عرض مشاركة واحدة

قديم 19-05-10, 09:22 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

بدائل؟
تُعد مصر شريكة استراتيجية رئيسية للولايات المتحدة في مجموعة واسعة من قضايا الشرق الأوسط. فلديها أكبر عدد من السكان في أي بلد في المنطقة، كما تتمتع باقتصاد آخذ في النمو، وبدايات لقيام طبقة وسطى حقيقية. وفي الوقت نفسه، تواجه البلاد تحدياً وشيكاً حول موضوع الخلافة، ومساراً مجهولاً في المستقبل القريب. وفي ظل هذه الظروف، فإن ترسيخ بعض الشفافية للحصول على تمويل خارج نطاق برامج المساعدات الأمريكية السنوية هي خطوة منطقية. بيد، أن "مؤسسة الصداقة" هي ليست الخيار الصحيح.


ونظراً للمساهمة التافهة التي تمثلها المعونة الأمريكية الحالية في اقتصاد مصر، يمكن صياغة حجة معقولة لإلغاء البرنامج بصورة تامة. وإذا كان ذلك يعتبر غير عملياً من الناحية السياسية، ينبغي أن يكون الهدف الأستراتيجي هو دعم سياسات الإقتصاد الكلي التي أكسبت مصر إشادات من صندوق النقد الدولي وغيره. وقد ينطوي ذلك على تعميق الإصلاحات الإقتصادية وفي الوقت نفسه الحث على إجراء إصلاحات سياسية التي توجد حاجة ماسة إليها.

وفي ضوء هذه البدائل المختلفة للغاية، ينبغي على الإدارة الأمريكية، أن تعمل مع الكونغرس، لكي تعيد النظر في أهداف المساعدات الأمريكية إلى مصر. وخلال الفترة قيد الإستعراض، ينبغي على واشنطن أن تفكر حتى في زيادة كبيرة في المساعدات التي تقدمها على مدى العقد المقبل لتحفيز قيام تغيير حقيقي.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن تقوم واشنطن بمساعدة وزير المالية المصري وفريقه لوضع خطة لإنهاء الإعانات المالية المدمرة التي تقدمها القاهرة [للأجور والأسعار،.... في البلاد]، وهو هدف مصري معلن. ويمكن التفاوض حول مذكرة تفاهم واضحة تتوافر فيها معايير متفق عليها، تحصل بموجبها مصر على زيادة في المساعدات التي ترمي إلى التصدي للتحدي التي تشكله الإعانات المالية على مدى العقد المقبل. وثمة بديل آخر وهو إحياء "الصندوق من أجل المستقبل" المتفق عليه مسبقاً، وهو اتفاق كانت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس قد وقعت عليه في عام 2006 لكنه فشل بسبب سوء تصرف الكونغرس في الموافقة على أفكار إدارة بوش. وكان من شأن تلك المبادرة -- التي تم بالفعل وضع بنية حوكمة مفصلة خاصة بها -- أن تخلق صندوق رأس مال مخاطر لدعم رجال الأعمال المصريين.


إذا كان لأي من هذه الأفكار أن تؤدي إلى قيام الكونغرس الأمريكي بعقد جلسة لسماع الشهادات أم لا، ينبغي على إدارة أوباما أن تجد بديلاً لاقتراح المنحة أو الوقف. ومن الصعب أن نرى كيف بإمكان الخطة الحالية أن تحقق الكثير -- في الوقت الذي يوجد فيه هيكل حوكمة وتمويل غير واضح يقوم بتغطية قطاعات عديدة بصورة خفيفة جداً. وفي المقابل، ففيما يتعلق بالقطاعات المستهدفة، يخلق توفير المعايير عن طريق التفاوض اقتراحاً مربحاً ودائرة نزيهة للشعب المصري ولدافع الضرائب الأمريكي. ومهما كان النهج الذي يتم اختياره في نهاية المطاف، يتعين على الإدارة الأمريكية التفاوض مع الفريق الوزاري الإقتصادي المصري حول البرنامج الجديد لتحقيق الحد الأقصى من تأثيرات المساعدة الأمريكية. وحتى أن أفضل صديقين يختلفان بين وقت وآخر، وينبغي أن يكونا قادران على مصارحة بعضهما البعض: إن فكرة قيام "مؤسسة صداقة" هي رأي سئ ويجب أن لا يخرج إلى حيز الوجود.


سكوت كاربنتر هو زميل "كيستون فاميلي" في معهد واشنطن ومدير "مشروع فكرة: قهر التطرف من خلال قوة الأفكار"، الذي يركز على تمكين الديموقراطيين العرب في نضالهم ضد الإستبداد والتشدد.

 

 


البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس