عرض مشاركة واحدة

قديم 27-07-09, 10:21 AM

  رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

تلقيت أول محادثتين بعد الهجوم على البرجين من ملك الأردن وولي عهد البحرين




.... ومع وصولنا للمجال الجوي الاسباني، كان البنتاغون قد سمح للطائرة سبار 06 بالطيران حتى تامبا. وعدت للعمل بانتظام من مكتبي داخل الطائرة، فيما تناقشت مع طاقمي في الطائرة، ومع كبار القادة في القيادة المركزية حول احتمالات الحرب. كانت المحادثات الهاتفية تقاطع المناقشات. اولها كانت من صاحب الجلالة الملك عبد الله عاهل الاردن، وهو حليف قوي وصديق شخصي. وقال :«يمكنك الاعتماد على وقوف الاردن الى جانب اميركا».
قلت له: «هذا يعني الكثير الان يا سيدي». وتلقيت مكالمة اخرى من الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين وقائد قواتها. قال: «البحرين معكم». من الواضح ان الجهود الاخيرة قد اثمرت، فدول الخليج تلك ستقف الى جوار اميركا في الفترة القادمة. وكنت ما ازال اعتمد على القهوة والادرينالين، ولكني كنت اعلم اننا في حاجة الى فترة من النوم. ودخلت كاثي القمرة وانا اجلس متمددا في مقعدي، ومعها دايت كوكاكولا. وعندما كانت هناك تحدثت مع إحدى ضباط الصف في مجال الاتصالات حديثا عابرا. قالت لها ان السماء ملك لنا، ولكن موجات الراديو لاذت فجأة بالصمت. لا توجد حركة جوية فوق الاطلنطي. وفجأة اصابت أحداث الـ16 ساعة الماضية كاثي بصدمة قوية، فحولت ذلك التعليق البسيط من ضابطة الصف الى صورة قاتمة لعالم جديد ستختفي منه التجارة السلمية، فبدا لي أن كاثي شعرت هي الاخرى بمنعطف تاريخي. هبطنا في ماكديل بعد الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الاربعاء 12 سبتمبر. لم أنم اكثر من 4 ساعات في الثلاثين ساعة الماضية، ومع ذلك فامامي العديد من الايام والليالي الطويلة.

وتحدثت وانا اغادر الطائرة مع جيف هاينز وقلت :«رجاء تأكد من اعداد سرير لي في مكتبي. سأقيم في مقر القيادة لفترة». وراقبتني كاثي وانا اتحدث. لقد دام زواجنا حوالي 33 سنة وشهد حربين، وهذه هي ثالث حرب نواجهها معا. وهي تعلم عاداتي وطرقي في العمل بطريقة جيدة، فلم تشتكي ابدا. نظرت الى لوحة على يمين منضدتي حيث توجد خارطة تاكتيكية لأفغانستان فيما كانت خارطة العراق، حيث القيادة الوسطى تشتبك مع دفاعات صدام حسين الجوية في منطقة حظر الطيران، تشغل لوحة آخرى على يسار المنضدة. قلت لنفسي مرة ثانية: لم أنم اكثر من 4 ساعات في الثلاثين ساعة الماضية، ومع ذلك فامامي العديد من الايام والليالي الطويلة.

* فرانكس : توصلت غداة 11 سبتمبر إلى ضرورة إحاطة صناع القرار بعلم الحرب وفنها ومن ثم الحديث عن تدمير «القاعدة» والإطاحة بسلطة طالبان

* فكرت وانا جالس على المقعد البلاستيكي فوق السطح على تلك الكلمة التي القيتها على طاقم الاستخبارات في القيادة المركزية يوم الجمعة السابق. كانت اميركا في صدمة عميقة، اجتاحهم غضب عميق من صور طائرات تصطدم بمبان وانهيار البرجين. هل يمكن اقناع مواطنينا بالتخلى عن حريتهم الشخصية، التي ناضلوا من اجلها، للحصول على مزيد من الامن، في عالم أصبح، ومن الواضح، انه يفتقر للامن. وداهمتني فكرة، وأنا أهم بالوقوف، رأيت اليوم لأميركا مثل بيرل هاربور. كان العالم على شاكلة ما من قبل، ولن يعود اليها مرة اخرى. قلت لنفسي : نقف الآن على منعرج تاريخي.

صبيحة اليوم التالي، تلقى طاقم الطائرة تصريحا من المراقبة الجوية اليونانية بالانطلاق من كريت والتوجه غربا. لم تكن لدينا تصريحات بدخول المجال الجوي الاميركي، ولكني كنت على ثقة اننا سنحصل عليه.

وبعد 90 دقيقة، ونحن نعبر غرب البحر الابيض المتوسط، تحدثت عن طريق هاتف مؤمن مع هيو شيتلون.

قال : تومي، الجميع في واشنطن ابتداء من الرئيس يميلون لذلك».

وسألت :«هل نفكر في عملية جادة ضد القاعدة وافغانستان؟» قال :«تأكد من ذلك، توم».

أخذت رشفة من قهوتي الساخنة، ثم التقطت الهاتف ذا الزر الأحمر الموجود خلف منضدتي. ونظرت اليه ورأيت أنه وبصيغته الشديدة السرية وقابليته المبرمجة على الاتصال العالي المستوى، سيكون رابطا هاما مع وزارة الدفاع والبيت الأبيض في الأسابيع المقبلة.

وضغطت على زر واحد في الهاتف، فأجابني هيو شيلتون مباشرة.

قال : «الرئيس عازم على القيام بعمل. ويريد الوزير رامسفيلد الخيارات العسكرية بشأن أفغانستان» قلت : «متى يريدها ؟» قال : «في البيت الأبيض يتحركون بسرعة كبيرة. كيف يمكنك بأسرع ما يمكن أن تقدم طائفة من الأفكار العملياتية ؟» طائفة كاملة. لا مزيد من الأعمال الانتقامية الرمزية. لا مزيد من صواريخ توماهوك على الخيام الفارغة. ولا مزيد من الملاحظات الطفيفة المزعجة. توقفت قبل الاجابة. فكل القيادات القتالية الموحدة كانت مدعوة لاعداد خطط معقدة لمواجهة طائفة واسعة من الطوارئ. فالقيادة الأميركية في المحيط الهادي ،على سبيل المثال، كان لديها العديد من الخطط العملياتية المفصلة على الرف، للرد على عدوان من كوريا الشمالية. وكانت العشرات من الخطط المماثلة موجودة في القيادة الجنوبية والقيادة الأوروبية.

أما في القيادة الوسطى، فقد كانت لدينا أكثر من عشر خطط طوارئ تفصيلية. تحدد خططا دقيقة لحالات الرهائن، واجلاء السفارات، وفتح مضيق هرمز، والتدخل اذا ما تجاوز العراقيون «خطوطا حمراء» معينة. كان لدينا هدف «القاعدة» وطالبان في أفغانستان، وخطط لضرب تلك الأهداف بصواريخ توماهوك وطائرات قاذفة.

ولكن القيادة الوسطى لم تكن قد أعدت خطة للعمليات البرية في أفغانستان. كما أنه لم تكن هناك ترتيبات دبلوماسية بخصوص القواعد ونقاط الانطلاق والطيران والتواصل مع جيران أفغانستان. ولم تكن هناك في واشنطن، وببساطة، رغبة في مواجهة مباشرة وجها لوجه في ذلك البلد القصي البدائي المحاط بأراض من كل جانب، ويبعد على مسافة نصف الطريق حول العالم. لم تكن هناك رغبة في ذلك منذ عام 1993 على الأقل.

ومن نبرة كلام هيو شيلتون كان واضحا ان ذلك الواقع على وشك التغيير. فالجيش الأميركي سيتوجه الى حرب في بلد كان الاتحاد السوفييتي، قبل ما يقرب من عشرين عاما، قد استخدم فيه 620 ألفا من أفراد قواته على مدى 11 عاما فقتل ما يزيد على 15 ألف جندي وجرح 55 الفا آخرين. وكنت أعرف أن دونالد رامسفيلد يريد نمطا من العمليات مختلفا الى حد بعيد. وفي الأشهر الثمانية الماضية كنت قد تعرفت على الكثير من نمط تفكير رامسفيلد. وربما لم يكن سوى وزير حرب جيد. وكان هناك الكثير من المشاكل المرتبطة بشن حرب في أفغانستان الجبلية القصية المعزولة، بحيث ان أي خطة فاعلة ينبغي ان تتجاوز التفكير التقليدي. ولم يكن لرامسفيلد الكثير من الوقت تجاه ما كان يراه حلولا قديمة لتحديات جديدة. كان يحب الأفكار الذكية المفاجئة. وكان يستجيب بشكل جيد للمفاهيم المبتكرة. وكنت أعمل لسنوات عدة في مجال ابتكار واعداد المرونة التكتيكية. والآن حل الوقت المناسب لرؤية ما اذا كانت تلك الجهود يمكن أن تثمر، في مقابل أن الرئيس سيكون عازما على القيام بعمل. وكانت أميركا قد اتخذت نصف الاجراءات. كنا في حالة حرب. قلت : «هيو، ستكون لدينا خيارات في الأفكار بحلول يوم غد. لن تتلقى مني خطة خفيفة تشتمل على عمليات الطائرات والصواريخ ..وإنما خطة بآمال لنتائج جيدة».

قال : «مفهوم وموافق على ذلك يا تومي».

واصلت قائلا : «سيتطلب الأمر مني اسبوعا الى عشرة أيام من أجل اعداد نظرة عمل كاملة. وفي غضون ذلك يتعين علينا أن نهيء السفن والطائرات والقوات لاعداد الظروف الملائمة. أولا: تدمير «القاعدة» في أفغانستان. ثانيا: ازالة نظام طالبان. ويجب ان تكون هاتان المهمتان هما المهمتان الأساسيتان».

أجاب هيو : «موافق. وعامل الوقت حاسم».

كان كلانا يفكر في التحذيرات الاستخباراتية من هجمات ارهابية جديدة محتملة. وفكرنا للحظة في توجيه ضربة قبل ان نتلقى ضربة ثانية. كان الوقت حاسما حقا. وضعت الهاتف الأحمر في مكانه وفكرت للحظة بالنمط الجديد من التهديد الذي تواجهه أميركا. النمط الجديد من الحرب التي كنا على وشك شنها. لقد تحدث القادة والباحثون على الدوام عن فن شن الحرب. غير ان أي حرب تشتمل على مواجهة حقائق أساسية صلدة معينة، وهذا هو علم الحرب. تحقيق أفضل فهم ممكن لنقاط قوة العدو، وقدراته ونواياه، وإعطاء اهتمام كاف بالميدان الذي تجري فيه المعركة. وتقييم متطلبات النقل ودعم القوات باعداد كافية. ومع مثل هذه الحالة الأفغانية، وموقعها في منتصف الطريق حول العالم، اختيار المزيج السليم من الوحدات لانجاز المهمة، وهذا هو منظور التخطيط العسكري الذي يعرف بـ«ارتباط القوات»، والذي يستلزم المقارنة بين أسلحة وقدرات الصديق والعدو. وكل هذه العناصر عرضة للصياغة النموذجية وللقرارات الصارمة عند التحليل التجريبي.

والى ذلك يتعين توضيح كل هذا «العلم» لدونالد رامسفيلد وفريق الأمن القومي وأخيرا لجورج دبليو بوش. ومن ثم سنناقش «فن» الحرب، أي قيمة سرعة المناورة، وكتلة القوة، واقتصاد الجهد، والمجازفة والتوقيت وانجاز الأهداف... واستراتيجية الخروج. ويمكن للخطة التي أقدمها ان تشتمل على الفن والعلم. ولن نكرر أخطاء السوفييت. سندمر «القاعدة» في أفغانستان. وسنطيح بسلطة طالبان. وكل ذلك وعنصر الوقت حاسم، أي كما كان يقول والدي : «كثير من العمل ينظر القيام به... وقليل من الوقت للقيام به في ذات الوقت».


* الجنرال: تقبلت الحقيقة بعد الضربة بأن هذا الإرهابي قد نفذ أنجح عملية ضد بلدي

* واغلقت قبضتي، ولكن عادات الجندي المقاتل عاودتني مرة اخرى، فسادني شعور بالغضب، ولكني كنت هادئا. والان فقط فهمت سبب اغتيال مسعود. فقد عرف بن لادن أن اميركا ستنتقم في افغانستان بعد هجومه عليها، ولذا اتخذ تصرفات وقائية لشل التحالف الشمالي باغتيال مسعود الشخصية المؤثرة.

وتقبلت الحقيقة الجديدة: هذا الارهابي الذي قتل مئات من الدبلوماسيين الاميركيين والعسكريين والمدنيين الاجانب الابرياء، نفذ انجح عملية ضد بلدي، هنا على الاراضي الاميركية. وظهرت صورة غير متوقعة في مخيلتي: بن لادن ليس بالشخص الجبان. هو عدو لدود وقائد شجاع لقوة قادرة ومكرسة.

ودق جرس الهاتف في مقر القيادة المركزية في تامبا، وكان المتحدث رايفل ديلونغ. قال يمكننا الحديث عبر هذا الخط غير المؤمن، في الوقت الذي يعد فيه خبراء الاتصالات خطا هاتفيا مشفرا، يمكن من إصدار اوامر threat con delt لجميع القوات المنتشرة، ولكن فقط عندما نتوقع هجوما او بعد وقوع هجوم.



واستمرت التغطية التلفزيونية بلا توقف. وانهار جزء من سقف البنتاغون. وبعدها بدقائق ظهرت مشاهد تلفزيونية غير واضحة لدخان يتصاعد من منطقة زراعية جنوب غرب بيتسبرغ، حيث سقطت طائرة رابعة مخطوفة، وتلك كانت الرحلة رقم 93 التابعة ليونايتد ايرلاينز وتسببت في مقتل كل من عليها.

ولم اتمكن من العمل عبر هذا الهاتف. كنت في حاجة لوصلة مؤمنة عن طريق الاقمار الصناعية للصوت والمعلومات، فيما ذكر خبراء الاتصالات ان الامر سيستغرق ساعة لمد كوابل الياف بصرية من سطح الفندق، حيث وضعوا هوائي للاقمار الصناعية، عبر المبنى من الخارج الى غرفة الاتصالات.

وقلت: «بن لادن ....سأعمل من فوق السطح» جلست على مقعد من البلاستيك على سطح فندق كايدون، اتحدث عبر وصلة مشفرة عن طريق الاقمار الصناعية، مع افراد القيادة المركزية في فلوريدا. ووجهت تعليمات الى جين رينوار لتحديد اهداف في افغانستان. لقد عانينا، بسبب نقص المعلومات الاستخبارية -،في تحديد معسكرات التدريب التابعة للقاعدة، ومجمعات الدعم. وحددنا مجموعات اهداف لمنشئات طالبان الاساسية، ومواقع الدفاعات الجوية، وشبكات رادار الانذار المبكر. لقد حان الوقت لتطبيق تلك الجهود.

بعدها وجهت تعليمات الى افراد الطاقم للتنسيق مع نائب الادميرال ويلي موور لضمان الغاء سفننا في المنطقة كل زيارات الموانئ، وان تعود فورا الى البحر. فصورة المدمرة كول التي تتصاعد منها اعمدة الدخان لا تزال تطاردني.

ومع انخفاض درجة الحرارة بحلول بعد الظهر، انجزت المهام الفورية من القائمة واحدة بعد الاخرى. وخلال عملي بجوار هوائي الاقمار الصناعية، كان فان موني ومساعدي ليفتنانت كولونيل بقوات مشاة الاسطول، يجلسان بالقرب مني لادارة الهواتف، يتلقون المكالمات وينقلون المعلومات والاوامر ، فهدأ الجميع بعد الصدمة الاولى للمشاهد التلفزيونية، فعادت اليهم حرفيتهم. امليت تعليمات فورية لكل مندوب عسكري كبير في المنطقة بتأكيد تلقي الاوامر بالانتقال الى مرحلة threat con delta ، فربما لا تزال القاعدة تخطط لضرب مزيد من الاهداف الاميركية، ولاسيما ضد وحدات اميركية منعزلة، ولم اكن اريد من يفاجئ قادتنا في حالة عدم تلقيهم اوامر البنتاغون.

ومع حلول الفجر، سمعت صوتا غريبا، اقرب لصوت اليكتروني. ولكنه كان نعيق بوم اثينا مع شروق الشمس. ذلك الطائر الصغير، ذو العيون الضخمة، الذي ظهر لاول مرة على العملات الاغريقية قبل 2500 عام.

قلت لنائبي رايفل: أنوي العودة الى تامبا في اسرع وقت ممكن.

قال: «المجال الجوي الاميركي مغلق».

واكد طاقم الطائرة ذلك. فكرت في الاستمرار في الرحلة للقاء الرئيس مشرف في باكستان. لأنه واذا ما كان هناك وقت لممارسة الضغوط فقد حان مثل ذلك الوقت الان. لقد تحدث مشرف عن المساعدات الدولية في التعامل مع طالبان عندما التقينا في شهر يناير. من المؤكد وجود الكثير من المساعدات الاميركية اذا ما انضم للمعركة. ومع وجود ذلك الركن الذي يخصه من العالم في وسط العمليات العسكرية الاميركية، عليه ان يعلن الجانب الذي يقف معه في اسرع وقت. ولكني اردت ايضا العودة الى تامبا. ولذا ابلغت رايفل بإبلاغ هيو شيلتون انني سأنتظر 6 ساعات قبل تحديد المكان الذي سأتوجه اليه.

وعقب ذلك عقدت اتصالا جماعيا مع رايفل وجين رينوارت وقلت لهما : «هذا ما لدي القاعدة واسامة بن لادن ، فهم فقط الذين لديهم القدرة لشن عملية بهذا الحجم. جين، اريد منك ومن جيف كيمونز التركيز على تحسين الاهداف في افغانستان». وفكرت للحظة «ما هي آخر تقديرات الضحايا؟» رد رايفل ديلونغ وهو يكتم مشاعره: «تتحدث وسائل الاعلام عن ما يتراوح بين 6 و10 الاف قتيل في نيويورك وحدها. الا انهم يخفضون التقديرات، ولكنها ستكون سيئة».

واضاف: «عدة مئات مفقودون في البنتاغون. حوالي 80 تأكد موتهم حتى الان».

قلت : «فلنحدد الاهداف اعتمادا على خمسة افتراضات. الأول أن الهجوم على اميركا تم عن طريق «القاعدة» التي تعمل من افغانستان. الثاني أن الذين خططوا وامروا بهذه الضربة يقيمون في افغانستان. الثالث أن قرارا قوميا بتوجيه ضربة سيصدر. الرابع أن السبب لتصرفنا لا يمكن الخلاف عليه من الناحية القانونية. والخامس أننا سنتلقى موافقة وتعاونا من كل القادة الاقليميين لضرب افغانستان.

قال جين: «تمام سيدي».

قلت: «فلنتوجه للعمل».

واحضر لي فان موني تقرير الوضع السري لصواريخ توماهوك الذي طلبته من قبل. سيصبح لدينا 80 صاروخا جاهزا للاستخدام في بحر العرب خلال 24 ساعة، وحوالي 200 في خلال 48 ساعة. وخلال اطلاعي علي التقرير، كانت غواصات هجومية من طراز لوس إنجليس، ومدمرات من طراز بورك في طريقها الى مضيق هرمز بسرعة كبيرة.

كان الظلام قد حل الان. وتوقف النسيم تماما. وكان نعيق البوم يتردد. وظللت اعمل في النقاط الاخيرة في قائمة العمل الفورية.

وقد ساعدتني هذه الخطوات العملية في الحفاظ على تسلسل افكاري. غير ان الامر لم يكن سهلا. كان ذهني يتقلب بسرعة كبيرة. ما هي قوة قوتنا في المنطقة؟ ومدى استعدادها؟ كم عدد مجموعات عمل يمكن للقاعدة وضعها في الميدان؟ هل بذلت ما يكفي لحماية قواتنا؟ هل قتل أي من اصدقائي في البنتاغون؟

وتوالى التفكير مثلما توالى نعيق بوم أثينا.

* قلت فور ضرب الطائرة للبرج الثاني: أسامة بن لادن أيها الملعون! وقلت مع تلقي نبأ اغتيال أحمد شاه مسعود: تلك صفات عمليات «القاعدة»

* خليج سودا، كريت 11 سبتمبر 2001 : وقفت على تقرير استخباري مزعج، حمل: اغتيل الجنرال احمد شاه مسعود، قائد التحالف الشمالي الافغاني المعادي لطالبان، بعد اصابته اصابة مميتة في مقره، بالقرب من الحدود مع اوزبكستان، عندما فجر عربيان ادعيا انهما صحافيان قنبلة مخبأة في جهاز تصوير الفيديو. وتحمل هذه العملية صفات عمليات القاعدة. من جانبي لم أندهش. فأسامة بن لادن وزعيم طالبان الملا عمر سيحققان الكثير عن طريق اضعاف التحالف الشمالي. تمنيت لو وصلتني اخبار حادث الاغتيال هذا وأنا في واشنطن قبل لقائي قبل أيام مع الجنرال محمد احمد من ادارة الاستخبارات العامة الباكستانية، حيث دارت مناقشات «صريحة ومفتوحة» كما يقول الدبلوماسيون. وبتعبير آخر كان لقاء مهذبا ولكنه صريح ومباشر. فباكستان كانت في حاجة الى قطع غيار للمقاتلات القاذفة من طراز اف 16 اميركية الصنع، وطائرات النقل من طراز سي 130، وطائرات الاستطلاع البحرية من طراز بي 3، فيما كنا نحن في حاجة الى معلومات استخبارية مؤكدة حول القاعدة واسامة بن لادن. معلومات يمكننا استخدامها لتحديد الاهداف. الى ذلك كنت قد أبلغت الجنرال محمود ان التعاون هو طريق مزدوج، وفهم الرسالة وتعهد بإطلاع الرئيس مشرف على فحوى الاجتماع، وكان إبلاغي له بعد موافقة الوزير رامسفيلد، وتشجيع مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينت.

والان وبعدما هبطت في كريت، افرغت وزوجتي كاثي الحقائب الخاصة بالاقامة لمدة ليلة في جناحنا في فندق كايدون، المطل على الميناء الفينيقي الذي يرجع للعصور الوسطي، ثم توجهنا الى السوق عبر الشارع لشراء احتياجاتنا. ايقظني طرق على باب غرفة الفندق. نهضت ونظرت الى ساعتي، الساعة الرابعة بعد الظهر، هناك شيء غير سليم، فقد كان من المفروض الاستيقاظ في الساعة الخامسة.

«جنرال فرانكس»، كان الصوت لفان موني فتحت الباب.

قال ووجهه شاحب: «سيدي. من الافضل تشغيل تلفزيون غرفتك. فقد اصطدمت طائرة لتوها بواحد من ابراج مركز التجارة العالمي في نيويورك».

ارتديت ملابسي في الوقت الذي عثرت فيه كاثي على «الريموت كونترول» وفتحت الجهاز. قلت: «اسامة بن لادن». انا ذاهب الى قاعة الاتصالات..

توجد بمركز الاتصالات في البهو عدة خطوط هواتف مدنية وجهاز تلفزيون كبير يبث قناة سي ان ان انترناشونال. وكانت الغرفة مزدحمة بأفراد طاقمي. وشاهدنا في صمت والمحطة تعيد بث اشرطة ناطحة السحاب المحترقة. وكان التعليق، كما هو في مثل هذه الظروف، فوضويا، بل ومتناقضا في بعض الاحيان، وكان من الصعب تحديد الصور الحية من تلك المسجلة. وفجأة ظهرت على الشاشة طائرة اخري ترتطم بالبرج الجنوبي.

وخلال مشاهدتي لالسنة اللهب والدخان الأسود، ظهرت لوحة في اسفل الشاشة تقرأ «اميركا تتعرض لهجوم».

المصدر: الشرق الاوسط.

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس