عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 11:41 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

Thumbs up الصواريخ الموجهة جو / جو



 

الصواريخ الموجهة جو / جو
عبدالرحمن حمادي
مجلة الملك خالد العسكرية

بات من المتفق عليه عسكرياً أن الدفاع الجوي صار مصدراً أساسياً من مصادر القوة والتفوق العسكري، وأن قوة الدولة في حماية أجوائها مقياس لقوتها العسكرية، وهذا الاتفاق يزداد ترسّخاً بعد التطور المتسارع في مفهوم الدفاع الجوي، إذ لم يعد مجرد طائرات مستنفرة في المطارات تقلع للتصدي للطيران المعادي عندما يخترق أجواء الدولة، بل صار مفهوم الدفاع الجوي مرتبطاً بنظم صاروخية عالية الدقة تعوّض عن كلفة أسراب من المقاتلات، وبالتالي أدى هذا المفهوم إلى سحب أعداد كبيرة من الطائرات القتالية، وهي في قمة فعاليتها من الخدمة والاستعاضة عنها بطائرات أصغر حجماً، ولكنها مزوّدة بنظم صاروخية وأسلحة موجهة عالية الدقة، وزادت فعاليتها بعد دمجها بالطائرات القتالية التي يتم تصميمها كحاضن للصواريخ الموجهة بالإضافة إلى قيامها بأدوار متعددة.

يمكن القول ــ بشكل عام ــ إن ظهور الصواريخ جو/جو ألغى المفهوم التقليدي للدفاع الجوي، حيث كانت الطائرات تستنفر في المطارات للتحليق والتصدي للطائرات المعادية، بل صارت قوة الطائرة تُقاس بمدى قدرتها على حضن الصواريخ الموجهة وعدد ما تحمله منها ودقة إصابة كل صاروخ، فظهرت طرز جديدة من الطائرات، مهامها الأساسية أن تحضن الصواريخ الموجهة وترعاها إلى أن تطلقها، مثل الطائرة متعددة المهام (رافال) والطائرة (تيفون) وF-22 الأمريكية.

وتتوقف أعمال التطوير على الطائرات الحاضنة للصواريخ الموجهة، كمشروع التطوير الذي تتشارك به عدة دول لتطوير الطائرة JFS، لتصبح أكثر رشاقة وأكثر قدرة على حمل عدد وافر من الصواريخ الموجهة، ومشاريع تطوير الطائرات القتالية كثيرة، والهدف الأساسي زيادة قدراتها على حضانة الصواريخ جو/جو الموجهة والعمل الفعّال بها.

تطـور متسارع

يؤرخون لتاريخ صواريخ جو/جو بأنها ظهرت في الحرب العالمية الأولى بأشكال تعتبر بدائية قياساً للأجيال التالية منها، وكان تسليح الطائرات مزدوجة الأجنحة يتم آنذاك لقصف البالونات الطائرة، ومنذ ذلك الوقت استمر الاهتمام بهذه الصواريخ وصولاً إلى عام 1955م، عندما استنبط سلاح الجو البريطاني النظام الصاروخي fairly aire flash. ولكن صواريخ ذلك النظام لم تكن فعّالة، وفي عام 1956م ظهرت الصواريخ جو/جو الأمريكية من طراز usaafs alm4 falcon وusafs alm-7 و sparrow ... وغيرها.

وضمن إطار الحرب الباردة آنذاك، ردّ الاتحاد السوفيتي على الطرز الأمريكية من صواريخ جو/جو عندما أنتج عام 1975م صاروخ k-5، ووضعه في الخدمة، وهو تنافس لم يتوقف منذ تفكيك الاتحاد السوفيتي وحتى الآن، فالدول الكبرى مازالت تعيش حمّى التنافس والتطوير، اللذين أثمرا، ومازالا يثمران، عن قفزات تكاد تكون خيالية وخارقة، وعن أجيال من الصواريخ جو/جو، كل جيل جديد منها يجعل الجيل الذي سبقه يبدو بدائياً أو يكاد.

تطوير متسارع ومستمر

التطوير ـــ كما ذكرنا سابقاً ـــ ارتبط منذ البدء بمفهوم إطلاق الصاروخ، فبعد أن كان الصاروخ يُطلق من قاعدة أرضية، تم دمج الصواريخ بالطائرات، بحيث صارت الطائرة هي منصة إطلاق ومركز توجيه في وقت واحد، وبشكل جعل الصاروخ المُطلق من الطائرة مضموناً من ناحية إصابة الهدف، وهو ما أدى إلى ظهور مصطلح الطائرات متعددة الأدوار والمهام، وظهور طائرات شهيرة منها، كطائرة (رافال) و jfs، وسلسلة الطائرات الروسية التي صُممت لأغراض الدفاع الجوي والمواجهة القريبة، حيث يتم تسليحها بصواريخ قصيرة المدى ورشاشات فعالة، كما جهّزت بصواريخ جو/جو متقدمة للاعتراض على مسافات بعيدة.
ولا يمكن في الشرح أن نتحدث عن التقنيات المذهلة التي تم التوصّل إليها في مجال تطوير صواريخ جو/جو، فهو تطوير يتجاوز الشرح العادي، وكمثال نذكر أن الصواريخ جو/جو من طراز aam، والتي حققت شهرة كبيرة، تعمل على الوقود السائل أو الصلب، فجاءت الصواريخ المطورة (مينيتور) لتعمل بمحرك نفاث ضغطي، مما يعطيها قدرة مضاعفة على الانطلاق، قياساً بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل أو الصلب، كما أن كل صاروخ من هذا الطراز يمكن تزويده بنظام عمل مختلف عن الصاروخ الآخر مما يشوّش على الدفاعات المضادة المعادية ويجعلها في حالة حيرة وارتباك، لأن الصواريخ المستهدفة يعمل أحدها بنظام الرادار النشط، والآخر بالرادار نصف النشط، والثالث بالأشعة تحت الحمراء، والرابع بنظام بصري كهربائي.

وكمثال آخر، نذكر الصواريخ الروسية R-33 و r-27 متوسطة المدي، والصواريخ الأمريكية aim-7، وصواريخ (سايدويندر)، وهي صواريخ جو/جو اعتبرت بمجملها من أكثر الصواريخ فعالية لسهولتها عند الاستعمال وقدراتها على الإصابة، ولكن نقطة الضعف فيها أنها تعتمد في عملية التوجيه على باحث راداري شبه نشط لا يتيح للطيار إمكانية التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد، لأن رادار الطائرة يكون مثبتاً على الهدف الأول فقط في وقت الإطلاق حتى الإصابة، مما يجعله عاجزاً عن البحث مسبقاً عن الهدف الثاني، فركّزت الأبحاث على التغلّب على نقطة الضعف هذه، وجاء الصاروخ الروسي قصير المدى k-13 مسيّراً بالأشعة تحت الحمراء، مما أعطى الطيار إمكانية رؤية لقطاع بزاوية (30 درجة)، ثم زادت هذه المساحة في الأجيال التالية وصار بإمكان الطيار التعامل مع عدة أهداف في وقت واحد.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس