عرض مشاركة واحدة

قديم 11-08-09, 10:15 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي رؤية تحليلية للعدوان الصهيونية على غزة فلسطين



 

رؤية تحليلية للعدوان الصهيونية على غزة فلسطين



دوافع إستراتيجية

يخضع العالم اليوم لقيم ومعايير إستراتيجية الحرب القذرة( إستراتيجية البركان) كما أسميتها في بحث عراقي عربي استراتيجي لتنظير إستراتيجية الصراع المعاصر بين قوى الشر وعالمنا العربي والإسلامي(الباحث), والقيم الواقعية والعلمية لهذه الإستراتيجية واسعة يمكن الإطلاع عليها عند أكمال البحث إن شاء الله, ولكن الملفت للنظر أن ميدان تطبيق تلك القيم هو دول وأوطان وشعوب العالم العربي والإسلامي حصرا, منطلقا من أبجديات فكر اليمين المتشدد في أمريكا وفلسطين المحتلة( التيار المسيحي المتصهين) بإعلان "الحرب العالمية الرابعة على الإسلام والعرب" وخصخصة القانون الدولي "شريعة الغاب" من يمتلك القوة يفعل ما يشاء ويخطط ما يشاء ويفرض قواعد اللعبة كما يشاء, وسعت تلك الدوائر إلى الهيمنة الكاملة على البني التحتية الأممية والماسكة بالقرار الدولي والعربي والإسلامي أيضا, ليتحول العالم من نظام منهجي ومؤسسي يسوده السلام والقانون, إلى حكومات تابعة ومصنعة ودول ورقية لا ترعى مصالح شعوبها وتبتعد عن القيم الإيديولوجية الإسلامية والعربية والوطنية, والتي تتعارض مع نهج الفوضى وفوضى السوق والدمار الذي يسعى له دعاة القرن الأمريكي الصهيوني الجديد لترسيخه بمنحى عقائدي متشدد, وإناطة الحفاظ على مصالح الشعوب والأمم إلى منظمات وأحزاب لتشكل ميدان الصراع يمكن اختراقها مخابراتيا وتنميطها بالإرهاب الكلمة السحرية لنشر الفوضى الدموية, وتجعل منها ميدان لتنفيذ إستراتيجية الحرب القذرة, وبذلك تنشر الفوضى في كل مكان, وتوسع صراعات ونزاعات طائفية وعرقية في بلدان ودول العالم العربي والإسلامي لتمولها المافيا وشركات السلاح والنفط وتفتح الأسواق في الدول المستهدفة استراتيجيا(مشروع القرن الأمريكي الصهيوني الجديد), وانطلقت هذه الأيديولوجية من فكر التيار اليمين المتشدد( المحافظون) ليبشروا العالم بتصدير الدمار والخراب في كل مكان من العالم والشواهد الحية خير دليل على منهجيتهم العقائدية الشاذة( الفوضى), وأشير كمرتكز استراتيجي ما ذهب إليه "لاروش" حيث تبرهن أجندة "لجنة الخطر الداهم" ما أشار إليه " ليندون لاروش" المرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الذي يرأس "لجنة لاروش" للعمل السياسي, ففي مذكرة إستراتيجية كتبها، يقول لاروش"إن هدفهم هو ليس إخضاع مناطق معينة سياسيا كمستعمرات بل إزالة جميع المعوقات التي تقف في طريق النهب الحر للكوكب (الأرض) ككل". إن نيتهم هي ليست فتح أراضي جديدة بل تحقيق إزالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر إلى أقل من مليار نسمة… فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين وثرواته فحسب، بل إزالة أمم قومية وأباده شعوبها الإسلامية عن طريق إطلاق قوى الفوضى والدمار. وأشير أيضا إلى ما نشرته مجلة "إكزكتف إنتلجنس ريفيو" تقريراً حول اجتماع عقد في واشنطن لمناقشة "الحرب العالمية الرابعة" حضره وتحدث فيه أبرز منظري المحافظين المتشددين وأكثرهم نفوذاً داخل الإدارة الأمريكية وفي مراكز صنع السياسة في واشنطن’ و شارك ثلاثة من كبار مسئولي إدارة بوش السابقة - وهم نائب وزير الدفاع الأسبق "بول وولفويتز" واثنان من دعاة الحرب من المحافظين الجدد في مجلس سياسات الدفاع (Defense Policy Board) "جيمس وولزي", و"إليوت كوهين"، شاركوا جميعاً في الاجتماع الذي عقد برعاية إحدى أكثر الجماعات الصليبية المحافظة الجديدة تطرفاً، وهي "لجنة الخطر الداهم" (Committee on Present Danger) وهذه هي نفس المنظمة التي كانت ناشطة أثناء الحرب الباردة والتي طالبت بقصف كوريا الشمالية بالقنابل الذرية في عام 1949، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (Foundation for the Defense of Democracies). وكلا المنظمتان أعلنتا من قبل أن "الإسلام" هو العدو العالمي الجديد الذي يجب أن تتم هزيمته من خلال ما يسمونه الحرب "العالمية الرابعة" والمسألة التي تم عرضها خلال هذا الاجتماع هي أن يتم القضاء على جميع "الدول الراعية للإرهاب وفق المفهوم الشاذ للمحافظين وتفسير الإرهاب وفق المنظور السياسي الأمريكي" إما عن طريق الحروب أو الانقلابات أو الأشكال الأخرى من تغيير الأنظمة او باستخدام استراتيجية الحرب القذرة، وبذلك فان الولايات المتحدة ستكون في حرب أبدية، وأهم عامل في هذه المرحلة "الإرادة لخوض القتال". وفي خطابات عديدة سابقة وصف كل من (جيمس وولزي) الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية لفترة قصيرة و(أليوت كوهين) وصفا هذه الحرب بوصف "حرب المائة عام" لذا اعتقد أن هذه الدوافع الاستراتيجية والتي تبدو ملامحها واضحة للعيان منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي, مما جعل جميع قيم الصراع والحرب تختلف تماما لتعلن الصهيونية العالمية واللوبي الصهيوني الأمريكي انقلاب شامل على القيم القانونية والشرعية والأخلاقية وأكثرها استهدافا الإنسانية, لتنفذ استراتيجية الحرب القذرة( استراتيجية البركان) ضد شعوب وبلدان الأمة العربية والإسلامية, وكان العراق وأفغانستان ولبنان والسودان والصومال واليمن ميادين صراع دموية خلفت احتلال دولتين إسلاميتين احديهما عربية إسلامية العراق, ويجري المناورة على بقية المحاور مع البقاء على المحور الرئيسي الثابت في الصراع العربي الصهيوني (فلسطين الحرة), بلا شك أن نمط التفكير الأمريكي الصهيوني تحقيق عالم خالي من الإيديولوجيات والعقائد السماوية والوضعية وإطلاق العنان للفكر الامرصهيوني الراديكالي المتشدد, والحد من فاعلية العقيدة الإسلامية من امتدادا وانتشار, والقيم العربية من بعد جغرافي وأخلاقي والقيم الوطنية المطلقة, وما تلعبه تلك العقائد من دور حاسم في وعي وبنية وثقافة المجتمعات العربية والإسلامية بأكملها تشكل عنصر اصطدام مع آلية وتفكير ونمطية العقائد الامرصهيوني الراديكالي المتشددة, مما شكل مبدأ خلف أنظمة وحكومات تقوم على حراسة المصالح الأمريكية وفي اولوياتها الكيان الصهيوني, ومساحات البعد الاقتصادي الاستراتيجي الأمريكي, المتمثل بشركات النفط والسلاح والسيارات والمرتزقة لتامين سوق تصريف ملائم وانسيابي في ميدان صراع دموي متشابك ومتعدد الأطراف, لتجعل من الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي للصهاينة تقلب الطاولة على العالم بأكمله وتنتهك الشرعية الدولية وتساند إسرائيل في كافة جرائمها وحروبها بل وساهمت في تجريد المنطقة من مرتكزات الصراع الأساسية عبر تنفيذها استراتيجية التواجد المباشر منذ عام1991 وحتى يومنا هذا عبر تطبيق استراتيجية الحرب القذرة التي تنفذها إسرائيل اليوم ضد شعبنا الفلسطيني في غزة وبشكل سادي ووحشي يفتقر لأبسط مقومات الإنسانية والقيم والأعراف الدولية.

عرقنة فلسطين.

تقطر قلوبنا دما عندما نرى منظر الشهداء الفلسطينيين وهم يعدمون بالجملة وعلى مرأى ومسمع من الشرعية الدولية يقترب من العدوان العسكري على العراق عام2003 , وبعد أن حوصرت غزة بشكل وحشي وهي جريمة ضد الإنسانية حرمان الشعوب من العيش بسلام, وليس هذا الفعل جاء اعتباطيا بل مخططا ومن خلال البحث يمكنني إجمال أكثر من محور في ميدان الصراع ونسال الله أن يفتح علينا كي لا نغفل جانب منه.

المحور السياسي.

نجح الاحتلال الانكلوامريكي الصهيوني للعراق في تحقيق مرتكزات استراتيجية الحرب القذرة ,استراتيجيات متشابكة ومركبة لتحقق ما يسمى الإنجاز النهائي, وتمكنت الدوائر الصهيونية المتغلغلة في العراق من تحقيق اختراق مدعوم ومعزز بالوسائل الأمريكية المتطورة للحد من قدرة ونشاط المقاومة العراقية لفترة ما, وتمكنت أن تحول القتال إلى صراع متشابك ومتطور ويتخذ إشكالا مختلفة وبوسائل لا نمطية وغير مألوفة وبعد نجاح هذه الاستراتيجية جرى تطبيقها في فلسطين( عرقنة فلسطين بعد لبننة العراق) وسأتطرق للمحاور كافة نبدأ من المحور السياسي, أن أول عمل يقوم به المستعمر والمحتل الغازي هو إلغاء الهيكل والحدود السياسية بمنظروها ومورثها الحضاري والتاريخي وتحطيم منظومة القيم الوطنية والإسلامية والمعايير الأخلاقية تدريجيا ( فرق تسد)عن طريق أدوات وخلايا أعدت لهذا الغرض, وتمكنت أن تزرع روح الاحتراب والتنافس والاقتتال على السلطة الوهمية المصرح بها لهذا الغرض, كما جرى في العراق مما يحقق الاستنزاف السياسي والاجتماعي وممارسة سياسة التقطيع الناعم وتقطيع أوصال المجتمع إلى أعراق وطوائف واديان وأحزاب بل وزعامات متناحرة بين موالي ومعارض ويمين ويسار ووسط والكل يتصارع على هدف وهمي( السلطة) في ظل الاحتلال الماسك بالمرتكزات الأساسية والموارد المحورية للسلطة الحقيقة, ويعقبه التقطيع القاسي بالقوة باستخدام القوة الصلبة التي تحقق بعض النجاحات التكتيكية المرتبطة بمشروعها في كسب الصراع, ويحقق بذلك سياسة القضم وتجزئة محاور الصراع وتبويب كل محور وخصخصة الموارد والجهد اللازم لاستهدافه بعد الولوج إلى نقاط ضعفه وإذكاء روح الصراع بين المتنافسين من أبناء الوطن الواحد ليؤمن عدم الاشتباك والتماس المباشر مع قتل البعد الإيديولوجي والعقائدي المرتبط بمنظومة القيم الوطنية التي توحد الجهد ضد المستعمر والمحتل(حشد الموارد لتحقيق الهدف).

مارست العصابات الصهيوينة سياسة إلغاء الوطن الواحد وهذا هدف استراتيجي ذكرناه في المقدمة أعلاه( إزالة أمم قومية وإسلامية) وبدلا من معالجة تداعيات عمق الصراع ومحوره فلسطين اجتزأت الصراع إلى دويلات صغرى متناحرة غزة, القدس, رام الله,...الخ, وبذلك حقق أهم مبدأ استراتيجي في الصراع إدغام المطالبة بفلسطين واتجهت إلى تبويب المدن وفرزها على أساس التقطيع الناعم والقاسي كما ذكرناه, وبنفس الوقت استخدمت أوراقها وخلاياها وورشها ذات البعد المهادن والساعي لتسلق السلطة بممارسات الإذلال والقيام بدور الشرطي الصهيوني بلباس فلسطيني وحققت بذلك القدرة المكتسبة لتجعل محاور الصراع فلسطيني فلسطيني بدلا من فلسطيني صهيوني أو عربي صهيوني كما جرى في العراق, وتمكنت من إحكام السيطرة على عدد كبير من الأنظمة العربية باستخدام العصا الأمريكية لتقزم مسرح الصراع العربي الصهيوني,بل وجعل ما يسمى التطبيع والتهدئة والمبادرات الميدان الوحيد المسموح للعرب المناورة فيه, بعد أن افقدوا العرب ابرز مرتكزات العمل السياسي والاستراتيجي القوة(القوة أداة تنفيذ السياسة) هكذا تقول الاستراتيجية وفقدوا بذلك ابسط مقومات الأمن القومي العربي والإسلامي واكتفوا بأمن وطني هش قابل للزوال حسب الإرادة الامريصهيونية, وجعلوا من الجيوش العربية الجرارة جيوش نائمة ناعمة مهمتها السيطرة قمع إرادة شعوبها الرافضة للذل والاستعمار الامريصهيوني للعالمين العربي والإسلامي, وتبتعد كل البعد عن المفاهيم العسكرية السوقية والاستراتيجية وأبجديات الصراع والمناورة وحافة الحرب وهي أحدى وسائل الضغط السياسي باستخدام القوة لتحقيق المصالح القومية والوطنية لأي دولة,لتنفرد إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم العربي والإسلامي وتجعله ميدان وحشي لجرائم حرب ومجازر الابادة للجنس البشري وقد ارتكبت أمس محرقة بحق شعبنا الفلسطيني منذ اغتصاب أرضه ولحد الآن يضاف إلى سجلها المتخم بالمجازر والجرائم ضد البشرية, ومن خلال ما أوردناه أعلاه لقد جعل الصهاينة في خطاباتهم السياسة من فلسطين دولة وشعبا وأرضا أمرا منسيا بل مدن متصارعة متنازعة موشحة وموصفة بأسماء القيادات وعدد من الفصائل لتشرعن تدميرها واستهدافها وتبوب التدمير تحت هذا الباب منظمات إرهاب سلطة مقالة ..الخ, لذا من الضروري التشديد على غزة فلسطين أو غزة الفلسطينية أو فلسطين وكذلك الشعب الفلسطيني دون تجزئة, أن أي حرب صهيوينة ضد العرب هي لزيادة أسهم المرشح الصهيوني الجديد لدفة الحكم أو لزيادة رصيده الانتخابي, وان كل رئيس حكومة يبدأ بحرب وتنتهي فترة حكمه بوعود زائفة للسلام والتهدئة والمبادرات والوعود الكاذبة بعد تحقيق مرحلة تكتيكية ضمن استراتيجية التطبيع وكسب الصراع, لقد تمكنت إسرائيل تنفيذ خطة خداع استراتيجية قبيل المجازر والعمليات العدوانية العسكرية من خلال الإيحاء للعالم أنها متجه نحو حل المشاكل المتعلقة بالسلام وأنها تقبل ما يسمى المبادرة العربية ومناورات تكتيكية هنا وهناك وحرب تصريحات ووعود زائفة, لتحقق المباغتة العملياتية في شن الحرب ضد الشعب الفلسطيني في غزة, ومهما كانت فترة العدوان فان عدد الضحايا الذين سقطوا من أبناء شعبنا الفلسطيني والدمار الذي ألحقته آلة الحرب الصهيونية فأنها تعتبر بالمقاييس العسكرية حرب محدودة ذات أبعاد سياسية وإستراتيجية.

المحور الإعلامي.

من المؤسف أن نرى الإعلام العربي مخدر ويفتقر إلى إستراتيجية الصراع باستثناء عدد من الفضائيات التي غطت العدوان بشكل منطقي وموضوعي ويستند على الحقائق باستخدام الصورة وتوقيت الحدث, أما بقية وسائل الإعلام العربية والعراقية الملحقة بالمشروع الأمر صهيوني اعتقد اتخذت جانب الصمت واستخدمت استراتيجية الخيار الحكومي, ويسيطر على الماكينة الإعلامية اليوم روبرت مردوخ الصهيوني وهو صاحب أوسع إمبراطورية إعلامية في أمريكا وفي توسع مستمر ويعتبر الإعلام اليوم الصفحة الرئيسية في كسب الصراع, ولذا نجد وسائل إعلام أجنبية منحازة تماما لتبرير الجرائم الصهيوينة, إضافة إلى وسائل إعلام وقنوات فضائية عربية كثيرة ملحقة بهذا الإعلام وتعمل على نمطيته وأبواق وأقلام مأجورة لإسناد الصهاينة وتبرير جرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني, ويتناول هذا الإعلام الحدث والمجازر بمصطلحات الخطاب المزدوج التي تحقق التلاعب الإعلامي لتضليل الرأي العام وتطبيع وهيكلة أفكاره, وعلى سبيل المثال يقال غزة بشكل منفرد دون الإشارة إلى إنها أحدى مدن فلسطين وجزء من الأرض المغتصبة فلسطين, وكذلك الإشارة إلى الأعمال العسكرية الإسرائيلية دون ذكر العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, ذكر استهداف حماس دون ذكر قتل الشعب الفلسطيني, تصفية حماس دون ذكر ابادة مدينة بالكامل بمن فيها, ذكر حق الدفاع دون ذكر مجازر العصابات الصهيونية أو المجازر الجماعية والقتل المروع الذي طال الأبرياء من أطفال ونساء, تقزيم الجهاد والمقاومة إلى منظمات أو منظمات إرهابية كما يصفونها أو يحلو لهم تسميتها, هذا قاموس الحرب العالمية الرابعة ضد المسلمين والعرب كما أوردناه أعلاه قاموس ما يسمى الحرب على الإرهاب الذي ليس له دلالة مكان أو دولة أو حيز جغرافي معين أي عنوان فضفاض بمعايير مزدوجة يحلو لمن يمتلك القوة تطبيقه لتنفيذ أهدافه الاستراتيجية وتحقيق شهوته في استعباد وقهر الشعوب ونشر الفوضى الدموية.

المحور العسكري.

تشير المعطيات الظرفية ومراحل الاستهداف ونمطية التكتيك قبل العدوان إلى أن هناك عمل عسكري يلوح بالأفق بعد أن مارست الدوائر الصهيوينة خطة خداع استراتيجية محكمة للتمويه على العدوان ونشر الوعود الزائفة لغرض تحقيق المباغتة في الاستهداف وإيقاع اكبر عدد من الخسائر بالجانب الفلسطيني بتطبيق مبدأ الصدمة والرعب, حيث مارست العصابات الصهيونية استراتيجية الحرب القذرة, ابتداء من الحصار الشامل لإضعاف مقومات الصمود والتصدي العام, وتستهدف هذه الاستراتيجية في محورها الرئيسي البعد الاجتماعي والجماهيري باستخدام سياسة التجويع وتهيئة القاعدة الشعبية(حاضنة المقاومة) للتفتيت والتقسيم وباستخدام فلسفة "الصادم والمريع" التي طالما استخدمتها أمريكا وإسرائيل في حروبهما ( الصراع العربي الإسرائيلي) منذ مطلع التسعينيات ولحد الآن, وترتكز على استهداف البني التحتية الاجتماعية لتحقق شرارة النزاع في الصراع الديموغرافي, باستخدام أدواتها وخلاياها النائمة وبعض المفاصل الشبحية( حرب الأشباح-اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية واعتقال القسم الأخر) وتحاول نشر الرعب والترويع في صفوف القاعدة الشعبية من جراء الخسائر والضحايا والاستهداف عبر عمليات تمهيدية جوية وصاروخية ومدفعية مستمرة ومكثفة(حرب تجريد) تستهدف كافة المفاصل الحيوية المدنية والجسور ومنافذ التموين وعقد المواصلات لتضمن انهيار حالة الاستعداد القتالي المتماسك وظهور بوادر الاستياء والهيجان الشعبي كوسيلة ضغط لخرق الجبهة الداخلية كي تعقبها عمليات إنزال وهمية متفرقة لتشتيت الجهد وتثبيت القطعات ليصاحبه فيما بعد هجوم بري شامل في حالة القرار على تغيير الخارطة السياسية والديموغرافية لغزة ومدن المقاومة للوجود الصهيوني أو كسب حرب محدودة لتوظيفها كنصر كبير يبعد شبح هزيمة تموز2006, واعتقد أن الموضوع أوسع من أبعاد شبح الهزيمة ويبدو لي أن التخطيط المتماسك والتنفيذ الدموي الوحشي خلفه استهداف حقيقي للمقاومة الفلسطينية والنيل منها بعد حصار محكم شارك به الأشقاء مع الأعداء, في أول سابقة عرفتها ميادين الصراع وفقدنا بذلك مقومات الأمن القومي العربي والإسلامي, واعتقد أن الهجوم البري قد يلوح به كحافة حرب لكسب أهداف سياسية وتنازلات وهو احتمال قائم وقد يكون ضعيفا, والاحتمال الثاني الاجتياح وهو وارد من النواحي العسكرية والاستراتيجية للتحقيق أهداف سياسية وعسكرية وهذا يتطلب الدقة والانتباه, وفي ملاحظة أن قبل العدوان إسرائيل فتحت المعابر لوقت محدد وقد استطاعت إبرار وإدخال عناصر الحرب الشبحية وحرب المعلومات والحرب النفسية التابعين لها (الجواسيس) للمساهمة في تعيين الأهداف عبر العين المجردة إضافة إلى منظومة الاستشعار الفضائي التي توجه الصواريخ والقنابل الذكية من الجو إلى أهدافها (الملاحق أدناه يبين منظومة مستشعرات الميدان-شبكة أنظمة الكشف والتتبع- نظام الليزر المحمول جوا) في مثل هذا الاستهداف الصهيوني الصاروخي والجوي الدموي كان من الضروري أجراء عمليات ردع من فصائل المقاومة الفلسطينية لإيقاف القصف بعمليات خاصة تستهدف منصات الإطلاق الصاروخية في البر والبحر بعناصر القوات الخاصة والضفادع البشرية وكذلك عمليات قنص الطائرات والمروحيات, خصوصا أن نمطية الجيش الإسرائيلي( العقيدة والمذهب) مشابه إلى حد كبير مع الجيش الأمريكي( الجيش الصغير الذكي), فيما يلي ملاحق تبين تطور القدرة العسكرية وخطة الأمن الإسرائيلية وحرب المعلومات المستخدمة.

 

 


 

المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس