدودي، مما اسفر أخيرا عن مقتل ابي الليث الليبي في منطقة شمال وزيرستان، وقال «اسأل الجانب الباكستاني».

 

 


   

رد مع اقتباس