عرض مشاركة واحدة

قديم 19-03-09, 04:16 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

وتجري حالياً تحسينات أخرى لتعزيز المسار المسطح ليتجاوز 2000 م وصولاً إلى 3000 م وهي حدود القتال العملي الأقصى للدبابة ضد دبابة أخرى . لقد صممت معظم أنظمة السيطرة على النيران الحديثة ، للحصول على الإصابة من أول طلقة ، فى مدى يتراوح بين 2000 م و 3000 م ، وقد بينت التجارب والخبرات العملية ، أن زيادة هذا المدى إلى 4000 – 5000 م على سبيل المثال هو مطلب غير أساسي ، لأن تكلفة الحصول على مثل هذا الترف ، تتجاوز نطاق المتطلبات التكتيكية لميدان المعركة الحقيقي . والتوجه الأكثر تأثيراً من حيث الكلفة cost ، هو دمج مدفع الدبابة ، الذى يطلق ذخائر عالية السرعة ، مع الطائرات الهجومية والمروحية ، التى تقوم بالهجوم من فوق ، وتسدد الرؤوس الحربية ذات الطاقة الكيميائية إلى الجوانب والمؤخرة ، وخليط من قذائف المدفعية الذكية artillery ، والهجوم المعقد بالألغام mines ، فى جهد مشترك ومتكامل لتدمير دبابات الخصم .
ربما تكون مسألة تدمير دبابة دبابة المعركة الرئيسة MBT مسألة سهلة نسبياً ( فهي عرضة لضربة الحركة mobility kill ) ، ولكن الجزء الأصعب هو دحر هجوم مدرع معادي ، واسع النطاق ، عن طريق قوة مسلحة مشتركة ، أو التغلب على موضع دفاعى تحميه وحدة دبابات مستترة بنفس الطريقة . وكما هو الحال مع أشياء عديدة أخرى ، فإن الكل أكبر بكثير من مجموع أجزاءه ، وبعد هذا تبقى الدبابة المحور الذى تدور حوله الأسلحة المشتركة ، وبذلك تكون هدفاً رئيساً للجميع . إن الحرب – كما يراها الخبراء والمخططين – ليست صراعاً بين الدبابات والأسلحة المضادة لها ، بل هي مبارزة متداخلة بين كل ما يملكه طرف ، ضد كل ما يملكه الطرف الآخر ، وهذه فكرة مرعبة حقاً .

قد يكون من غير المعقول فى بعض الأوجه ، القيام بمقارنة الدبابات بالأسلحة المضادة لها ، مثلما تقارن قاذفات القنابل الإستراتيجية بمقاتلات الدفاع الجوي . وفى الوقت الحاضر لا تقوم الجيوش بالهجوم بالدبابات بمفردها ، كما إنها لا تحاول الدفاع بالأسلحة المضادة للدبابات فقط . فالدبابة لا تستطيع العمل لوحدها ، وهي غالباً ما تحتاج إلى حماية المشاة والمدفعية ، وبالتأكيد سوف تحتاج إلى إسناد إداري ضخم لكي تذهب بعيداً ، أو لكي تقاتل لمدة طويلة ، كما أنها تعتمد وبشكل دقيق على الاتصالات وعلى مرونة طائفتها .
والسلاح المضاد يحتمل أن يصبح عديم الفائدة أيضاً ، إذا لم تتم حمايته ، سواء كان ذلك من المدفعية ، أو نيران الدبابات ، أو المشاة ، أو هجمات الطائرات . وإذا ما أستخدم السلاح المضاد للدبابات بشكل خاطئ ، أو لم يكن بالإمكان تحريكه بحرية ، فإن قيمته سوف تصبح ثانوية ، وإذا ما حال الظلام والإخفاء أو الإجراءات الألكترونية المضادة دون استعماله ، فإن الدبابة المتقدمة سوف لم تتأثر به ، وباختصار فإن النزال بين الدبابة والأسلحة المضادة لها ، هو فى الحقيقة نزال بين جميع القوى المهيئة للدفاع ، وجميع القوى المهيئة للهجوم .
وعلى الرغم من ذلك فبالإمكان تشخيص النزعات ، فقد لعبت الدبابة دوراً رئيساً وغالباً ما كان حاسماً فى التسليح الهجومى للقوات الأرضية الحديثة ، ومن غير المتوقع أن يتغير هذا بسرعة ، وفى المقابل فإنها أصبحت اليوم مهددة من وسائل تدميرية حديثة وعديدة ( وقد تكون رخيصة فى ذات الوقت ) وتبذل جهود كبيرة من أجل تحديد حركيتها ، كما وجدت الوسائل التى تخترق تدريعها ، وأصبحت الدبابة تتلقى الضربات من الجو ( كما فى الأرض ) من الحوامات والطائرات والمدفعية والمشاة .. ، كبقية المقاتلين المهددين حالياً بالأسلحة الكيميائية والسموم البيلوجية . إن الوصول لرؤية أوضح يتطلب القيام بتحليل دقيق للدبابة بكل عناصرها ، ومعرفة الدور المنشود منها فى ظل الإعتبارات العسكرية .




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 800x582 ومساحتها 57 كيلو بايتنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ففى الوقت الذى تعتبر فيه دبابة المعركة الرئيسة MBT سلاحاً مرعباً ، فإن أهميتها الحقيقية تكمن فى دورها كرأس حربة للقوات البرية المشتركة combined arms ، فهي تؤمن لهذه القوات قوة نارية كثيفة وعلى درجة عالية من الدقة ، وحتى مدى يزيد عن 3000 متر فى شدة وزخم المعركة . وغالباً ما تهمل هذه الحقيقة ، خاصة لدى أولئك الذين تنبؤا منذ فترة طويلة بنهايتها كسلاح ميدان . وفى الوقت الذى يبدو أنه من الصحيح أن التطورات الحديثة في صناعة الأسلحة المضادة للدبابات anti-tank weapons قد جعلت الدبابة سلاحآ معرضاً للدمار ، إلا أن هناك تطورات ملحوظة قد تحققت في مجال حماية الدبابة أيضآ ، ليس من خلال تحسين الدرع وكوابح النار والأنفجار وأنظمة الأطفاء الآلية وما شابه فحسب ، بل كذلك في مفهوم السلاح الكلي .
الكتاب العسكريون السوفييت أكدوا بدورهم على الأهمية الحاسمة للتعرض في الحرب الشاملة ، وعلى رأس قائمة تلك الأسلحة التعرضية ، التي كانت موضع ثقتهم وإيمانهم هي القوات المدرعة . ففي كتابه الأستراتيجية العسكرية يؤكد المارشال " سكولوفيسكي " على أهمية دور الوحدات المدرعة فيقول : إذا شن هجوم فيجب أن يشن بالمقام الأول باستخدام الدبابات وناقلات الجنود المدرعة ، أما الهجوم الراجل فسيصبح ظاهرة نادرة ، وستستخدم القوة النارية الآلية سوية مع مناورة القطعات في ساحة المعركة . وبينما نرى أن أسلحة مقاومة الدروع آخذة في التقدم وبسرعة أكثر فاكثر من تقنية الدبابات ، فليس هناك في الوقت ذاته مجالاً للأعتقاد بأن أهمية الدبابات أخذت تنحسر تدريجيا.
ويصاحب دبابة المعركة الرئيسة في المعركة ، مدفعية ذاتية الحركة وأنظمة مضادة للطائرات ومشاة آلي يستخدمون ناقلات الجنود المدرعة ، وبهذه الطريقة فإن الدبابة يصاحبها أنظمة حماية وإسناد تجعل القوى المدرعة صعبة الانكسار، لأكثر مما لو كانت مؤلفة من دبابات فقط .




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ويأتي إسناد إضافي من الجو، من طائرات ثابتة الأجنحة وأخرى متحركة الأجنحة ( الحوامات ) ، ومن المدفعية بعيدة المدى، ومن منظومة استخبارات واستطلاع Reconnaissance شاملة .
ومع هذا ، تبرز العديد من حالات سوء الفهم ، ولنعد إلى الأساسيات لوهلة ، فالدبابة أساساً سلاح تكتيكي ذو قابلية حركة ، تساعده كثيراً على البقاء في تقارب شديد نسبيا مع العدو، ويمكن تعريف التكتيك tacticsعلى أنه فن جمع الحـــــركة movement والقوة النارية fire powerإلى حد هزيمة ودحر العدو، وأن حركية وقوة نيران دبابة المعركة الرئيسة تجعل منها سلاحا فعالاً . أما الدرع وأنظمة الحماية الأخرى ، فتعطيها قدراً من قابلية البقاء . إلا أن ذلك يجب أن لا يفسر على عدم إمكانية تدميرها ، فليس هناك ، ولن تكون هناك دبابة لا تقهر، فالدبابة يمكن أن تهاجم من الأمام وهو الأكثر احتمالاً ( وهنا يكون أكبر سمك من الدرع ) ويمكن أن تهاجم من الجوانب ، كما يمكن للطائرات المعادية أن تشق طريقها لمهاجمة الدبابة من الخلف ، حيث تكون الحماية ضعيفة ، ويمكن أيضا أن تهاجم من الأسفل عن طريق الألغام mines ، وأخيراً يمكن أن تهاجم من القمة حيث يكون الدرع دائما ضعيفا ، وعن طريق عدد متزايد من الأسلحة .
تكمن المشكلة الرئيسية في مجالين : إيقاف الطليعة الأولى من الهجوم ، ومنع القوات المعقبة من التعزيز الفعال، ويجب أن لا ننسى المعركة الجوية التي ستدور فوق الرؤوس، طالما أن هذا سيؤثر على حجم القوة التي يمكن جلبها لساحة المعركة ، ولهذا فإن الهجمات الناجحة على مطارات العدو ستقلل من الإسناد الجوي القريب المتوفر لدى العدو على الأرض.
إن إيقاف الطليعة الأولى من القوات المدرعة المهاجمة أو على الأقل إبطاء معدل تقدمها ، يعتبر مهمة أساسية للقوات المدافعة ، ومن أول الخطوات الواجب اتخاذها هو محاولة تحديد المحور الرئيسي للهجوم وقوته ، ثم يمكن على ضوء ذلك ترتيب الدفاعات لمواجهة الهجوم بأكثر الطرق فعالية. ويمكن استدعاء إسناد جوي على الفور ، إذا تمركزت وحدات مناسبة على مسافة قريبة ، تكفي للرد بسرعة ، ويصبح الدفاع والسيطرة على أرض المعركة أسهل بكثير إذا ما عرفنا مكان العدو، والمكان الذي يبدو متجها نحوه، ومن الضروري كذلك تحديد واسكتشاف الهجمات الرئيسية، ولذلك يعتبر الاستطلاع Reconnaissance جوهريا .
فالنظرة من الأرض محدودة جداً، في حين أن الأقمار الصناعية هي الأخرى، ولأسباب مختلفة (منها الطقس) محدودة الأداء أيضاً. ويتحقق الاستطلاع عن طريق عدد كبير من المصادر مثل الطائرات السريعة، ومراقبة الاتصالات، والعربات الجوية التي تدار عن بعد ، وطور بالفعل فى الولايات المتحدة ، نظام راداري هجومي " نظام مراقبة مشترك " يعرف بإسم Joint star ، وهو عبارة عن طائرة بوينغ Boeing 707 ، مزودة بأنظمة رصد حديثة، قادرة على رصد الدبابات الثابتة والمتحركة وعربات القتال المسلحة على مسافة تصل إلى 408 كلم . وترسل هذه المعلومات إلى الأرض عن طريق وصلة معلومات data link . إلا أن استخدام طائرة بوينغ محورة ، سيجعلها عرضة للخطر لو عملت قريبة من خط المواجهة، وهذه حقيقة تقلل من مداها الفعال.




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وبعد أن يتم تحديد خط التقدم الرئيسي ، تعطى الأولوية لاختيار منطقة قتل مناسبة ، وهذه في الأساس تكون المنطقة ذات غطاء كثيف، يسندها طرق دخول وخروج جيدة (في حالة التراجع والتقهقر تصبح ضرورية) ، وإذا ما سمح الوقت، يمكن ملأ هذه المنطقة بالألغام ، التي يمكن نشرها إما عن طريق الآلات الميكانيكية، أو قذفها جواً بطائرات مروحية ، أو تطلقها صواريخ متوسطة المدى ، تحملها معها كذخيرة ثانوية . ويمكن بنفس الطريقة إستخدام قذائف المدفعية . وتتزايد قابلية التدمير لدى الألغام مع إستخدام صمامات تحسس زلزالية seismic ، أو مغناطيسية magnetic ، أو بالأشعة تحت الحمراء IR ، أو سمعية acoustic . ويمكن أن تبرمج هذه بصورة موثوقة للإنفجار أسفل المركز الثالث للعربة المدرعة ، بحيث تضمن تدميرها . ويستطيع البعض منها تمييز العربات المدولبة عن ذوات الجنازير ( السرف ) .
وبعد أن تدخل القوة المهاجمة إلى المدى المؤثر ، تخضع لوابل من قذائف المدفعية ، ويتم إطلاق العديد من الذخائر الموجهه التى تهاجم من الأعلى Top-attack ، فى حين أن قذائف أخرى ستوجه بالليزر إلى أهداف فردية ، وحتى القذائف الصماء dumb شديدة الإنفجار ، ستكون مفيدة لتحقيق بعض الأهداف .
إن إصابة مباشرة بقذيفة مخففة العيار ، على دبابة المعركة الرئيسة MBT ، قد لا تؤثر فيها على الإطلاق، ولكن ضربة مباشرة على ناقلة جنود مدرعة ستكون مدمرة . وقد تكون الشظايا Fragments التى لا تستطيع تدمير وإختراق الدبابات الثقيلة ، قد تكون قاتلة للدروع الخفيفة ، وستجبر دبابة المعركة الرئيسة على إغلاق منافذها ، مما يقلل من إدراكها للموقع، والذى بالتالى يقلل من فعاليتها الحقيقية .
وعند إستخدام أسلحة ذكية موجهه smart weapons ( مهما كان مصدرها ) ، فإن هناك هدفان لهما الأولوية فى المهاجمة ، وهذان الهدفان هما : عربات القيادة والإتصال ، والتى يمكن أن تحدد عموماً من مركز تجمعاتها ، والدفاعات الجوية المتنقلة والثابتة . وإذا أمكن تدمير هيكل القيادة ، فإن القوة المهاجمة سوف ترتبك بسرعة ، وتقل فاعليتها القتالية .

 

 


   

رد مع اقتباس