عرض مشاركة واحدة

قديم 04-06-09, 11:37 AM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

معارك خالد بن الوليد بعد الإسلام

اشترك خالد بن الوليد في الكثير من المعارك بعد دخوله الإسلام سواء في عهد النبي صلي الله علية وسلم أو في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بدء بمعركة مؤتة وفتح مكة وحروبه ضد الردة وغزوة حنين وفتوحاته في العراق وفتوحاته في الشام وإلى معركة اليرموك ، سوف أتطرق بالشرح في هذا الموضوع عن معركة مؤتة ومعركة اليرموك.

معركة مؤتــة

إن أول معركة أشترك فيها خالد بعد دخوله الإسلام هي غزوة مؤتة وسببها أن حلفاء الروم قتلوا وفد الرسول(ص) إليهم وعددهم خمس عشر رجلا وأمام هذا التحدي أراد الرسول أن يؤدبهم ليرد للمسلمين كرامتهم .

جهز الرسول لمعركة مؤتة ثلاثة ألاف مقاتل وأمر على هذا الجيش زيد بن حارثه ، وسار هذا الجيش لقتال حلفاء الروم ونزل بمنطقة ((معان)) وهي في طرف بادية الشام ، ولما علم هرقل قائد الروم جهز جيشا قوامه مائة ألف من الروم ومختلف القبائل، فعلم المسلمون بضخامة هذا الجيش وفي مؤتة التقوا هناك وكان ترتيب المقاتلين على النحو التالي :-
أ. المسلمون .
(1) القلب، بقيادة زيد بن حارث القائد الأعلى للجيش .
(2) الميمنه ، بقيادة عتبه بن قتادة العزري .
(3) الميسرة ، بقيادة عبادة بن مالك الأنصاري .
ب.الـــروم .
(1) القلب .
(2) الميمنه .
(3) الميسرة .

إن التوازن النسبي في هذه المعركة عددا وعدة لصالح الروم ، فما أن بدأت المعركة حتى قتل معظم قادة جيش المسلمين ورأوا أن يتولى خالد قيادتهم وهنا رأى خالد بعد أن درس ظروف المعركة وقدر الموقف أن يسحب قواته بأقل خسائر ممكنه وهذا هو الحل الأفضل المتعارف علية، كانت هذه العملية والتي يطلق عليها في وقتنا الحالي بالانسحاب والتي قام بها خالد بن الوليد أثناء المعركة من أكثر العمليات العسكرية مهارة ، حيث أن ظهر فيها عبقريته العسكرية وتكتيكه المخطط عندما عمد إلى سحب الجناحين بحماية القلب ، ولما أصبح الجناحين بعيدا عن العدو وفي أمان ، عاد ليسحب القلب بحماية الجناحين .

إن خالدا في هذه المعركة لم يكن يقاتل في أرضه وتموينه بعيد وجيش المسلمين أقل عدد، وقد نستنتج من هذه المعركة الأتي:
أ. تفاوت القوة .
ب. المحافظة على مبدأ التوازن .
جـ. استعمال الحيلة والخداع .
د. إغفال النية عن العدو .
هـ استثمار الوسائل إلى أقصى حد ممكن .
و‌. انتهاز الفرصة .
ز. المناورة .

إن المبادئ سالفة الذكر طبقها خالد في هذه المعركة تطبيقا حرفيا وهذا إن دل فإنما يدل على الحنكة العسكرية التي يتمتع بها، وهذه ميزه تميز بها خالد عن سائر أقرانه سواء قبل إسلامه أو بعده ، وقد شجع ذلك الكثير من القادة على إتباع تكتيكات في الانسحاب .

حروب الردة

بعد وفاة الرسول (ص) أرتد الكثير عن الإسلام فأراد خالد أن يؤدبهم ومن هؤلاء من قاتلهم خالد طليحه بن خويلد الأسدي أم زمل وهي امرأة شديدة البأس ، قبيلة بني عامر ومالك بن نويرة ، لقد قاتلهم خالد فمنهم من عاد إلى حظيرة الإسلام بلا قتال كقبيلة بني عامر .

إن من ضمن الذين ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول وأعندهم هو ((مسليمة الكذاب)) فلقد جهز خالد جيشا قوامه عشرة ألاف مقاتل لـتأديب مسليمة وكان لمسيلمة وقبيلته جيشا عظيما يفوق جيش خالد عددا وعدة وتلاقي الجيشان في أرض أختارها مسيلمة بنفسه جاعلا حصون اليمامة وراء ظهره وأصطدم الجيشان وقتل من الفريقين كثير من الرجال .

فكر خالد في طريقة للخلاص من هذة المعركة ورأى أن أحسن طريقة هو قطع الرأس المدبر ((مسيلمه)) فكر عيه والتجأ مسيلمه إلى بستان تدعى حديقة الموت فتحصن بها وأغلق أبوابها فما كان من خالد إلا أن أقتحم السور وهناك كانت المعركة الفاصلة حيث قتل مسيلمه وعاد المرتدون إلى حضيرة الإسلام .

الفتوحات الأسلامية في العراق

مع بدايات علم (12هـ (633م) بعد أن قضى أبو بكر على فتنة الردة التي كادت تمزق الأمة وتقضي على الإسلام ، توجه الصديق ببصره إلى العراق يريد تأمين حدود الدولة الإسلامية، وكسر شوكة الفرس المتربصين بالإسلام كان خالد في طليعة القواد الذين أرسلهم أبو بكر لتلك المهمة ، واستطاع خالد أن يحقق عددا من الانتصارات على الفرس في "الأبلة" والمذار والولجه وأليس، وواصل خالد تقدمه نحو الحيرة ففتحها بعد أن صالحه أهلها على الجزية ، واستمر خالد في تقدمه وفتوحاته حتى فتح جانبا كبيرا من العراق .

ثم اتجه إلى " الأنبار" ليفتحها ، ولكن أهلها تحصنوا بها ، وكان حولها خندق عظيم يصعب اجتيازه ، ولكن خالد لم تعجزه الحيلة ، فأمر جنوده برمي الجنود المتحصنين بالسهام في عيونهم ، حتى أصابوا نحو ألف عين منهم ، ثم عمد إلى الإبل الضعاف والهزيلة ، فنحرها وألقى بها في أضيق جانب من الخندق ، حتى صنع جسرا استطاع العبور عليه هو وفرسان المسلمين تحت وابل من السهام أطلقه رماته لحمايتهم من الأعداء المتربصين بهم من فوق أسوار الحصن العالية المنيعة .. فلما رأى قائد الفرس ما صنع خالد وجنوده ، طلب الصلح ، وأصبحت الأنبار في قبضة المسلمين .


استخلف خالد الزبرقان بن بدر على الأنبار واتجه إلى عين التمر التي اجتمع بها عدد كبير من الفرس ، تؤازرهم قبائل العرب ، فلما بلغهم مقدم خالد هربوا ، والتجأ من بقي منهم إلى الحصن ، وحاصر خالد الحصن حتى استسلم من فيه ، فاستخلف عويم بن الكاهل الأسلمي على عين التمر ، وخرج في جيشه إلى دومة الجندل ففتحهما . وبسط خالد نفوذه على الحصيد والخنافس والمصيخ ، وامتد سلطانه إلى الفراض وأرض السواد ما بين دجلة والفرات .

معركة اليرموك


كان النصر الذي أحرزه الإسلام على الفرس في العراق بشيرآ بنصر مثله على الروم في الشام فجند أبو بكر جيوشآ عديدة واختار لإمارتها نفرآ من القادة المهرة – أبو عبيدة بن الجراح وعمر بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنه وغيرهم وعندما نمت أخبار هذه الجيوش إلى إمبراطور الروم نصح وزراءه وقواده بمصالحة المسلمين وعدم الدخول معهم إلى حرب خاسرة بيد أن وزراءه وقواده أصروا على القتال وقالوا " والله لنشغلن أبا بكر على أن يورد خيله إلى أرضنا " وأعدوا للقتال جيشا بلغ قوامه مائتي ألف مقاتل وأربعين ألفا وأرسل قادة المسلمين إلى الخليفة بالصورة الرهيبة للموقف فقال أبو بكر قولتة الشهيرة " والله لأشفين وساوسهم بخالد " أرسل أبو بكر كتابة إلى خالد بأن يتوجه إلى الشام لمساعدة إخوانه المسلمين هناك ويكون أمير على الجيوش التي خرجت لمقاتلة الرومان .

قاد خالد معركة اليرموك بجيش قوامه 40 ألف مقاتل ووصل هذا الجيش إلى اليرموك وبدأ خالد يستعد للقتال وفي هذه المعركة سنورد التنظيم العسكري والأساليب التي أتبعها خالد في هـذه المعركة وقد رتب جيشه على النحو التالي:
أ. فرقا والفرقه فيها من 10 إلى 20 كردوسآ ولها قائد .
ب. كراديس وفي الكردوس ألف مقاتل وله قائد وقد قسمه إلى 38 كردوسا وهو على النحو التالي :
(1) فرقة القلب . وفيها 18 كردوسا ويقودها أبو عبيدة ومعه عكرمة بن أبي جهل والقعقاع بن عمر .
(2) فرقة الميمنة وفيها 10 كراديس ويقودها عمرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنه .
(3) فرقة الميسرة . وفيها 10 كراديس ويقودها يزيد بن أبي سفيان .
(4) فرقة المقدمة . وفيها قياث بن أشم ومهمتها مراقبة العدو والمحافظة على التماس مع العدو .
(5) فرقة المؤخرة . وفيها سعيد بن جبير وعليه حماية الظهر .
جـ. ثم عين أركان حربه على النحو التالي:
(1) قاضي الجيش . أبو الدرداء .
(2) ضابط الإدارة . عبدالله بن مسعود ومهمتة تأمين حاجات الجيش .
(3) القائد العام . خالد بن الوليد .

بدأت المعركة في شهر رجب 15 هـ وأستمر القتال لمدة 5 أيام وفي اليوم السادس هزم الجيش الروماني هزيمة ساحقة فني فيها أكثر الجيش الروماني وقتل فيها قائده واضطر(هرقل) أن ينسحب من انطاكيه في شمال سوريا وهو يردد جملته المشهورة التي تمثل لوعته وحزنه (عليك السلام يا سوريا سلاما لا لقاء بعده ) .

 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس