الموضوع: معركة الصريف
عرض مشاركة واحدة

قديم 25-05-10, 09:42 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 


وكان إنضمام هذا الحشد الكبير تحت إمره مبارك الصباح له معاني كبيرة من أهمها سوء معاملة عبد العزيز الرشيد وقسوته على الناس، مما أدى إلى نفورهم منه والإنضمام إلى مبارك الصباح في حربه مع ابن رشيد بعدتهم وعتادهم، والأمر الآخر هو قوة شخصية مبارك الصباح وحسن سياسته وحنكته مما أدى إلى انقياد كل هذا الحشد معه والإستجابة لندائه إضافة إلى محبة الناس لعبد الرحمن بن فيصل آل سعود وابنه عبد العزيز الذين كانا ضمن هذا الحشد، واصطحب مبارك الصباح أخوانه وأولاده حمود الصباح وخليفة الصباح وصباح بن حمود الصباح وجابر بن فاضل الصباح ومحمد بن سالم الجراح وسلمان بن حمود السلمان وترك ابنه جابر المبارك الصباح في الكويت ليحل محله فيها .

كان الامير عبد العزيز المتعب آل رشيد عازماً على غزو الكويت، فقد طلب من العثمانيين تزويده بالسلاح، وتم الاتفاق معهم على أن يتم تزويده بالأسلحة من خلال موانئ قطر، وكانت قطر تحت سلطة آل ثاني الذين كانوا على وفاق مع الامير عبد العزيز المتعب، فأرسل لهم الأخير رسالة بخصوص وصول شحنات الاسلحة من العثمانين، إلا أن المندوبين حاملي الرسالة قد قبض عليهم مبارك الصباح قبل وصولهم فقطع الإمداد العثماني عن ابن رشيد.

ذروة الاحتقان

سار جيش مبارك الصباح لملاقاة جيش ابن رشيد، وفي تلك الأثناء وصل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود إلى الرياض وسلمت له بلا حرب، ولم يتطلب مشاركة جيش مبارك الصباح في الحرب لأن أهل الرياض كانوا ينتظرونه فهم يريدونه حاكما عليهم، وبعدها تحرك جيش مبارك الصباح ناحية بريدة، حتى وصل المجمعة، حيث رفض أميرها تسليمها لمبارك الصباح حتى تتضح الأمور بين مبارك الصباح وابن رشيد وطلب الأمان فتركه مبارك الصباح وشأنه وتحرك الجيش.


وفي تلك الفترة قام مبارك الصباح بإرسال رسائل إلى حلفاؤه، وكان برئاسة الرسل فيصل بن سلطان الدويش، واستغرقت مسيرة الرسائل عشرة أيام، وبعدها توجهت القافلة إلى مخيمات السعدون، وباتوا هناك، واستلم سعدون باشا رسالة مبارك الصباح، وتحركت بعدها قوات المنتفق .


وفي تلك الأثناء فقد كان جيش مبارك الصباح يتسلم المدن النجدية واحدة تلو الأخرى، ومنها عنيزة التي حاصرها لمدة ثلاثة أيام وتمكن من السيطرة عليها فأمر باعتقال عامل ابن رشيد عليها، وأسند الحكم إلى عبد الله بن زامل من آل سليم، ثم توجه إلى بريدة وحاصرها أيضا لمدة سبعة أيام تمكن بعد ذلك من فتحها، وأسند الحكم فيها إلى ناصر بن الشيخ حسن أبا الخيل، بعد أن سجن عامل ابن رشيد، وجاء أكابر أهل القصيم، فأكرمهم مبارك الصباح، وفي المقابل كان عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد قد خرج من حائل للقنص أو لغزو الظفير، وجرت هذه الأمور دون علمه في بداية الأمر وكتب إليه محمد بن عبد الله البسام من بريدة وهو من الرجال المخلصين له يخبره بما جرى ويقول "إن البلاد أخذت دون محاربة والذي استولى عليها مبارك الصباح مع جيوشه الجرارة وتحصى بيارق مبارك الصباح بسبعون بيرق فإنا قد أخبرناكم وأنذرناكم على ذلك فلا تلوموا إلا أنفسكم، أنقذوا بلادكم من هؤلاء القوم". وقد كتب في المقابل مبارك الصباح إلى ولده جابر المبارك الصباح الذي كان قد استخلفه لإدارة شؤون الكويت يبشره بنصره الذي أحرزه ويطلب منه إمداده بالمعدات والأسلحة، وقال مبارك الصباح: "فتحنا نجد دون قتال ورتبنا فيها من قبلنا على بلدة عنيزة عينا ابن زام وعلى بلدة بريدة ناصر بن شيخ حسن أبا الخيل وبعد ذلك قصدنا التوجه على بلدة حائل وجبل آل رشيد ولا فيها سوى حمود العبيد وهو رجل عاجز وقد أخذه الكبر وليس عنده قوة لمقاومتنا وبقوة الباري أن الله ينصرنا ونرميه في بير عميه، وهذا ما جرى وقد بينا لكم وأرسلوا لنا أربعين بعير أسلحة مع جيخانه ولا تكونوا بأدنا فكر، حيث أننا إن شاء الله المستقبل خير من الماضي".


وكتب مبارك الصباح في رسالته أيضا "إن أولاد حمود الذين هو أولاد عم عبد العزيز الرشيد أتوا إلينا يلتمسون الصلح ويعتذرون إلينا من أفعال عبد العزيز بن رشيد وأنهم مختلفون معه وأنهم غير راضين عن عمله، ويقولون إن الإمارة لهم بعد محمد بن رشيد لكنهم سامحوه، وأنهم لا يودون إثارة الفتن بين بين مبارك الصباح وبينهم" وأنهم طلبوا الصلح فاشترط الشيخ مبارك عذرهم وأكرمهم وأنه مخيم في القصيم بإنتظار وصول الشيخ سعدون، وأنه لولا الوعد فيما بينه وبين الشي سعدون للقاءه في القصيم لتحرك بجيشه نحو حائل للاستيلاء عليها .


وقام مبارك الصباح بإرسال هذه الكتاب مع أحد خدمه وأمره بإيصاله إلى ولده جابر في الكويت وأوصاه بالتحفظ والتكتم لكي لا ينكشف أمره لأحد، وبعد مسير ذلك الرجل بيومين صادفه الشيخ سالم الجتياب بن طوالة شيخ عشيرة السلالي من شمر في الطريق، فاشتبه في أمره فأمر بتفتيشه فعثر على كتاب مبارك الصباح فاندهش بذلك وأمر بإرساله مع الكتاب حالا إلى عبد العزيز بن رشيد، فعندما وصله الكتاب وكتاب محمد بن عبد الله البسام حتى عاد إلى بلاده وجهز جيشا كبيرا يبلغ تعداده ما يقارب العشرة آلاف مقاتل، وأمر بجمع الجيوش في محل يدعى عين ابن فهيد، وانضم إلى جيش ابن رشيد مجموعات كبيرة من قبيلة قحطان وبعض أهالي نجد، وكان فهد الشعلان ومن معه من قبائل الروله والذين نزلوا ضيوفا لدى ابن رشيد قبل المعركة ومعه أيضا جماعات من القصيم ويقدر عدد الفرسان في جيش ابن رشيد بثلاثة آلاف فارس عدا الهجانه والمشاة، وقد قام يوسف الإبراهيم بتزويد الجيش بألف بعير وعشرة آلاف ليرة عثمانية.


تجمعت جميع القبائل المتحالفة مع مبارك الصباح في يوم 6 مارس1901 في بريدة ، وتحرك جيش ابن رشيد ونزل في محل يدعى فيلة الأسياح بحد الصريف، ونصب خيامه هناك، وتعمد عبد العزيز الرشيد التأخر في مواجهة خصمه إما لأنه أراد أن ينهكه ويجره إلى ميدان معركة مناسب أو لأنه شعر بضعف قوته أمام ذلك الحشد الكبير فرأى ألا يندفع في رد الفعل قبل أن يضمن لقواته مددا في العدد والعدة سواء من الدولة العثمانية أو من شيخ قطر، إلا أن لم يتلق مساعدة من كلا الطرفين، وقد اتصل ابن رشيد بالدولة العثمانية لمساعدته ضد أعداءه ولكنها تأخرت في نجدته، وتم القبض على ثلاثة أشخاص يحملون رسالة من ابن رشيد إلى شيخ قطر يطلب منه المجيء للمساعدة حيث سلموا للشيخ مبارك الذي قرأ الرسالة المذكورة وأمر بإرسالها للكويت، وفي ليلة 25 ذي القعدة1318 هـ الموافق 16 مارس1901 عقد مبارك الصباح اجتماعا مع شيوخ القبائل المتحالفة فأشار إلى بعضهم قائلا: "أرسلوا بيرق أو اثنين يقضي عليه" فقا أحد الجالسين: "أنتم لا تعرفون ابن رشيد، والله سيصبحكم غدا صباحا" فقال مبارك الصباح: "يخسأ".


وفي يوم 17 مارس1901 تحرك جيش مبارك الصباح عندما علم بوجود جيش ابن رشيد في الصريف، ووصلوا إلى مكان يقال له قصير الطرفية، وقد قام حمود الصباح أخ مبارك الصباح بأمر الجيش بالاستعداد للحرب.

المكان


تقع الصريف في مكان بالقرب من بلدة الطرفية إحدى ضواحي مدينة بريدة في منطقة القصيم، وقد حدد الباحثون وصف مكان المعركة كالتالي:

  • مخيم ابن رشيد كان في وادي أبو مساجد في الجهة الشمالية من الصريف.
  • مخيم ابن صباح في قويرة الحاكم في الجهة الشرقية من الصريف.
  • ابتدأت المعركة من مخيم ابن صباح وبدأ جيشه بالتراجع حتى وصل الصريف، وفيه انهزم جيش ابن صباح وتشتت.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس