عرض مشاركة واحدة

قديم 27-04-10, 07:58 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الإنفلات الأمني



 

الإنفلات الأمني
يحدثنا التاريخ القديم و المعاصر عن ظاهرة خطيرة جدا أثرت وتؤثر سلبا في حياة الجماعات و الشعوب و الأمم و الدول وهي الظاهرة " الضد - أمنية " أو ما نسميه اليوم بظاهرة الانفلات الامني ، فالدول على وجه الخصوص كي تستمر ككيان سياسي مهابة الجانب قوية الشكيمة لا بد لها من قوة تحافظ بها على أمنها و سلامتها وسلامة مواطنيها و أرضيها ، و الأمن بمفهومه الواسع و الشامل هو عصب حياة الانسان و الجماعات و الأمم و الدول ، فالجسد المادي للانسان ينهار ويختل توازنه وتتآكل أو صاله وخلاياه متى دب الضعف و الوهن فيه و أصبحت أجهزته المختلفة وأعضاؤه غير قادرة على مقاومة الفيروسات و الأمراض وغير مؤهلة للقيام بوظائفها المختلفة فتفعل تلك فعلها لتنهي حياته المادية وكذلك الدول و الحضارات ، لذا تجد الأنظمة السياسية على مختلف اتجاهاتها المبرر المنطقي في صنع القوة التي تحافظ بها على أمنها وسلامة أراضيها ومواطنيها وديمومتها وبقائها فإذا كان أحد مبررات وجود الجيوش التقليدية هو الحفاظ على سلامة وأمن الدولة من العدو الخارجي فإن من مبررات وجود الأجهزة الأمنية التقليدية هو مقاومة العدو الداخلي ومؤثرات العدو الخارجي في الداخل والخارج ، ولا يمكن لعاقل أن يقول بإلغاء منظومة الأمن فلا يختلف عاقلان على أن الأمن ضروري ، به تستقر حياة الفرد في الجماعة البشرية وبه يتألق ويبدع وينتج ، فالاستقرار هو الباعث على الإبداع والتألق وبالأمن تستقر العلاقات بين الجماعات و الشعوب و الدول وعندما تسود الظاهرة الضد ، أمنية تسود الفوضى و الغوغائية ويعم الفساد وتضطرب حياة الأفراد و الجماعات و الدول فتظهر الفتن وتشتد التراعات العرقية و الدينية و الطائفية ، وغيرها .

ولقد كان التاريخ القديم والمعاصر شاهدا على الكثير من الاحداث و الوقائع التي انفرط فيها عقد الأمن و الإستقرار فساد الانفلات الأمني بدل الإستقرار والسلام وعمت الفوضى بدل النظام ،، و الأسباب كانت عديدة ومتنوعة فقد شهد التاريخ إزدهار دولة العرب في الأندلس ثم سجل سقوطها المريع أنقسامها الى دول للطوائف كل أستأثر بما وصلت اليه يداه فحدث السقوط الذي أدى الى ضعف الدولة العربية وتفشى ظاهرة الفلتان الأمني بسبب عدم التوحد في دولة عربية واحدة قوية مهابة .

لقد كان الفلتان الأمني سببا مباشرا في ضعف دول ملوك الطوائف وشجع أعداءهم على الطمع فيهم وإذكاء نار الفتن بينهم مما أدى الى خروج العرب من الأندلس بعد أن دانت لهم البلاد بأسرها ثمانية قرون .

وشهد التاريخ المعاصر على الكثير ظواهر الإنفلات الأمني في دول عديدة كالصومال بسبب التطاحن على السلطة بين القبائل و الجماعات و الأحزاب فانهارت بسبب ذلك منظومة الأمن واصبح الإنسان يعيش في ظل تصفية الحسابات وسيطرة الأقوى وفي ظل الفوضى و الاضطراب والقلق .

وعندما ضعفت يوغسلافيا كدولة ودب الضعف والوهن في أوصالها انقسمت وتقاتلت في حروب دامية سيطر فيها الرعب والقتل والتصفيات العرقية الجماعية وسادت الظاهرة " الضد - أمنية " بدل الطمأنينة و السلام و الاستقرار لعوامل داخلية وخارجية متعددة .

وبسبب الغزو العسكري الأمريكي للعراق شهد التاريخ مثلا حيا وواقعيا لنتائج الانفلات الأمني وآثاره المدمرة على الشعب العراقي العظيم وعلى مقدراته وممتلكاته وهويته وعروبته ودينه وعقيدته وشخصيته وعلى تاريخه وأصالته وعلى مكوناته العرقية و الدينية و الاقتصادية ،، الخ .

ولعل من أهم الاسباب التي أدت الى غزو العراق وحدوث هذا الانفلات الأمني المريع هو انفراط عقد الدول العربية وضعفها وما تعانيه من فراغ امني بسبب عدم قدرتها على التوحد في دولة عربية واحدة رغم المحاولات الدؤوبة للمخلصين من أبنائها وقادتها .

فما معنى الإنفلات الأمني ؟ وما أسباب حدوثه ؟ وما آثاره .. وكيف يمكن الحد منه أو منع حدوثه أصلا ؟ الإنفلات الأمني : هو أحد الظواهر ( الضد - أمنية ) التي تسود المجتمع أو الدولة متى أنفرط عقدها أو فقدت قوتها وهيبتها وهيمنتها وسلطانها وقدرتها على السيطرة و التحكم فيختل توازن القوى وتحل الفوضى وتعم الغوغائية وتضطرب حياة الجماعات و الأفراد .

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس