الموضوع: الحرب مع إيران
عرض مشاركة واحدة

قديم 12-09-09, 08:09 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الحرب مع إيران الجزء الثانى





في اليوم الأول الشرس من الحرب، حين دمرت الضربات الجوية المنسقة على الأهداف الإيرانية معظم القوة الجوية والبحرية الإيرانية، ظهرت القوات المسلحة الأمريكية مرة ثانية كقوة لا تقهر. فتحطيم قوة عسكرية من الدرجة الثانية يفعل فعله لصالح آلة حربية امبراطورية.

اليوم الثاني من الحرب.
بحلول اليوم الثاني من الحرب، على أية حال، تمنى معظم المواطنين الأمريكيين والإيرانييين إحلال السلام. ولسوء الحظ، فإن دخول الحروب أسهل من الخروج منها. فبينما أعد مخططو الحرب في البنتاجون وإسرائيل خطة عملية لإجبار إيران على الدخول في الحرب، مستخدمين هجوماً وهمياً على السفن الحربية الأمريكية بواسطة زوارق عسكرية إيرانية ( مثلما أدى الهجوم الوهمي في خليج تونكين الى نشوب حرب فيتنام) إلا ان البحرية الامريكية تصرفت بشكل اسوأ مما كان يتمناه المخططون.

ففي عام 1987/88، إبان الحرب الأمريكية الإيرانية الأولى في الخليج، قام الأسطول الأمريكي والقوات البحرية ومروحيات الجيش بتدمير الاسطول الإيراني خلال يوم واحد. الا ان الزوارق الحربية الإيرانية المتبقية استمرت في مضايقة مرور السفن الامريكية خلال تلك الحرب غير المعلنة، وأدى تراكم ذلك إلى قيام البارجة الامريكية (فينسنس) بإسقاط طائرة مدنية إيرانية من طراز جامبو داخل المياه الإقليمية الدولية لإيران.

بعد ذلك الحادث بعشرين عاماً، أثبتت القوات الدفاعية الإيرانية، بعد تزودها بأسلحة روسية وصينية، أنها أكثر قدرة مما توقع سحرة البنتاجون المدنيون. قبل الحرب، قال قائد الحرس الثوري الايراني، الجنرال يحيى رحيم سفافي ان النظام الصاروخي المتقدم كان يهدف الى إظهار قدرتنا على الردع والدفاع ضد أعدائنا عبر الإقليم، ونأمل أن يفهموا الرسالة.

في اليوم الثاني، أصبحت الرسالة أكثر وضوحاً:

لم تعد إيران هدفا سهلاً كما كانت منذ سنوات مضت. فالتاثير الإجمالي الناجم عن ضربات صواريخ سنبيرن واكسوسيت وياكونتس على عدة سفن من الأسطول الأمريكي الهاربة من حوض السمك في الخليج، شكل مشهداً غير قابل للنسيان. وهو غير قابل للنسيان الى درجة جعلت محطتي سي إن إن وفوكس تمتنعان عن عرضه.

لقد قال مارك جافني، " إبان الحرب في جزر الفولكلاندز، كانت القوات الجوية الارجنتينية تملك خمسة صواريخ فقط من طراز اكسوسيت، ومع ذلك، استطاعت إغراق سفينتين، ولو توفر لديها عدد كافٍ من تلك الصواريخ، لربما كان بإمكانها إغراق الأسطول البريطاني بأكمله وكسب الحرب."

وعلى سبيل المقارنة، فإن الإيرانيين الواعين للهزيمة التي لحقت بهم على أيدي القوات الأمريكية والعراقية في 1987/88، والمدركين للخطر المزدوج للتهديد الامريكي الاسرائيلي، ركزوا اهتمامهم بشدة على الأسلحة الدفاعية التي زودتهم بها المصانع الروسية والصينية.

فالصاروخ الروسي من طراز " اس اس – ان – 22، سنبيرن ( مُسكِت) " الذي وصفته المجلات المتخصصة والخبراء بأنه أكثر الأسلحة المضادة للسفن تأثيرا وتدميراً حتى الآن، يعتبر ارخص بكثير من انتاج طائرة حربية أو مدمرة صاروخية أو بارجة أو حاملة طائرات" هذا ما كتبه جافني قبل الحرب. وحتى تكون الأمور اسوأ بالنسبة لجنود البحرية الامريكية، زوّدَ الروس إيران بصواريخ من طراز " اس اس – ان اكس – 26 ياكونتس المضاد للسفن "، ويقال ان سرعته تبلغ 2,9 ماك ومداه يصل إلى 180 ميلاً.

وكم يبلغ عرض الخليج؟ 100ــ 180 ميلا.

إن الإغلاق الفوري للخليج أمام ناقلات نفط دُولهِ الستة، وفرَ دعماً هائلا لدعاة السلام. وفي اليوم الثاني من الحرب، مع اشتعال وغرق سفن الأسطول الأمريكي، ومع التوقعات المرعبة بحدوث نقص عالمي في إمدادات الوقود، ومع ارتفاع أسعار البنزين الى 10 دولارات للجالون في بعض الأماكن، ومع تزايد الدعوات لعزل الرئيس ( بوش) عبر وسائل الإعلام السائدة، ومع تصاعد تحذيرت دعاة حماية البيئة من انتشار الاشعاعات من المواقع النووية الايرانية المقصوفة، بدا فجأة أن الحرب التي تكفل بها المحافظون الجدد مع إيران لم تكن فكرة صائبة.

وعلى الرغم من النجاح المزعوم للضربة الاستباقية على إيران، وظهور المحافظين الجدد في معظم قنوات الأخبار الأمريكية على مدار الساعة، إلا أن عواقب الحرب على إيران وأمريكا، أصبحت مؤذية بشكل متزايد.

في منتصف اليوم الثاني، ومع ورود تقارير عن هجمات صاروخية على المنطقة الخضراء، أصبح من الصعب التحكم في دوامة وسائل الاعلام. فالحس الوطني الرائع من خلال التلويح بالأعلام عقب حادثة 11/9، واستخدام نفس أسلوب الحرب على العراق لم يتجسَّدا أبداً على أرض الواقع. وعبر شوارع المدن الأمريكية الصغيرة، كانت أعداد أقل من الناس تلوح بالعلم. وبدلاً من ذلك، ظهرت طوابير من سائقي السيارات المذعورين، وجوهٌ لطمَها الواقع الجديد لحرب أخرى، حرب اختاروا تجاهلها مدة طويلة، كانوا يتدافعون نحو كل محطة وقود كحشود غوغائية مذعورة. اندفع معظمهم نحو المضخات وفي الذهن فكرة واحدة: سأملأ خزان الوقود تماماً والويل لمن يحاول أن يوقفني.

وحسب التوقعات، ارتفعت أسعار البلاتين والذهب والفضة، زاد سعر الذهب عن 1000 دولار للأونصة، بينما اقترب سعر الفضة، وهي ذهب الفقراء، من سعر 50 دولاراً. وحسب التوقعات، هبط سعر الدولار، حيث استبدلت دول عديدة تمتد من الصين الى الكويت، غطاءها الاخضر بالذهب. وحسب التوقعات، هبطت معظم الأسهم التي لا علاقة لها بالصناعات الحربية الى أدنى المستويات. وانخفضت أشغال الإسكان الجديدة وجَفت المبيعات.

كل ذلك كان بسبب حرب سيئة التخطيط، أعد لها عدد قليل من القادة الأمريكيين الذين يضعون إسرائيل نصب أعينهم ، وأمامهم الكثير مما يمكن أن يكسبوه والقليل مما يمكن ان يخسروه.

الهجمات المضادة التي شنتها الطائرات الحربية الامريكية من على متن حاملات الطائرات وضربت منصات النفط في ميناء بندر عباس وأشعلت فيها النيران، لم تظهر أبدا على شاشات التلفزيون الأمريكية. ومثل ذلك أيضاً، لم تظهر الهجمات على البنية المدنية التحتية من قبل الطائرات الإسرائيلية الأمريكية. كانت تلك ضربات عقابية من قبل طائرات الأسطول الأمريكي انتقاماً مما لحق بسفنها في الخليج من خسائر. أصبحت الحرب مع إيران حربا انتقامية، حرب استنزاف، بحلول اليوم الثاني.

ومع ذلك، وفي منطقة الشرق الاوسط، كانت تغطية قناة الجزيرة للدمار الذي لحق بالجسور، ومحطات الماء والكهرباء ومنصات النفط – ناهيك عن المدارس والمساجد والبيوت – تهدف فقط الى دق إسفين بين الولايات المتحدة والقلة المتبقية من حلفائها من الدول الإسلامية والأوروبية.

طوال الأسبوع الأول، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية والأمريكية تهاجم إيران كما تشاء، متكبدة خسائر بين فترة واخرى، كانت الصواريخ الإيرانية تنهمر على القوات الامريكية المحتشدة في القواعد شبة الدائمة في العراق. تصاعدت المقاومة في العراق مع توهُّج وذبول نيران الحرب مع ايران، فارتفعت الخسائر الامريكية.

في تلك الأثناء، نشبت حربٌ من نوع آخر داخل أمريكا. مقاومة أخرى غير متوقعة. فالجماهير الأمريكية التي كانت مُروَّضة لوقت طويل، خرجت إلى الشوارع، وساحات الجامعات، والمحاكم والميادين العامة، صارخة، هادرة وقوية. عصيان غير مدني، قوة شعبية طالما خاف من قيامها الأقوياء، عادت الى أمريكا بعد ثلاثين عاما.

هدد البيت الأبيض بتعبئة قوات الجيش لمواجهة المنشقين في الداخل، ولكن كيث أولبرمان سأل الرئيس: سيّدي، من أين تنوي جلب هذه القوات؟

انخفض الدعم الشعبي للحربين على العراق وإيران إلى مستويات قياسية. وفي الكونغرس، أثبت الديمقراطيون أنهم أقل معارضة من الجمهوريين المتشدين. ولكن في الشوارع، حيث يزدهر أو ينتهي مصير أية أمَّة، أصبحت الروح الأمريكية تزداد غضباً فغضباً. ومع كل ارتفاع في أسعار النفط الخام، وكل تقرير عن خسائر جديدة، وكل تقرير عن أعمال وحشية ترتكب ضد إيران، كانت الدعوات للتغيير تصبح أكثر خشونة وعنفا.

ومما يثير الدهشة أن أولَ من أسقطتهم الحرب كان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. فرجال الدين الذي يمسكون بزمام السلطة في إيران اعترضوا على الموقف التصادمي الذي اتخذه أحمدي نجاد، والدمار الذي خلفته الحرب، فاضطروه الى الاستقالة.

في وقت لاحق من ذلك الأسبوع، فرضت دعوات عزل الرئيس اتفاقية سلام عبر الوسطاء، وأقر تصويتٌ مُستعجل في مجلس النواب أحكام عزل الرئيس باغلبية ساحقة.

ومجلس الشيوخ، الذي كان واقعا تحت القصف مثل قواتنا في العراق، أظهر عِناداً، ولكن كلمة "جرائم كبرى"، بدات ترشح إلى أذهانهم بنهاية الأسبوع الأول من الحرب.

وكان الأسبوع الثاني من الحرب واعداً بمفاجآت جديدة.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس