عرض مشاركة واحدة

قديم 08-05-09, 07:40 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي نحو عقيدة عسكرية للحرب غير المتكافئة



 

نحو عقيدة عسكرية للحرب غير المتكافئة

بقلم العقيد المتقاعد- كلينتون جيه آنكر (الجيش الأمريكي)
والمقدم المتقاعد- مايكل د. بروك (الجيش الأمريكي )



تتعدد تعريفات ونظريات وتجارب الحرب غير المتكافئة، فهي حرب تتعامل مع المجهول والمفاجآت، سواء فيما يتعلق بغاياتها أو وسائلها، أو طرق شنّها، وكلما ازداد عدم تكافؤ الخصم كلما أصبح من العسير التنبؤ بأفعاله، إذ لو علمنا سلفاً مخططات الخصم لاستغلال عدم التكافؤ في جانبنا، لأعددنا عقيدة عسكرية ملائمة لمواجهة أفعاله، ومن هنا يمكن القول إن التصدي لخصم غير متكافئ يستلزم عقيدة عسكرية تكفل طريقة للتفكير في عدم التكافؤ، وفلسفة عمليات لا تغفل ذلك النوع من عدم التكافؤ، وإنما تأخذه في الحسبان جملة وتفصيلاً.

ينظر البعض أحياناً إلى الحرب غير المتكافئة على أنها دورة تقليدية من الأفعال، وردود الأفعال، ومواجهة ردود الأفعال، فلاشك أن الأعداء يعكفون على دراسة وتمحيص عقيدتنا العسكرية، ويبذلون قصارى جهدهم لمواجهتها والتصدي لها.

ولن يألو عدو مقتدر جهداً لإحداث المفاجآت التي يتوقع نجاحها، وحالما ندرك عدم التكافؤ نسخّر الإمكانات لمواجهته، وهكذا دواليك؛ فعلى سبيل المثال، لو امتلك عدو محتمل أسلحة بيولوجية ليست بحوزتنا، فإن استعداداتنا سوف تنصب على مجالات التقنية، والعقيدة العسكرية، والعمليات، لحماية القوات وسبل مواجهة تلك الأسلحة، والمقدرة على مهاجمة أو إلحاق الهزيمة بوسائط الإطلاق التي يستخدمها الخصم، وتقديم الدعم للمدنيين .. وهكذا، فمن شأن مثل هذه الاستعدادات ردع استخدام الأسلحة البيولوجية، لأنها تقلل مزايا عدم التكافؤ التي يتمتع بها العدو.

ونظرًا لأن الشك جزء لا يتجزأ من طبيعة الحرب، ويتضاعف بعدم التكافؤ، يتعين على العقيدة العسكرية إعداد وبناء القوات العسكرية للتعامل مع الشكوك بسرعة وفعالية، وهناك من يعتقد أن العقيدة العسكرية، والتكتيك، والأساليب، والإجراءات تقدم حلولاً جاهزة للعمل، ولكن هذه الفكرة سرعان ما تتلاشى أثناء التطبيق الفعلي للعمليات؛ فلو أحدث العدو مفاجأة بمقدرات معينة، فإن استجابتنا سوف تتسم بالتسرّع وقلة الفاعلية، في حين تدوم المزايا التي يتمتع بها الخصم طويلاً بسبب المفاهيم التي نكوّنها مسبقًا عن مقدرتنا على التكيُّف معها.


تطوير العقيدة العسكرية


ولتوضيح العلاقة بين عدم التكافؤ والعقيدة العسكرية، سوف نورد هنا ملاحظتين مهمتين: أولاهما: أننا في نظر العديد من خصومنا نبدو غير متكافئين بالقدر نفسه الذي ننظر إليهم على أنهم غير متكافئين، فمقاتل القاعدة الذي يقبع في كهف في منطقة نائية في أفغانستان ينظر إلى المتفجرات المقذوفة من الطائرات بدقة متناهية من ارتفاعات تبعد آلاف الأقدام وموجهة بالليزر على أنها غير متكافئة بالنسبة له، وفي الوقت نفسه ننظر نحن إلى تكتيكاته على أنها غير متكافئة. والنقطة الثانية: أن العقيدة العسكرية لا يمكن أن تتنبأ بطبيعة وشكل النزاعات غير المتكافئة، وإنما يمكن لها أن تتنبأ بالسمات اللازمة للعمل في مثل تلك البيئة غير المتكافئة.

ولفهم دور العقيدة العسكرية لابد من التمييز بين العقيدة العسكرية، والتكتيكات، والأساليب والإجراءات، فكثير من الناس يستخدمون مصطلح العقيدة العسكرية للدلالة على العقيدة العسكرية بكاملها دون تمييز بين الأدوار المحددة لكل واحد من مكوناتها، فرغم أن تحديد دور كل واحد من هذه المكونات قد يبدو أمرًا غير ذي بال، إلاّ أنه في واقع الأمر في غاية الأهمية، لأن كل واحد من هذه المكونات يؤدي مهمة مختلفة لتسيير العمل العسكري، فضلاً عن أن لكل واحد منها دورًا يختلف قليلاً فيما يتعلق بعدم التكافؤ.

والعقيدة العسكرية الناجحة هي التي تشرح التوقعات المحتملة لكيفية القتال والعمل بناء على التجارب السابقة، والتنبؤ السليم بما يخبؤه المستقبل؛ فالعقيدة العسكرية تحقق الأهداف الثلاثة التالية:

توضّح العلاقة بين الأبحاث، والنظريات، والتاريخ، والتجارب، والتطبيق.

تنطوي على قدر واسع من المعارف والتجارب التي يمكن تطبيقها.

توفّر تفهماً مشتركاً ولغة مشتركة للتعبير عما يجب على القوات المسلحة إنجازه.

إن التعريف الضيّق للعقيدة العسكرية ينص على أنها: "المبادئ الأساسية التي توجه عمل القوات المسلحة أو عناصر منها لدعم الأهداف الوطنية".

وكما أشار المفكّر العسكري (فولر)، فإن العقيدة العسكرية ينبغي أن تقدّم مفهوماً للعمل وفلسفة للكيفية التي تؤدي بها القوات المسلحة المهام المنوطة بها، وبذلك تربط العقيدة العسكرية بين متطلبات العمليات ونقاط القوة المدركة لدى القوات المسلحة. ومن المعروف أن القوات المسلحة تعمل بصورة أفضل عندما تعمل على الاستفادة من مقدراتها ونقاط قوتها غير المتكافئة، ويزخر التاريخ بالعديد من النماذج على إخفاقات عسكرية حدثت نتيجة لمحاولة مجاراة أسلوب العدو في الحرب، رغم أن القوات الصديقة لا تناسب لذلك النوع من التحدي.


أساسيات العقيدة العسكرية


تعتمد العقيدة العسكرية على أساسين هامين، هما:
1 .التكتيكات: وهي تتعامل مع كيفية توظيف الوحدات أثناء القتال. ويخضع التطبيق الفعلي للتكتيكات لمتغيرات الموقف، وهو علم وفن في آن معًا، حيث ينص كراس الميدان 3 90 (التكتيكات) على أن: "علم التكتيك يتضمن فهم الجوانب العسكرية للتكتيكات المقدرات، الأساليب، والإجراءات التي يمكن قياسها ووضع قوانين لها". ويشتمل فن التكتيك على ثلاثة جوانب متداخلة: مجموعة الوسائل التي تتسم بالإبداع والمرونة لإنجاز المهام المحددة، واتخاذ القرارات في بيئة يسودها الشك وعدم اليقين عند مواجهة عدو حاذق، وفهم الأبعاد الإنسانية، أي تأثير القتال على الجنود. وعادة ما يلجأ رجل التكتيك لهذا الفن لحل المشكلات التكتيكية ضمن نوايا قائده بالاختيار بين الحلول الممكنة، مثل: أشكال المناورة، وواجبات المهام التكتيكية، وترتيب تدابير السيطرة، ومن ثم المفاضلة بينها.
ولابد من التوقف قليلاً عند وصف التكتيك بأنه: "اتخاذ القرار تحت ظروف الشك عند مواجهة عدو حاذق"، لأن في مثل هذا الوصف ربط مباشر بين التكتيكات وعدم التكافؤ.
وتختلف التكتيكات دائمًا باختلاف المواقف، وليست هناك حلول تكتيكية جاهزة، وإنما تحتوي كتيبات التكتيك على قائمة للاختيار من بينها. وتوظف التكتيكات ضد الخصوم غير المتكافئين أثناء سير القتال، لأن كل تطبيق من التطبيقات يختلف عن الآخر. والتكتيكات هي كل ما نقوم بفعله ضد خصم غير متكافئ عند ترتيب القوات لمواجهة الخصم. وما يميّز التكتيكات المستخدمة ضد الخصوم غير المتكافئين هو أنها تكتيكات جديدة لم تستخدم من قبل، فعندما يواجه القائد موقفاً ما، يفاضل بين مجموعة من الحلول الممكنة ويكيّف ذلك الحل مع الموقف الذي يطرأ له أثناء الاشتباك.

2. الأساليب والإجراءات: الأساليب هي الطرق التي تستخدمها القوات والقادة لإنجاز المهام والوظائف المنوطة بهم، وبخاصة طرق استخدام المعدات والأفراد؛ أما الإجراءات فهي طرق الحل التي تصف كيفية أداء الواجبات. والأساليب والإجراءات التي هي أدنى مستويات العقيدة العسكرية تعتبر من الإجراءات الداخلية التي تستخدمها القوة العسكرية، وتختص بنوع معين من الوحدات بناءً على: التنظيم، والمعدات، وبيئة العمل، وهي مستوى إجراءات العمل المستدامة في الحرب، وتشير إليها قوات المارينز بالمستوى "الفني" للحرب، وتُكتسب من خلال التدريب.

وكما يُقال، فإن "القوات تقاتل كما تتدرب"، وتقتضي الضرورة تطبيق الإجراءات والأساليب الحالية ضد الخصوم غير المتكافئين مع إجراء بعض التعديلات عليها لتناسب العمل. وإذا لم تكن هناك إجراءات وأساليب حالية، وكانت الأساليب والإجراءات المستحدثة غير ملائمة، فلابد من تطوير أساليب وإجراءات أخرى لتتكامل مع الحالية لحل مشكلة من المشكلات. وإذا أشارت القرائن إلى احتمال تكرار ذلك الموقف الذي اقتضى التغيير، فلابد من اطلاع القوات الأخرى بالحل للاستفادة من التجربة السابقة.

ويمكن القول إن القوات الأمريكية في أفغانستان مازالت تطبّق وتعدّل التمارين وإجراءت العمل المستدامة التي درجت عليها قبل الانتشار، فكافة القوات العسكرية تجري التعديلات اللازمة على عملها، فالوحدات العسكرية تعدل أساليبها وإجراءاتها باستمرار، حسب المواقف والمعارف المكتسبة من التجارب، وليس ذلك بدعة في التعامل مع خصوم غير متماثلين، فعندما واجه الجيش الأمريكي الألغام والشراك الخداعية في إيطاليا أثناء الحرب العالمية الثانية، استحدث إجراءات لتطهير وتأشير مناطق معينة، وابتكر أساليب لإبطال مفعول الألغام، كما طوّرت قوات المارينز والقوات البرية تمارين خاصة للقضاء على الكهوف والتحصينات الأرضية اليابانية أثناء الحرب في المحيط الباسفيكي.

ويتطلب إجراء التعديلات على الأساليب والإجراءات خبرة وتدريباً، وهذه الأعمال تعتبر من صميم طبيعة القتال التي تستلزم التكيّف للنجاح في المهام العسكرية، لأن الحرب بطبيعتها سواء أكانت متكافئة أو غير متكافئة تتصف بالشك وعدم اليقين.


الشك والمفاجآت


أشار المفكر العسكري الألماني (كارل فون كلاوزفيتز) إلى أن الشك من السمات الأساسية للحرب، وكما أثبتت تجارب الحرب في أفغانستان وغيرها، يمكن تقليل شكوك الحرب بتحسين أنظمة القيادة والسيطرة والاستخبارات، ولكن لا يمكن التخلّص منه نهائياً، فالشك متأصل في طبيعة الحرب وينشأ عن الآتي:
الافتقار إلى استخبارات عن نوايا العدو.

توقيت خطة الهجوم وموقعه، أو عدم وجود مثل تلك الخطة، كالهجوم الألماني في (الأردينز).

فعالية سلاح جديد أو إدخاله للخدمة مثل التوربيد الياباني (نوع 93) في الحرب العالمية الثانية.

تطوير شكل جديد من أشكال الحرب مثل الحرب الخاطفة.
ويجادل البعض بأن الشك الذي تتسم به الحرب غير المتكافئة قد اتسع نطاقه تبعاً لانتشار التقنية والمقاربة بين الأهداف المتناقضة، ليس فقط بين الدول، وإنما بين الجماعات أيضاً، وعدم التكافؤ ليس سوى نقل مستوى الشك والمفاجأة إلى مستوى جديد يتضمن طرقاً ووسائل وغايات جديدة. ولا تختلف وجهة العقيدة العسكرية في كلا الحالين، سواء أكان عدم تكافؤ العدو تحديثًا في التكتيكات بمستوى منخفض أو طريقة استراتيجية مختلفة تمامًا. ولابد أن نكون من الذكاء بحيث ندرك المتغيرات من حولنا، ومن المرونة ما يجعلنا نبتكر الاستجابة الفعّالة، وينبغي أن تنطوي العقيدة العسكرية على ما يجعل ذلك أمرًا ميسورًا.

ويتطلب التعامل مع المفاجآت إجراء تعديلات سريعة على المواقف الفعلية. ومن أسوأ ما تتضمنه العقيدة العسكرية أنها تغرس في أفراد القوات المسلحة العمل وفق اللوائح المنصوص عليها فقط دون أن تدع لهم مجال التصرّف في المواقف المختلفة، فعلى النقيض من ذلك ينبغي أن تتبنى العقيدة العسكرية فلسفة للمبادأة والتفكير الخلاق لمواجهة الشك وعدم اليقين، وتزداد أهمية ذلك بازدياد عدم تماثل الخصم.

ويجب أن يتضمن التدريب فلسفة عمليات تركّز على عدم اليقين، كما ينبغي أن تؤكد عقيدة التدريب على وضع الجنود والقادة في مواقف غير مألوفة وإجبارهم على التفكير الخلاق. ولابد أن ترسّخ العقيدة العسكرية القاعدة التعليمية والأدوات اللازمة لاستيعاب العمليات الناجحة بسبب اتساع نطاق طبيعتها غير المتماثلة. ولا تتأتى الأدوات إلاّ من خلال التدريب والتعليم والتحصيل الذاتي، ومن وظائف القيادة تطبيق تلك الأدوات.

وينبغي أن تجسّد العقيدة العسكرية فلسفة عمليات تقرّ بأن الشك سمة أساسية من سمات الحرب، والتفكير القائم على التكيّف، وخلوّ تلك العقيدة من الوصفات الجاهزة، ولا يقتصر دور العقيدة العسكرية على ذلك فحسب.


المبادأة والتكيّف


يعتبر التكيّف من المسائل المهمة في الحرب عند مواجهة خصم غير متكافئ، ومن الأمثلة على ذلك حروب مكافحة التمرد، وإعداد وبناء القوات العسكرية، وتطوير العقائد العسكرية لمكافحة التمرّد؛ فعلي المستوى التكتيكي، يمكن ملاحظة تأثير المدفع الرشاش والمدفعية غير المباشرة والأسلاك الشائكة أثناء الحرب العالمية الأولى، والهجمات الجوية الأمريكية على الصرب في كوسوفو، وتكتيكات الخداع والتمويه التي استخدموها لمواجهة القصف.
ومن الأمثلة البارزة أيضًا تجربة الجيش الأمريكي في الحرب الهندية، فالقبائل الهندية التي تقطن السهول استخدمت تكتيكات حرب العصابات ضد وحدات الجيش الأمريكي، لأنها تتمتع بالمهارة وخفة الحركة اللازمة للضرب والهروب من المطاردة.

وكانت القوات الأمريكية تفتقر لخفة الحركة والاستخبارات لإجبار الهنود للاشتباك بالطريقة التي تمكّن القوات الأمريكية من تكثيف النيران، فقارن قائد القوات الأمريكية الجنرال (جورج كروك) بين نقاط القوة النسبية لدى الطرفين وخلص إلى أن الهنود قد فقدوا ميزة خفة الحركة في الشتاء، لأنهم لا يقدرون على الانتقال بعيداً عن معسكراتهم، وباستخدام البغال القوية تمكّن الجنرال (كروك) من الانتقال لمسافات بعيدة في فصل الشتاء، وهكذا تمكّن من مهاجمة الهنود في معسكراتهم الشتوية النائية وتدميرها، ولم يكن أمامهم سوى التحرّك إلى قوات الاحتياط أو الموت جوعًا.

ولم يكن الحل الذي توصّل إليه الجنرال (كروك) يتمثل في تطوير تقنية دخيلة لحل مشكلة عسكرية، وإنما يكمن النجاح في الاختيار الجيد من بين الأدوات المتاحة لملاءمة الموقف، فقد أدرك الجنرال (كروك) أن الهنود يتمتعون بخاصية غير متكافئة أثناء موسم الحملة العسكرية لا يمكن للقوات العسكرية الأمريكية أن تتغلب عليها بسهولة، وكان يدرك أيضًا نقطة ضعف الهنود أثناء الشتاء، فعمل على تطوير طريقة غير متماثلة لا يمكن للهنود مواجهتها. ولم يكن ما قام به الجنرال (كروك) إعادة صياغة للعقيدة العسكرية، وإنما قام بتكييف قواته لتنفيذ العقيدة العسكرية بطرق جديدة، وينبغي أن نطالب قادتنا بمثل هذا النوع من التفكير الخلاق والأخذ بزمام المبادأة.

وعند كتابة عقيدة عسكرية لحقبة تاريخية تتسم بعدم التكافؤ، لابد من إدراك ضرورة مواجهة عدم التكافؤ الذي يتمتع به الأعداء المحتملين والحقيقيين، ولابد من تكييف مقدراتنا غير المتكافئة للاستفادة من أشياء ليس بوسع العدو الاستجابة لها بسهولة، ولن تكون هناك فائدة من المقدرات إن لم نتمكن من تطبيقها بفعالية.
ويزخر التاريخ العسكري بالعديد من النماذج على الفشل في استغلال المزايا المكتسبة من خلال عدم التكافؤ، مثل : استخدام البريطانيين للدبابات في (كامبري) عام 1917م، واستخدام الألمان لغاز الكلورين في معركة (يبر) الثانية عام 1915م، وفشل الاتحاد السوفيتي في (كريتير) ب (بطرسبورغ) عام 1864م، وعدم مقدرة الأمريكيين على تطوير استراتيجية للاستفادة من خفة الحركة التي وفّرتها الحوامات في فيتنام، فكل هذه أمثلة على تطبيق وسائل غير متكافئة فشلت في تحقيق نجاح على مستويات العمليات أو على المستوى الاستراتيجي.

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس