عرض مشاركة واحدة

قديم 31-03-09, 07:28 PM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
جيفارا
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

التجسس البشري والتجسس الفني، ومستقبل المخابرات

من الواضح أن الطرق الفنية للاستخبار وخصوصاً التجسس الإشاري والقرصنة المعلوماتية سوف تكون من أكثر الطرق استخداماً بواسطة هيئات المخابرات الوطنية في المستقبل المنظور، ولكن في إطار تكامل عميق مع التجسس البشري، فالانتشار الحالي للأهداف المعادية الصغيرة المطلوب التعامل معها بواسطة المخابرات، مثل: الإرهاب، وتجارة السلاح، والجريمة المنظمة العابرة للدول، والتوسّع اللوجاريثمي للمجال المعلوماتي، والطريق السريع للمعلومات، يعني في الحقيقة أنه لا يوجد عملية تحول بسيطة متوقعة من استعمال الوسائل الفنية إلى الوسائل البشرية، أو مجرد الاستمرار في استخدام وسائل التجسس الفنية نفسها المعروفة خلال الحرب الباردة.

وبناءً على الجدل السابق، يمكن للتجسس البشري أن يعمل من حول نظم المعلومات الرخيصة والمتوفرة بصورة متزايدة لقوى الإرهاب، وتجار السلاح، وبارونات المخدرات، لتحديد أفضل الظروف لاعتراض اتصالاتهم اللاسلكية، واختراق نظمهم للمعلومات. ومع كل احتمالات العودة إلى التجسس البشري، إلاّ أن الخبراء والمحللين وواضعي سياسات المخابرات سوف يظلون على تفضيلهم للمعلومات الآتية عن طريق الوسائل الفنية.

إن عمليات التجسس البشري عادة ما تستهين بالحريات المدنية عند معالجة الأمور الجنائية وأنشطة مكافحة التجسس داخل الدولة، وفي كل الأحوال، لا يوجد أسلوب وحيد للعمل يمكن أن يوفي بمطالب المخابرات خلال العقود التالية. إن تحديد المخصصات المالية للمخابرات خلال التسعينيات وحتى نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين لن يتوقف على حسم التفضيل بين الطرق البشرية في العمل والطرق الفنية (وفي الحقيقة لم تكن الأمور أبداً في أي وقت كذلك)، ولكن على كيفية استخدامها معاً بمستوى عالٍ من التكامل والوحدة والتنسيق لخدمة هدف مشترك مقارنة بما كان يحدث في أية فترة ماضية

 

 


   

رد مع اقتباس