عرض مشاركة واحدة

قديم 09-10-09, 07:28 PM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

5/6

فيما يلي نواصل نص المقدمة/ الوثيقة التي سطرها اللواء محمود شيت خطاب

نُكب العرب المسلمون بالاستعمار في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي فكان من خططه الخبيثة اسدال الستار على البطولة الحركية في تاريخنا المجيد وشاع الفراغ في عقول الناشئين وكل فراغ لا يبقى فراغا بل يملأ بالحق أو بالباطل فملأ المستعمر هذا ا لفراغ بأسماء غريبة على قومنا بعيدة عن ديننا وأصبح العربي والمسلم يعرف عن نابليون اكثر مما يعرف عن خالد بن الوليد!

ومضى المستعمر يعمل عمله التخريبي في العقول والنفوس العربية والاسلامية فإذا بالمسلم العربي يهمل ابطال امته وعقيدته ويستورد ابطالا من جنس آخر وعقيدة أخرى والمذهل حقا أن الابطال المستوردين هم الذين استعمروا بلاده وامتهنوا أمته وعادوا عقيدته وحاولوا ذبحها بغير سكين

وجاء حين من الدهر على المخلصين من العرب والمسلمين يتساءلون فيه :أما لهذا الليل من آخر وفي أية ساعة من الليل نحن؟

وطالما تساءلوا: ما ذنب هذا البطل العربي المسلم؟ ألأنه عربي ولأنه مسلم يقابل بمثل هذا التنكر والاهمال، أهي جريمة أن يكون المرء عربيا أصيلا ومسلما حقا؟

وإذا كان هذان العيبان يغمران كل عربي مسلم بحجاب من الدخان الكثيف فإن أهل فلسطين جمعوا ثلاثة عيوب: أن يكون عربيا أصيلا ومسلما حقا ، وفلسطينيا مجاهدا!

ويالله لأهل فلسطين المجاهدين، فقد تكسرت في أجسادهم النصال على النصال فما هانوا ولا استكانوا وتذرعوا بالصبر الجميل.

ــ 4 ــ

وكأنني كنت في حلم لذيذ حين زارني ذلك الشاب الفلسطيني قبل عدة سنوات، فقد مضى خياله عن عيني ولكن حديثه بقي يراودني بعد حين، وكانت أمنيتي أن أعرف هل أنجز الشاب ما وعد أم أن وعده في طريق التنفيذ.
وسألت عنه كل من أعرف من آل الحسيني الكرام ومن المعنيين بالشؤون الفلسطينية فكنت أسمع أخباره السارة تارة وأخباره المثبطة تارة أخرى.

وفي مؤتمر السيرة النبوية الذي عقد في الدوحة بقطر جاءني الخبر اليقين فقد رن جرس الهاتف في غرفتي فإذا بالمتكلم فلسطيني يريد زيارتي فما كاد يستقر في مكانه إلا وبدأته بالسؤال عن المؤلف والكتاب وكم كان سروري هائلا حين علمت أنه المؤلف وأن الكتاب سيصدر قريبا

ولم أفرح لشيء فرحي بهذا الخبر اليقين الا عندما فرحت حين تسلمت الكتاب فقد هزني الفرح هزا عنيفا وعكفت على قراءته فور تسلمه ونسيت ما أنا بصدده من قراءة وتأليف بل لم أسمع صوت تلك التي في بيتي تذكرني بموعد الغداء.

وتوقف الزمن بالنسبة لي حتى فرغت من قراءة الكتاب

وشغلني الكتاب أياما لا يحدثني أحد في الهاتف الا وذكرته له وبشرته بصدوره وما زارني من أحد إلا واقتصر حديثي عن الكتاب وقد استعاره مني عدد كبير من الاصدقاء قبل أن يصل الى المكتبات وما زال يطوف بين القراء من الاصدقاء.

وقلت لنفسي: لقد بزغ الفجر الصادق بعد ليل طويل وسيسفر الصبح قريبا إن شاء الله

لقد نال عربي اصيل ومسلم حق وفلسطيني مجاهد حقه وهذا أول الغيث الذي سينهمر بإذن الله

ــ 5 ــ

ولا بد أن أتكلم قليلا عن الكتاب أولا وعن المؤلف ثانيا والكتاب قيم للغاية في مبناه وفي معناه، فمبناه جيد التبويب حسن الاخراج لا يخلو من الاخطاء المطبعية واللغوية ولكنها قليلة جدا لا تقلل من شأن الكتاب وقيمته.

وأما معناه فجليل حقا لأنه يتحدث عن شهيد (الشهيد عبد القادر الحسيني) جاد بروحه الطاهرة من أجل الدفاع عن الارض المقدسة واستشهد مقبلا غير مدبر فاستحق اعجاب العدو والصديق على حد سواء.وقد كان المرحوم يتمنى الشهادة ويبذل أقصى جهده لينالها فحقق الله له أمله في الاستشهاد.

وكان وجوده في العراق منذ أواخر سنة 1357 هـ (1938 م) فرصة لإعجاب العراقيين به قائدا وإنسانا، ولا يزال تلاميذه وزملاؤه يذكرونه بفائق التقدير والاعجاب فقد كان يدرِّس الرياضيات في مدرسة التفيُّض الاهلية وفي الكلية العسكرية وكانت ساعة الدرس خمسين دقيقة يقضي خمس عشرة دقيقة منها في تعليم الرياضيات ويقضي خمسا وثلاثين دقيقة في الحديث عن فلسطين وأهمية الدفاع عنها والاستشهاد في سبيلها وكثيرا ما كان يبكي ويُبكي طلابه وهو البطل الذي لا تبكيه الاحداث ولا تهزه النكبات كأن الشاعر أراده بقوله:

لا تقولي أفيبكي رجل يملأ الأعين قدرا وجلالا

حكمة الجبار فينا جعلت من صروف الدهر ما يُبكي الرجالا

وطلابه لا ينسونه أبدا فقد علمهم الاخلاص كما علمهم العلم ولم يهمل واجبه العلمي على حديثه الفلسطيني بل كان متميزا في القسمين ولكنه لم يقتصر على واجبه التعليمي بل كان يدرب الفلسطينيين الذين يتسللون الى العراق ويجري تدريبهم في منطقة «ابي غريب» التي تقع بين بغداد والفلوجة وكانت في حينه قليلة السكان بعيدة عن الانظار وكان الفرسان الاربعة الشهداء: صلاح الدين الصباغ، ومحمود سلمان، وفهمي سعيد، وكامل شبيب، يجمعون العتاد اقتصادا من الرمي السنوي ويسلمونه في ابي غريب للشهيد عبد القادر الحسيني الذي يُسرِّبه بطريقته الخاصة الى المجاهدين الفلسطينيين.

وشهد في الكلية العسكرية العراقية دورة لضباط الاحتياط مدتها ستة أشهر تلقى خلالها المعلومات المركزة في الناحيتين العملية والنظرية فنجح في هذه الدورة بتفوق على أقرانه وأصبح ضابطا في الجيش.

ويومها كان شابا في ريعان الشباب فاستطاع ان يكون له جماعة ضخمة من العراقيين الذين توسم فيهم الاخلاص والحماسة، منهم الطالب في مدرسة التفيُّض وفي الكلية العسكرية ومنهم المعلم في المدرسة والكلية ومنهم الزميل المشارك في الحرص على الدفاع عن فلسطين ومنهم الجار في الكرادة الشرقية والاعظمية ببغداد وفي مدينة زاخو والعمارة وقد أثر في اصدقائه تأثيرا حاسما فاستشهد منهم في ثورة مارس سنة 1941 في العراق وفي معركة استعادة جنين سنة 1948 وفي مقاومة انحراف الحكم في العراق خلال سنة 1959م حتى ثورة 14 رمضان 1963م فكان من اصدقائه وطلابه من اقتحم الاذاعة واستولى عليها.

والخلاصة أن أكثرية اصدقائه وطلابه فازوا بالشهادة وأقلهم حظا من فاز بالسجون والمعتقلات ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

لقد كان الشهيد البطل معلم الشهداء واستاذهم، والاخلاص ينتقل بالعدوى من نفس الى نفس وقد انتقل اخلاصه الفذ الى نفوس طلابه وأصدقائه فأنار قلوبهم بنور من نور الله الذي لا يقل ولا ينطفىء. أما بطولته في ثورة رشيد عالي الكيلاني عليها رحمة الله فحدِّث عن البحر ولا حرج ، فقد كان يقود رجاله من الامام يقول لهم «اتبعوني ولا يقودهم من الخلف» وكان القدوة لرجاله ولولا قدر الله لاستشهد مرات في تلك الثورة الميمونة، ولكن النفس لا تموت الا اذا استوفت اجلها والآجال بيد الله سبحانه وتعالى.

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس