عرض مشاركة واحدة

قديم 10-06-09, 03:22 PM

  رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المنتصر
مشرف عام

الصورة الرمزية المنتصر

إحصائية العضو





المنتصر غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 

اختيار منظومة أسلحة الدفاع الجوي الملائمة



لتحديد نوع السلاح الملائم، يدرس القائد، وهيئة قيادته، مجموعة من العوامل، من أهمها الآتي:

المستوى التقني.

تطورت طائرات القتال تطوراً كبيراً، خلال العقود الثلاثة الأخيرة. ولكي يتمكّن السلاح المضادّ للطائرات، من مواجَهة هذا التطور، يجب أن يكون على المستوى عينه من التطور، وأن تتوافر له الإمكانات التالية:
- الاكتشاف والتتبّع الآليّان، لعدد كبير من الطائرات.
مثال: بطارية صواريخ باتريوت Patriot، يمكِنها تتبع 90 هدفاً، في وقت واحد.
- تقدير الموقف إلكترونياً، وتحديد أسبقية الاشتباك بالأهداف المعادية، وعدد الصواريخ، وطريقة التوجيه، بناءً على أهمية هذه الأهداف ومسافاتها، وزمن بقائها. وتُتاح هذه القدرة لكل منظومات الصواريخ الحديثة، تقريباً.
- قِصر زمن رد الفعل.
مثال: منظومة سكايجارد Skyguard المختلطة (صواريخ + مدفعية م/ ط)، زمن رد الفعل للصواريخ 8 ثوانٍ، وللمدافع 4.5 ثوانٍ.
- معدل عالٍ من النيران، لوحدات الصواريخ.
مثال: منظومة صواريخ Chaparral الأمريكية، يمكِنها إطلاق صاروخ واحد، كل ثانية.
- معدل عالٍ من النيران لوحدات المدفعية (م/ ط)، وتعدد سبطانات المدفع، وسرعة الدوران في الاتجاه والارتفاع.
- قدرة على التعامل مع الأهداف شديدة السرعة. وهذا يتطلب درجة عالية من الآلية، باستخدام حواسب إلكترونية رقمية، ذات سَعة كبيرة، وسرعة أداء عالية.
- إمكانية الاشتباك بأكثر من هدف، في وقت واحد. وذلك من طريق تعدد قنوات التوجيه في وحدات الصواريخ Multi-TargetChannel.
مثال: تستطيع بطارية صواريخ Patriot الاشتباك بتسع طائرات، في وقت واحد.
- دِقة عالية في توجيه صواريخ أرض/جو، وجو/جو. وأجهزة تسديد وإطلاق آلية، في وحدات المدفعية م/ ط، إضافة إلى سرعة ابتدائية عالية، وقوة تأثير ملائمة للمقذوف.
- احتواء جميع أسلحة الدفاع الجوي ومعداته على أجهـزة تعارف إلكترونية Identification Friend or Foe -IFF، لضمان سلامة طائراتنا، وعدم إصابتها بنيران الأسلحة الصديقة.
- استخدام الصواريخ الحديثة، التي تُوجَّه بالأشعة دون الحمراء، والتي يمكِنها الاشتباك بالطائرات، المقتربة والمبتعدة، على حدٍّ سواء .
مثال: الصاروخان الأمريكيان Chaparral وStinger، المعدَّلان.
وقد كان الاشتباك بهذا النوع من الصواريخ مقصوراً، في الماضي، على الأهداف المبتعدة فقط.
- قُدرة عالية على المناورة للصاروخ (المقذوف)، كي يتمكّن من ملاحقة الطائرات الحديثة، التي تستطيع المناورة بقدرة حوالي (18 g)
- استخدام الصواريخ الحديثة (إن أمكَن)، التي تُوجَّه بالأوامر، من دون وجود رؤية مباشرة، بين محطة التوجيه والهدف. وذلك، لوجود آلة تصوير تليفزيونية في مقدمة الصاروخ، واتصال مباشر بالألياف الضوئية مع محطة التوجيه.
مثال: الصاروخ الأمريكي Fibre Optic Guided Multi Purpose Missile FOG – MPM .
- درجة حساسية عالية جداً للمقذوف، حتى يمكِنه تدمير الطائرات صغيرة الحجم، الموجَّهة من بُعد.
- إمكانية الاشتباك، لفترات طويلة، من دون الحاجة إلى إعادة التعمير.
مثال: مركبة الصاروخ الأمريكي بليزرBlazer، التي تحوي 44 صاروخاً.
- قُدرة على العمل، لفترات طويلة، في مختلف الظروف الجوية، ليلاً ونهاراً، من دون أعطال. وهو ما يُعبَّر عنه بمتوسط الزمن بين الأعطال MTBF - Mean Time Between Failures.
- قدرة المدافع م/ ط على الاشتباك بالأهداف الأرضية. وثمة أنظمة صواريخ ، حالياً، تتمتع بالقدرة نفسها.
مثال: منظومة صاروخ أداتس ADATS - Air Defence Anti-Tank System، المضادّة للصواريخ، وللدبابات أيضاً.
- استخدام رادارات مجهَّزة بحواسب إلكترونية، تعمل على توجيه الهوائيات آلياً، وذلك لضمان استمرار تتبُّع الأهداف السريعة، المناوِرة. أو باستخدام آلة التصوير التليفزيونية، المُركَّبة على الهوائي نفسه.
- تَوافر معدات التمييز بين الأهداف المتحركة والأهداف الثابتة، حتى يمكِن اكتشاف الطائرات المعادية، على الارتفاعات المنخفضة، ومراعاة تجهيز معدات قيادة النيران بذاكرة إلكترونية، تحتفظ بإحداثيات الهدف، حتى يمكِن الاستمرار في تَتبُّعه، في حالة اختفائه خلْف الهيئات الأرضية.
- اختيار الأسلحة، التي لا تحتاج إلى عدد كبير من الأفراد لتشغيلها.
ومن حُسن الحظ، أن أغلب هذه الشروط تتوافر في أسلحة الدفاع الجوي ومعداته الحديثة، المعروضة في أسواق السلاح.

القدرة على العمل في ظروف الحرب الإلكترونية (مقاومة الإعاقة الإلكترونية)

أصبحت الحرب الإلكترونية عنصراً رئيسياً، في أي عمليات جوية. وتبعاً لذلك، تنوعت المعدات والتكتيكات، التي تُستخدم لشل منظومات الدفاع الجوي.
ولأن الدفاع الجوي، يعتمد، أساساً، على المعدات الإلكترونية، لاكتشاف الطائرات المعادية وتتبُّعها، والحصول على معلوماتها، وتوجـيه الصواريخ، والمقاتلات وقيادة نيران المدفعية م/ ط، فقد أصبح من الضروري، أن يستخدم.
الأجهزة والوسائل الحديثة الآتية:

- أجهزة رادار قادرة على تغيير تردداتها، آلياً، لدى حدوث الإعاقة المعادية، وتشفير أوامر تشغيل الصاروخ.
- وسائل بديلة لاكتشاف الهدف وتتبُّعه (تليفزيون ـ أشعة تحت الحمراء ـ ليزر).
مثال: منظومة صاروخ Blazer، مزودَّة بآلة تصوير أمامية، تعمل بالأشعة تحت الحمراءFLIR - Forward Looking Infra - Red.
- أجهزة رادار من النوع أُحادي النبضة MonoPulse. وهذه تحقق درجة عالية من التحصين ضد الإعاقة والتشويش الإلكترونيين، علاوة على دِقة عالية في توجيه الصواريخ.
- أساليب فنية جديدة لتوجيه الصاروخ، مثل طريقة التتبُّع عبْر صاروخ TVMTrack – Via – Missile، المستخدمة في بطاريات Patriot. وتتغلب هذه الطريقة على الإعاقة الضوضائية عريضة النطاق، والإعاقة السلبية بالرقائق المعدنية.
- أجهزة الاستشعار السلبية Passive Sensors (تستقبل فقط، ولكنها لا ترسل)، لمقاومة الصواريخ المضادّة للإشعاع ARM -Anti-Radiation Missile.
- أجهزة الاستشعار، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
- أجهزة لادار LADAR - Laser Detection And Ranging ، وهي أجهزة استشعار حديثة، تجمع بين الرادار والليزر. وتستخدم الموجات الضوئية، المنبعثة من الليزر، كمرسل من جهاز الرادار. أما المُستقبِل، فيعتمد على تقنية الكهروبصريات. وتتميز أجهزة لادار بالدّقة العالية، وعدم تعرّضه للإعاقة الإلكترونية.
- المُستقبِلات (أجهزة الاستقبال) اللوغاريتمية. وهي ذات قدرات عالية على مقاومة أنواع مختلفة من الإعاقة.
- أجهزة التعارف IFF، التي تُوجِّه السؤال إلى طائرات محددة، بدلاً من الأجهزة الحالية، التي ترسل السؤال إلى جميع الطائرات، وتتعرض للتداخل والتشويش المعادي.

خفة الحركة.
من البديهي، أن تتلاءم خفة حركة السلاح مع المهمة، التي يُكلَّف بها. فإذا كان مُكلَّفاً بحماية منطقة حيوية، أو هدف حيوي ثابت في العمق، مثل القواعد الجوية، أو المناطق الإدارية الرئيسية، فلا يلزم أن يكون سلاحاً ذاتي الحركة، ويكفي أن تتهيّأ له القدرة على إجراء المناورة، في زمن معقول. أما إذا كان السلاح مستخدماً مع وحدات المشاة الآلية، فيجب أن يكون السلاح محمَّلاً على عربات خفيفة. وإذا كُلِّف بوقاية وحدة مدرعة، فمن الضروري أن يُركَّب على مجنـزرة.
وقد استوعبت مؤسسات الصناعات الحربية هذا الدرس ، ومن ثَمَّ، توسعت في إنتاج أسلحة الدفاع الجوي ومعداته ذاتية الحركة.
وعلاوة على ذلك، يُفضَّل أن تكون المعدات صغيرة الحجم، وأن يكون عدد مُكوِّنات وحدة النيران قليلاً. وهذا هو الاتجاه السائد في تصنيع الأسلحة الحديثة. فبطارية Patriot فيها جهاز رادار واحد، وعربة قيادة نيران واحدة، للسيطرة على ثمانية قواذف (32صاروخاً). بينما تحتوي بطارية هوك Hawk على خمسة أجهزة رادار وعربتين رئيسيتين، إضافة إلى ذيل إداري طويل. وتتكون البطارية من ستة قواذف، تحمل 18 صاروخاً فقط.
ويجب أن يتميز سلاح الدفاع الجوي بسرعة الاستعداد للاشتباك، أي سرعة التحول من وضْع الحركة إلى وضْع الإطلاق، ويفضل وجود نسبة من الأسلحة، قادرة على الاشتباك، أثناء التحرك.
ومن الضروري احتواء منظومة الدفاع الجوي على بعض الأسلحة والمعدات، التي يمكن نقْلها جواً، حتى تتمكّن القيادة من الاستجابة السريعة للمواقف المتغيرة.

مدى السلاح.
يتوقف مدى سلاح الدفاع الجوي، على نوع المهمة، التي يُكلَّف بها. فإذا كان عليه أن يحمي تشكيلاً مدرعاً، أثناء التحرك ، فيجب أن يكون مداه أطول من مدى المقذوف المضادّ، إضافة إلى بُعد موقِع سلاح الدفاع الجوي عن الحدّ الأمامي للقوات.
مثال: إذا كان التشكيل المدرع، يتوقع هجوماً بصواريخ هيلفاير Hellfire، التي تُطلقها الطائرات العمودية، من مسافة 8 كم، وأن موقع وحدة الدفاع الجوي، سيكون خلْف الحد الأمامي للدفاعات، بمسافة 1 ـ 2 كم، فمن الضروري أن يكون مدى السلاح الجوي 9 كم، على الأقل.
وعلى كلٍ، فلا بدّ أن يتنوع مدى أسلحة الدفاع الجوي، لتكون قادرة على تغطية المجال الجوي، من مسافات بعيدة، بقدر الإمكان، واستمرار الاشتباك بالطائرات المعادية، على جميع الارتفاعات.
غير أن الاتجاه الحديث، الذي طُبِّق في حرب تحرير الكويت، هو استخدام مقذوفات جو/أرض، التي تطلق من مسافات بعيدة جداً Stand – off Weapons، قد تصل إلى 90 كم. ولا توجد أسلحة دفاع جوي أرضية، تتفوّق عليها في المدى، إلا قليلاً، مثل صاروخ Patriot ـ 160 كم وصاروخ سام ـ 5 (150ـ 300 كم).

وهنا يأتي دور المقاتلات الاعتراضية، إذ تُكلَّف بمهمة اعتراض الطائرات المعادية ـ التي تحمل هذه الأسلحة ـ على مسافات بعيدة. ومن المتوقع، في هذه الحالة، وجود دوريات حراسة طائرة، للقاذفات المعادية. وهذا يعني أن المقاتلات، ستدخل في معارك جوية ضد مقاتلات العدو. ومن ثَمّ، يجب أن تزيد مسافة صواريخ جو ـ جو على مثيلاتها في المقاتلات المعادية، لأن الطيار، الذي يُسلَّح بصاروخ ذي مدى أطول، تكون لديه فرصة مبكرة لإصابة المقاتلة الأخرى.
وثمة عامل آخر، يتعلق بمدى عمل المقاتلات الاعتراضية، التي تُكلَّف بحراسة القاذفات، إذ يجب أن يسمح مداها بمصاحبة القاذفات، من البداية إلى النهاية. وقد حدث أثناء معارك الهجوم الجوي الألماني على بريطانيا، في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، أن استخدم الألمان مقاتلات مسر شميت – 109 Messerschmitt BF-109، لحراسة القاذفات، التي كُلِّفت بقصف لندن، ولكن المقاتلات فشلت في تنفيذ هذه المهمة، لأن مداها كان يراوح بين 100 - 125 ميلاً فقط، وهو أقلّ من مدى المهمة، التي كُلِّفت بها القاذفات. ونتيجة لذلك، انفردت المقاتلات الاعتراضية البريطانية بالقاذفات الألمانية، وأسقطت منها أعداداً كبيرة.


يتبع...

 

 


المنتصر

يقول احد القادة القدماء وهويخاطب جنوده . ( اذا لم تكونوا مستعدين للقتال من أجل ما تروه عزيزاً عليكم , فسوف يأخذه أحد ما عاجلا أو اَجلا , واذا كنتم تفضلوا السلام على الحرية فسوف تخسرونهما معاً , واذا كنتم تفضلوا الراحة والرخاء والسلام على العدل والحرية فسوف تخسروهما جميعا ) .

   

رد مع اقتباس