الموضوع: طارق بن زياد
عرض مشاركة واحدة

قديم 23-08-10, 06:05 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القائد طارق بن زياد



 

القائد طارق بن زياد


عندما نصبح فريسة سائغة لكل أنواع التشويه والاستلاب، ويكثر الهرج والمرج و يلتبس الحق بالباطل.. لا بد من العودة إلى مربع البداية، لنعرف من نحن وما هي رسالتنا وما هو تاريخنا، حتى نقرأ الحاضر بعين البصيرة والوعي، ومن ثمَّ نستشرف المستقبل بكل الأمل والثقة والسبق، فالتاريخ مليء بالقادة المسلمين الذين حملوا راية الإسلام إلى مشارق ومغاربها مجسدين أروع المثل في القيادة العسكرية ، والقائد المسلم طارق بن زياد واحد من أولئك القادة العضام ، أهلته صفاته الشخصية والقيادية وكفاءته الإدارية لقيادة جيش المسلمين في بلاد الأندلس ، راسماً بقيادته الحكيمة صفحات غير ذابلة من تاريخنا العسكري والسياسي في ذلك الفردوس المفقود الذي لم يتبق منه سوى الأطلال والموشحات ومثلت، في مجموعها جوانب هامة من حضارة الإسلام العسكرية، وأخلاق الجنود والقادة، ومقاصدهم ومعاركهم النبيلة ليؤكد أن(عقيدتنا المستمدة من رسالة السماء، وتاريخنا الذي هو التطبيق العملي لتعاليم الإسلام ورجالنا الذين هم الترجمة العملية لروح الإسلام، وتراثنا الذي هو حصيلة الفكر الإسلامي، هي أعظم وأرفع وأنصع وأروع وأنقى وأطهر وأسمى وأبهر من كل ما وجد على الأرض من عقائد وتواريخ وتراث

يا خيول طارق جاوزي الموانع والسدود، وتخطي البحار والأنهار، لا تتراجعي ولا تترددي، ستصمت أصوات الأجراس، وترتفع أصوات المآذن، ليذكر اسم الله في أرض كان يسودها الظلم والطغيان، وتسود مبادئ العدل والحق والحرية، فانطلقي على بركة الله !!

تتجلى عظمة الإسلام في تشريعاته وأخلاقياته التي تحكم معاملاته فيما بين أتباعه وبينهم وبين غير المسلمين في السلم والحرب، ودراسة العسكرية الإسلامية عنصر مهم جدًا في فهم آداب الحرب وآلياتها وأهدافها في الرؤية الإسلامية، فنظرة عابرة ومقارنة بسيطة بين الحروب الإسلامية والحروب التي خاضتها دول وقوي غير إسلامية علي مدار تاريخ الإنسانية تؤكد أن الإسلام لا يعمل بقاعدة الغاية تبرر الوسيلة حتي في الحرب، فقد تميزت الإستراتيجية العسكرية للقائد طارق بن زياد بأخلاقيات الحرب في الإسلام وبثقافة عسكرية إسلامية تتمحور حول التربية العسكرية الإسلامية وتعزيز دور العقيدة في تحقيق النصر ورفع كفاءة المقاتلين، فلقد غرس في نفوس أولئك الجند القلائل الذين خاضوا عجاج البحر أن النصر أساسه الاعتماد علي الله وإخلاص النية لله، و علمهم الثبات في المعركة، وان الاتحاد قوة، وان الإيمان الصحيح والعقيدة هما أساس النصر.
مولده ونشأته.
هو طارق بن زياد بن عبد الله بن ولغو من أحدى القبائل البربرية التي تقول بعض الروايات أنها قبيلة نفزة البربرية، وتقول الروايات الأخرى انه من قبيلة الصدف وقد عاش مدة خمسين عاما تراوحت بين 670 - 720 ميلادية ، 50 - 102 بعد الهجرة، كانت قبيلته البربرية تسكن أعالي جبال أطلس إلى الشمال من أفريقيا فنشأ طارق في هذه البيئة وتعلم فيها الفروسية والشجاعة والإقدام والرجولة إكتسب صفات المحارب الفذ نشأ طارق نشأة الفارس المغوار واشتهر برجولة حقة وأتقن ركوب الخيل وكان قوي البنية، فقد ولد وفتح عينيه على الحياة ليجد المسلمين يجاهدون في سبيل الله، ويضحون بأموالهم وأنفسهم لنصرة دينه، وينتقلون من نصر إلى نصر، و تبينت له حقيقة ذلك الدين العادل الذي لا يميز إنسانا عن آخر إلا بالتقوى وتحدى الجهل وأهله عبدة الأصنام وأصبح الطفل الصغير شابًّا فتيًّا، فوهب نفسه لخدمة الإسلام، ولم يتردد لحظة في القيام بأي عمل من شأنه أن يرفع رايته.
وفي أحدى المرات بلغه أن موسى بن نصير يريد منه الذهاب ليقاتل بعض القبائل المغربية التي ما زالت تعكر صفو الأمن في البلاد، ، فتوجه إليه طارق ، ورأى فيه موسى بن نصير الشجاعة والبسالة والإخلاص وحب الجهاد في سبيل الله،وتمكن طارق من تجهيز كتيبة من الفرسان من أبناء قومه البربر الذين اسلموا معه وحشد كتيبة عربية أخرى وقام بشن حملاته على تلك القبائل ، ومن خلال المعارك التي خاضها طارق اثبت كفاءة قيادية وقتالية فاتخذه موسى معاونا له في قيادة الجيوش وإدارة شؤون البلاد الإسلامية ثم عينه واليا على طنجة حيث أنشأ فيها جيشا وأحسن حكمها وإدارتها وكان حريصا على المحافظة على أموال المسلمين وعلى راحتهم وحسن معيشتهم وكان مطيعا لرؤسائه, حانيا على مرؤوسيه، المنفذ التنفيذ الكامل لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
الأندلس ودخول المد الاسلامي.
ما كان للمسلمين أن يتجهوا إلى أرض القوط Goths، قبل أن يذعن المغرب لسلطانهم، وقد أمضى المسلمون في فتحه، أكثر من سبعين عاماً، بسبب شدة مراس البربر، وقوة شكيمتهم في المقاومة والحروب وبعد استقرار الأمر في بلاد المغرب، استشار موسى بن نصير، الخليفة في دمشق الوليد بن عبدالملك في فتح شبه الجزيرة الأيبيرية وقد تردد الوليد بادئ الأمر في القيام بهذا العمل الكبير، خوفا على المسلمين من المخاطرة في مفاوز، أو إيقاعهم في مهالك لكن موسى بن نصير، أقنع الخليفة بالأمر، ثم اتفقا على أن يسبق الفتح اختبار المكان بالسرايا أو الحملات الاستطلاعية وتنفيذاً للاتفاق، أرسل موسى بن نصير، في رمضان (91 هـ /710م) سرية استكشافية، إلى جنوب شبة الجزيرة، عددها خمسمائة جندي، منهم مائة فارس على رأسهم طريف بن مالك الملقب بأبي زرعة، وهو مسلم من البربر،وقد اجتازت هذه السرية المضيق من سبتة Ceuta، ونزلت قرب جزيرة بالوما أو فيها، في الجانب الأسباني وقد عرفت هذه الجزيرة بعد ذلك باسم هذا القائد جزيرة طريف Tarifa.
عادت حملة طريف، بالأخبار المطمئنة والمشجعة على الاستمرار في عملية الفتح فبعد أن درس القائد طريف أحوال المنطقة، وتعرف على مواقعها، أرسل رجاله إلى عدة أماكن، منها جبل طارق، وجاءت العيون بمعلومات كانت عوناً في وضع خطة الفتح، ونزول طارق بن زياد ـ فيما بعد ـ بجيشه على الجبل.
حملة طارق بن زياد.
بعد رسم خطة البدء بعمليات الفتح، جهز موسى بن نصير، جيشاً من سبعة آلاف جندي من المسلمين البربر، ليس فيهم من المسلمين العرب إلا العدد القليل، واختار طارق بن زياد والي طنجة قائداً لهذه الحملة،وفي العام التالي لحملة طريف، عبر طارق بجيشه، من سبتة إلى الطرف الأسباني، في الخامس من شهر رجب 92 هـ (أبريل 711م) ،وكانت نقطة تجمع الجيش الإسلامي في الطرف الأسباني، بعد أن عبر طارق بجنوده على جبل صخري، عرف فيما بعد بجبل طارق Gibraltar.
ونزلت الحملة على الساحل الأسباني عام 92 للهجرة / 711م، وظلّت السفن توالي نقل الجند والعتاد، من الشاطئ المغربي، إلى الشاطئ الأسباني. على أن نزول طارق وجنوده عند سفح الجبل، لم يكن نزهة بحرية، فقد لقي مقاومة عنيفة، من جند القوط، الذين كانوا يحصنون السواحل الجنوبية، بحاميات عسكرية، تحسباً لأي هجوم متوقع. وهذا أمر طبيعي، خاصة بعد ما شقَّ جوليان، الطريق بحملته، ثم أتبعه طريف بن مالك، بسريّته الاستطلاعية.
خط سير الحملة.
لجأ طارق إلى وسائل التمويه والحذر، لإخفاء أنباء جيشه، وهجومه، لكن ذلك لم يلبث أن تَكَشَّف لجيش لذريق، ولكن بعد فوات الأوان فلقدكان لذريق مشغولاً، في أقصى الشمال، بإخضاع بعض قبائل البشكنس الثائرة، في جبال البرانس Pyrenees، وكان ذلك يعني، أن حملة طارق اختارت الوقت المناسب، وأن الأخبار التي توافرت لديها عن تحركات لذريق مكنتها من الوثوب في اللحظة المناسبة.
وترامت أنباء الفتح الإسلامي إلى لذريق فأصدر أوامره بالتصدي للمسلمين الفاتحين، وإيقاف زحفهم. فتحرك جيش قوطي بقيادة (بنج) المعروف باسم (بنشو)، في المراجع الأسبانية ولكن (بنج) ما لبث أن هزمه المسلمون هزيمة نكراءوهنا اضطر لذريق أن يتحرك بنفسه، على رأس جيش كثيف العددبعد ما أيقن أن المسلمين قادمون للفتح، لا لمجرد الإغارة، والسلب والنهب والغنيمة كما روج عنهم خصومهم المُسْتَخِفون بشأنهم،وضماناً لتوحيد الصفوف وتشكيل جبهة عسكرية قوية، كان على لذريق أن يصالح أبناء غيطشة Witiza، الملك المخلوع، ثم ما لبث لذريق أن استولى على قرطبةCordobaليقطع الطريق على المسلمين ويتحرك صوبهم.
أما طارق بن زياد، فكان في موقف عسكري قوي بعد أن قام بحركة التفاف، حول الحامية الأسبانية المرابطة في أقصى الجنوبونزلت قواته العسكرية في مكامن حصينة أتاحت لها مواقع إستراتيجية قوية، وعمد طارق إلى تحصين أول قاعدة تسنى له الاستيلاء عليها قبل أن يتوغل إلى الداخل ثم استولى على بلدة ( الجزيرة الخضراء) قبالة الجبل الذي حل بسفحه ليحمل فيما بعد اسمه وفي الوقت نفسه، ظل طارق على اتصال وثيق بقاعدة سبتة الحصينة في العدوة المغربية.
وادي بكَّة واللحظات الفاصلة.
في عام 92 هـ (711م) التقى الجيشان، جيش طارق بن زيادوجيش القوط، في كورة شذوُنَه Sidonia جنوب غرب أسبانيا في سهل الفرنتيرة Frontera جنوب بحيرة الخندق Janda ونهر برباطBarbate المتصل بها. وقد تُعْرَفُ معركة نهر برباط في الرواية الإسلامية بمعركة وادي بكَّة أو لَكَّةْ Guadalete،وكان اللقاء بين المسلمين والقوط حاسماً، ومنّ الله على المسلمين بالنصر الكبير فشُتِّتَ الجيش القوطي، وقُتِل لذريق وَصدَقَ المسلمون القتال، وحملوا حملة رجل واحد على أعدائهم، فخذلهم الله وزلزل أقدامهم وتبعهم المسلمون بالقتل والأسر، ولم يعرف لملكهم لذريق خبر ولا بان له أثر فقيل إنه تَرَجَّلَ وأراد أن يستتر في شاطئ الوادي، فصادف غديراً فغرق فمات .
وبدأ طارق يتعقب فلول الجيش القوطي، التي لاذت بالفرار وسار الجيش الإسلامي فاتحاً بقية شبه الجزيرة الأيبيرية وكانت معركة وادي برْبَاط فاصلة، غنّم فيها المسلمون غنائم كثيرة ولم يلاق المسلمون بعد هذه المعركة مثل هذا التجمع الكثيف وإن مرت بهم معارك حاسمة وقوية.
فَرَّق طارق بعض جنده في بعوث جانبية، وتوجه هو إلى طليطلة Toledo عاصمة مملكة القوط لكن الجيش القوطي تجمع عند مدينة اسْتجَّةَ Ecija، فزحف طارق إليه، فاتحا في طريقه بعض المدن .

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس