عرض مشاركة واحدة

قديم 30-06-09, 05:22 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

إستراتيجيات إضعاف قوة العقيدة


يتعقب داني بركوفتش مفردات قوة العقيدة والإيمان محاولاً التعرف على أسرار فعاليتها وخاصة عندما تتحول إلى أعمال وإنجازات على الأرض.

أحد أهم هذه المفردات التي تنبع من قوة العقيدة والإيمان هو "الاستشهاد"؛ فالاستشهاد هو الذي يترجم قوة العقيدة وينقلها من المستوى النظري المجرد إلى المستوى التطبيقي المتعين في زمان ومكان محددين. وعلى أساس هذه العقيدة بنت المقاومة طموحها لتحرير جنوب لبنان، وتبني طموحها لتحرير فلسطين وممارسة الجهاد إلى حين زوال إسرائيل، هكذا يلخص المؤلف إدراكه لعقيدة الاستشهاد.

استراتيجياً يمكن إضعاف قوة العقيدة -بكل مضامينها ومفرداتها- بأن تركز إسرائيل والولايات المتحدة من خلفها على محاصرة الثقافة التي تنتجها وتحض عليها من جهة، وتشجيع كل ما من شأنه التشكيك في أهميتها في نفوس أنصار المقاومة عموماً، وتفتيت هذه النواة العقيدية الصلبة التي تشكل مرجعية عليا لكل نشاطات المقاومة وبرامجها.

النبع الذي ينتج ثقافة المقاومة والجهاد ويغذي عقيدة الاستشهاد يجب تجفيفه قدر المستطاع؛ نظرياً وعملياً. هذا ما أراد المؤلف أن يقوله بطرق غير مباشرة، وعبر تحليل كثير من وقائع الصراعات المتفجرة في المنطقة، مع التركيز بشكل واضح على إبراز التناقض بين ما يسميه داني بركوفتش "المعسكر العربي السني"، و"محور الهلال الشيعي".

ففي رأيه أن من مصلحة إسرائيل أن يدرك المعسكر العربي السني مجريات المقاومة في لبنان باعتبارها شهادة خطيرة على التهديد الإيراني/ الشيعي للشرق الأوسط. ومن المهم لإسرائيل إستراتيجيا أن يقوم هذا المعسكر "السني بتصوير حزب الله على أنه عميل إيراني يسعى لنشر المذهب الشيعي".

ومن الأساليب التي يقترحها أيضاً: دق إسفين في الهلال الشيعي بإخراج سوريا منه عبر إغرائها ببعض الحوافز إن هي تخلت عن حزب الله، ويجب أن تكون الحوافز مجزية لسوريا إلى الحد الذي لا تجد معه مناصاً من تفضيلها والتضحية بحزب الله.
العراق وفلسطين هما من أهم هذه البؤر الملتهبة خارج لبنان ويسعى حزب الله لتوظيفها في المعركة الإقليمية الواسعة التي تستهدف إضعاف إسرائيل أيضاً. ولهذا فإن إسرائيل ذاتها ترى أن أي نجاح يحققه حزب الله على هاتين الساحتين ليس من شأنه إضعافها هي فحسب، وإنما يضعف أيضاً تأثير الولايات المتحدة، ويزعزع "الأنظمة السنية" الحليفة لها في المنطقة.

ويرى المؤلف أن من مصلحة إسرائيل أن تنتقل الحركات الجهادية/السنية من العراق إلى لبنان لتدخل على خط الانقسام الطائفي المذهبي السني/الشيعي. وبذلك تظهر أهم حركات المقاومة في حالة تنازع على أساس مذهبي، وهذا يؤدي إلى تضعضع "قوة العقيدة" لديهما معاً، ولدى الدوائر المحيطة بهما، وأيضاً لدى الأجيال الجديدة.

هنالك، وهنالك فقط تكون إسرائيل قد أنجزت هدفاً إستراتيجياً يدعم أمنها القومي بإضعاف قوة العقيدة بشكل عملي.
بركوفتش ينبه إلى أن حزب الله يعطي أهمية كبيرة جداً للمعركة على الوعي، أكثر -أحياناً- من اهتمامه بالمصادمات العسكرية، ولهذا استثمر قسماً كبيراً من موارده في بناء إمبراطورية إعلامية(قناة فضائية -محطة إذاعية- مواقع إنترنت بعدة لغات بما فيها العبرية، وصحف، وكتب، ونشرات مختلفة)، وهذا ما يسبب إزعاجاً كبيراً للطرف الصهيوني لأنه يكسر احتكاره التقليدي لرواية الصراع من طرفه فقط. وبكسر هذا الاحتكار فإن العالم ستكون لديه رواية أخرى مختلفة ومليئة بالمعرفة والمعلومات الدقيقة عما يجري في صراعه مع قوى المقاومة في المنطقة، ومن ثم ينكشف زيف الرواية الصهيونية، وتسقط مصداقيتها لدى الرأي العام العالمي الذي بدأ يستمع لوجهة النظر الأخرى.

نجاح حزب الله في "معركة الوعي"، شجع حماس وقوى المقاومة الفلسطينية على الشروع في بناء قاعدة إعلامية تتسع يوماً بعد يوم، وتتسم بالجدية والموضوعية، حتى إن فضائية الأقصى وفضائية القدس اللتين أنشأتهما حماس والمقاومة الفلسطينية قبل فترة وجيزة، وفي ظروف بالغة الصعوبة؛ أحرزتا تفوقاً كبيراً من الناحية التقنية والاحترافية على كثير من القنوات الفضائية العربية التي صار لها عشرات السنوات، رغم توافر الكفاءات والموارد بأضعاف أضعاف ما هو متيسر لفضائيتي الأقصى والقدس.

قوة العقيدة هي الزاد الأساسي الذي تتغذى عليها المقاومة وتضمن لها الانتصار في "معركة قوة الوعي". والاقتراح الذي يناقشه المؤلف هو ضرورة إعادة إنتاج صورة لقوى المقاومة (أحزاب، وحركات، وقادة، ونشاطات...) من منظور طائفي مذهبي شيعي/سني.

يعبر المؤلف -في أكثر من موضع من الكتاب- عن انزعاجه من أن المقاومة صارت لها اليد العليا في المعركة على الوعي التي تخوضها ضد إسرائيل. وينبه بشدة إلى أن "قوة العقيدة" ليست مجرد كلام نظري، وإنما هي طاقة معنوية تتحول بسرعة وبنجاح كبير إلى قوة قتالية. ويؤكد مراراً وتكراراً على أن المقاومة -اللبنانية والفلسطينية- باتت على يقين من أن انتصارها في المعركة على الوعي، يمكن أن يحسم المعركة كلها.

ويذكر بركوفتش مثالاً على نجاح المقاومة في معركة الوعي لدى قطاعات جماهيرية واسعة من الرأي العام العالمي بالرواية التي يبثها الإعلام المقاوم مستندة إلى حجج قوية وواقعية تؤكد على أن رد فعل إسرائيل غير تناسبي، وكونها هي المهاجم، وأن أعمالها غير شرعية، وأنها قابلة للهزيمة، وهزمت فعلاً. فكرة بيت العنكبوت التي تبناها حزب الله -مثلاً- في حرب يوليو/ تموز أزالت الهالة من حول الجيش الإسرائيلي، وعززت الأمل في تحرير القدس كما يقول المؤلف.
ما يقوله بركوفتش من أن المقاومة صارت لها اليد العليا في المعركة على الوعي فيه كثير من المبالغة والتهويل من حجم الإعلام المقاوم.
وهذه المبالغة مفهومة من منظور المقارنة بين وضع الاحتكار الصهيوني لرواية مجريات الصراع وتشكيل الوعي لدى الرأي العام العالمي، والوضع الجديد الذي بدأت المقاومة تحقق فيه بعض الإنجازات لكسر هذا الاحتكار. وهذه إحدى المعارك الإستراتيجية الكبرى التي لن تنتهي في الأجل القريب.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس