عرض مشاركة واحدة

قديم 10-08-09, 02:17 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قيد الارض
مشرف قسم المدرعات

إحصائية العضو




قيد الارض غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الانسحاب الامريكي



 

الانسحاب الامريكي بين مطرقة التكتيك وسندان الاستراتيجية



يشهد العالم العربي والإسلامي فوضى سياسية وعسكرية واقتصادية وبؤر عنف هلامية تذكي نيرانها الغزوات والحروب المعاصرة وإذكاء النزاعات وحروب الوكالة, في ظل تطبيق استراتيجيات لإعادة تشكيل السياسة الدولية وفق المنظور الأمريكي المتشدد , باستخدام القيم الحربية المعاصرة (جرثومة أو وباء الاحتراب الطائفي والعرقي) وتخضع لمعايير "إستراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war بعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war" و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war" والتي تمارسه الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية ضد العالم العربي والإسلامي حصرا, وبدفع من الشركات القابضة الجشعة لتفتيت العالم العربي والإسلامي, وتجعل من شعوبه وثرواته أدوات الصراع ووقود لنار لا تنطفئ وأراضيه رقع ملتهبة دموية وبؤر عنف هلامية وميادين للمجازر الجماعية .

الانجاز الرئيسي/النهائي

يحدد القادة العسكريون عادة لكل عملية عسكرية وقبل بدء التنفيذ هدف أساسي يسمى "الانجاز الرئيسي/النهائي" وهذا الهدف متى تم بلوغه اعتبر العمل ناجحا والعسكري منتصرا , وخلافا لذلك يعد هزيمة ويخضع هذا الانجاز إلى معايير الربح والخسارة والكلفة والمردود, وعلى سبيل المثال نرى ما أسس الاحتلال في العراق لتحقيق الانجاز الرئيسي لجنرالات الحرب الأمريكان في العراق وبالتأكيد"الانجاز الرئيسي/النهائي" تحويل العراق إلى "مستعمرة أمريكية" تحت يافطة التغيير الديمقراطي, وقد أسست دوائر

الاحتلال الأمريكي مايلي:-

أ‌- أحكام التواجد العسكري على ارض العراق- احتلال ميداني عسكري بقطعات بلغ انتشارها طبقا للسجلات الخاصة بالجنود العائدين التابعة إلى وزارة الدفاع (البنتاغون), وتشير إلى نشر حوالي 1,640,000مليون جندي أمريكي في إطار الحرب العالمية على الإرهاب حتى عام 2007 وذلك على النحو التالي-القوات البرية 800,681الف – القوات البحرية304,382الف – القوات الجوية 325,023الف - مشاة البحرية(المارينز)208,731الف – الحرس الوطني 3077 باستثناء الأعداد الذين تم نشرهم وأعيدوا إلى أمريكا باستثناء قوات الاحتياط التي بلغ عددها 378,000الف جندي, وتشير التوقعات إلى إضافة نشر400,00الف جندي إضافي حتى العام 2017- شبكة قواعد- قدرة مكتسبة عراقية.

ب‌- تغيير البنى التحتية الماسكة بقرار الدولة واستبدالها بورش تطفي عليها الصبغة السياسية (الطبقة السياسية) لتنفذ المراحل الزمنية لتحقيق الأهداف والغايات الاستراتيجية العسكرية والسياسية للاحتلال في العراق وتؤمن التأثير المباشر في الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية للعراقيين.

ت‌- إرساء وإنشاء مؤسسات بديلة للمؤسسات الوطنية , وبشكل يشابه النمطية الأمريكية مع اختلاف البيئة السياسية وعدم تجانسها وتعمل وفق إرادة ومصالح الاحتلال , وغالبا ما تتسق بمفاهيمه وتعاليمه مما يجعلها غير مرحب بها اجتماعيا وبالأخص من الناحية الوطنية لكونها تشكل الوجه الأخر للمحتل.

ث‌- فر ض منظومة تشريعات ذات صبغة قانونية(الدستور-قانون مكافحة الإرهاب-القوانين المتعلقة بالنفط والاستثمار- محاكمة كبار ضباط المؤسسة العسكرية العراقية-حل الجيش العراقي.الخ) تحفظ مايسمى "التغيير" وتساعد على التقليل من استخدام القوة الأمريكية التي أنهكت خلال السنوات الست الماضية لفرض إرادته وتحقيق "السيطرة المستقرة الثابتة"التي لم تتحقق في العراق بالرغم من تلك التشريعات.

ج‌- الاتفاقية بين الحكومتين العراقية والأمريكية - اتفاقية مركز القوات SOFA)) "Status of Forces Agreements":- يطلق عليها في السياسيون الجدد في العراق"الاتفاقية الأمنية" في تضليل سياسي إعلامي غير مسبوق تجاه الرأي العام العراقي , وكذلك غير مبني على قيم ومعايير دولية أو سياسية عسكرية ذات منحى قانوني أممي وبعيدة عن منظومة القيم الوطنية , ويطلق عليها الإعلام العراقي الملحق بالمشروع الأمريكي جزافا (اتفاقية انسحاب) وبالتأكيد هذا تضليل وغير صحيح لان اتفاقية الانسحاب هي اتفاقية "جلاء القوات" تختلف جذريا ومن كافة الجوانب عن اتفاقية مركز القوات SOFA)) "Status of Forces Agreements" التي تم التوقيع عليها وسميت "الاتفاقية الأمنية", كونها تشكل جزء ليتجزأ من الاتفاقيات المتعلقة بالقوات والقواعد العسكرية التي تتيح للقوات الأمريكية التحرك عبر البلد المضيف, وتشير مذكرة صادرة من وزارة الدفاع الأمريكية عام 2003 بان الهدف من اتفاقيات مركز القوات هو حماية الموظفين الأمريكيين من المثول أمام المحاكم الأجنبية الجزائية وسجنهم في سجون أجنبية, كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أبرمت مع حوالي 40 دولة مثل هذه الاتفاقية وأبرزها مع ألمانيا, اليابان,كوريا الجنوبية,تيمور الشرقية, صربيا.

استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق عدد من النقاط الواردة أعلاه ولكنها لم تستطيع أن تكسر أرادة الشعب العراقي في الصراع وهو جوهر صراع الاستقلال ولن تحصل منه على معاهدة استسلام بالرغم من دموية الإجراءات العسكرية المتبعة ضد العراقيين, ولم ولن تحقق "السيطرة المستقرة الثابتة" والتي بتحقيقها يتحقق الانجاز الرئيس أي النصر, لان المقاومة العراقية الباسلة قد حققت نصرا عسكريا كبيرا طيلة سنوات الصراع عبر شق الصراع المسلح ,وجعلت الاحتلال في حالة اضطراب وارتباك والاشتباك المستمر مما جعله يستبعد بشكل كامل المعادلة الصفرية في الصراع واستحالة تحقيق الانجاز الرئيسي.

 

 


 

   

رد مع اقتباس