عرض مشاركة واحدة

قديم 21-08-10, 12:42 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الأدميرال
مشرف منتدى القوات البحرية

الصورة الرمزية الأدميرال

إحصائية العضو





الأدميرال غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الحرب في البحر.
سببت سيطرة بريطانيا على البحار أثناء الحرب العالمية الأولى مشاكل جسيمة لألمانيا، فقد سد الأسطول البريطاني مياه ألمانيا، ومنع المدد من الوصول إلى الموانئ الألمانية مما سبب في معناة كبيرة لألمانيا بسبب نقص الطعام والبضائع الأخرى، في هذه الأثناء أدخلت المانيا قوارب اليو" (u)" وهي غواصات أنتجتها الترسانة الحربية الألمانية آملة أن تضيف شيئاً لمقوقفها القتالي في البحر وحاربت ألمانيا القوة البحرية البريطانية بضراوة وخاصة أثناء الحصار البحري على الجزر البريطانية خلال شهرفبراير" من عام 1915 ومحذرة بأنها ستهاجم أية سفينة تحاول أن تخترق هذا الحصار، وبالفعل دمرت الغواصات الألمانية العديد من بواخر الغداء والبضائع المختلفة المتجهة إلى بريطانيا.

وفي 7 من شهر مايو" 1915 ضربت غواصة ألمانية سفينة الركاب البريطانية لوسيتانيا على ساحل أيرلندا، وقتل نتيجة لذلك 1198 راكباً منهم 128 راكباً أمريكيًا ، وكان لغرق لوسيتانيا دافعاً قوياً للرئيس الأمريكي ودرو ولسون لكي يضغط على ألمانيا للكف عن إستعمال الغواصات في الحرب وخاصة أن هجماتها لم تفرق بين الأهداف العسكرية والأهداف المدنية ، ووافقت ألمانيا على عدم مهاجمتها لسفن الركاب المدنية ، ولكن هذا التعهد الألماني لم يمنع المعارك البحرية من الإستمرار فخلال يومي 31 من شهر " مايو " والأول من شهر الصيف يونيو تقابل فيها الأسطولان البريطاني والألماني في معركة جتلاند التي دارت قبالة الساحل الدنماركي وكان الأدميرال السير جون جليكو يقود الأسطول البريطاني المكون من 150 سفينة حربية وتقابل مع أسطول ألماني مكون من 99 سفينة حربية تحت قيادة الأدميرال راينهارد شير وعلى الرغم من تفوق بريطانيا فإن جليكو كان حذراً، وخشى أن يخسر الحرب لأن خسارة بريطانيا لأسطولها سوف تعطي ألمانيا السيطرة على البحار وبعد نهاية هذه المعركة أدعى كل طرف أنه المنتصر في معركة جتلاند، ورغم أن بريطانيا خسرت سفنا أكثر من ألمانيا، فقد ظلت مسيطرة على البحار طيلة فترة الحرب.

الحرب الجوية.
حدث تقدم كبير في الطيران في ذلك الوقت وكان كل جانب يسعى لصنع طائرات ذات قدرة أعلى من الآخر وكان الإستخدام الأول للطائرات مركزاً على مراقبة أنشطة العدو وكان التسليح في تلك الطائرات يعتمد على المدافع الرشاشة التي يحملها الطيارون بأنفسهم لضرب الطائرات المعادية؛ ولكن الطائرات في ذلك الوقت لم تكن مجهزة بوسائل الأمان التي تحمي الطيار فقد كان الرصاص يرتد عليهم في بعض الأحيان بفعل مراوح طائراتهم ولكنهم قبلوا المجازفة وأستمروا في القتال بهذه الصورة .

وفــي عــام 1915 وفــي المراحــل الأولى من الحرب العظمى بدأت ألمانيا قذف لندن وبعض المدن البريطانية الأخرى من " المناضيد الهوائية " لكن القذف كان قليل التأثير على المدن المستهدفة .

المرحلة الأخيرة من الحرب
أخفاق الحلفاء.
في مارس 1917م كان القادة العسكريون الفرنسيون والإنجليز ما يزالون يعتقدون أن هجوما ناجحا قد يكسب الحرب، لكن القادة الألمان استغلوا الجمود على الجبهة الفرنسية ليحسنوا من دفاعاتهم.

وفي شهر "مارس" 1917م تقهقرت القوات الألمانية إلى خط معركة جديد محصن بقوة أكبر في شمال فرنسا أطلق عليه الألمان خط سيجفريد ، وأطلق عليه الحلفاء خط هندنبرج ونجح خط سيجفريد من حصار الجبهة الفرنسية ووضع المدفعية الألمانية في وضع المُسيطر وأدى هذا إلى فشل الهجوم الذي نظمه الفرنسيون.

وفي 16 من شهر "أبريل" من عام 1917 شن الفرنسيون هجوما كبيراً أخراً ولكنه فشل مثل سابقيه ومع هذه استمر القتال وفي نفس الوقت ظهر شئ من التمرد بين القوات الفرنسية بعد فشل الهجوم الفرنسي والذي تكبد فيه الفرنسيين خسائر فادحة في الأرواح ونزفت القوات دماء كثيرة لا حد لها وظهر بعض العصيان في صفوف الرجال الذين قاتلوا بشجاعة معظم السنوات الثلاث ورفضوا الإستمرار في الحرب وفي أواخر شهر " مايو" من عام 1917 تحسنت الظروف المعيشية للجيش وأعيد تنظيمه بعد أن ساهم تحسن الظروف المعيشية للجنود من أرتفاع المعنويات، ووعود قائد الجيش الفرنسي بأن تظل فرنسا في وضع دفاعي إلى أن تصبح مستعدة لكي تقاتل مرة أخرى ، وظل دور الدفاع على الجبهة الغربية مسؤولية قوات الحلفاء ، وكان الجنرال هيج يأمل أن يؤدي الهجوم البريطاني قرب إيبرو إلى نصر حاسم ، وفي 31 من شهر"يوليو" 1917 بدأت معركة باشندال في إيبرو واستمرت القوات البريطانية وقوة فرنسية صغيرة تضرب الألمان في معركة رهيبة لأكثر من ثلاثة أشهر، ولقد كان للطقس دوراً في وقف هذه المجزرة فالمطر الغزير جعل من الأرض مستنقع غرق فيه آلاف من الجنود الإنجليز، ثم جاء البرد الشديد وتساقط الثلوج لكي ينهي المعركة نهائيا في 10 من شهر "نوفمبر".

وفي أواخر الشهر نفسه استخدمت بريطانيا الدبابات لاختراق خط سيجفريد، لكن الفشل عند إيبرو أنهك القوات التي كانت بريطانيا تحتاج إليها لمتابعة النجاح.
في عام 1917 كانت بريطانيا وفرنسا تنظر إلى أمالهم في النصر تتحطم أمام أعينهم وكان إجلاء الإيطاليين عن الآراضي النمساوية وقيام الثورة في روسيا سبب إنخفاض في الروح المعنوية للجيش المحارب .

الثورة الروسية.
عانى الشعب الروسي كثيرًا خلال الحرب العالية الأولى، وخلال سنة 1917م لم يعد كثير منهم قادرًا على تحمل الخسائر العديدة، والنقص الخطير في الطعام، وأخذوا ينحون باللائمة على القيصر ومستشاريه في كل ما يتعلق بمشاكل البلاد.

وفي أوائل 1917 أطاحت ثورة في بتروغراد (بيترسبيرج حاليًا) بقيصر روسيا ولكن الحكومة الجديدة أستمرت في الحرب، وبعد سبعة أشهر قاد لينين ثورة تمَّكن بها من السيطرة على الحكم في روسيا، وطالب بإبرام معاهدة سلام مع ألمانيا وأستجابت ألمانيا على الفور نظراً للفائدة الكبيرة التي ستجنيها من حياد روسيا كما شجع خروج روسيا من الحرب القيادة الألمانية على الاستفادة من 400 ألف جندي ألماني كانوا على الجبهة الروسية وتوجيههم لقتال الإنجليز والفرنسيين، وكان قائد الجيوش الألمانية إريك لودندورف قد خطط بأن يقوم بضربة ساحقة ضد الحلفاء قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى الجبهة .


الولايات المتحدة الأمريكية تدخل الحرب.
أعلن الرئيس ولسون رئيس الولايات المتحدة حياد الولايات المتحدة في بداية الحرب ، فقد عارض معظم الأمريكيين تورط أمريكا في حرب أوروبية، لكن موت 128 أمريكيًا غرقوا مع سفينة لوسيتانيا وبعض الأعمال الرهيبة التي قام بها الجيش الألماني ضد المدنيين في أوروبا أحدث تعاطفا من قبل الأمريكيين مع الحلفاء.


وفي هذا الصدد دعا الرئيس الأمريكي ولسون في الثاني من شهر "ابريل"من عام 1918 للدخول في الحرب وبالفعل أعلن الكونجرس الأمريكي الحرب على ألمانيا في السادس من شهرالطير" أبريل". ولم يتوقع المراقبين أن تفعل أمريكا الكثير من أجل إنهاء الحرب.

المعارك الأخيرة.
أرتفعت معنويات الألمان بعد إنتهاء العمليات الحربية في الجبهة الشرقية وأصبحوا متفائلين ومنتظرين النصر الحاسم وفي أوائل 1918 كانت القوات الألمانية تتفوق عل الحلفاء في الجبهة الغربية وكان القائد الألماني لودندورف قد خطط بأن يقوم بضربة ساحقة على الحلفاء قبل أن تصل القوات الأمريكية إلى الجبهة واعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة ، وكانت الضربة التي قام بها الجيش الألماني في الحادي والعشرين من شهر " مارس" 1918 قرب سان كنتان، وهي مدينة في وادي نهر السوم قد زادت من معنويات الجيش الألماني .

أجتمع قادة الحلفاء لوضع خطة دفاعية جديدة وذلك بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بهم و في شهر " أبريل " تم تعيين قائداً فرنسياً كقائداً أعلى للقوات المتحالفة الذي تصدى للهجوم الألماني الذي وقع في التاسع من شهر " أبريل" على طول نهر لي في بلجيكا، وقاومت قوات الحلفاء وأوقف الهجوم بصعوبة وعانى الحلفاء من خسائر كبيرة في هذا الهجوم، كما تكبد الألمان خسائر فادحة بل كانت خسائر الألمان أكبر وأشد .

شنت ألمانيا هجوما ثالثا في 27 مايو قرب نهر آين وفي 30 مايو وصلت القوات الألمانية إلى نهر المارن ، ودخلت القوات الأمريكية لمساعدة فرنسا لوقف التقدم الألماني عند مدينة شاتو تييري، وهي على بعد أقل من 80 كم شمال شرق باريس. وخلال شهر الصيف "يونيو" طردت الولايات المتحدة الألمان من غابة بيلو قرب المارن، وعبرت القوات الألمانية المارن في 15 من شهر "يوليو" وقامت قوات التحالف بشن هجوم مضاد قرب مدينة سواسون.

وأستمرت المعركة الثانية من 15 من شهر "يوليو" إلى 6 من شهر "أغسطس" ، وقد مثلت هذه المعارك نقطة تحول في الحرب إذ تعرض الألمان لهزائم كبيرة أمام الحلفاء، وبدأت ألمانيا في الانهيار وتم أُسر حوالي ربع مليون ألماني في ثلاثة شهور، كما هاجمت بريطانيا وفرنسا القوات الألمانية قرب آميان وتمكنت من أكتساح كل خطوط الألمان، إلى أن وصلت إلى شمال فرنسا .

وفي 26 من شهر " سبتمبر" بدأ الهجوم الأخير وأشتركت فيه قوات أمريكية في قتال شرس بين غابة أرجون ونهر الميوز وهنا تحقق عدم مقدرة ألمانيا من التغلب على قوات الحلفاء الأكثر عـدد والأكثر تجهيزاً و قوة.

وتمكن الحلفاء في ذات القوت من تحقيق انتصارات على الجبهات الأخرى في خريف 1918 وفي 29 من شهر " سبتمبر " أستسلمت بلغاريا كما أنتصرت القوات البريطانية بقيادة الجنرال أللنبي على الجيش العثماني في فلسطين و سوريا.

في آخر شهر "أكتوبر" بدأت المعركة الأخيرة بين إيطاليا والنمسا وتمكنت القوات الإيطالية من هزيمة القوات النمساوية بمساعدة من فرنسا وبريطانيا.

بعد تلك الهزائم طلبت ألمانيا في شهر " أكتوبر" إبرام هدنة دون قيد أو شرط فرفض الحلفاء التفاوض مع حكومة القيصر القائمة ، لذلك لم يكن هناك من حل إلاَّ أن يتخلى القيصر فلهيلم الثاني عن عرشه وكان ذلك في 9 من شهر نوفمبر 1918 وغادر ألمانيا متجهاً إلى هولندا وفي نفس الوقت قامت الجمهورية في ألمانيا، وتقابل وفد من الحلفاء مع ممثلين عن الحكومة الألمانية الجديدة في عربة سكة حديدية في غابة كومبيين شمال فرنسا.

وفي الحادي عشر من شهر "نوفمبر" قبل الألمان بتوقيع هدنة نهائية وبشروط وضعها الحلفاء المنتصرين ، حيث رضخت ألمانيا لكل الشروط المذلة التي فرضت عليها وتتمثل في التخلي عن جميع الأراضي التي أحتلتها خلال الحرب، وتسليم ما بحوزتها من معدات حربية ، وأن تسمح قوات الحلفاء بأن تسيطر على أراضي ألمانية على طول نهر الراين.


مؤتمر باريس للسلام
أجتمع ممثلوا القوى المنتصرة في شهر "يناير" 1919 في باريس لوضع الأساس النهائي للتسوية السلمية الكاملة وحضر وفود 32 دولة ، ووضع الأربعة الكبار (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا ) أي المنتصرين في الحرب قرارات مؤتمر باريس.

وفي شهر مايو "1919 تم الإتفاق على الصيغة النهائية للمعاهدة وقدمها إلى ألمانيا ونظراً للبنود المدلة لم توافق ألمانيا عليها إلا بعد ضغط وتهديد من الحلفاء وأخير رضخ ممثلو ألمانيا ووقعوا على معاهدة الصلح في قصر فرساي قرب باريس في 28 من شهر "يونيو" 1919.

وفي العاشر من شهر "يناير"1921 أصبحت بنود المعاهدة سارية المعول وعرفت تلك المعاهدة باسم معاهدة فرساي ، وبهذه المعاهدة أنتهت الحرب العظمى أو الحرب العالمية الثانية إلا أن النار بقيت تحت الرماد تنتظر الوقت المناسب لتندلع من جديد وهذا هو الذي كان فبعد عدة سنوات أندلعت الحرب العالمية الثانية وهي موضوعنا في العدد القادم بإذن الله تعالى.


خسائر الحرب
تسببت الحرب في قتل نحو 10ملايين جندي وجرح نحو 21 مليون، إذ خسرت كل من ألمانيا وروسيا نحو مليون وثلاثة أرباع المليون قتيل خلال الحرب العالمية الأولى، وكانت نسبة الموتى في فرنسا أعلى بالمقارنة بعدد جنودها الكلي. فلقد خسرت نحو مليون وثلث المليون جندي، أي 16% من كل قواتها العاملة.


ولا يعرف عدد المدنيين الذين ماتوا من المرض والجوع والأسباب الأخرى المتعلقة بالحرب ويعتقد بعض المؤرخين أن عدد المدنيين الذين ماتوا كان يساوي عدد الموتى من الجنود.
أما الخسائر المالية فقد نجمت عن القوى التدميرية للأسلحة الجديدة خاصة المدافع الآلية وكانت أكثر تلك الخسائر في فرنسا وبلجيكا، فقد خربت الجيوش المزارع والقرى بمرورها فيها وحفر الخنادق للقتال، وخربت الحرب المصانع والجسور وقضبان السكك الحديدية. أما جرارات المدفعية والمواد الكيميائية فقد خربت الأرض على طول الجبهة الغربية.

كما كبدت الحرب الدول المتقاتلة نحو 337 بليون دولار أمريكي، وفي سنة 1918 كانت الحرب تكلف 10 ملايين دولار كل ساعة. ورفعت الدول ضرائب الدخل والضرائب الأخرى من أجل تمويل الحرب. ولكن معظم الأموال جاءت من القروض التي أوجدت ديونا ضخمة بالإضافة إلى ذلك، طبعت معظم الحكومات أوراقا مالية إضافية لمواجهة حاجاتها، مما سبب تضخما ماليا قاسيا بعد الحرب.

 

 


   

رد مع اقتباس