إسلام خالد بن الوليد
أسلم خالد في (صفر 8 هـ / يونيو 629م) ، أي قبل فتح مكة بستة أشهر فقط وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين ويروى في سبب إسلامه : أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال للوليد بن الوليد أخيه ، وهو في عمرة القضاء : لو جاء خالد لقدمناه ، ومن مثله سقط عليه الإسلام في عقله ، فكتب الوليد إلى خالد يرغبه في الإسلام ، ويخبره بما قاله رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فيه ، فكان ذلك سبب إسلامه وهجرنه . وقد سر النبي (صلي الله عليه وسلم) بإسلام خالد ، وقال له حينما أقبل عليه : الحمد لله الذي هداك ، قد كنت أرى لك عقلا رجوت ألا يسلمك إلا إلى خير وفرح المسلمون بانضمام خالد إليهم ، فقد أعزه الله بالإسلام كما أعز الإسلام به ، وتحول عداء خالد للإسلام والمسلمين إلى حب وتراحم ، وانقلبت موالاته للكافرين إلى عـداء سافر ، وكراهية متأججة ، وجولات متلاحقة من الصراع والقتال .
الإعداد المادي للجيوش
نشأ خالد بن الوليد في بيت رئاسة وقياده وقدرة على إعداد الجيوش فهو من بني مخزوم التي تنافس قوم رسول الله صلي الله عليه وسلم الرئاسة على قريش وكان لبني مخزوم أمر القبة التي تضربها قريش ليجمعوا فيها عدة القتال وامر الخيل ومستلزمات القتال وجده المغيرة بن عبدالله سيد من سادات قريش ووالده الوليد كان يلقب بالوحيد وبالعدل لأنه كان يكسو وحده الكعبة سنة وتكسوها قريش كلها سنة أخرى . قال عنه رب العالمين (ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ثم يطمع أن أزيد) . صدق الله العظيم .
وكان خالد عظيم الجسم مهيب الطلعة عالي الهامة ظهرت علية ملامح البطولة والرجولة منذ صباه الباكر فرشحه أبوه لقيادة الخيل بعد أن علمه كل ألوان الفروسية وتمرن على القيادة والرئاسة فراض نفسه على الخشونة وتعلم الصبر على الشدة وعلى الجوع والظمأ . لهذا كان خالد من أبرع القادة في الإعداد المادي لجيوشه بما يناسب مسرح المعارك المتوقعة.