عرض مشاركة واحدة

قديم 18-08-10, 08:57 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
البواسل
مشرف قسم العقيدة / والإستراتيجية العسكرية

الصورة الرمزية البواسل

إحصائية العضو





البواسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي «حماس» في ساحة القتال - الأداء العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية



 

«حماس» في ساحة القتال
الأداء العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية
يورام كوهين وجيفري وايت
معهد واشنطن</EM>, 8 تشرين الأول/أكتوبر 2009




ملخص تنفيذي

لا تزال حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لاعباً رئيسياً في المعركة على مستقبل الفلسطينيين وعلاقتهم بإسرائيل. ورغم أن «حماس» كانت قد شنت حملة عنيفة استهدفت إسرائيل ومنافسيها الفلسطينيين، وحركة «فتح» بصفة أساسية، فإنها تعمل حالياً على تقييد نشاطها العسكري ونشاط الجماعات الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة. إلا أن هذه الفترة من الهدوء لا تعني نهاية كفاح حركة «حماس»: فبإمكان توقع المزيد من العنف في المستقبل، بمستويات كثافة متباينة.

إن استعداد الحركة وقدرتها على استخدام العنف لأغراض سياسية هو مكون جوهري في المعادلة الإسرائيلية الفلسطينية. وتستغل «حماس» عملياتها لتعزيز قبولها لدى الشعب الفلسطيني من خلال إظهار "المقاومة المسلحة ضد الاحتلال". وقبل عملية «الرصاص المصبوب» في كانون الأول/ديسمبر 2008، جعلت الحركة من الاستعدادات العسكرية أولوية قصوى. ومع ذلك، فإن القتال هو الاختبار الحقيقي لأي قوة عسكرية، ويمكن استخدام أداء «حماس» في عملية «الرصاص المصبوب» لتقييم القدرات السياسية والعسكرية لهذه المنظمة فضلاً عن زعمها بقيادة المقاومة الفلسطينية.

شكلت عملية «الرصاص المصبوب» التحدي الأكثر خطورة الذي واجهته حركة «حماس»، منذ استيلاء الجماعة على السلطة في غزة عام 2007، وربما منذ ظهورها أثناء الانتفاضة الأولى عام 1988. ورغم المحاولات لوضع صورة إيجابية لإدائها أثناء العملية، إلا أن المسار الفعلي للعمليات القتالية يظهر قصة مختلفة: فحركة «حماس» وجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام (أو كتائب القسام) لم تنجز سوى القليل عسكرياً، وكان نجاحهما الحقيقي الوحيد هو استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل – الذي تراجع بعد ثلاثة أسابيع من القتال. وبالرغم من أن إسرائيل لم تقم باستغلال تفوقها العسكري بصورة مثلى (لأن ذلك كان سيتطلب المزيد من الوقت وتغلغل أكبر في المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة)، إلا أنها لو فعلت ذلك، لكان باستطاعة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بدون شك تدمير قدرات «حماس» العسكرية.

لقد تمتعت القوات الإسرائيلية بميزات هائلة في هذه الحرب، ولم يقتصر ذلك على جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها ودعمها لعمليات الاستهداف الجوي والقتال البري. فحتى بعد بدء القتال، واصلت إسرائيل الحصول على استخبارات جديدة بحيث كان بوسع قادتها العسكريين استخدامها في الوقت الفعلي لضرب زعماء «حماس» وقصف مواقع الصواريخ والقوات البرية. كما أن التعاون بين قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشين بيت) كان عاملاً رئيسياً في نجاح المكون الاستخباراتي لعملية «الرصاص المصبوب».

مقامرة فاشلة
بعد عام 2005، نمت قدرات «حماس» العسكرية بشكل كبير نتيجة أربع تطورات رئيسية: فك ارتباط إسرائيل عن غزة في آب/أغسطس 2005، ونجاح «حماس» في الانتخابات التي جرت في عام 2006، واستيلاء حركة المقاومة الفلسطينية على السلطة في قطاع غزة في عام 2007، واتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل و «حماس» في حزيران/يونيو عام 2008.

وبالرغم من حدوث مصادمات عديدة بين «حماس» وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي من قبل، مع وقوع بعض الاشتباكات على نطاق واسع، إلا أن عملية «الرصاص المصبوب» قدمت اختباراً حقيقياً لمدى تطور قدرات «حماس» العسكرية منذ انسحاب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من غزة واستيلاء الحركة على السلطة هناك.
أثناء قيام إسرائيل بشن عملية «الرصاص المصبوب» كانت «حماس» تتمتع بهيكل عسكري جيد يضم ما بين 15000 و 16000 ألف مقاتل تقريباً، شكلت فيه كتائب عز الدين القسام، التي كانت تضم حوالي 2000 مقاتل فعلي، الجزء المركزي. وقد كانت قوات «حماس» تتألف من ذراع هجومي يستند على قوات مدفعية وقوات برية تعمل كتشكيلات دفاعية. وقد نُظمت هذه الأخيرة وجُهزت للدفاع عن أراضي غزة وقادة «حماس» على حد سواء كما عملت كدرع لقوات الصواريخ التابعة للحركة.
لقد تلقت كتائب عز الدين القسام تدريبات ومساعدات كبيرة من داخل غزة وخارجها. وكان لكتائب القسام داخل القطاع برنامج تدريبي منظم، كما جاء أفراد من حركة «حماس» من لبنان وسوريا وإيران إلى القطاع لتوفير الإرشادات أو المساعدات الأخرى. وكانت للمشورة والتوجيهات المقدمة من حزب الله وسوريا وإيران إلى «حماس» أهمية أيضاً، حيث لا يتمتع مقاتلو «حماس» سوى بخبرة فعلية قليلة في القتال ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي.

وقد ركزت استعدادات كتائب عز الدين القسام على مجالين رئيسيين: زيادة قدرة قواتها البرية للدفاع ضد توغلات قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة وتحسين قدرة التنظيم على ضرب أهداف داخل إسرائيل من خلال توسيع ذراع مدفعيتها. وبما أن «حماس» كانت قد خططت بدقة لمواجهة غزو إسرائيلي كبير، فقد توقعت الحركة أن يكون باستطاعتها الدفاع بصورة ناجعة ضد القوات الإسرائيلية باستخدام المدنيين والمرافق المدنية كغطاء لنشاطها العسكري. وبالإضافة إلى ذلك، كانت تأمل «حماس» أن تحقق "صورة النصر" من خلال تنفيذ أعمال ذات أهمية أكبر من الناحية العسكرية، مثل اختطاف جنود من قوات جيش الدفاع الإسرائيلي أو تدمير دبابات أو إسقاط طائرات ومروحيات. ومع ذلك، لم يكن الدفاع عن غزة هدف «حماس» الوحيد، فقد أرادت الحركة أيضاً نقل الحرب إلى داخل إسرائيل. وكان في قلب تخطيطها الدفاعي استخدام قوات المدفعية الصاروخية، بهدف توجيه ضربات متواصلة على أهداف مدنية وعسكرية إسرائيلية.

 

 


 

البواسل

ليس القوي من يكسب الحرب دائما
وإنما الضعيف من يخسر السلام دائما

   

رد مع اقتباس