عرض مشاركة واحدة

قديم 20-04-21, 02:16 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

ويروي الإمام شمس الدين الجَزَري (ت 833هـ/1430م) -في ‘غاية النهاية في طبقات القراء‘- أن المقرئ كمال الدين أبا الحسن الحميري الإسكندري المالكي (ت 694هـ/1295م) كان "يصلي ‏التراويح في كل ليلة بختمة كامل الشهر كله"، كما كان المقرئ أبو محمد يعقوب بن يوسف الحربي (ت 587هـ/1191م) "يصلي بالناس التراويح في رمضان كل ليلة بنصف ختمة"؛ طبقا ‏‎للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1448م) في ‘لسان الميزان‘. ‎
ونجد بعض أئمتها من يخصص ختمة لكل عشر ليال من رمضان؛ فقد أخبرنا المؤرخ الأندلسي ابن بَشْكُوَالَ (ت 578هـ/1182م) -في كتابه ‘الصِّلَة‘- أن أبا القاسم خَلَف بن يحيى الفهري الطليطلي (ت 405هـ/1015م) "كان سكناه بالنَّشارين (= حيّ النجّارين)، وهو إمام ‘مسجد اليتيم‘ بقرطبة…، [و]كان يقوم في مسجده في رمضان بتسعة أشفاع (= 18 ركعة) على مذهب مالك، ويختم فيه ثلاث ختمات: الأولى ليلة عشر، والثانية ليلة عشرين، والثالثة ليلة تسع وعشرين".
وقد اعتاد كثير من أئمة التراويح صلاتها بالقراءات السبع وأحيانا العشر؛ ومنهم أبو علي الهلالي الحوراني -المتقدم ذكْرُه عند ابن عساكر في ‘تاريخ دمشق‘- الذي ‏‏"كان يصلي بجامع دمشق… صلاة التراويح ويقرأ فيها بعدة روايات يخلطها، ‏ويردد الحرف (= اللفظ) المختلَف فيه" بين القرّاء.
ويقول الإمام الذهبي (ت ‏‏748هـ/1347م) -في ‘تاريخ الإسلام‘- إن أبا العباس البَرَداني البغدادي الضرير (ت 621هـ/1224م) "كان يقرأ ‏في التراويح بالشواذّ رغبة في الشُّهرة"،‏ وكذلك المقرئ ‏محمد بن أحمد المقدسي الشافعي (ت 885هـ/1480م) الذي "صلى للناس التراويح في رمضان بالقرآن بتمامه، كل عُشر منه [بقراءة] إِمام من [القراء] العَشرة"؛ حسب الإمام السخاوي (ت 902هـ/1496م) في ‘الضوء اللامع‘.
ومن مشاهير أئمتها الذين مكثوا عشرات السنين وهم يؤمون الناس فيها أبو علي الحسن بن ‏داود القرشي الأموي الكوفي (ت 352هـ/963م)، فقد كان "صاحب ألحان، صلى بالناس التراويح في ‏جامع الكوفة ثلاثا وأربعين سنة"؛ كما يخبرنا عنه المؤرخ تاج الدين ابن أنجب السَّاعي (ت 674هـ/1275م) في ‘الدر الثمين في أسماء المصنفين‘.


وكذلك أبو عبد الله النيسابوري المُزكِّي (ت 392هـ/1001م) الذي يفيدنا الذهبي -في ‘تاريخ الإسلام‘- بأنه "صلى ‏بالناس التراويح ثلاثا وستين سنة بالختمة". ومثله كريم الدين أبو جعفر العباسي الخطيب (ت ‏‏574هـ/1178م) الذي "خطب بجامع القصر [في بغداد] وصلى التراويح نحوا من خمسين سنة"؛ حسب كمال الدين ابن الفُوَطي الشيباني (ت 723هـ/1323م) في ‘مجمع الآداب في معجم الألقاب‘.‏نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تراويح الخاصة
كان من العادات الاجتماعية المرتبطة برمضان انتقاءُ أئمة مميزين -متانةَ حفظٍ وجودةَ أداءٍ وجمالَ صوتٍ- ‏ليصلّوا التراويح بالسلاطين ‏وذوي المكانة الاجتماعية.
ومن أمثلة ذلك ما أورده الإمام الذهبي -في ‘سِيَر أعلام النبلاء‘- من أن الخليفة العباسي "المستظهر بالله (ت ‏‏512هـ/1118م) طلب مَن يصلي به…؛ فوقع اختياره على القاضي.. ابن الدواس…؛ [و] من كثرة إعجابه به كان أول رمضان قد شرع في التراويح فقرأ في الركعتين الأولييْن آية آية، فلما سلم قال له المستظهر: زدنا من التلاوة!‎‏ فتلا آيتين آيتين، فقال له: زدنا!‎‏ فلم يزل [يستزيده] حتى كان يقوم كل ليلة بجزء" من القرآن.
كما كان المقرئ ‏أبو الخطاب الكاتب الشافعي البغدادي (ت 497هـ/1104م) ‏‏"يصلي بأمير المؤمنين المستظهر باللَّه ‏التراويح"؛ طبقا‏ للذهبي -في ‘تاريخ الإسلام‘. ويفيدنا الحافظ ابن عساكر بأن زين القضاة سلطان بن يحيى القرشي الدمشقي (ت 530هـ/1136م) "صلّى ‏التراويح بـ[المدرسة] النِّظامية [ببغداد]… وخلع عليه ‏الخليفة" العباسي.


وجاء في ‘ذيل طبقات الحنابلة‘ للإمام ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ/1393م) أن المقرئ أبا القاسم هبة الله بن الحسن الأشقر البغدادي (ت 634هـ/1237م) كان "يؤم بالخليفة الظاهر (العباسي ت 623هـ/1226م)، ورتّبه إماما.. ‏في صلاة التراويح، وأذِن للناس في الدخول للصلاة" معهم بمسجد قصر الخليفة في بغداد.‏
وفي الأندلس؛ يترجم ابن عبد الملك المراكشي (ت 703هـ/1303م) -في ‘الذيل والتكملة‘- لابن مُقاتل القَيسي الغرناطي (ت 574هـ/1178م)؛ فيقول إنه كان "حافظا لكتاب الله تعالى، ضابطا لوجوه قراءاته، طيّب النغمة به…، مختارا للإمامة في التراويح بمسجد غرناطة الأعظم".
ويقول المراكشي أيضا أن سلطان دولة الموحِّدين المنصور يعقوب بن يوسف (ت 595هـ/1199م) استمع ذات يوم إلى تلاوة المقرئ أبي الحسن الفهمي القرطبي (ت 617هـ/1220م) "فأخذ بقلبه طِـيبُ نغمته وحُسن إيراده، فقرّبه واستخلصه، وأمره بتعليم أولاده وقراءة حزب من التراويح في رمضان".
وكان أبو بكر الأنصاري القرطبي (ت 614هـ/1217م) "حسن الصوت، يستدعيه الأمير لصلاة التراويح"؛ وفقا للذهبي في ‘تاريخ الإسلام‘. ووُصف أبو الحسن ابن واجِب القيسي البلنسي (ت 637هـ/1239م) بأنه "من أحسن الناس صوتا ‏بالقرآن، ولذلك كان يُعيَّن لصلاة ‏التراويح بالوُلاة".

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أئمة للأئمة

وجاء في ترجمة ابن الوزير البلنسي (ت 624هـ/1227م) أنه "صلى التراويح بالوُلاة..، وكان من أهل التجويد والتحقق بالإقراء أحد الطُّيَّاب المحسنين من القُرّاء"؛ كما في ‘التكملة لكتاب الصلة‘ لابن الأبار القضاعي البلنسي (ت 658هـ/1260م).

وتحدث الوزير الأندلسي لسان الدين ابن الخطيب (ت 776هـ/1374م) -في ‘الإحاطة في أخبار غرناطة‘- عن معاصره المقرئ محمد بن قاسم الأنصاري الجياني (ت بعد 776هـ/1374م) فقال إنه كان "طيّب النغمة [فـ]ـاقتحم لذلك دُسُوتَ (= عروش) الملوك…، وصلّى التراويح بمسجد قصر ‏الحمراء" في غرناطة.
وأورد قاضي القضاة المؤرخ ابن خلكان (ت ‏‏681هـ/1282م) -في ‘وفيات الأعيان‘- أن الوزير الأيوبي صفي الدين بن شكر الدميري (ت ‏‏630هـ/1233م) "أراد قارئا للمدرسة ‏التي أنشأها بالقاهرة المعزية يصلي بها التراويح، فاختير له شخصان اسم أحدهما زيادة والآخر ‏‏مرتضى".‏
وحتى كبار العلماء كانوا يختارون أحيانا غيرهم ليؤمهم في التراويح؛ فقد قال عمر بن سليمان أبو حفص ‏المؤدب (ت بعد 250هـ/864م): "صليتُ مع أحمد بن حنبل ‏‏(ت 241هـ/855م) في شهر رمضان التراويح وكان يصلي به ‏ابن عُمير"؛ كما في ‘طبقات الحنابلة‘ لابن أبي يَعْلَى الحنبلي (ت 526هـ/1132م).
وترجم السخاوي -في ‘الضوء اللامع‘- للمقرئ بدر الدين بن تَقِيّ القباني (ت ‏‏844هـ/1440م) فقال إنه "كان يؤم ‏شيخَنا [الحافظَ ابنَ حجر العسقلاني] في التراويح بالمدرسة المَنْكُوتَمُرية [في القاهرة] إلى أن مات".‏
وذكر الخطيب البغدادي أن الإمام القَعْنَبي (ت 221هـ/836م) -وهو أحد كبار رواة ‏‏‘الموطأ‘ عن الإمام مالك بن أنس ‏‏(ت 179هـ/795م)- كان من تلامذته ابن عباد النسائي المعروف ‏بالجلاجلي (ت 287هـ/900م) فـ"قدَّمه [إماما] في صلاة التراويح ‏فأعجبه صوته".‏
وفي المقابل؛ كان بعض أجلاء الأئمة يفضلون صلاتها بأنفسهم وفي بيوتهم، فقد "كان الشافعي (ت 204هـ/819م) لا يصلي مع الناس التراويح [في المسجد]، ولكنه كان يصلي في بيته ويختم في رمضان ستين ختمة"!!
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أصوات مرغوبة
لطالما كان حسن الصوت أحد معايير الترجيح بين أئمة التراويح عند تعددهم في البلد أو الحي ‏الواحد؛ بل إن شرف الدين بن يحيى الحمزي المعروف بـكِبْرِيت المولوي (ت 1070هـ/1659م) يقول -في كتابه ‘رحلة الشتاء والصيف‘- إن "من محاسن الشام إحياء ‏ليالي رمضان المعظم، وإقامة التراويح بأحسن أداء يورث النشاط، فإن المكبرين يلوّنون في ‏التكبير بالأصوات الحسنة، فيبتدئون بمقام العراق ويختمون بمقام العشاق"!!‏
ومن أئمة التراويح المقصودين قديما لحسن أصواتهم أو جمال أدئهم في القراءات: المقرئُ أبو البركات بن العسّال ‏الحنبلي (ت 509هـ/1115م) الذي "كان من القراء المجوّدين، الموصوفين بحُسن الأداء، وطيب النغمة، يُقصد في ‏رمضان -لسماع قراءته في صلاة التراويح- من الأماكن البعيدة" في بغداد؛ حسب ابن رجب الحنبلي في ‘ذيل طبقات الحنابلة‘.‏
ومنهم كذلك أحمد بن حمدي أبو المظفر المقرئ (ت 576هـ/1180م) الذي "كان من القراء المجوِّدين… بالقراءات الكثيرة…، وأَمَّ.. بمسجد ابْن جردة [في بغداد]، وكان الناس يقصدونه ويسمعون قراءته في التراويح"؛ كما يرويه الخطيب البغدادي في ‘تاريخ بغداد‘.
وترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني -في ‘الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة‘- لشمس الدّين الزرعي ابن البصّال المقرئ (ت 738هـ/1338م) "كان حسن الصوت جدا، وكان الناس ‏يقصدونه للصلاة خلفه في التراويح ويزدحمون" في مسجده.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس