عرض مشاركة واحدة

قديم 13-10-10, 09:03 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

6- مركز الثقل العملياتي.
يتفق أغلب المحللين العسكريين بأن الهجوم على مراكز الثقل الاستراتيجية للعدو بضربة واحدة من الأمور الصعبة إن لم تكن مستحيلة. لذا، فالعمل عند وجود هذه الصعوبة والتعقيد في الموقف هو البحث عن طريق تقسيم مراكز الثقل الاستراتيجية إلى أجزاء متعددة يمكننا التعامل معها بطريقة تحقق نتائج جيدة لقواتنا، ونقصد بهذه الأجزاء مراكز الثقل العملياتي، فعلى المستوى العملياتي قد يكون مركز الثقل في لحظة زمنية محددة، هدفاً جغرافياً، أو قد يكون عنصر حيوي وعنصر دينامكي (متغير) هاماً لوحدة وتماسك وحرية عمل نظام القوات، فإضعاف أو خفض مستوى مثل هذا العنصر أو إزاحته عن مواقعه ولو مؤقتاً سوف يربك أو يشل توازن القوة المستهدفة ككل ويؤدي بها إلى التفكك النهائي. لذا يجب على المخططين التركيز على مراكز الثقل العملياتي عند إعداد خطة الحملة والتي تُمثَّل التعبير العملي للفن العملياتي، والاهتمام بأن تكون خطة الحملة جزءاً من عملية متدرجة تهاجم بطريقة مباشرة أو غير مباشر مراكز الثقل العملياتي أو تهيئ المسرح للحملات المستقبلية التي تهاجم مراكز الثقل العملياتية لتدميرها وبالتالي إضعاف مراكز الثقل الاستراتيجية للعدو.


مركز الثقل العملياتي هو الشيء الذي يحمي مركز الثقل الاستراتيجي، وفي الغالب تكون مراكز الثقل العملياتية إمكانات عسكرية أو قوات. وبتعريف آخر فإن مركز الثقل العملياتي هو ذلك الشيء الذي يعوق وصول القائد مباشرة إلى مركز الثقل الاستراتيجي لخصمه.

الخلاصة: إن تحليل وتمييز مراكز الثقل هو الخطوة الأولى والهامة في التخطيط الاستراتيجي. وهو جزء من تحليل بيئة العمليات والتي تعتمد على منظور الأنظمة لبيئة العمليات, والتي تساعد على فهم مراكز ثقل العدو، وفي العمليات العسكرية يتضمن ذلك معرفة كيف ينظم العدو قواته؟, وكيف يقاتل ويصنع القرارات؟, ونقاط ضعفه وقوته المادية والمعنوية, علاوة على ذلك فإن قائد القوات المشتركة يجب أن يفهم أنظمة بيئة العمليات الأخرى وارتباطها بالنظام العسكري, وهذا الفهم يساعد القادة على تحديد مراكز الثقل والعوامل الهامة والنقاط الحاسمة لتشكيل خطوط العمليات وتصور فكرة العملية. وأخيراً، فمن المهم جداً للمخططين أن يتجنبوا سوء التقدير في تمييز أو تحديد مركز ثقل العدو، والعمل على أن تكون مراكز الثقل متناسبة مع طبيعة الحرب وعلى جميع المستويات الثلاث.

فيما يلي بعض الأمثلة التي يمكن أن تكون وكثيراً ما تكون مراكز ثقل:
القوات المشتركة.
القوة البرية.
القوة البحرية.
القوة الجوية.
قوات العمليات الخاصة.
القوات غير التقليدية.


وأدناه بعض الأمثلة التي نخطئ بتمييزها كمراكز ثقل:

عزيمة الأمة / إرادة الشعب (هذه قد تكون متطلباً. إذا كانت الإرادة أو العزيمة توجد قوة، فمن الممكن أن تكون القوة مركز ثقل).وعلى سبيل المثال، غزو الألمان لبريطانيا بعد اجتياح فرنسا، فمن الواضح إن مركز الثقل كان يكمن في القوات المسلحة البريطانية وفي القوات الجوية من بين تلك القوات، خصوصاً قواعد طائراتها المقاتلة. ولكن بدلاً من التركيز على تدمير قواعد المقاتلات ركز الألمان جهودهم على الغارات الهادفة إلى إحداث الرعب والهلع، لأنهم كانوا يعتقدون أن (مركز الثقل) يكمن في معنويات الشعب البريطاني.وهذه من حالات الاعتقاد الخاطئ بأن مركز الثقل يتمثل في معنويات الشعب أو الروح المعنوية العامة.
القيادة السياسية / الوطنية ( هذه مجرد متطلب محتمل آخر، لقد كانت القيادات السياسية بالحرب العالمية الثانية بحاجة إلى قوة عسكرية لتنفيذ إرادتهم).


موانيء الإنزال الجوي أو موانيء الإنزال البحري. (هل بعض موانيء في الحرب العالمية الثانية شكلت قوة بذاتها لصد الهجوم، ففي الحرب الكورية هل كان ميناء بوسان هو القوة التي صدت الجيش الكوري الشمالي؟).

القدرة الحركية (خفة الحركة) الاستراتيجية .
خطوط المواصلات. (هي مجرد خطوط تُمثل طرق مختلفة بحاجة إلى معدات وآليات لتتحرك عليها).


الموارد المتوفرة. (الموارد بحد ذاتها ليست مراكز ثقل، يمكن أن تكون السيطرة على الأسواق المصدرة مركز ثقل. أما الموارد فيمكن أن تكون متطلبات لمركز الثقل).

الوقت (ربما يكون الوقت متطلباً حرجاً).

الإعلام (يعتبر أداة للتأثير على إرادة الشعب والقيادات الرئيسية، وهذا يعتبر متطلب آخر).

التحالف/ الحلفاء، وهي أحد مراكز الثقل المحتملة ولكنه مركز ثقل مشكوك فيه. لأنَّ العامل المحدد هنا هو الكيفية التي ينظر بها العدو إلى التحالف. فإذا كان التحالف يعتبر أمراً عادياً بالنسبة إلى القوة الرئيسة (التي تتم مواجتها)، فإن تماسك التحالف لا يشكل مركز ثقل كما حدث مع تحالفات القائد الألماني هتلر. كما أنَّ مصر اعتبرت مركز ثقل في الحرب العربية الإسرائيلية (1967م).

وفي النهاية كان الهدف من هذا المقال هو توضيح مفهوم مركز الثقل والعمل على تحديد إطار عام له للتقليل من الغموض الذي ربما يحدث خلال مراحل التخطيط وتصميم خطة الحملة للقوات المشتركة.

المقدم الركن/ محمد بن جدوع الرويلي
مجلة الحرس الوطني السعودي

المراجع

01 كتاب في الحرب. الجنرال كارل فون كلاوزويتز - ترجمة أكرم ديري والهيثم الأيوبي.
02 المذاهب العسكرية في العالم. بسام العسلي.
03 كراس العمليات والتخطيط المشترك، كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، الطبعة الأولى1431هـ.
04 Joint operation planning 5-0, 2006
05Operational Art and Campaigning, primer AY08
06www. usacac.army.mil ( (united states army combined arms center
07 HYPERLINK «http://www.wikipedia.org» www.wikipedia.org
08 HYPERLINK «http://www.Strategy.com» www.Strategy.com
(*)كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس