عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 11:22 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي المباريات الحربية ودورها في تطوير الاستراتيجيات والتكتيك



 

المباريات الحربية ودورها في تطوير الاستراتيجيات والتكتيك

قبيل الخوض في مسألة (المباريات الحربية) أو (نظم المحاكاة العسكرية)، لابد لنا من أخذ فكرة موجزة عن (التدريب العسكري)، حيث تعرّفه الموسوعة العسكرية بأنه: (إعداد الأفراد والأركانات والقادة للقيام بالأعمال القتالية الفردية أو الأعمال القتالية ضمن الوحدة أو القطعة أو التشكيل؛ بقصد إعداد القوات للقيام بمهامها القتالية كقوة متماسكة تتعاون فيها مختلف الصنوف ومختلف القوات لتحقيق الحد الأقصى من النتائج في المعركة أو العملية الحربية).

والذي يهمنا في موضوع التدريب العسكري أنه ينطبق أيضاً على المستويات القيادية التي تكتسب خلال التدريب نوعاً من المنهج الفكري يسمح لها بالتقاط المعلومات واتخاذ القرارات وإصدار الأوامر الصحيحة في أحلك ساعات المعركة، ومن المؤكد أن التدريب العسكري الذي تلتحق به المباريات الحربية كإحدى وسائله الحديثة هو المكمّل الضروري للتعليم العسكري النظري، لأنه يعطي الهيكل النظري مادة يعمل بها وعليها ويقلب المعرفة إلى إتقان عمل وخبرة .

أولاً: تقنية التـدريـب الحديث وأنواع المبـاريات الحربـية

تُعرّف تقنية التدريب بأنها تلك المنظومة التي تجمع الأدوات والخبرات والأساليب، وتجعل من الممكن تدريب العاملين في أي مجال من الأنشطة البشرية بطريقة اقتصادية وجيدة ومريحة وسريعة، للوصول بالمتدرب إلى المستويات المطلوبة من الكفاءة والإنتاجية وجودة الأداء، مع تحقيق الوفرة في الوقت والجهد والتكاليف. ويتطلب استخدام تقنية التدريب الحديثة تطبيق مجموعة كبيرة من العلوم الحديثة، مثل: نظم المعلومات والحاسبات الآلية، سواء أكانت مكونات مرئية (Hardware)، أو مكونات غير مرئية (Software)، ونظم الخبرة والذكاء الاصطناعي وتحليل وتصميم النظم وهندسة الاتصالات، وعلم الأداء الأمثل وبحوث العمليات، وعلم النفس التربوي، ونظريات التعليم، وعلم قياس الذكاء والاستعداد الفردي، وطب الأعصاب والهندسة الطبية وإدارة الأعمال . وقد أدى التقدم السريع في جميع تلك المجالات إلى تعدد وتقدم طرق ووسائل التدريب.

تحتل نظم المحاكاة العسكرية مكاناً متقدماً بين وسائل التدريب، والآن أصبح هناك شركات متخصصة في إنتاج تلك النظم ووسائل ومواد التدريب المتطورة تعمل بالتعاون مع شركات إنتاج نظم الأسلحة، تتنوع أجهزة المحاكاة المستخدمة في التدريب، وتغطي جميع مراحل التدريب، ابتداءً من تدريس العلوم النظرية، مروراً بأجهزة التدريب الفردي لاستخدام المعدات أو السلاح وإطلاق النيران، وحتي التدريب الجماعي على معركة الأسلحة المشتركة، حيث يتم تدريب جميع القادة والجنود على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم، مثلها في ذلك مثل أي نشاط بشري يمكن فيه ممارسة أنشطة الحرب في بيئة مسيطرة عليها مع تحقيق درجة مناسبة من الدقة، ويؤيد الاستخدام الواسع للمناورات الميدانية في مختلف أنحاء العالم تلك النظرة.

لاشك أن استخدام القوات الحقيقية والمركبات والأدوات الأخرى للحرب مكلِّف، حتى لو كان لأغراض غير قتالية، هذا بالإضافة إلى وجود مشاكل من مختلف الوجوه، اتجهت دول كثيرة إلى تجسيم ومحاكاة النشاطات الحربية، حيث تتيح الحاسبات الآلية بناء بيئة صناعية تحاكي مسارح العمليات يمكن فيها أن يقوم القادة وأركان قيادتهم باختبار جدوى استراتيجياتهم وتكتيكاتهم، كما يمكن للجنود وأفراد التخصصات المختلفة ممارسة مهامهم وبدون الخروج إلى الميدان؛ فليس المقصود بتقليل نفقات التدريب ـــ وعلى سبيل المثال ــــ أن يطلق الجندي عدداً أقل من طلقات الذخيرة على تدريبات وإجراءات لا تحتاج إلى مثل تلك الذخيرة، ولكن بعد أن ينهي تدريبه على نظم المحاكاة يقوم بالتدرب بإطلاق الذخيرة الحيّة. وحالياً، عندما تقوم القوات المسلحة بمناورات تدريبية باستخدام الذخيرة الحيّة، أو حتي عند تنفيذ تلك المناورات باستخدام نظم الليزر، أو محكمين بشريين بدلاً من الذخيرة الحقيقية، فإنها غالباً ما تتعرّض لاحتجاجات جماعات أنصار البيئة والهيئات الخاصة بتطبيق القوانين.

يقول المتخصصون في شؤون التدريب: إن التدريبات الميدانية تدمّر البيئة، كما أن المساحات المتوفرة لإجراء مثل تلك التدريبات أصبحت محدودة، وخصوصاً في الدول الأوروبية. وقبل ذلك وبعده فإن تلك التدريبات أصبحت مكلّفة للغاية، حيث يلزم نقل تلك القوات إلى ميدان التدريب، وتوفير مطالب الإعاشة، بالإضافة إلى ما يتم استهلاكه من ذخائر وأسلحة. وفي الوقت نفسه، فإن النفقات التي، وإن كانت تبدو كبيرة في أول الأمر عند استخدام المحاكاة، إلاّ أنها تعتبر رصيداً مخزوناً يكفي لعدة سنوات، وذلك لأنه من الممكن تكرار التدريب مرات ومرات، كما أنه من الممكن القيام بمختلف المواقف القتالية، وذلك بالإضافة إلى التحكُّم في اللوجستيات. وأهم من ذلك القدرة على إدخال عناصر ومواقف أثناء التدريب من الصعب إدخالها في المناورات الحيّة، وعلى سبيل المثال إدخال عنصر المساندة الجوية القريبة بالنيران.

يرد المتخصصون على الذين ينتقدون التدريب باستخدام نظم المحاكاة، باعتبارها لا تحقِّق الواقعية في التدريب، بأنه بالإضافة إلى أن هناك مواقف تكتيكية لا يمكن التدريب عليها إلاّ باستخدام نظم المحاكاة، فإن التدريب الحقيقي قد يؤدي إلى نتائج خادعة لأنه يتم تحت قيود واشتراطات أمنية غير واقعية.

في الواقع يمكن إجراء المباريات الحربية المنفصلة بحيث تكون حيّة، وفي الوقت نفسه يتم فيها استخدام المحاكاة. ويوجد ثلاثة أنواع من المباريات الحربية، وهي:
1. المحاكاة الحيّة: حيث يتم استغلال الجنود والمركبات والطائرات العمودية أثناء المناورات، وتجرى بدرجة أكثر واقعية في الميدان.
2. المحاكاة المخططة أو المنظّمة: وفيها يقوم القادة المشتركون في المباراة الحربية باستخدام برامج خاصة للحاسب الآلي تجسِّم وتتابع القوات هيكلية ومركبات ... إلى غير ذلك من العناصر المشتركة في المباريات الحربية.
3. المحاكاة التقديرية: وفيها يكون العاملون المدمجون في نظام التدريب جزءاً من القوات المنتشرة في المباراة الحربية، ومن المحتمل أن يكونوا في مكان بعيد عن مركز المباراة الحربية.
وفي حالة نشر مجموعات عمليات حقيقية كجزء من مناورة حيّة، فإنه يمكن ربطها ـــ وعلى سبيل المثال ـــ بمجموعتين يتم محاكاتهما وذلك لتوفير الشعور لدى طاقم القيادة بأن قوات أكبر تقوم بإجراء المناورة.

يمكن للمستخدمين أن يقوموا بدراسة ما جرى صحيحاً وما جرى خاطئاً، ويمكن أيضاً أن يتم إيقاف المباراة الحربية ليوم وأن يبدأ المشتركون في اليوم التالي بمتابعة نشاطهم من حيث توقفوا؛ فعلى سبيل المثال، كان الجيش الكندي عادة يستخدم المحاكاة المخططة فقط لتنفيذ تدريب مراكز القيادة، ولكنه في الفترة الأخيرة أدخل المحاكاة التقديرية في التدريبات، نظراً لأنه يتم تغذية مراكز القيادة من مصادر الاستخبارات، حتي يتمكن القادة من تشغيل معدات هيكلية، وذلك مثل الطيار الموجود في جهاز محاكاة للطائرة F-18، أو شخص يقوم بتشغيل بديل لطائرة كطائرة بدون طيار تحاكي طيران الطائرة.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس