عرض مشاركة واحدة

قديم 17-07-09, 07:25 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

الحركة والمناورة

لعبت المناورة بالنيران دوراً بارزاً في تقدُّم القوات الروسية نحو نهر التيريك ومحاصرة العاصمة الشيشانية غروزني، ولم يكن هذا الأسلوب قد استخدم بصورة كافية في معارك عام 1995م. ويرجع البعض النجاح الذي حققته القوات الروسية في نوفمبر 1999م إلى التعديلات التي أجريت فيما يتعلق باستخدام المدفعية، حيث تصمّنت تلك التعديلات ما يلي:
(1) كانت كل سرية بنادق منقولة بالآليات أو منقولة جواً تتلقى الإسناد من بطارية مدفعية أو هاون تحت قيادتها المباشرة.
(2) استخدم الروس لأول مرة عملياً طريقة الرماية اللامركزية على أهداف ضمن قطاعات، بدلاً من طريقتهم المألوفة بالرماية المركزية للمدفعية، فقد كانت الرماية تتم ضد طرق اقتراب بعيدة من مسافة آمنة. وقد تكفلت الوحدات على مستوى الكتيبة فأعلى بقطاعات مسئولياتها جيداً فيما يتعلق بعمليات الاستطلاع والرماية، وكان القادة يتولون مسئولية الرماية في تلك القطاعات. ومكنت هذه السيطرة اللامركزية على الرماية الأنساق الأدنى من الأخذ بزمام المبادأة واستخدام المدفعية بطريقة فعالة. وكانت الطريقة المستخدمة سابقاً في الرماية هي تمرير المعلومات من جميع وحدات الاستطلاع إلى القيادة الأعلى، التي تعيِّن بدورها الأهداف إلى أسلحة الرماية بما في ذلك مدافع الهاون وبذلك تتدفق المعلومات إلى المستويات الأدنى من التسلسل القيادي. وكان هذا الاستخدام العقيم لمعلومات الاستطلاع يتيح وقتاً كافياً للقوات المعادية كي تغيّر مواقعها قبل تنفيذ مهمة الرماية.


وقد أطلق الصحفيون على العمليات الروسية في غروزني "تكتيكات القطاعات" في إشارة إلى تقسيم المدينة إلى قطاعات، ومن ثم تقسيم القطاعات إلى قطاعات فرعية، وتقسيم هذه الأجزاء الفرعية إلى أجزاء صغيرة. وقد تضمنت الخطة الروسية في الحرب الأولى أيضاً تقسيم المدينة إلى قطاعات (مستخدمين خطوط السكك الحديدية ونهر الصانزا في ذلك التقسيم).

الحرب عن بعد

حذا الروس حذو حلف الناتو في كوسوفو، فلم تكن خطتهم ترمي إلى دخول المدينة وإنما إلى محاصرتها، وكان هدفهم هو تدمير القوات الشيشانية عن بعد بالطائرات والمدفعية، فلم تتقدم الدبابات مثلما تقدّمت في المرة السابقة وإنما استخدمت لإسناد قوة الهجوم المتقدمة بالنيران المباشرة. وأحكمت القوات الفيدرالية تطويقها للمدينة من الخارج ومنعت قوات الشيشانيين من الانسحاب حتى استعدت استعداداً جيداً لدخولها. وبذل المخططون جهداً فائقاً في تمييز طرق الاقتراب إلى بعض أجزاء المدينة ومرافقها العامة واستعانوا بالخرائط لمعرفة مخططات تصريف المياه، فوجدوا أن هناك متاهات بطول قامة الرجل وعرض يبلغ ما بين 2 3 أمتار، ولذلك فإن مهندسي القتال ووحدات الاستطلاع مسحت هذه المرافق العامة مسحاً دقيقاً قبل شن الهجوم. وتجدر الإشارة إلى أن الجنود الروس قد نالوا بهذه الطريقة قسطاً من الراحة والاستجمام.

ومن المعروف أن الاشتباك داخل المدن من أكثر أنواع القتال تعقيداً، لذلك ينبغي أن يحرص فيه الجيش على سلامة أرواح المدنيين، إلا أن التقارير الواردة عن حرب الشيشان أشارت إلى مقتل العديد من المدنيين أثناء الهجوم.

التكتيكات الشيشانية

قاوم الشيشانيون بشراسة محاولات الروس احتلال العاصمة غرزوني، فرغم أن القوات الروسية كانت أكثر استعداداً هذه المرة إلا أنها مازالت ضعيفة في تكتيكات المناطق المأهولة بالسكان، مما جعل أحد الضباط الروس يعلق على هذا الوضع قائلاً: "إن سَرية شيشانية واحدة تكافئ لواءً روسيّاً بأكمله داخل غروزني، فقد أغلق الشيشانيون جميع نوافذ وأبواب الطوابق السفلية من المباني، مما تعذر معه الدخول إلى تلك المباني، بينما كان القناصة المتمركزون في الطوابق العلوية من المباني بالمرصاد للجنود الروس الذين يحاولون تسلق الجدران أو اقتحام المباني بالقوة.

وكان المقاتلون الشيشانيون مقسَّمين إلى مجموعات قوام الواحدة منها 25 فرداً، وتنقسم كل واحدة من هذه المجموعات بدورها إلى ثلاث مجموعات فرعية تضم الواحدة منها ثمانية أفراد، وبذلك التقسيم تقل الخسائر في صفوف القوات الشيشانية أثناء رماية المدفعية عليها.

أمضت القوات الشيشانية مدة شهرين في تجهيز المدينة وإنشاء عدد لا بأس به من المواقع لشن الكمائن. وكان لهم خطا دفاع يحتل الأفراد الأقل مهارة الأول منهما. وتمركز القناصة في سطوح المباني والطوابق العلوية لمراقبة طرق الاقتراب البعيدة المؤدية إلى تقاطعات محددة، وحاولوا إجبار الروس على الخروج إلى الشوارع. كما كان القناصة يتمركزون في خنادق ومخابئ خرسانية تحت الأرض يمكن رفعها برافعات السيارات عندمات تقترب القوات الروسية، فكانت هذه المخابئ تستخدم كمواقع لشن الكمائن ثم يختبؤوا فيها مرة ثانية، الأمر الذي جعل القوات الروسية تجد صعوبة بالغة في تمييز مناطق التقتيل.

كما أمضى الشيشانيون وقتاً طويلاً في حفر الخنادق من أجل الدفاع عن المدينة، حيث اشترك في حفرها العديد من الرجال والنساء المختبئين في الطوابق السفلية من المباني، واستخدم الشيشانيون هذه الخنادق في التنقل بين المنازل، كما استخدموها كمواقع لرماية القناصة؛ فبينما كان الجنود الروس يركزون على سطوح المباني والنوافذ، فإن المقاتلين الشيشانيين كانوا يمطرونهم بوابل من النيران من داخل الخنادق. وقد صرح المقاتلون الشيشانيون أنهم لم يستخدموا الدروع الواقية داخل المدينة لأنها تعيق حركتهم، كما أنهم لم يستخدموا الطلقات الاستكشافية (الضوئية) حتى لا تكشف عن مواقعهم. وفي بعض الأحيان كان المقاتلون الشيشانيون يخرجون من المدينة ويهاجمون الروس من الخلف خصوصاً في المدن التي يحتلها الروس ويعتبر ذلك عملاً جسوراً، حيث كانت المدينة مطوقة بحوالي 50 ألفاً من الجنود الروس.

وكان المقاتلون الشيشانيون يستخدمون شبكات مياه الصرف الصحي للتنقل داخل المدينة والتحرك لاسترداد المواقع التي ينسحب منها الروس. وقد أفادت بعض التقارير أن المقاتلين الشيشانيين استخدموا قنابل الكلورين والأمونيا وأشعلوا النيران في آبار البترول لحجب الرؤية، وجهزوا جميع المباني بالمتفجرات.

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس