عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-09, 02:19 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قيد الارض
مشرف قسم المدرعات

إحصائية العضو




قيد الارض غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

إستراتيجية التواجد الأمريكي- سياسة الوصول


تخبطت الاستراتيجية الأمريكية في أواخر الستينات والسبعينات نتيجة الهزيمة الأمريكية فـي فـيتنام والتطورات التي طرأت على توازن القوى العالمي فـي تلك الفترة، والأزمات المختلفة التي بدأت تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية . وانعكس ذلك التخبط على وجود القوات الأمريكية ما وراء البحار"إستراتيجية التواجد" , وكان مبدأ نيكسون فـي عام 1969م يشابه المبدأ الاستراتيجي المركب الذي يجري تطبيقه في العراق بالتحول من إستراتيجية الاحتواء إلى إستراتيجية (المشاركة الإقليمية). ، فإن مبدأ نيكسون نتيجة منطقية لتراجع القوة الأمريكية, ولكن المبدأ كان يتسم بالوضوح في محور مهم هو أن الأصدقاء والحلفاء سوف يحصلون على مساعدات وأسلحة ضخمة كدعوة للاشتراك بدرجة أوسع فـي مهام (الأمن الإقليمي) الذي تراه الولايات المتحدة ضروريا(المشاركة والتحالفات الإقليمية), وهذا مشابه تماما لما يجري الآن في العراق من تطبيق استراتيجيات وسطية متعددة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العسكرية خصوصا إذا علمنا أن هناك تقارب ظرفي ورقمي مع غزو فيتنام مما يجعلها تستخدم إستراتيجية مركبة عبر الاقتراب الغير مباشر واستخدام القدرة المكتسبة.

أصبحت الآن دول العالم العربي والإسلامي وما يطلق عليه "الشرق الأوسط" قواعد عسكرية لوجستية تهيمن على خزائن الثروة الاستراتيجية, وتشكل بذلك ما يسمى دول التقاطع الإستراتيجي فـي لوحة السياسة الخارجية الأمريكية, وكانت إستراتيجية التواجد- سياسة الوصول إلى منابع النفط أنجزت ثلاث مراحل الأولى والثانية تواجدها العسكري في الكويت قبل وبعد حرب الخليج الثانية عام 1991 وحققت هدفا استراتيجيا وسيطا في اللوحة الاستراتيجية الوسطى, واعتبرت المنطقة "رأس جسر" للولوج إلى القارة الاوراسيوية وما يطلق عليه الشرق الأقصى, وكان غزو واحتلال العراق وأفغانستان قفزة إستراتيجية ذات منحى عسكري لتلاحك خط الولوج الأسيوي باتجاه القارة الاوراسيوية وهي المرحلة الثالثة.

يسعى مجمع الشركات العسكري الأمريكي لإقفال المنطقة عسكريا تحسبا لفقدان شبكة قواعدها ونهايتها كقوة عظمى، وعمدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعزيز تواجدها العسكري فـي منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة لتحقيق سيطرتها الكاملة (فرض سيطرتها العسكرية والسياسية على كامل المنطقة) وبذلك قررت الولايات المتحدة تكثيف تواجدها العسكري فـي العالم العربي والإسلامي وما يطلق عليه "الشرق الأوسط " وبشكل لم يسبق له مثيل معلنة إياها "منطقة المصالح الحيوية الأمريكية ونقطة انطلاق أساسية" وشكلت بذلك قواعد عسكرية لوجستية تستخدم في حروبها المستعرة تحت يافطة , نشر الديموقراطية ,شبكة الدفاع , الحروب الاستباقية , "الحرب العالمية على الإرهاب gwot" لا توجد أية منطقة أخرى فـي العالم بعيدة كل هذا البعد عن أراضي الولايات المتحدة وتحضى بمثل هذا الاستهداف الاستراتيجي وتوجيه الاهتمام السياسي والعسكري الأمريكي لها (إعادة استعمار المنطقة عسكرياً).

 

 


   

رد مع اقتباس