عرض مشاركة واحدة

قديم 20-08-10, 09:36 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المقاتل
مشرف قسم التدريب

الصورة الرمزية المقاتل

إحصائية العضو





المقاتل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي التجسس الفضائي: عيون إسرائيل تلاحق العرب



 

التجسس الفضائي: عيون إسرائيل تلاحق العرب

حــــامد حــــوران
مجلة كلية الملك خالد العسكرية

أشهرٌٌ قلائل وتُطلق إسرائيل قمرها الاصطناعي (أفق 8)، لينضم إلى سلسلة الأقمار التجسسية، فيما تمضي في مواصلة مشروعها الفضائي للوصول إلى (مايكرو قمر)، وتحقيق تطلعات قادتها بأن يكون لكل قائد ميداني قمر خاص به، ولا ضير من رصد مكونات مشروعها الفضائي التجسسي وتبيان خطورته على أمن الدول العربية.

أنشأت إسرائيل برنامجها الفضائي للتجسس العسكري عام 1959م، ورفدته بأقمار مدنية للمهمة ذاتها، إلى جانب الأغراض الأخرى في الاتصالات والبث التلفازي والتجاري، معتمدة على قدراتها التقانية المتطورة، ومستفيدة من الدعم الأمريكي والغربي تقانياً ومادياً وسياسياً، ووضعته في خدمة المؤسسة الأمنية العسكرية، ولذلك فإن أقمار التجسس هي جوهر المشروع وما عداها مسخّر لها أيضاً، إذ إن المؤسسة الصهيونية ـــ حكومة وجيشاً ـــ اعتمدت خيار التجسس الفضائي من خلال دراستها للخيارات الأمنية، التي توفّر المزيد من الأمن لإسرائيل، لذلك اعتمدت على أقمار تحوم فوق المنطقة على ارتفاع (250/400 كم)، لتقدم معلومات استخبارية مستمرة طوال (24) ساعة في اليوم على مدار (365) يوماً في السنة، إضافة إلى مصادرها المعلوماتية والتجسسية الأخرى.

الأهداف الاستراتيجية

بدايةً، ادّعت إسرائيل أن هدف مشروعها الفضائي هدف علمي وتقني، إلاّ أنَّ المحللين العسكريين الأمريكيين والغربيين أجمعوا على جملة أهداف استراتيجية لهذا المشروع ـــ وفق ما أودرته مجلة شؤون فلسطينية، عدد (19) عام 1990م ـــ وتتلخص الأهداف بأن القمر الاصطناعي يخفّض من احتمال تلقي إسرائيل ضربة مفاجئة، وذلك من خلال مراقبته المنشآت والتحركات العسكرية العربية، وإرسال إنذارات مبكرة عنها، وتتمكن بواسطته من التجسس على بطاريات المدفعية والصواريخ، وتجمعات الدبابات والقواعد الجوية، وترصد ما يطرأ على المناطق المدنية والعسكرية العربية من متغيرات وتطورات، كما أن الأقمار توفّر لإسرائيل وسيلة استطلاع استراتيجي لا يملكها العرب، كما توفّر لها كمّاً هائلاً ومخزوناً من المعلومات. ومن الممكن أن يكون للأقمار إمكانات وقدرات عسكرية أخرى، مثل: توجيه صواريخ (أرض ـــ أرض)، وصواريخ الدفاع الجوي المضادة للصواريخ العربية المتوسطة المدى، إضافة إلى أن بإمكان الأقمار إعاقة الاتصالات السلكية واللاسلكية، ووسائل الاستطلاع الإشعاعية العربية، والسيطرة على الاتصالات الهاتفية العربية، والتقاطها وتسجيلها.

لقد تداولت الأوساط الإسرائيلية في إطار استعداداتها لمشروعها الفضائي خيارات متعددة ـــ وفق ما نقلته صحيفة (يديعوت أحرونوت) في 23/9/1988م ـــ منها، إطلاق أقمار اصطناعية جغرافية تزامنية تتحرك بسرعة دورات الكرة الأرضية، ولهذا، فإنها تبقى معلقة فوق منطقة واحدة، وتكشف وتعطي إنذاراً عن كل شيء في الوقت المناسب، من لحظة إطلاق صاروخ أرض ــ أرض، ومن أول تحرّك كتيبة دبابات عربية في أي مكان كانت. ونظام الإنذار الاستراتيجي الذي يعمل في الوقت المناسب خيار ليس صحيحاً أو مناسباً، بسبب ثمنه المرتفع وطول عمر القمر الاصطناعي الجغرافي ـــ التزامني على ارتفاع منخفض هو قصير جداً، والتلامس في الطبقة العليا من (الأتوموسفير) يخفف من سرعته، ويجعله بدون عمل خلال عدة أسابيع أو أشهر.

والحفاظ على وجود هذه الأقمار الاصطناعية بصورة مستمرة فوق منطقتنا يكلّف أموالاً باهظة لا يمكن لإسرائيل أن توفّرها، ويحتاج ذلك إلى منشآت ويد عاملة ماهرة مشكوك في قدرة إسرائيل على إيجادها ووضعها تحت تصرف هذا الخيار، أما الخيار الآخر والأرخص، فهو قمر جغرافي ـــ تزامني معلق على ارتفاع مقداره (36) ألف كم، وإبقاؤه مكانه لسنتين أو ثلاث سنوات، وهذه الأقمار جيدة لأغراض الاتصالات، وليس للرصد والتجسس. ومن ارتفاع كبير لهذه الدرجة يستطيع قمر اصطناعي إعطاء معلومات استخبارية في الوقت المناسب في مجال واحد فقط، إذ إنه قد ينذر عن وميض إطلاق صاروخ أرض ـــ أرض في دولة عربية، ولن يكون بالإمكان الحصول على معلومات مفصلة أكثر عن تحرك القوات ــ على سبيل المثال ــ بدرجة عالية من الدقة والتفاصيل وبشكل يبرر كلفة إطلاق صاروخ، وأن إطلاق قمر إلى هذا الارتفاع أمرٌ معقد ويحتاج إلى صاروخ بحجم آخر، أما الخيار الأخير، فقد كان قمراً اصطناعياً يطوف حول الكرة الأرضية عدة مرات باليوم، يمكنه تقديم معلومات مشاهدة حول تحركات العدو ومنشآته كل ساعة أو عدة ساعات، ولكن ليس معلومات استراتيجية في الوقت المناسب الحقيقي؛ ومزاياه هي انخفاض ثمن إطلاقه.

والإمكانية الأرخص بالنسبة لإسرائيل هي الحصول على معلومات من أقمار اصطناعية أمريكية، سواء أكان ذلك عن طريق التقاط مباشر في إسرائيل لإرسال الأقمار التجسسية الأمريكية، أم على أساس نقل المادة من واشنطن إلى تل أبيب، والإمكانية الأخرى هي الحصول من واشنطن على خدمات إطلاق لأقمار اصطناعية إسرائيلية، وعيب خيار القمر الاصطناعي الأمريكي بمختلف أشكاله، كونه مرتبطاً بحسن نية الإدارة والمناخ السياسي، ومن الممكن أن يفشل في لحظة تحتاج فيها إسرائيل معلومات استخبارية حاجتها إلى هواء التنفس، إذ اعتاد الأمريكيون مراقبة معلومات الأقمار الاصطناعية المنقولة إلى إسرائيل وهم يقدمون ما هو لازم ـــ حسب رأيهم ـــ من أجل الأغراض الدفاعية.

وهناك مخاوف من أنه لو أرادت الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل من الناحية السياسية، فإنها سوف تستخدم المعلومات الواردة من الأقمار الاصطناعية كورقة مساومة في يدها؛ من جهة أخري فإن ما تعرفه واشنطن عن وجود خيار في إسرائيل لإطلاق قمر اصطناعي تجسسي خاص بها لا يمكن أن يقنع الإدارة بالنظر بإيجابية إلى المطالب الإسرائيلية في هذا المجال. ومن المحتمل جداً في هذه الناحية أن يكون (أفق ـــ 1) قد حقّق هدفاً مهماً، وتجدر الملاحظة أن دراسة هذه الخيارات تمت بعد إطلاق القمر التجسسي (أفق ـــ 1) إلى الفضاء، ورغم ذلك ـــ كما أفادت صحيفة (هآرتس) في 16/2/1992م ـــ فإن إسرائيل التي اعتمدت خيار القمر التجسسي لم تتوقف عن تعاملها الأمني التجسسي مع أمريكا.

لقد استمر التعاون متزامناً مع تطوير أقمارها التجسسية من خلال اختيار التقنيات المناسبة للمجال العسكري، الذي يتطلب من القمر التجسسي إرسال معلومات حيوية للدولة التي أطلقته عن طريق تصوير كل ما يحدث في أراضي العدو، إذ إن صور التجسس التي يوفرها القمر الاصطناعي تتميز عن صور الطائرات التجسسية من عدة نواحٍ، أولها: أنه يتعين على الطائرات التي تُرسل للقيام بطلعات تجسسية أن تحلق على ارتفاعات منخفضة، الأمر الذي يعرّضها لخطر الإصابة من الأرض، ثانياً: أن نوعية الصور التي يتم التقاطها من الأقمار الاصطناعية أفضل بكثير وأكثر دقة ووضوحاً، ويتم نقلها إلى المحطة فوراً لتحميضها، وليس ثمة ضرورة الانتظار حتى عودة الطائرة من تنفيذ مهمتها، ثم بإمكان القمر تصوير وكشف ما يجري في عمق أرض العدو وليس على الجبهة أو على مقربة من الحدود.

وتُظهر المقارنة البسيطة السابقة ترجيح وتفضيل استخدام الأقمار الاصطناعية التجسسية عن الطائرات، إضافة إلى أن للأقمار أهمية خاصة لقدرتها على التقاط صور للأغراض الاستخبارية عن التطورات في دول العدو، مثل: نصب الصواريخ، وتصوير مصانع أسلحة أو بناء مواقع نووية، كما أن القمر قادر على إعطاء معلومات واضحة عن تحركات قوات العدو أو تركيزها في مناطق معينة وعلامات أخرى، قد تشير إلى نوايا دول المواجهة.
وإزاء هذه الهواجس الأمنية والتطورات المحركة لها، برزت الحاجة لدى إسرائيل إلى وجود شبكة إنذار بوساطة الأقمارالاصطناعية تمنحها إنذاراً لمدة (5 ـــ 7) دقائق قبل وصول الصواريخ التي تقترب من أراضيها، لذلك قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك: إنه تم إجراء استخدام لا بأس به لدائرة الفضاء فوق الشرق الأوسط، وحسب أقواله، فإن الحاجة لمعرفة ما يحدث في الأهداف الموجودة على مسافة (400) كم من حدود إسرائيل تستوجب مرابطة طائرات تصوير فوق منطقة العدو، وأضاف أن المرابطة الدائمة في الفضاء ستوفّر علينا الأموال وستشكل حماية لنا. وإذ لم يشرح المسؤول الإسرائيلي بالتفصيل مغزى كلامه، فإن الواضح منهإشارته إلى شبكة تجسس فضائي، لأنه ليس بمقدور طائرات التجسس أداء المهمة بالشكل المطلوب، وفق ما سبق توضيحه، ولكن حتى الأقمار الاصطناعية تُعدّ ذات تكاليف باهظة، نظراً لأن استمرار رصد الأهداف بصورة متواصلة ولأكثر من هدف يتطلب أقماراً عدة، ويتضح ذلك من خلال آلية عمل الأقمار الاصطناعية، حيث يدور القمر التجسسي حول الكرة الأرضية في مسار اهليليجي واحد وبمسافة (200 ـــ 500) كلم، وأعد المسار الإهليليجي لإطالة عمر القمر، حيث إن انتهاء مفعوله يكون أسرع كلما كان قريباً من الكرة الأرضية، وحسب ذلك، فإنه يقترب إلى مسافة (200) كلم فوق الهدف ويبتعد فوراً إلى مسافة (500) كلم، ويفعل ذلك (16) مرة خلال (24) ساعة، وفي كل مرة يبقى فوق الهدف سبع دقائق، من هنا فإنه حتى في كل (16) مرة يكون وجوده فوق الهدف ما مجموعه (112) دقيقة فقط، وتدل التجربة أن (6) مرات فقط من (16) تكون ناجحة، لذلك، ولتغطية نقطة معينة بشكل متوال ولفترة (1440) دقيقة في اليوم، يتطلب الأمر إطلاق (34) قمراً اصطناعياً، وهذا مكلف، إضافة إلى أن الاستخبارات تفضّل تتبّع عدة أهداف في وقت واحد.

لاشك أن آلية الأقمار الاصطناعية وفق الحاجة المطلوبة من جهات الاستخبارات لجهة متابعة عدة أهداف بوقت واحد باستمرار لا تلبّي هذا المطلب، ولكن المشروع الإسرائيلي المتواصل عبر سلسلة أقمار (أفق) يحقق لإسرائيل أهدافها التجسسية، ويوفر لها المعلومات المهمة والضرورية في عملها الأمني ـــ العسكري، بما يمكّنها من تحقيق غاياتها الكبري، لذلك فإن مشروع أقمار أفق استمر وتطوّر من قمر إلى آخر، مستفيداً من التقدم التقني المتواصل ورفده بأحدث الأجهزة والمعدات.

وتعتمد الأقمار الإسرائيلية على الإنجازات التقانية المهمة التي شملت كل التقنيات المستخدمة في تصميم صاروخ الإطلاق وتنفيذه، وأجهزة التحكّم والتوجيه للمدار المحدد، وتصميم الكبسولة وتنفيذها، وأجهزة استقبال المعلومات الأرضية، والصور الإلكترونية المجمّعة بواسطتها، الأمر الذي يعني دخول إسرائيل عالم الصناعات الإلكترونية المتقدمة والنادي الدولي لصناعات الفضاء. كما أن إسرائيل ــ في ظل السلام المزعوم ــ ستحاول تثبيت قمر فوق المنطقة العربية، وذلك للتجسس بصورة دائمة على الدول العربية والإسلامية.

 

 


 

المقاتل

القائد في منظور الإسلام صاحب مدرسة ورسالة يضع على رأس اهتماماته إعداد معاونيه ومرؤوسيه وتأهليهم ليكونوا قادة في المستقبل ويتعهدهم بالرعاية والتوجيه والتدريب بكل أمانة وإخلاص، وتقوم نظرية الاسلام في إعداد القادة وتأهيلهم على أساليب عديدة وهي أن يكتسب القائد صفات المقاتل وأن يتحلى بصفات القيادة وأن يشارك في التخطيط للمعارك ويتولى القيادة الفعلية لبعض المهام المحددة كما لو كان في ميدان معركة حقيقي

التعديل الأخير تم بواسطة المقاتل ; 20-08-10 الساعة 09:48 AM.

   

رد مع اقتباس