عرض مشاركة واحدة

قديم 03-10-09, 06:24 PM

  رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
البارزانى
Guest

إحصائية العضو



رسالتي للجميع

افتراضي



 

الذخائر
تستخدم الدبابات تشكيلة من الذخائر لمدافعها الرئيسية، وتعتبر الذخيرة الأحادية الكتلة ( أي التي تكون فيها مكونات القذيفة في قطعة واحدة ) قياسية على الدبابات الغربية. أما الدبابات الشرقية فتستخدم ذخيرة متجزئة ( حيث تكون أجزاء الذخيرة مجزئة قبل تلقيمها في المدفع لثلاثة أجزاء وهي المقذوف والشحنة الدافعة وبادئ الإحتراق ) شبيهة بتصميم ذخائر مدفعية الميدان. لقذائف الدبابات فئات عديدة تختلف بتصاميمها وفعاليتها حسب نوع الهدف.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قذيفة خارقة للدروع نابذة للكعب مثبتة بزعانف، ويظهر فيها المقذوف مع الكعب المحيط به وبدون الشحنة الدافعة.

ومن أهم فئات ذخائر الدبابات: القذائف المنسحقة، القذائف الشديدة الإنفجار المضادة للدبابات، والقذائف الخارقة للدروع النابذة للكعب. القذائف المنسحقة هي نوع من القذائف التي تصمم بغلاف معدني رقيق عموما حول شحنة من المتفجرات البلاستيكية، مع صاهر مؤخر في قاعدة المقذوف، مما يجعلها تنسحق على شكل قرص بمساحة كبيرة عند الإرتطام بسطح الهدف قبل انفجارها، وعندئذ تولد موجات إرتجاجية عبر دروع الدبابة كافية للتسبب بتشظي معدن الجدار الداخلي وإصابة طاقمها دون اختراقها، وهذا النوع من القذائف أصبح متقادما ولكنها تبقى فعالة جدا عند استعمالها ضد أفراد العدو المتحصنين خلف الجدران الخرسانية.

القذائف الشديدة الإنفجار المضادة للدبابات، هي نوع من الذخائر مزودة برأس حربية ذات شحنة جوفاء، بمعنى أن الرأس الحربية مشكلة مسبقا بشكل هندسي، وتولد شحنتها الشديدة الإنفجار درجات حرارة مرتفعة جدا يمكن أن تتجاوز 2000 أو 3000 درجة مئوية، كافية لصهر معدن دروع الهدف، بينما يتسبب شكلها الهندسي بتوجيه نفث هذا المزيج المنصهر عميقا عبر الدرع. ونظراً لآلية عمل هذا النوع من المقذوفات فإن فعاليتها لا تتأثر بمدى الرماية كونها تعتمد على الحرارة لا على السرعة لتدمير الهدف، ما يزيد من مداها الفعال.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 681x393 and weights 31KB.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 681x393 and weights 31KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القذيفة السوفياتية "بي.كيه-14إم" من عيار 125 ملم ذات الحشوة الجوفاء.

أما القذيفة الخارقة للدروع النابذة للكعب، فلها الشعبية الأوسع لدى طواقم الدبابات، حيث أنهم يعتبرونها الأكثر فاعلية في مواجهة الدروع المعادية الحديثة. إن هذه القذيفة لها عيار صغير مقارنة بعيار سبطانة المدفع الذي يطلقها، فهي تتكون من سهم مصنوع من سبائك معدنية عالية الصلابة كالتنغستن أو اليورانوم المنضب، يتراوح قطره بين 30 إلى 40 ملم عموماً، ويحيط به الكعب الذي يثبته عبر السبطانة التي تكون بعيار قد يصل إلى 125 ملم، وهكذا فإن الشحنة الدافعة الكبيرة تركز طاقة هائلة لدفع مقذوف أصغر بكثير من الأنواع الأخرى، وينفصل الكعب فور مغادرة القذيفة للفوهة، محرراً السهم المنطلق بسرعة عالية. مما يقودنا بالتالي لاستنتاج أن هذا النوع من الذخائر يعتمد على السرعة كعامل رئيسي، ولذلك تعرف بمقذوفات الطاقة الحركية.

بعض الدبابات الحديثة، وخاصة سلسلة الدبابات السوفياتية سابقاً أو الروسية حالياً مثل الـ "تي-64"، "تي-72إم"، "تي-80"، و"تي-90" على سبيل المثال لها القدرة على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات موجهة ليزرياً من مدافعها الرئيسية مثل صاروخ "آيه.تي-8 سونغستر". كما أن هنالك بعض الأنواع المتخصصة من القذائف المضادة للأفراد
إدارة النيران نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x533 and weights 98KB. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةThis image has been resized. Click this bar to view the full image. The original image is sized 800x533 and weights 98KB.نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مجس سرعة واتجاه الرياح كما نراه منصوباً على البرج.

الدبابات في مراحل بداية تاريخها، إعتمدت على أنظمة بدائية للتهديف، فكان تصويب مدافعها يتم بطريقة يدوية، أي باستعمال عجلات تدار يدوياً لتحريك مجموعة من التروس والمسننات، وبمساعدة مناظير مقربة (تلسكوبية) ذات الخطوط المتصالبة وفيها أيضاً علامات التدريج الستاديامترية لتساعد بتقدير المدى، والتي استبدلت لاحقاً بمقدرات المدى التطابقية (السيتروسكوبية). شكلت هذه الوسائل أساس أنظمة التهديف في الدبابات إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى فترة السبعينيات، ومثالاً على ذلك نجد الدبابة السوفياتية "تي-55" أو الأمريكية "إم-48 باتون" استخدمت كغيرها أنظمة مشابهة للتي ذكرت آنفا.لكن ومنذ أواسط السبعينات بدأت مرحلة جديدة، وذلك بدخول جيل أحدث من الدبابات في الخدمة لدى مختلف الجيوش حول العالم، مثل "تي-64" و "تي-72" الشرقية، أو "إم-1 أبرامز" و "ليوبارد-2" في الغرب.

في الدبابة المعاصرة يقوم حاسب الرمي الباليستي بجمع المعطيات المدخلة إليه من عدة أجهزة ومجسات ليجري عملياته الحسابية ومن ثم يستخرج حسابات الرماية وتصويب السلاح. ولتنفيذ ذلك يأخذ الحاسوب قياسات سرعة واتجاه الرياح من مجس الرياح المنصوب على سطح البرج، قراءات درجة حرارة السبطانة من مجس حرارتها، وقراءات مرجع الفوهة ليحدد مدى انحناء السبطانة، معطيات فئة العتاد المجهز للرمي والتي يدخلها مدفعي الدبابة، مدى وسرعة وسمت ووجهة الهدف والتي يحددها مقدر المدى الليزري بعد أخذ علامتين للهدف على الأقل، كما يأخذ قياسات وضعية، سرعة، ووجهة المركبة من الجيروسكوب ووسائل أخرى. وهكذا يستخرج حاسب الرماية معادلات الرمي في أجزاء من الثانية، ويقوم بتصويب السلاح الرئيسي بشكل يضمن مستوىً عالٍ من دقة الإصابة، أي أنه يصوب المدفع بزاوية ارتفاع وسمت يؤدي لسقوط القذيفة في النقطة التي يسدد إليها الرامي آنياً. ولا بد لنا من الإشارة إلى خاصية تثبيت المدفع عمودياً وأفقياً، إذ يمكن للمدفعي اختيار نقطة ما، وجعل المدفع مثبتاً نحوها بغض النظر عن حركة الدبابة، فلو انعطفت الدبابة بأي إتجاه، أو لو سلكت طريقاً وعرة تجعلها تصعد وتهبط وتتمايل بسرعة، فإن المدفع يبقى دوماً مصوباً نحو هدفه، وذلك بفضل حاسب الرماية الذي يصححه بمعدل أجزاء الألف من الثانية أو أكثر، وهو ما يكسب الدبابات القدرة على الرماية خلال المناورة بالحركة.


 

 


   

رد مع اقتباس