عرض مشاركة واحدة

قديم 09-06-09, 10:24 AM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

"أفريكوم".. قيادة عسكرية أمريكية جديدة في
أفريقيا


جاب شاينمان ترجمة - أحمد عاطف
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
واشنطن تعيد هيكلة وجودها

عسكريا في أفريقيايعتزم وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس هذا الشهر تعيين قائد للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا والمعروفة باسم (أفريكوم)، والتي ستصبح جاهزة للعمل بمشاركة ألف جندي أمريكي بحلول سبتمبر 2008، على أن تكون مسؤولة عن كل الدول الأفريقية باستثناء مصر. وعلى الرغم من عدم وجود دولة أفريقية واحدة تمثل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، إلا أن واشنطن تشعر بالقلق من تنامي نشاط تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى في كافة أنحاء أفريقيا.. تلك القارة التي تسجل أعلى معدلا للنمو السكاني في العالم، فضلا عن أن العديد من دولها تعد مصادر هامة للنفط الخام مثل نيجيريا وأنجولا وليبيا والسودان.

وسوف تشكل (أفريكوم) تغيرًا في سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة من خلال وضع القارة السمراء تحت قيادة موحدة. وبالمثل فإن المنطقة أو المناطق المختارة كمقار للقيادة الجديدة ستمثل رمزا للأولويات والهيبة الأمريكية في القارة. وإذا كانت منطقة الشرق الأوسط الكبير تقع الآن ضمن اختصاص ثلاث قيادات، فإن (أفريكوم) ستؤدي إلى إعادة النظر في الهيكلة العسكرية الأمريكية في تلك المنطقة.

التهديد الإرهابي في أفريقيا
ترجع بدايات الأنشطة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إلى الحروب البربرية التي بدأت عام 1801، ولكن هذه القارة لم تدمج في هيكل القيادة العسكرية الأمريكية حتى عام 1952 عندما أُضيفت العديد من دول شمال أفريقيا إلى القيادة الأوروبية (إيوكوم). ومنذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي حتى عام 1971 احتفظت الولايات المتحدة بأربعة آلاف عسكري في إحدى القواعد الجوية بالقرب من مدينة طرابلس الليبية، وكذلك في عدة قواعد أخرى أصغر بالمغرب. وفي عام 1957 أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية مكتبها في أفريقيا بعد أن قام نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بجولة في القارة استمرت ثلاثة أسابيع.

ومع مطلع العقد الأخير من القرن المنصرم تمركز نحو 25 ألفًا من القوات الأمريكية في شرق أفريقيا كجزء من قوات الأمم المتحدة التي تقوم بمهام إنسانية في الصومال، وأيضًا يمكن القول أن تنامي الحركات الإرهابية في أفريقيا كان دافعًا لوزارة الدفاع الأمريكية لكي تزيد من تمركز قواتها في القارة.

وتمتلك التنظيمات "الإرهابية" في منطقة الشرق الأوسط رصيدا طويلا من مواجهة المصالح الغربية بالقارة الأفريقية، ومن أمثلة ذلك:
ـ في عام 1973 اغتال "إرهابيون" من منظمة التحرير الفلسطينية السفير الأمريكي لدى السودان ويدعى (كليو نويل).
ـ بعد عقدين من الزمان وتحديدًا خلال الفترة من عام 1991 وحتى عام 1996 استضافت السودان أسامة بن لادن.
ـ في عام 1998 نفذت القاعدة هجمات متزامنة ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، وهي تعد أول تهديد مباشر للمصالح الأمريكية.
ـ في عام 2002 فجر "إرهابيون" منتجعا سياحيا إسرائيليا في مومباسا، مما أسفر عن مصرع ثلاثة عشر شخصًا.
ـ في 14 أبريل 2007 فشل هجوم إرهابي استهدف القنصلية الأمريكية والمركز الثقافي الأمريكي بمدينة الدار البيضاء المغربية.

إجمالاً، فإنه من بين 209 حادثا إرهابيا شهدته القارة الأفريقية منذ عام 2001، كان نصيب الدول العربية فقط منها 123، وهو ما يرجع إلى قدرة الإرهابيين في تلك الدول على الإفلات من القوات الحكومية عن طريق الاختباء في المناطق الصحراوية.
وتتمتع الجماعات الإرهابية في أفريقيا بإمكانيات مالية هائلة. وهناك دلائل عدة على ذلك. فمثلا قام تنظيم القاعدة قبل شهر من أحداث 11 سبتمبر 2001 بشراء ماس يقدر بما قيمته 30 ـ 50 مليون دولار من "الجبهة الثورية المتحدة" بزعامة القائد الليبيري تشارلز تايلور.

وتسعى الولايات المتحدة إلى تركيز عملياتها العسكرية في أفريقيا وذلك بهدف مواجهة الخطر الأمني المتزايد الذي تشكله الشبكات الإرهابية. وتتوزع البلدان الأفريقية حاليًا بين ثلاث قيادات أمريكية، وهي:
1ـ القيادة المركزية (كينتكوم) وتشمل مصر والسودان وإريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والصومال وكينيا وسيشل.
2ـ القيادة الباسيفيكية (باكوم) ويقع ضمن اختصاصاتها مدغشقر والمحيط الهندي.
3ـ القيادة الأوروبية (إيوكوم) وهي مسؤولة عن باقي الدول الأفريقية وعددها 41 دولة.

وقد اعتبر روبرت جيتس هذا التقسيم السابق من مخلفات الحرب الباردة، ورأى أن (أفريكوم) ستجعل القوة العسكرية الأمريكية أكثر فاعلية في ممارسة نشاطاتها عبر القارة الأفريقية.

الالتزامات العسكرية الحالية
يوجد حاليًا 2000 جندي في معسكر ليمونير بدولة جيبوتي ـ القاعدة الأمريكية الوحيدة في أفريقيا ـ يعملون تحت سلطة القوات المشتركة في منطقة القرن الأفريقي وهي القوات التي أنشأتها القيادة المركزية (كينتكوم) عام 2002 من أجل الحد من النشاطات الإرهابية في شرق أفريقيا، وبالإضافة إلى المهام الإنسانية التي تساهم بها هذه القوات، فإنها تلعب دورًا أيضًا في البحث عن مقاتلي القاعدة في الصومال.

وبصفة عامة، فقد زادت المشاركة الأمنية الأمريكية بصورة ملحوظة منذ عام 2001 وطرحت مبادرة الساحل والصحراء عام 2002 والتي تضم رؤساء الأركان في كل من: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا والسنغال ونيجيريا ومالي والنيجر وتشاد، وتهدف إلى دعم التعاون بين هذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب.

وقد شارك نحو ألف جندي أمريكي في تدريبات عسكرية للتصدي للإرهاب في الصحراء الأفريقية، وهي أضخم عمليات للولايات المتحدة في القارة السمراء منذ الحرب العالمية الثانية. وسعيًا وراء تحقيق الهدف ذاته واستجابة لتنامي نشاط القاعدة والشبكات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا، خصص الكونجرس مؤخرًا مبلغ 500 مليون دولار لمكافحة الإرهاب. وساعدت تلك المبادرات على تعزيز العلاقات بين دول القارة، ومن ضمنها العديد من الدول الإسلامية.

القيادة الجديدة
وفيما يتعلق بالقائد الذي سيتولى قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا ومقار هذه القيادة، فإنها لم تحدد بشكل نهائي حتى الآن، حيث ستعمل هذه القيادة العسكرية بشكل مؤقت من قاعدة شتوتجارت بألمانيا. وقام رايان هنري، مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون التخطيط والسياسات، بجولتين منفصلتين في العواصم الأفريقية من أجل طمأنة حلفاء الولايات المتحدة. وقد شملت رحلته الأخيرة كلا من الجزائر والمغرب وليبيا ومصر وجيبوتي وأثيوبيا (وهي الدولة الوحيدة غير العضو في جامعة الدول العربية).

وإذا كانت طرابلس والجزائر قد رفضتا المقترحات الأمريكية لاستضافة القيادة الأفريقية، فإن المغرب وبتسوانا لديهما استعداد لجعل أراضيهما مقار لهذه القيادة. وتعد المغرب الدولة الأفضل لاستضافة هذه القوات الأمريكية لعدة أسباب، بدءً من كونها دولة إسلامية معتدلة، مرورًا بأنها حليفة للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، وصولاً إلى ما تتمتع به من علاقات وثيقة مع أوروبا. ولكل هذه الأسباب بادر مدير المخابرات الأمريكية مايكل هيدين بزيارة المغرب من أجل إقناعها باستضافة (أفريكوم).

وقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن الجنرال ويليام وارد القائد الحالي للقيادة الأوروبية (إيوكوم) سيتولى مسؤولية القيادة الأمريكية الجديدة، ويبدو الجنرال وارد هو الخيار السياسي الأفضل للاضطلاع بهذه المهمة حيث سبق له العمل في مصر والصومال، بالإضافة إلى كونه المنسق الأمني الأمريكي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005.

أسباب إنشاء (أفريكوم)
ثمة أسباب عديدة تكمن وراء إنشاء القيادة الأمريكية في أفريقيا، وهي:
1ـ تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي في الصحراء الأفريقية.
2ـ تزايد الاعتماد الأمريكي على مصادر الطاقة الأفريقية.
3ـ زيادة الضغوط على قوات (كينتكوم) و(إيوكوم) نتيجة للحرب في العراق وأفغانستان.
4ـ نمو العلاقات بين الصين والدول الأفريقية، ومؤشرات ذلك:
أ ـ الصين تعد الآن ثالث أكبر شريك تجاري مع أفريقيا بعد الولايات المتحدة وفرنسا.
ب ـ تعتبر بكين كذلك المستورد الرئيسي للنفط الأفريقي.
جـ ـ ساهمت الصين بنحو 150 جنديا في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أنحاء القارة عام 2004.
أما عن مهام هذه القيادة الجديدة، فإضافة إلى ما أعلنه رايان هنري بأن القيادة الجديدة ستكون مهمتها زيادة التعاون الأمني والشراكة مع دول القارة الأفريقية، فإن (أفريكوم) ستعطي أيضًا الولايات المتحدة مزيدًا من الفاعلية والمرونة في التعامل مع الأزمات المحتملة في أفريقيا.

باحث بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

<A name=*>*مقال نشر على موقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تحت عنوان "أفريكوم.. قيادة عسكرية أمريكية جديدة في أفريقيا"، سلسلة بوليسي واتش policy watch، العدد 1259، 10 يوليو 2007.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس