عرض مشاركة واحدة

قديم 02-09-20, 07:45 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي جارية تهزم علماء الأندلس بأسئلتها العلمية وأخرى تروي عن الإمام مالك..



 

جارية تهزم علماء الأندلس بأسئلتها العلمية وأخرى تروي عن الإمام مالك.. الإسهام الثقافي للإماء في الحضارة الإسلامية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة"في مُلْكي الآن أربعُ رومياتٍ كُنَّ بالأمس جاهلاتٍ، وهنَّ الآن عالمات حكيمات (= طبيبات) منطقيات فلسفيات هندسيات موسيقاويات أسطرلابيات معدِّلات نجوميات نحويات عَروضيات أديبات خطاطيات، تدل على ذلك -لمن جهلهن- الدواوينُ الكبارُ التي ظهرت بخطوطهن"!!
هذه مقولة لأحد تجار الرقيق من علماء القرن الخامس الهجري/الحادي عشر لميلادي في الأندلس؛ وهي تدل على أن حياة الرقيق في عالم الإسلام أشد تعقيدا من أن تُختَصَر في فكرة الخدمة والسخرة أو حياة اللهو والمتعة؟ لقد وصلت الجواري الإماء إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه المرأة العربية أو المسلمة الحُرَّة، وهو أن تحظى بأن تكون أمًّا للحكّام العظام، حتى إنه من أصل 37 رجلا عباسيا تولوا منصب الخلافة ببغداد لا نجد إلا ثلاثة كانت أمهاتهم من "الحرائر"، وهم: السفاح (ت 136هـ/754م) والمهدي (ت 169هـ/786م) والأمين (ت 198هـ/813م).
لكن هذا البُعد السياسي للجواري كان نتاجا لظاهرة معرفية أكبر يمكن تسميتها "ثقافة الرقيق"؛ فمن امتلاك المعرفة تبدأ السلطة ويبدأ التحرر والانعتاق! وعلى عكس الصورة العامة المنمَّطَة في أذهان الأغلبية لحياة الجواري في الحضارة الإسلامية؛ نجد أن الآلاف منهن ساهمن بأدوار إيجابية في حركة المجتمع الإسلامي والحياة الثقافية فيه بشتى فنونها، وإن حلّ الشعر والغناء في صدارة ذلك الإسهام.
والحقيقة أن صعود الرقيق -وفي مقدمته الجواري المثقفات- كان إنجازا مُستَحَقًّا حين شيد أصلا على أسس الثقافة وركائز المعرفة ومعايير العلم والأدب؛ وهو ما نخصص له هذه المقالة التي تبحث في نشأة هذه الظاهرة، وتحدد روافدها البشرية، وتكشف عواملها الثقافية التكوينية، وترصد تجلياتها الأدبية والفنية والمعرفية.
تقليد مستقر
كانت عمليات الفتوح وما كان يترتب عليها من تقاليد السبي -التي شاعت في حروب خلال تلك العصور- السببَ الأكبر والأبرز في انتعاش أسواق النخاسة والرقيق والعبيد من الأمم المهزومة، وكان الاسترقاق نظامًا عالميًا من قبل مجيء الإسلام بقرون طويلة، وقد جُلب آلاف من هؤلاء إلى عواصم الدولة الإسلامية في مكة والمدينة ودمشق وبغداد والفسطاط/القاهرة وغيرها.

ويبدو من المصادر التاريخية المتوافرة أن الدولة كانت تنظم توزيع هؤلاء على المحاربين -كلّ حسب سهمه من الغنائم- بعد إخراج الخُمس؛ فابن الجوزي (ت 597هـ/1200م) يروي -في ‘المنتظم‘- أنه حين افتتح المسلمون مدينة هرقلة بالأناضول سنة 190هـ/805م أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد (ت 193هـ/808م) "سبى من أهلها ستة عشر ألفا، فأقدمهم الرافقة (= اليوم الرقة السورية) فتولى بيعهم أبو البختري القاضي (ت 200هـ/815م)".
وإذا كانت الحروب هي المصدر الأهم في السبي وما ينتج عنه من رقيق؛ فإن ثمة طرقًا أخرى -على رأسها التجارة- كانت جالبة لهؤلاء الرقيق من الجواري وغيرهن، وخاصة بعد توقف حركة الفتوح الكبرى. وإذا كان نص ابن الجوزي الآنف يدل على أن القُضاة كانوا -على الأقل في أيام الرشيد- مسؤولين عن عملية بيع السبي، باعتبارهم ممثلين قانونيين للدولة؛ فإن المشترين في الجهة المقابلة كان أغلبهم من فئة "النخّاسين" الذين ظلوا يستوردون الرقيق من شتى البقاع والقوميات.
وقد كان هؤلاء النخاسون يشترون الرقيق من نخاسين مماثلين أو من قراصنة يختطفون البشر أحرارا ويبيعونهم ليكونوا أرقاء! فعلى حد تعبير المؤرخ الأميركي ول ديورانت (ت 1402هـ/1981م) في ‘تاريخ الحضارة‘؛ فقد "كانت القرصنة وقتئذ مما يدخل في نطاق العادات الشريفة! وكان المسيحيون والمسلمون -على السواء- يشنون الغارات على سواحل البلاد الإسلامية والمسيحية ليقبضوا منها على ‘الكفرة‘ [كلٌّ من منظوره للآخر]، ويبيعونهم في أسواق الرقيق"!!



ثم يتحدث ديورانت عن دور اليهود في تجارة الرقيق هذه باعتبار أنهم "كانوا هم حلقة الاتصال التجاري بين بلاد المسيحية والإسلام، وبين أوروبا وآسيا، وبين الصقالبة (= الشعوب السلافية بشرقي أوروبا) والدول الغربية؛ وكانوا هم القائمين بمعظم تجارة الرقيق، وكان يعينهم على النجاح في التجارة مهارتُهم في تعلم اللغات". وهو في ذلك يؤكد ما قاله الجغرافي المسلم ابن خـُرْداذَبَهْ (ت 280هـ/893م) -في ‘المسالك والممالك‘- من أن التجار اليهود كانوا "يتكلمون بالعربية والفارسية والرومية والإفرنجية والأندلسية والصقلبية..، ويسافرون من المشرق إلى المغرب.. -برا وبحرا- [فـ]ـيجلبون من المغرب الخدم والجواري والغلمان".نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةتنظيم وإشراف
وقد اشتُهرت حواضر العالم الإسلامي -كغيرها من مدن العالم شرقا وغربا- بوجود أسواق للرقيق أو مراكز لبيعه يملكها هؤلاء النخاسون، فكانت تسمى "دار الرقيق" أو "سوق الرقيق" أو "سوق الجواري"؛ ولعل من أشهرها تلك التي كانت غربي بغداد أيام العباسيين، ثم اتسعت مساحتها حتى أصبحت محلة بذاتها. ويحدثنا عنها ياقوت الحموي (ت 626هـ/1229م) -في ‘معجم البلدان‘- فيقول: "دار الرَّقيقِ: محلّة كانت ببغداد… من الجانب الغربي…، ويُقال لها ‘شارع دار الرقيق‘ أيضا".
كما يخبرنا اليعقوبي (ت بعد 292هـ/1004م) -في كتابه ‘البلدان‘- أن الخليفة المعتصم العباسي (ت 227هـ/842م) حين أنشأ مدينة سامراء عام 221هـ/836م خصّص مواضع منها للأسواق والحوانيت، ومنها "سوق الرقيق في مربعة فيها طرق متشعّبة، فيها.. الحوانيت للرقيق". وحين يتحدث المقريزي -في ‘المواعظ والاعتبار‘- عن "خط (= شارع) المسطاح" بالقاهرة يحدد مكانه بالضبط ثم يقول إنه "فيه اليوم سوق الرقيق".
ومثلما انتمى تجار الرقيق إلى مختلف الأديان كان المشترون له من كافة الطوائف أيضا؛ ولذلك يلاحظ المقريزي أن المسيحيين بمصر خلال عهد الخليفة الفاطمي الظاهر (ت 427هـ/1036م) "اتخذوا العبيد والمماليك والجواري من المسلمين والمسلمات". وفي القرن الخامس نفسه؛ نجد ضمن تجليات ظاهرة تأثُّـر مسيحيي الأندلس بالثقافة العربية اتخاذَهم مجالس الغناء العربي وما كانت تشتمل عليه من حضور للجواري المسلمات المغنيات، وهو ما سيتكرر لاحقا بالمشرق الإسلامي حين يُنشئ الصليبيون إماراتهم على سواحل الشام وفي بعض مدنه الداخلية.
فهذا تاجر الرقيق الأندلسي الطبيب والعالم الموسوعي محمد بن الحسين المَذْحِجي المعروف بابن الكتاني (ت نحو 420هـ/1030م) يحدثنا عن حضوره لأحد هذه المجالس بقصر الملك المسيحي شانجة/سانشو بن غرسية صاحب مملكة نبّارة/نافارا شمالي الأندلس، فكان "في المجلس عدةُ قَيْنات (= مغنيات) مسلمات من اللواتي وهبهنّ له سليمان بن الحكم (= الخليفة الأموي المستعين بالله ت 407هـ/1017م) أيام إمارته بقرطبة"!!
وأثناء حديثه عن زيارته لصقلية سنة 580هـ/1185م بعد قرن من خروجها عن حكم المسلمين؛ يخبرنا الرحالة ابن جُبَيْر الأندلسي (ت 614هـ/1217م) عن ملِكِها النورماندي ويليام الثاني (ت 584هـ/1189م)، فيقول: "وأما جواريه وحظاياه في قصره فمسلمات كلهن، ومن أعجب ما حدثنا به خديمُه.. يحيى بن فتيان الطَّرّاز.. أن الإفرنجية من النصرانيات تقع في قصره فتعود مسلمة، تعيدها الجواري المذكورات مسلمة، وهن على تكتّم من ملكهن في ذلك كله، ولهنّ في فعل الخير أمور عجيبة"!!
وكما تملَّك الرجالُ هؤلاء الجواريَ فقد كان أيضا للنساء ذوات المكانة الاجتماعية -حتى من غير زوجات الخلفاء والأمراء- نصيب منهن، فكنّ يستخدمن المثقفات منهن في الأعمال الإدارية والترفيهية، ويتخذن غيرهن لمهمات أخرى بينها الحراسة الأمنية؛ ومن أمثلة ذلك ما ذكره الحُصْري القيرواني (ت 453هـ/1062م) -في ‘جمع الجواهر في المُلَح والنوادر‘- من أن "زينة بنت [الوزير] المهلبي (ت بعد 362هـ/973م).. بلغت بها الحال إلى أن اتخذت الجواري الأتراك حُجَّابًا (= حُرّاسا) في زِيِّ الرجال على ما جرى به رسم السلطان، وكان لها كُتّاب (= مديرات أعمال) من النساء مثل سلمى النوبختية وعائشة بنت نصر القسوري".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس