عرض مشاركة واحدة

قديم 09-10-09, 07:16 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ثعلب الصحراء
مشرف قسم الدراسـات

الصورة الرمزية ثعلب الصحراء

إحصائية العضو





ثعلب الصحراء غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

وثائق ومعلومات تنشر لأول مرة
المؤرخ اللواء محمود شيت خطاب.. يُنصف فلسطين ورجالاتها


نشرت هذه الحلقات الست في جريدة الوطن القطرية
ابتداء من يوم 21/5 وحتى 27/5/2007

نبيل خالد الأغا - الدوحة


ا
لحلقة الاولى 1/6

أعتذر بداية عن استعمال ضمير المتكلم في هذه المقالة، لكنني أدعم هذا الاستعمال الاجباري بمقولة أستاذنا المؤرخ الراحل اكرم زعيتر: "إن من يكتب يومياته او مذكراته يعنى بما اتصل به شخصيا، من أحداث مشاهدة او اسهاما او تعليقا فلا تثريب عليه في الحديث عن دوره وهواجسه لأن ذلك لزام محتوم بكل يوميات او مذكرات خاصة وفي اجتهادي ان حجب بعض الثناء باصطناع التواضع او اغفاله دفعا لشبهة التمدح هو ادنى الى .الجحود وان في اثباته تحدثا بنعمة الاخاء وعرفانا للجميل"


***
ارتبطت منذ وقت مبكر من حياتي بشخصية عربية فكرية وعسكرية مرموقة وفاعلة وبرغم فارق السن بيننا الذي وصل الى ثلاثة عقود تقريبا الا ان ذلك الفارق كان دافعا ذاتيا وحافزا قويا لمزيد من التواصل والتآخي بيني وبينه.

كنت انظر اليه نظرة تلميذ متيم بأستاذه، أقرأ كتبه ومقالاته بنهم وشغف واتحدث بفخر واعتزاز عن علاقتي بصاحب هذه الشخصية الجذابة والمتعددة الخصال والمواهب
وكان الاستاذ من جانبه يعاملني معاملة الاب الحنون لابنه الودود يشجعني ويبارك خطواتي الايجابية ويدعو الله تبارك وتعالى ان يشملني ببركته ويسدد بالتوفيق خطوتي
هذه تماما صورة مصغرة عن العلاقة الحميمة التي ربطتني بالمؤرخ المعروف والعسكري الفذ اللواء الركن محمود شيت خطاب أحد اشهر أعلام التاريخ والثقافة العربية والاسلامية في القرن العشرين

اضاءة على شخصية اللواء خطاب

وقبيل ان اخوض في تفاصيل ومعطيات هذه العلاقة اود الاشارة والاشادة بمناقب وعطاءات اللواء خطاب الذي ولد في مدينة الموصل "ذات الربيعين" في عام 1919م، وحصل على اجازة الماجستير في كلية الأركان ببغداد عام 1947، إضافة إلى دبلوم الدراسات العسكرية العليا بدرجة ممتاز، وإحرازه الترتيب الأول على نحو مائة ضابط في دورة كلية الضباط الأقدمين في لندن عام 1955 ومن جنسيات مختلفة، وهي واحدة من أربع وعشرين دورة تدريبية عسكرية شهدها في العراق وبريطانيا وشمال افريقيا.

وشارك اللواء خطاب في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد القوات البريطانية في العراق عام 1941، وتطوع للقتال في فلسطين عام 1948 وبقي في مدينة جنين الفلسطينية الباسلة أكثر من عام ثم عاد إلى العراق بعد إعلان الهدنة بين اسرائيل والدول العربية التي خاضت الحرب معها

وخلال حكم عبدالكريم قاسم في العراق اعتقل اللواء خطاب عام 1959 بسبب معارضته للحكم الشيوعي آنذاك وتم الافراج عنه بعد اعتلال صحته من آثار التعذيب الوحشي الذي تعرض له، وعندما تولى المشير عبدالسلام عارف الحكم في العراق أعاد له اعتباره وعينه في منصب وزاري لم يمكث فيه طويلا بالنظر لزهده في المناصب كلها فاستقال وتفرغ للعلم والتأليف

وفي عام 1968 تولى في القاهرة منصب رئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية بإشراف جامعة الدول العربية، وفي عام 1974 عاد إلى العراق ومكث فيها بقية حياته، وواجه أثناءها شتى صنوف القهر المادي والمعنوي لأنه لم يكن على وفاق البتة مع نظام الحكم البعثي في العراق، وظل على تلك الحال البئيسة حتى توفاه الله تعالى في اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر عام 1998 بعد أن عاش نحو ثمانين عاما.

وقد تميزت حياته بعطاء ثر، ونتاج فكري غزير، وأسهم بجهد وافر في إثراء الحركة الثقافية والعلمية في العراق والوطن العربي، وألف المجلدات الضخمة غير المسبوقة في التاريخ العسكري العربي والإسلامي، والمعجم في المصطلحات العربية والإسلامية ورئيس لجنة القرآن الكريم بالأزهر الشريف، وعضو المجامع العلمية ببغداد ودمشق والقاهرة وعمان ورئيس لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية.

وبحسب ما أشارت إليه المصادر الموثوقة فإن للواء خطاب أكثر من أربعمائة كتاب وبحث بين منشور ومخطوط، وقد أعيدت طباعة بعض كتبه مرات ومرات، وهناك مجموعات من الكتب المخطوطة التي لم تطبع في حياته، وأتمنى بهذه المناسبة، بل وأناشد من يهمهم الأمر من كرام العرب سواء أكانوا من ذوي الجاه أو من ذوي السلطان أو من كليهما معا ان يهبوا وينهضوا باحتواء تلك المخطوطات وطباعتها ليتسنى الاستفادة منها، هذا على اعتبار انها مازالت موجودة، ولم تتعرض للضياع وللنهب الذي يتعرض له عراقنا الحبيب في هذا الزمن التعيس.

بداية المودة

بالنظر لإعجابي وتقديري للقائد الشهير عبدالقادر الحسيني رائد الكفاح المسلح في
فلسطين فقد كنت أطمح لتأليف كتاب عنه، فبرغم شهرته الفائقة إلا أن المكتبة العربية حتى عام 1968 كانت تفتقر لمثل ذلك الكتاب، وكنت يومئذ حديث التخرج في جامعة القاهرة ولتحقيق ذلك الطموح الذي كان يموج في صدري اعتمرت عائلة الشهيد الحسيني التي كانت تقيم يؤمئذ اقامة دائمة في القاهرة وتحديدا في ضاحية مصر الجديدة. فأشارت عليّ زوجة المجاهدة وجيهة الحسيني (أم موسى) وابنته السيدة هيفاء الاتصال باللواء الركن محمود شيت خطاب لأنه يملك الكثير من المعلومات العسكرية عن الشهيد عبدالقادر بالنظر لمشاركته في حرب فلسطين عام 1948 ضمن القوات العراقية في منطقة المثلث. ولم يتسن لي حينئذ الالتقاء بأبناء الشهيد لأن الابن الاكبر الدكتور موسى كان يعمل طبيبا في شركة "آرامكو" العملاقة بالسعودية. كما ان نجليه فيصل وغازي - الاثنان من مواليد بغداد - كانا خارج مصر ايضا، لكنني التقيتهم جميعا فيما بعد وتوطدت صلتي الاخوية بهم وحصلت منهم على معلومات وصور وثائقية مهمة.

ويشهد الله تعالى انني فرحت ساعتئذ فرحا غامرا لسببين اثنين: اولهما انني سأحصل من اللواء خطاب على معلومات حية وصادقة، وثانيهما لأنني سأتشرف بمعرفة شخصية عربية مميزة قرأت عنها الكثير، وتعلمت منها الكثير، وظهرت على شاشة ذاكرتي على الفور اسماء بعض كتبه التي شدتني اليها خاصة كتابه المميز "الرسول القائد" وايضا كتاب "قادة النبي" وهاتفته على الفور


فرحب بلقائي وفرح كثيرا حينما اخبرته عن طبيعة مهمتي، واتفقنا على ساعة مسائية معينة فالتقيته في بيته بمصر الجديدة. وتهيبت من لقائه وأوجدت في نفسي تبريرا نفسيا لذلك التهيب، فتساءلت في سري: أين انت ايها الشاب الفلسطيني السائر على باب الله المدعو نبيل خالد الاغا من المفكر المجاهد العملاق اللواء الركن محمود شيت خطاب؟

ورسمت في مخيلتي ابعاد ذلك اللقاء المرتقب المسكون بالقلق ولفتت انتباهي كلمة "شيت" التي تتوسط اسمه الكامل والتي ربما تكون اسما لوالده ما معناها؟و ربما تكون لهجة عراقية ولكن لم لا تكون كلمة عربية فصيحة؟
وبحثت عنها في" المعجم الوسيط "فاذا الشيت تعني ضربا من النسيج الخفيف المنقوش المصنوع من القطن

وذهبت في الموعد المحدد وخلال اللحظات الاولى للقاء تبخرت والى الابد سحائب القلق والرهبة التي داهمتني لتحل محلها واحات السكينة والطمأنينة والالفة لقد اسرني بتواضعه ووقاره وزهده
حاولت في البداية اطراء ما قرأت من مؤلفاته فلمست فيه ازورارا واعراضا عن اطراءاتي معتمدا على عدم تحبيذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمثل هذا النوع من المديح وبلباقته ادار دفة الموضوع وحولها الى الحديث عن بطولة الشهيد عبدالقادر الحسيني وافاض في شرح شخصيته العسكرية الفذة وفي جهاد شعب فلسطين وتحدث بحميمية لافتة عما لمسه شخصيا من بطولة ذلك الشعب خلال وجوده في مدينة جنين باعتباره كان الحاكم العسكري العراقي فيها خلال عام 1948 وهم جزء من اهل فلسطين الذين افتقدوا لمثل هذه الشهادة الممهورة في سجل التاريخ والتي تكاد لا تجد لها صدى مسموعا في ظل المؤامرة الكبرى التي لم تستهدف فقط اضاعة فلسطين وتشريد شعبها بل التشكيك في مصداقية هذا الشعب في دفاعه عن حقوقه المشروعة ولكن ستبقى شهادة المؤرخ المنصف محمود شيت خطاب وامثاله من المؤرخين الصادقين اوسمة مجد وفخار تزين هامات الفلسطينيين على مدى التاريخ

 

 


ثعلب الصحراء

يقول ليدل هارت، المفكر العسكري والإستراتيجي الإنجليزي عن رومل : "إن القدرة على القيام بتحركات غير متوقعة، والإحساس الجاد بعامل الوقت والقدرة على إيجاد درجة من خفة الحركة تؤدي كلها إلى شل حركة المقاومة ، ولذلك فمن الصعب إيجاد شبيهاً حديثاً لرومل ، فيما عدا جوديريان، أستاذ الحرب الخاطفة".
لُقّب رومل بثعلب الصحراء لبراعته في التكتيك الحربي. وقامت شهرته على قيادته للجيش الألماني في الصحراء الغربية، وقد لعب دوراً مهماً في بروز هتلر.

   

رد مع اقتباس